يمكننا القول بان منهج النشاط هو الناطق باسم التربية الحديثة في مجال المناهج إذ انه قد نقل محور الاهتمام من مادة الدراسة إلى الطالب فبدلا من التركيز على تزويد الطالب بالمعلومات ثم اختيار انسب الطرائق لتدريسها وأفضل الأساليب والوسائل لقياسها وهذا مكان يقوم به منهج المواد ، أصبح منهج النشاط يركز على الطالب وجعله محور العملية التعليمية والتربوية حيث الاهتمام بميول وحاجات وقدرات واستعداد الطالب وإتاحة الفرصة له للقيام بالأنشطة التي تتفق مع هذه الميول وتعمل على إشباعها، ومن خلال هذه الأنشطة ينمو الطالب ويكتسب المعلومات والمهارات وتتكون لدية العادات والاتجاهات، بمعنى إن منهج النشاط يطوع المنهج للطالب بدلا من إخضاع المتعلم للمنهج ، كما كان في منهج المواد ، وتركيز المنهج على النشاط هو في الواقع ثمرة لجهود سابقة بدأت منذ سنوات طويلة، فقد نادى روسو بذلك في كتابه (اميل)،وتحمس لهذه الفكرة كثيرا ، ثم ظهر الاهتمام عند بعض المدارس التجريبية في الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية القرن التاسع عشر ، ولكن ظهرت بصورة واضحة ومتبلورة في نهاية الربع الأول من القرن العشرين وأخذت تتضح بفضل أراء وجهود جون ديوي ، الذي نادي بضرورة ربط المنهج بميول الطالب ، ثم جاء بعدهم وليم كلياترك وحدد الطريقة التي يمكن بها تنفيذ هذه الفكرة وأطلق عليها هذه الطريقة بطريقة المشروع .
الأسس التي يقوم عليها منهج النشاط
1ـ بناء المنهج على ميول الطلاب وحاجاتهم
تعتبر الميول والحاجات بالنسبة لمنهج النشاط بمثابة الروح للكائن الحي ، وهي ايضا محور الارتكاز لكل الدراسات والأنشطة ونقطة الانطلاق لتحقيق الأهداف المنشودة .
2ـ الاعتماد على الأنشطة وايجابية الطالب
يعتمد هذا المنهج على النشاط اعتمادا كليا حتى أطلق عليه ( منهج النشاط ) وعن طريق النشاط يمر الطالب بخبرات تربوية متعددة تساهم في نموهم الشامل المتكامل وتعمل على تعديل سلوكهم ، وبالتالي تعمل على تحقيق أهداف تربوية ذات قيمة كبيرة للفرد والمجتمع ، مثل تنمية القدرة على التفكير العلمي ، القدرة على التخطيط ، العمل الجماعي والتعاوني ، اكتساب العادات والمهارات الصالحة .
3ـ تنظيم الأنشطة في صورة مشروعات أو مشكلات
بما إن ميول الطلاب وحاجاتهم هي الأساس الذي يقوم عليه بناء منهج النشاط وانطلاقا من هذه الميول والحاجات يقوم الطالب بالعديد من الأنشطة التي غالبا ماتكون على شكل صورة مشروعات وأحيانا ما تكون في صورة مشكلات ، وهناك مشروعات متعددة ومتنوعة ومنها ماهو خاص بإقامة بعض المعارض أو بإصدار مجلة مدرسية .
إما المشكلات التي تنصب عليها الأنشطة فهي ترتبط بحياة الطالب وحاجاتهم من ناحية ، كما وإنها ترتبط بالمجتمع من ناحية أخرى ، إي أنها مشكلة تخص الفرد والمجتمع .
4ـ إزالة الحواجز بين جوانب المعرفة المختلفة والالتزام بالتنظيم السيكولوجي
منهج النشاط لا يسمح بتقديم المعلومات إلى الطالب في صورة مواد منفصلة أو متصلة ، بل يذهب إلى أكثر من ذلك إذ لايحدد ماهية المعلومات التي يجب ان يتزود بها الطالب بل يترك لهم هذه المهمة، فهم يقومون بالانشطة المتنوعة والمختلفة في صورة مشروعات فأنهم يواجهون العقبات والمشكلات ثم يبذلون الجهود المتتالية حتى يتمكنوا من إيجاد الحلول المناسبة لها ومن بين هذه الجهود عملية جمع المعلومات اللازمة من مصادر مختلفة .
5ـ لأيتم التخطيط لهذا المنهج مقدما
سبق ام ذكرنا بان منهج النشاط يبنى على ميول وحاجات الطالب وحيث ان هذه الحاجات والميول تختلف من طالب إلى أخر وفقا لعوامل متعددة مثل ، الجنس ، الحالة الاجتماعية ، الحالة الثقافية ، الحالة الاقتصادية للأسرة ، ومعنى ذلك انه لايمكن تخطيط هذا المنهج مقدما بل يجب الانتظار حتى تبدأ الدراسة ويلتقي المعلم بالطلاب ثم يقومون باختيار الموضوعات أو المشروعات أو المشكلات التي تتناسب مع ميول وحاجات الطلاب .
الطريقة التي ينفذ بها منهج النشاط
لقد سار منهج النشاط في اتجاهين بينهما نوع من الاختلاف ونوع من التشابه
الاتجاه الأول: يتم التركيز على ميول وحاجات الطالب.
الاتجاه الثاني: يتم التركيز على مواقف اجتماعية مرتبطة بحياة الطالب .
الاختلاف بينهما ينحصر بالاتجاه الأول يركز الطالب تركيزا مباشرا إذ يبنى كل شي على ميوله وحاجاته بينما يركز الاتجاه الثاني على المجتمع ويبنى كل شي على اتجاهاته ومشكلاته.
التشابه بينهما فهي الاتجاه الأول يركز على ميول وحاجات الطالب بطريقة مباشرة بينما الاتجاه الثاني يركز على اتجاهات المجتمع ومشكلاته ولا احد ينكر ان مشكلات المجتمع توثر وتتأثر بالإفراد وبحاجاتهم وميولهم وهنا يلتقي الاتجاهان .
المصادر
ـ الجبوري والسلطاني المناهج وطرائق تدريس اللغة العربية ، ط1، دار الرضوان للنشر والتوزيع ، عمان ،2013.
ـ الوكيل والمفتي ، حلمي احمد ، محمد أمين ، أسس بناء المناهج وتنظيمها ، ط1، دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة ، عمان ، 2005.
