الاسم :صفيه حيدر ابراهيم الحسيني /طرائق تدريس اللغة العربية
العنوان /(من الحفظ إلى الإبداع)
لطالما ارتبطت العملية التعليمية بالحفظ والتلقين، حيث يُتوقع من الطلبة استيعاب المعلومات وإعادتها دون تحفيز على التفكير النقدي أو الإبداع، غير أن التحديات الحديثة تتطلب من المؤسسات التعليمية إعادة النظر في طرائق التدريس التقليدية، إذ لم يعد الهدف هو إنتاج طلبة قادرين على حفظ المعلومات فقط؛بل إعداد مفكرين قادرين على حل المشكلات والابتكار، ومن هنا، يبرز مفهوم تحويل الفصول الدراسية إلى مختبرات تفكير، وهي بيئات تعليمية تشجع على التجريب، والاستكشاف، والتفكير النقدي، والإبداع.
في نموذج التدريس القائم على الإبداع؛يتحول الاستاذ من مصدر وحيد للمعلومات إلى مُيسِّر ومحفِّز؛ بحيث يشجع الطلبة على طرح الأسئلة، والبحث عن حلول مبتكرة، والعمل التعاوني، و لم يعد دور الاستاذ يقتصر على الشرح والتلقين، بل أصبح يركز على توجيه الطلبة نحو الاستكشاف الذاتي والتجربة، وهو ما يُمكّنهم من تطوير مهارات التفكير العليا.
بعض من أساليب تحويل الفصول إلى مختبرات تفكير
التعلم القائم على المشروعات (Project-Based Learning – PBL)
يساعد التعلم بالمشروعات على تعزيز الإبداع والتفكير النقدي من خلال تكليف الطلبة بمشاريع حقيقية تتطلب البحث والتجربة؛ فبدلًا من حفظ النظريات، يعمل الطلبة على تطبيقها في مشروعات ملموسة، مما يعزز فهمهم العميق للمادة الدراسية.
إثارة التساؤلات بدلًا من تقديم الإجابات
تشجيع الطلبة على طرح الأسئلة والبحث عن الإجابات بأنفسهم يخلق بيئة تعليمية تفاعلية تحفز الإبداع، يمكن للاساتذة استعمال أسئلة مفتوحة تدفع الطلبة إلى التفكير النقدي بدلاً من حفظ الإجابات الجاهزة.
التعلم القائم على التحديات (Challenge-Based Learning – CBL)
يُعد أسلوب التعلم القائم على التحديات منهجًا رائعًا لتحفيز العقول، حيث يُمنح الطلبة مشكلة معقدة ويُطلب منهم إيجاد حلول مبتكرة لها باستخدام مهارات البحث والتعاون والتجربة.
استعمال التكنولوجيا والوسائط المتعددة
يساعد توظيف الأدوات الرقمية مثل الواقع المعزز، والألعاب التعليمية في خلق بيئة تفاعلية تحفّز الإبداع.
بالنهاية لم يعد التعليم مجرد نقل للمعلومات، بل أصبح يهدف إلى تنمية العقول القادرة على الإبداع والتفكير النقدي،ولتحقيق ذلك، يجب على الاساتذة اعتماد أساليب تدريس تحوّل الفصول الدراسية إلى مختبرات تفكير، حيث يتفاعل الطلبة مع المعرفة بطرائق مبتكرة، ويصبحون أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات المستقبل،فالتعليم القائم على الإبداع ليس رفاهية، بل ضرورة في عالم يتطلب عقولًا تفكر، وتبتكر، وتبدع.