جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية (قسم التاريخ)
مفهوم منهج البحث العلمي
هو الوسيلة او الطريقة التي تساعد الباحثين للوصول الى نتائج علمية قيمة. وفق معايير وضوابط من شأنها ان تساعد على قوة او ضعف تلك النتائج .وينقسم حسب التخصص العلمي فهناك منهج بحث خاص بالعلوم الإنسانية واخر خاص بالعلوم الصرفة بل حتى على مستوى التخصص الدقيق فهناك منهج البحث العلمي التاريخي وهناك منهج العلوم السياسية وكلاهما من العلوم الإنسانية .
التقنيات الحديثة
ان التقنيات الحديثة هي ما توصلت اليه الحضارة الإنسانية في التكنلوجيا عالية المستوى في سبيل تحقيق تقارب اكثر كالاتصالات الحديثة او توفير حياة رغيده او اهداف ستراتيجية تصنعها الدول كالتسلح والتكنلوجيا ،وبما ان الباحثين استطاعوا من توظيف علم الاتصال الحديث كمساعد في اعداد بحوثهم لكن بدون ضوابط علمية واكاديمية ،ولم يكتب او على الأقل لم يصل الينا مصدر تقنن استخدام التقنيات الحديثة .اما التقنيات المستهدفة في هذه الورقة العلمية هي (مواقع الانترنت والفيسبوك وتويتر والموبايل كاتصال الفايبر والواتس اب والتلغرام والاقراص الليزية المضغوطة والسكايب …الخ)
الإشكالية
لا يوجد مصدر علمي يساعد على توضيح الالية في عملية توظيف التقنيات الحديثة في البحث العلمي .
لا توجد تعليمات مركزية تساعد الباحثين على الاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة في البحث العلمي .
لا توجد مؤتمرات او ندوات علمية او لقاءات اكاديمية تساعد على وضع خارطة طريق لتوظيف التقنيات الحديثة .
ضعف الاهتمام الاكاديمي بمادة منهج البحث العلمي الاكاديمي واعتبارها مادة ثانوية على الرغم انها تعد صلب البحث العلمي .
اعتماد بعض الباحثين على التقنيات الحديثة بشكل عشوائي فظهرت سلبيات في بحوثهم مثل ضعف المادة العلمية والتخبط في تثبيت الهامش وغيرها .
إيجابيات استخدام التقنيات الحديثة
اختصار الوقت :-
وفرت التقنيات الحديثة الوقت والجهد المبذول عن طريق توفير مصادر ومراجع حتى النفائس منها وتمكن الباحث بشكل مجاني او بالمال من الحصول على عشرات المخطوطات والوثائق والمصادر الاصلية والمراجع الثانوية مثلا عن طريق قرص ليزري مضغوط DVD مثل قرص المكتبة النور الشاملة ذو الفين كتاب ،او موقع مكتبة الكونغرس الأميركية ،او مواقع تحت عنوان تحميل كتب مجانية PDF ومواقع تحميل الدوريات النادرة وهناك مكتبات الكترونية تبيع نسخ الكترونية من الكتب مثل مكتبة النيل والفرات ،ووفر السكايب المقابلات الشخصية بين الدول والفيس بوك أيضا الذي عرض عشرات المقالات العلمية ،وبذلك استطاع الباحث من توفير وقت ثمين جدا فيما لو اتقن الاستخدام الأمثل .
الحصول على المصادر النادرة :-
ان التقنيات الحديثة وفرت عشرات المصادر النادرة الاصلية مثل المخطوطات والوثائق فالحاسبة الالكترونية الخاصة بالعتبة العباسية يوجد فيها ما يقارب المائة وعشرون الف مخطوطة بين الأصل والمصور ،وأيضا على سبيل المثال ان بعض المواقع الالكترونية عرضت صحف مفقودة مثل (زوراء ) التي تأسست 1869 وهي او صحيفة عراقية واكليل الورد والفرات والاستقلال وغيرها .فضلا عن ظهور بعض الوثائق بين الحين والأخر مثل موقع ويكليكس .
الإضافات العلمية الجديدة :-
بإمكان الباحث ان يضيف الفائدة العلمية إضافية لم يتوقع الحصول عليها ولكن التقنيات الحديثة فتحت له افاق جديدة وفروع أخرى وهذا التراكم المعرفي المضاف كان بسبب الوفرة والنوع في المصادر الحاصل من تلك التقنيات وبخاصة ان بعض المواقع الالكترونية تعرض اخر الطبعات وبعض المواقع فيها عشرات المقالات وأخرى تعرض مادة علمية ليس من اتجاه واحد بل من عدة اتجاهات .
الانفتاح والاطلاع الخارجي :-
ضرورة اطلاع الباحثين على التقنيات الحديثة والأساليب المتطورة في منهج البحث العلمي ومعرفة مدى التطور في الأساليب العلمية والأدوات الجديدة .فضلا عن ذلك ان التقنيات الحديثة هي نافذة للباحث على العالم ومعرفة مدى التطور الحاصل والنظريات التي تسقط النظريات القديمة .
شمولية البحث والتقصي :-
ان معرفة بعض المواقع الالكترونية اشبه بمحصلة معرفية علمية قد تضيف للبحث العلمي وتجبر الباحث على التقصي الالكتروني وذلك بمتابعة الموضوع من موقع الى اخر حتى يصبح اشبه بتحقيق الكتروني عن قضية ما بمجرد ان يدخل المعلومة المراد مثل (( الأوضاع الاجتماعية في العراق في خمسينات القرن العشرين )) ثم انقر ابحث فتظهر عشرات النوافذ التي من خلال يتابع الباحث حتى يجد ضالته فضلا عن ذلك فتح افاق كثيرة لموضوع البحث .
سلبيات التقنيات الحديثة بالنسبة لمنهج البحث العلمي
هدر الوقت :-
ان استغراق الباحث في البحث والتقصي عن ضالته في قرص ليزري يحوي الفين كتاب من شأنه متعب ويستنزف الوقت ،او البحث في موقع عن موضوع ما يحوي خمسة عشرة نافذة وكل واحدة تتفرع الى عشرة نوافذ او اكثر وهكذا فأنه هدر للوقت لانها تشتت الباحث اكثر وبالتالي يضيع بين المواقع الالكترونية .
عدم الرصانة :-
هناك بعض المواقع الالكترونية غير رصينة في مادتها العلمية لاسباب كثيرة منها الإضافات الغير علمية مثلما نراه في موقع( ويكيبديا ) بسبب الإضافات لاشخاص غير اكاديميين او متخصصين او الاستغلال الطائفي والديني والقومي والعنصري وهذه الميول خلقت لنفسها مواقع خاصة تعرض افكارها بشكل كبير مثل المواقع الإسرائيلية التي تمهد لفكرة الوطن القومي لليهود وغيرها من الترهات الدينية مثل شعب الله وغيرها وبالتالي يقع الباحث من حيث لا يشعر بمصيدة التزوير او المعلومة الضعيفة مثل مواقع الطائفية التي تمولها بعض الدول او القومية العنصرية التي تدعمها بعض الاتجاهات او مواقع انفصالية على سبيل المواقع التي تروج بان مصر غير عربية بل بطلميه كان يحكمها بطليموس في أثينا وهذا التزوير وهذا الضعف العلمي أخرجت نتائج ضعيفة او مزورة او مشوهة للحقيقة والباحث العجول وغير العلمي وغير متقن لمنهج البحث العلمي فسوف يأخذ بتلك الأمور على حساب القيمة العلمية .
الكسل :-
ان التقنيات الحديثة من شأنها ان تجعل الباحث كسول لانه جميع نشاطه البحثي يكون امام الحاسبة الالكترونية او عمله بالهواتف الذكية وبالتالي يفقد ميزة البحث والتنوع في المصادر لان المكتبات التقليدية مصنفة دوريات ووثائق ومصادر ومراجع وحسب الابجدية او تصنيف ديوي اما التقنيات الحديثة غير مصنفة ،وبالتالي يعتمد الباحث فقط على حاسبته او التقنية الحديثة بشكل عام فتبعث في روحه الكسل وبالتالي عندما يضايقه الوقت يعتمد على المعلومات الضعيفة او المزورة في سبيل اتمام موضوعه في البحث.
الانحرفات الفكرية :-
بسبب الانفتاح الواسع على العالم فأن الباحث يرى جميع التيارات والاتجاهات الفكرية والسياسية التي تحمل اجندات سياسية وطائفية وشيطانية توظف التقنيات الحديثة لصالحها ومن وسائلها توظيف العلوم لمصلحتها .
الاثار الصحية الجانبية :-
بسبب الاعتماد الكلي من قبل الباحثين على التقنيات الحديثة فلا يتوانى الظهور امام الحاسبة او الهواتف الذكية بمسافة قصيرة وبوقت يصل الى خمس ساعات او اكثر في اليوم الواحد فتظهر اثار جانبية مثل جفاف العين وضعف النظر وفقدان احد الألوان او الصداع المزمن او تورم في الرسغ او الألم الدسك او الانحراف في الفقرات القطنية بسبب الجلوس الطويل وحتى في الفقرات العنقية الاطلس التي تسبب خدر في الايدي فضلا عن الصداع .