مقال بعنوان (الارهاب الاجتماعي)
اعداد / م.م. بسمه برهان رشيد
كلية التربية للعلوم الانسانية
قسم العلوم التربوية والنفسية
جامعة كربلاء
basma.b@uokerbala.edu.iq
 
الرهاب الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي ، هو أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في العالم الحديث ، ويؤثر بشكل كبير على حياة المصابين به. يتمثل الرهاب الاجتماعي في خوف دائم وشديد من المواقف الاجتماعية ، حيث يخشى الشخص من التفاعل مع الآخرين أو من تقييمهم له بشكل سلبي , وعلى الرغم من أن الشعور بالخجل أو التوتر في بعض المواقف الاجتماعية يُعد أمرًا طبيعيًا ، إلا أن الرهاب الاجتماعي يتجاوز ذلك ليصبح عائقًا حقيقيًا أمام ممارسة الحياة اليومية , مثل حضور الاجتماعات ، أو تقديم العروض ، أو حتى التفاعل البسيط مع الآخرين.
وان الرهاب الاجتماعي لا يتوقف تأثيره على الجانب النفسي فقط ، بل يمتد ليشمل الجوانب الجسدية والاجتماعية والمهنية ، مما يجعل التعرف عليه ومعالجته أمرًا في غاية الأهمية , ومن خلال فهم الأسباب والعوامل المساهمة في ظهوره ، يمكن تقديم الدعم والعلاج المناسبين لتحسين جودة حياة المصابين به.
الرهاب الاجتماعي المعروف أيضًا بـ”اضطراب القلق الاجتماعي” هو حالة نفسية تتميز بالخوف الشديد من المواقف الاجتماعية أو الأداء أمام الآخرين ، حيث يشعر الفرد بالقلق المفرط من التقييم السلبي أو الإحراج , هذا الخوف يمكن أن يكون معيقًا للحياة اليومية ، مثل التفاعل في العمل أو المدرسة أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
 
أعراض الرهاب الاجتماعي
تتراوح أعراض الرهاب الاجتماعي بين الجسدية والنفسية والسلوكية:  
  1. الأعراض النفسية:
– خوف مفرط ومستمر من المواقف الاجتماعية.
– قلق من التقييم السلبي أو الإحراج.
– تجنب المواقف الاجتماعية.
– التركيز المفرط على الذات أثناء التفاعل الاجتماعي.
  1. الأعراض الجسدية:
– تسارع ضربات القلب.
– التعرق المفرط.
– جفاف الفم.
– الارتجاف أو الاهتزاز.
– صعوبة التنفس أو الإحساس بالاختناق.
– احمرار الوجه (الخجل).
  1. الأعراض السلوكية:
– تجنب الحديث أمام الجمهور أو الغرباء.
– صعوبة بدء المحادثات أو الحفاظ عليها.
– الابتعاد عن المناسبات الاجتماعية.
 
أسباب الرهاب الاجتماعي
تختلف أسباب الرهاب الاجتماعي بين العوامل النفسية، البيئية، والوراثية، ومنها:
  1. *العوامل النفسية:*
– *التجارب السابقة المؤلمة:* مثل التعرض للسخرية، التنمر، أو النقد الحاد.
– *انخفاض الثقة بالنفس:* مما يجعل الشخص يشعر بأنه غير كفء أو غير مقبول اجتماعيًا.
– *الخوف من الفشل:* قلق مستمر من أن يؤدي إلى إحراج نفسي.
  1. *العوامل البيولوجية:*
– *الوراثة:* قد يكون للرهاب الاجتماعي ارتباط جيني، حيث يميل إلى الانتشار في العائلات.
– *اختلال كيميائي في الدماغ:* انخفاض مستويات السيروتونين يمكن أن يزيد من القلق الاجتماعي.
  1. *العوامل البيئية:*
– *التنشئة الصارمة:* النمو في بيئة تنتقد السلوكيات الاجتماعية بشدة.
– *قلة التعرض للتفاعلات الاجتماعية:* مما يجعل الشخص يفتقر إلى المهارات الاجتماعية الأساسية.
  1. *العوامل الثقافية:*
– التقاليد التي تُشدد على أهمية السمعة الاجتماعية أو تخشى من النقد.
 
تشخيص الرهاب الاجتماعي
يتم التشخيص عادةً من قبل مختص نفسي أو طبيب نفسي بناءً على:  
  1. مقابلات شخصية لتقييم الأعراض ومدى تأثيرها على الحياة اليومية.  
  2. استخدام استبيانات أو مقاييس مخصصة لتقييم اضطرابات القلق الاجتماعي.  
  3. استبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة، مثل اضطرابات القلق العام أو الاكتئاب.  
 
علاج الرهاب الاجتماعي
  1. العلاج النفسي:
– *العلاج السلوكي المعرفي (CBT):*  
  – الأكثر فعالية في علاج الرهاب الاجتماعي.  
  – يساعد على تحديد الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار أكثر إيجابية.  
  – يعمل على تعريض الشخص تدريجيًا للمواقف التي تسبب القلق للتغلب عليها.
– *التدريب على المهارات الاجتماعية:*  
  – يركز على تعليم الفرد كيفية التفاعل مع الآخرين بشكل أكثر ثقة.
*2. العلاج الدوائي:*
– *مضادات الاكتئاب:* مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل “سيرترالين” و”باروكسيتين”.  
– *الأدوية المهدئة:* مثل البنزوديازيبينات، لكنها تُستخدم لفترات قصيرة بسبب خطر الإدمان.  
– *حاصرات بيتا:* للتحكم في الأعراض الجسدية مثل تسارع ضربات القلب.  
*3. التقنيات السلوكية:*
– *تقنيات الاسترخاء:* مثل التأمل، وتمارين التنفس العميق.  
– *التعرض التدريجي:* مواجهة المواقف المخيفة خطوة بخطوة.  
*4. الدعم الاجتماعي:*
– *مجموعات الدعم:* مشاركة التجارب مع آخرين يعانون من نفس المشكلة.  
– *الدعم الأسري:* تشجيع العائلة للفرد على مواجهة خوفه دون ضغوط إضافية.  
 
*نصائح للتعامل مع الرهاب الاجتماعي*
  1. تعلم تقنيات إدارة القلق مثل التأمل أو اليقظة (Mindfulness).  
  2. وضع أهداف صغيرة : البدء بمواقف اجتماعية سهلة وزيادة التحدي تدريجيًا.  
  3. تحسين الثقة بالنفس : كتابة الإنجازات الإيجابية والتركيز على النجاحات.  
  4. تقبل الذات : تذكير النفس أن الأخطاء جزء طبيعي من الحياة.  
  5. البحث عن دعم متخصص : استشارة مختص نفسي عند الحاجة للحصول على التوجيه المناسب.  
الخلاصة
الرهاب الاجتماعي هو اضطراب شائع يمكن أن يكون معيقًا إذا لم يُعالج , ومع ذلك فإن العلاج النفسي والدوائي ، بالإضافة إلى التمارين السلوكية والدعم الاجتماعي ، يمكن أن يساعد بشكل كبير في التغلب على هذه المشكلة من المهم أن يتخذ الفرد خطوات جدية نحو مواجهة مخاوفه والتعامل معها تدريجيًا لتحسين جودة حياته.
 
المصـــــــــــــــادر
  • ^ Chartier، M. J.؛ Walker، J. R.؛ Stein، M. B. (2003). “Considering comorbidity in social phobia”. Social Psychiatry and Psychiatric Epidemiology.. DOI:10.1007/s00127-003-0720-6PMID:14689178.
 

شارك هذا الموضوع: