مقالة بعنوان ملف الانجاز كأداة للتقويم البديل

التقويم البديل: يعد مفهوم التقويم البديل من المفاهيم الواسعة التي تتضمن أنواعاً عدة من أساليب التقويم التي تتطلب من المتعلم القيام بأداء مهام أدائية ذات معنى , وتكون مماثلة لنشاطات التعلم وليس اختبارات تقليدية (موضوعية, مقالية)(الحميدي, 2016: 64). ومن الجدير بالذكر أن مفهوم التقويم البديل قد تطور بفعل ما ظهر من نظريات تربوية حديثة, وبناءً على نظرتها إلى المنهج وعملية التعليم والتعلم بنحوٍ عام وعملية التقييم بنحوٍ خاص , والدور المتوقع أن تؤديه في مجال المنهج فضلاً عن التقدم التقني في مجال أدوات القياس الذي يقوم عليه التقييم (عطية, 2013: 33).

ويرى الباحث أن الذي أدى لظهور التقويم البديل هو العيوب التي صاحبت التقييم التقليدي الذي اعتمد على الاختبارات .

إنَّ التقويم البديل هو ذلك التقويم الذي يدمج المتعلمين في مهام ذات معنى ويبدو كأنشطة تعلم يشعر بها المتعلم , بحيث تتضمن مهارات تفكير عليا وتناسق وترابط بين المعارف والمعلومات , وتنقل إلى المتعلم معنى القيام بعمله على نحو جيد بحيث يتضمن المعايير التي يتم الحكم في ضوئها , وبهذا يكون التقويم محدد بمستوى ومعايير أكثر من كونه معتمد على أدوات تقييم مقننة  (جابر, 2002: 77).

وذُكر أنَّه ذكل التقويم الذي يجعل من المتعلم منغمساً في مهمات ونشاطات وتكليفات مختلفة ذات معنى له وقريبة من مهامه ومسؤولياته في العالم الحقيقي الواقعي الذي سوف يواجهه أثناء دراسته, أو بعد تخرجه؛ كونه يضم عمليات تفاعلية بين المتعلم وأستاذه مع توافر التغذية الراجعة الملائمة (سمعان, 2006: 603). 

الأسباب التي أدت إلى ظهور التقويم البديل : 

1.  الاقتصار على اختبار الحد الأدنى للكفايات والتي تقتصر على الورقة والقلم كان لها الآثار السلبية على افتقار المتعلمين إلى المهارات العقلية العليا .

2.  إنَّ الاختبارات التقليدية لا تعكس بدقة الأهداف التربوية الجديدة, فالإفراط في استعمال هذه الاختبارات أدى إلى نتائج أكثر خطورة؛ لأن هذه النتائج تستعمل في اتخاذ قرارات متعددة تؤثر في تحصيل المتعلمين وتوجهاتهم ومستقبلهم وفي أداء المدارس بل في النظام المدرسي بأكمله .

3. تخوف أصحاب الأعمال من افتقار المتعلمين إلى الكفايات المرجوة التي تؤهلهم للتنافس في الاقتصاد العالمي المتسارع .                                     (علام, 2008: 15)

ملف الإنجاز (بورتفوليو) كأداة للتقويم البديل 

   يمثل ملف الإنجاز أحد أدوات التقويم البديل التي ظهرت مجدداً على الساحة التربوية في الربع الأخير من القرن العشرين, إذ يعد من أهم المفاهيم التي أثارت جدلاً وإرباكاً لدةى المشتغلين في المجال التربوي ؛ نظراً لأن الكثير ممّن يستعملونه لم يفرقون بينه وبين حوافظ الطلبة. وفي الآونة الأخيرة كثر الحديث عن ملف الإنجاز كأداة للتقويم البديل , وفي ذلك أشار زيتون(2007) إلى اختلاف أسماء ومسميات ملف الإنجاز فمنها تسميته الاسم الانجليزي (بورتفوليو), أو الصحائف الوثائقية, أو سجلات الأداء, أو حوافظ الأعمال, أو الحقيبة التقويمية, أو التقويم بالحقيبة التعليمية (الزبيدي, 2011: 53).

أهمية ملف الإنجاز 

     ويشير نصار( 2017 ) أن ملف الإنجاز أحد أهم نتاجات القرن العشرين على الساحة التربوية، وما يجنيه المعلم من وراء هذا الملف هو تقييم طلبته بطرق بديلة عن اختبا ا رت الورقة والقلم فهذا الملف يسمح للمعلم بتقييم ذاته ومن ثم يزيد إبداعه وتفكيره، ويحمل في طياته العديد من الفوائد التربوية. ويؤكد الرباط ( 2012 ) أن اختبارات الورقة والقلم ليست هي الأداة الوحيدة للتقييم ويعطي فرصة أكبر للتواصل والتفاهم بين ولي الأمر وٕادارة المدرسة وتعرُف أداء ابنه ويقيس أداء الطالب معتمدًا على مقارنه أدائه الراهن بأدائه السابق وليس بأداء أقرانه فينمي مهارات التقييم الذاتي لدى الطلاب، حتى يكونوا أقل اعتمادًا على ما يضعه المدرسون لأعمالهم من تقديرات فهو يساعد على التكامل بين كل من التعليم والتقييم حيثُ أن عملية بناء ملف الأعمال وجمع مفرداتها تحمل في طياتها توظيف الطلاب لمهارات التقييم الذاتي، وحل المشكلات، والتفكير الناقد، والتفكير الاستقلالي(حج عمر، 2011: 34).

 محتويات ملف الإنجاز (بورتفوليو): 

     من طريق إطلاع الباحثان على دراسات عدة ومنها دراسة (نصار, 2017), ودراسة جيوسي (2020) , ودراسة العتيبي (2017), الطاهر(2012), ودراسة آل حويز(2020) اعتمد الباحث المحتويات المكونة لملف الإنجاز شكل (1) , والتي على أساسها يتم تقييم الطلاب .