تعتبر طريقة المناقشة من الطرائق الحديثة المستخدمة في التدريس, ولكن يذكر بعض رجال التربية والمهتمين بطرائق التدريس ان لهذه الطريقة جذوراً تاريخية تمتد الى عصر الفيلسوف اليوناني (سقراط) الذي أبتدع طريقة الحوار والتي عرفت فيما بعد بالطريقة (السقراطية) اذ كانت طريقته في التعليم تعتمد على الحوار والحديث مع طلبته فكان يسأل السؤال ويستدرج المسؤول حتى يجيب ومع مرور الايام تطورت هذه الطريقة لتأخذ ابعاداً واشكالاً وادواراً مختلفة بالنسبة لطبيعة المناقشة فمن المناقشة الحوارية المستمدة من الطريقة (السقراطية) الى المناقشة الصفية التي تدور بين المدرس والطلبة انفسهم الى المناقشة الجماعية التي اخذت حديثاً اشكالاً مختلفة كالمناقشات المفتوحة والندوات وغيرها.
وتعرف طريقة المناقشة بانها (اسلوب في التعليم يتم فيه تبادل الآراء بين المدرس والطلبة أو بتقسيم الطلبة الى جماعات يختارون لهم رؤساء من بينهم لمناقشة موضوعات معنية)
اساليب المناقشة . لطريقة المناقشة اساليب عدة منها.
اولاً/ اسلوب الندوة.
هو اسلوب من اساليب المناقشة يشترك فيه مجموعة صغيرة من الطلبة (6-8) يجلسون امام الصف على شكل نصف دائرة ولهذه المجموعة مشرف او مقرر يتم اختياره من بين الطلبة يتولى ادارة الندوة فيما يخص الموضوع المطروح للنقاش كما ان من واجبه ان ينسق ويوازن بين الآراء المطروحة في المناقشة ولما كانت مهمة المشرف ليست باليسيرة فانه غالباً ما يتولى المدرس أمر القيام بها وخاصة عندما لا يوجد الطالب الذي تتوافر فيه القدرة والقابلية على القيام بهذه المهمة , وفي ختام المناقشة يفسح المقرر المجال لبقية الطلبة بالاشتراك بالمناقشة من خلال توجيه الاسئلة ويتولى هو بدوره الاجابة عنها أو يسند امر الاجابة عنها الى اعضاء الندوة وتنتهي الندوة بخلاصة مركزة تتضمن الافكار والآراء التي هي موضوع النقاش والنتائج التي يتم التوصل اليها.
ثانياً / حلقة المناقشة (السمبوزيوم).
في هذا الاسلوب يجلس (5-8 ) من الطلبة امام الصف ويتكلم كل واحد منهم عن جانب معين من موضوع المناقشة ويتولى المشرف ادارة المناقشة وتلخيص رأى كل عضو من اعضاء حلقة المناقشة لطلبة الصف وبعد انتهاء اعضاء حلقة المناقشة من الادلاء بآرائهم حول الجوانب المختلفة لموضوع النقاش يفسح المجال لبقية الطلبة الجالسون في الصف الاول من الاشتراك بالمناقشة او توجيه الاسئلة حول الجوانب المختلفة لموضوع النقاش ويقوم المشرف بدوره بتوجيه الاسئلة التي وجهها الطلبة الى اعضاء حلقة المناقشة وبعد ذلك الى الطالب الذي ناقش الجانب الذي تضمنه السؤال ثم يقوم المشرف بعد انتهاء المناقشة بتقديم ملخص مركز عن الافكار والآراء المختلفة التي عرضها المناقشون وابرز النتائج التي توصلوا اليها.
ثالثاً /المناقشة الثنائية (النقاش الجدلي)
في هذا الاسلوب يدور النقاش بين اثنين من الطلبة احدهما يطرح الاسئلة والاخر يجيب عليها وهو اسلوب يتسم بالطابع الجدلي.
رابعاً/ اسلوب النقاش الحر.
يعتمد هذا الاسلوب على المدرس اذ يقوم بتخطيط وتصميم المناقشة التي سيديرها واعلام طلبته مسبقاً بموضوع المناقشة واعطائهم فكرة واضحة عن الموضوع وتزويدهم بأسماء المصادر المتعلقة بموضوع المناقشة لكي يفسح لهم المجال لقراءتها والاطلاع عليها كما يقوم بإعداد اسئلة متنوعة لتغطية موضوع المناقشة وفي هذا الاسلوب يتصدر المدرس الصف أذ يقوم بتوجيه الاسئلة التي يتوخى من خلالها اثارة تفكير الطلبة وحملهم على ان يسالوا هم ايضا حتى يتحول الصف الى مجموعه مغلقة متفاعلة بين سائل ومجيب ويبرز دور المدرس في ايجاد جو ديمقراطي يسوده التعاون في البحث والمناقشة .
محاسن طريقة المناقشة.
لطريقة المناقشة فوائد او محاسن عديدة عند استخدامها في التدريس يمكن حصرها بما يأتي:-
تعد من افضل الطرائق التدريسية التي تضمن اشتراك اكبر عدد من الطلبة في الدرس اشتراكاً ايجابياً.
تجعل الطالب مركزاً للفاعلية بدلاً من المدرس وتتيح الفرصة له لان يتعلم بنفسه فتعود الطلبة الاعتماد على انفسهم وهي بهذا تنقلهم من الموقف السلبي الى الموقف الايجابي محققة الفهم السليم والتعلم الصحيح.
تعتبر خير وسيلة لتنمية الاتجاهات الاجتماعية المحمودة لدى الطلبة كالتعاون والمساعدة والمشاركة ورحابة الصدر والانسجام والتفاهم.
تعود الطلبة على اصول المناقشة العلمية الصحيحة وعلى الانضباط الذاتي من خلال الثقة بالنفس وهذا بدوره يحمل الطالب على الاعتزاز بنفسه وتعزيز شخصيته فيبذل جهده في ان يتصرف تصرفاً حكيماً ليبرهن على انه جدير بالثقة التي منحت له من قبل المدرس.
تراعي الفروق بين الطلبة من خلال فسحها المجال لجميع الطلبة للاشتراك بالفعاليات والانشطة كل حسب قدرته وقابليته ففيها يمتلك الطلبة الحرية في ابداء الآراء وتقديم التعليقات.
تساعد طريقه المناقشة على تثبيت المعلومات وابقائها مدة اطول في ذهن الطلبة لأنها ثمرة جهدهم داخل الصف أذ اعدوها بأنفسهم وبذلوا جهداً في تحضيرها وتقديمها للمناقشة.
تربي الطلبة على الجرأة والشجاعة والصراحة في طرح الافكار وابداء الرأي وتحررهم من الخجل والخوف والتردد والانطواء دون الاخلال بآداب المناقشة.
تبعد الملل والضجر عن الطلبة نظراً للفعاليات التي يؤدونها والمسؤوليات والواجبات المعهودة اليهم.
تشجع الطلبة على التعلم بعضهم من بعض وهذا ما يسمى بالتلاقح والتبادل الفكري.
تفسح المجال امام الطلبة لتصحيح اخطائهم بأنفسهم وذلك بنبذهم الحلول الخاطئة خلال المناقشة الجماعية .
مساوئ طريقة المناقشة.
لا تخلو هذه الطريقة كغيرها من طرائق التدريس من وجود بعض العيوب التي تكتنفها وتقلل من اهميتها وبالإمكان تبيان عيوب هذه الطريقة بالنقاط الاتية.
ان الحرية المعطاة للطلبة في المناقشة وادارتهم الصف بأنفسهم قد تضعف من مركزية المدرس واهميته فيختل التوازن وتسود الفوضى.
الخروج من الموضوع الاصلي للمناقشة فقد يندفع الطلبة الى الاسترسال في مناقشة مواضيع ثانوية لا تمت الى موضوعهم بصلة مما يؤدي الى ضياع الوقت.
حدوث بعض المشاكل الانضباطية وبخاصة عندما يتعصب البعض من الطلبة لآرائهم ويردون بكلمات تؤثر في شعور وعواطف الاخرين والمدرس الماهر يستطيع التغلب على ذلك بتوفيقه بين اراء طلبته قبل فوات الاوان.
قد يستأثر بعض الطلبة الاذكياء بالمناقشة او الكلام دون ان يتركوا لبقية زملائهم فرصة المشاركة فيقتصر وجودهم على الاستماع والمشاهدة وبخاصة اذا ما ضم الصف بين طلبته بعض الطلبة الخجلين والانعزاليون وتقع المسؤولية هنا على المدرس بتقسم الادوار والحوار بشكل متساوي بين الطلبة.
قد لا تتوفر مكتبات في المدارس تغني الطلبة بالمصادر المتنوعة التي تساعدهم في توسيع دائرة معلوماتهم وحل مشاكلهم , وبهذا يلتزم الطالب في المادة المقررة في الكتاب مما يقلل من أهمية طريقة المناقشة.
تحتاج طريقة المناقشة الى وقت وحصص كثيرة لكي يصل الطلبة المناقشون الى اتفاق تام على صياغة وضع المعلومات العلمية بصورتها الصحيحة أو شكلها النهائي.
الاهتمام بالطريقة لا بالأهداف , فقد ينهمك الطلبة في ميكانيكية الطريقة مهملين الأهداف التي ترمي أليها .