مقالة بعنوان: منهج الماوردي في كتابة نصيحة الملوك(الوثائق السياسية وتشمل كتب العهود,الخطب,الرسائل,الكتب الرسمية) .
اعداد طالبة الدكتوراه
لمياء موسى مدلول
من خلال دراستنا الروايات التاريخية للماوردي في كتابة نصيحة الملوك فقد اتضح لنا انها كانت وفق المنهج المقارن للروايات من خلال تتبعنا لورود تلك الروايات في المصادر الأخرى ومقارنتها مع ماورد من روايات الماوردي خصوصاً المصادر المتقدمة عن عصر الماوردي
أورد الماوردي في كتابه نصيحة الملوك بعض الخطب والكتب الرسمية ومنها . ” وقد قال أردشير في عهده الجليل الخطر,العظيم القدر,الذي جعله دستور الملوك: وفي الرعية ضَرْب أتوا الملوكَ من أبواب النصائح لهم, والتَمَسُوا إصلاحَ منازلهم بإفساد منازل الناس فأولئك أعداء الناس وأعداء الملوك ,ومن عادى الملك وجميع الرعية فقد عادى نفسه”
“قال سابور بن أردشير في عهده لابنه: واحذرْ ان تكون معروفاً عند وزرائك بالسرور بالمتابعه لك على هواك,أو أن يظهر بك إيثارٌ لمن فعل ذلك منهم وتفضيلٌ له على من سواه, فيلتمسوا الحظوة بموافقتك على مافيه ضياع عملك وهلاك رعيٌتك,فإنّ منِ أشد الأمور تخوفاً لنصائح الأعوان, وأكثرها ضرراً على الملوك “ (
ويعد هذا من أهم العهود في الحضارة الساسانية والتي كانت تعد وثائق سياسية رسمية للدولة في تلك الفترة .
ومن الكتب الرسمية كتاب الاسكندر إلى ارسطا طاليس إذ قال الماوردي” قال: وكتب الأسكندر إلى ارسطا طاليس بعدما نفذت يده في المشرق والمغرب,وبَلَغَ من الملْك مالم يبلغه قبله احد:اكتبْ إليّ بموعظة موجزة تردع وتنفعْ, فكتب إليه:إذا استوت بك السلامة فجدّدْ ذِكر العطب, وإذا هنأتك العافية فحدّث نفسك بالبلاء,وإذا أطمأن بك الأمر فاستشعر الخوف, فإذا بلغْت نهاية الأمل فاذكر الموت,وإذا أحببت نفسك فلا تجعلنَّ لها في الاساءة نصيباً “
“وكتب أرسطا طاليس الى الإسكندر: ِمن حُسْن التدبير أن يأمن أهل الورعِ والسلامةِ عقوبَتَكَ,وبوطن أهل الريبة والذعارة أنفسهم على نزول نقمتك بهم “
“وقال الرسول () لمعاذ حين بعثه الى اليمن وأعْلِمْهم أنَّ الله قد اوجب عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فتردَّ على فقرائهم”
“قالوا ووفد عمرو بن أميه الضمري على النجاشي فدخل عليه فقال : إنا وجدناك كأنك في الرقة علينا منـا,وكأنا في الثقة بك منك, لأنا لم نردك لأمر قط إلاَّ نلناه ولم نخفك عليه إلاَّ أمِنّاه”
“ولقد بلغنا أن عبد الملك بن مروان خطب يوماً بمكه,فلما صار إلى موضع العظة قام إليه رجل من الصوحان, فقال:مهلاً مهلا إنكم تأمرون ولا تأتمرون,وتنهون ولا تنتهون! أفنقتدي بسيرتكم في أنفسكم؟ أم نطيع أمركم بألسنتكم…”
“قالوا: وكتب عمر إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن انظر كل ماكان من حديث رسول الله () او سُنَّة ماضية أو حديث عم فاكتبه، فإني قد خِفْتُ دروس العلم وأهله,وقال: مَن عَمِلَ على غير علم كان مايُفْسِد اكْثَرَ مما يُصْلِح, ومَن لم يُعَدَّ كَلامه من عمله كثرت ذنوبه “