من هم حركة أنصار الله في اليمن
م.م. زينب محمد ياسين / قسم الجغرافية التطبيقية
حركة أنصارالله في اليمن حركة دينية سياسية مسلحة مقرها صعدة في شمال اليمن من الطائفة الزيدية وينتمون إلى الإمام زيد بن علي عليه السلام، والزيدون الهاشميون هم من سلالة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، ويتميزون بالانتماء إلى خط فكري ثوري وهو خط المعارضة السياسية المسلحة.
نشأت الحركة على يد الزعيم الروحي للحوثيين وهو بدر الدين الحوثي الذي يعد احد اكبر علماء الزيدية في اليمن ، وان كان قد سبقه المدعو صلاح احمد فليته عندما انشأ اتحاد الشباب سنة (1986)م لتأثره بنجاح الثورة الإسلامية في إيران (1979) م ، إلا أن البروز الحقيقي للحركة الحوثية كانت على يد ابنه حسين بدر الدين الحوثي ، وقد أسس حركة شباب المؤمن في صعدة سنة (1990)م ، وكانت في بداياتها حركة دينية هدفها إحياء التراث الزيدي والحد من تحول شباب الزيدية إلى السلفية من خلال تأسيس مدارس سميت بالمعاهد العلمية التي تهدف إلى تنظيم النشاطات الدينية الثقافية ، وكما أسست كرد فعل لتأسيس مدرسة دار الحديث في محافظة ذماج التي أسسها الشيخ مقبل الوادعي سنة (2001 )م في مناطق الحوثيين بهدف تحويل سكان الشمال من الزيدية إلى السلفية وبرعاية الحكومة اليمنية انذاك المتمثل بالرئيس علي عبد الله صالح وبتمويل من قبل المملكة العربية السعودية ودعم من آل الأحمر وهم زعماء قبيلة حاشد أكثر قبائل اليمن ذات أهمية سياسية في ذلك الوقت ، مع ملاحظة أن آل الأحمر هم أنفسهم من الزيدين ،إلا أنهم لم يمانعوا نشاط السلفية؛ لأنه يزيد من نفوذهم ونفوذ حلفاءهم من الدول المجاورة في السعودية ويوسع من انتشار حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي ينتمون اليه .
ما لبث أن تحولت الحركة الحوثية إلى حركة مسلحة ذات بعد إيديولوجي بعد أن حول حسين بدر الدين الحوثي جل نشاطه إلى المجال السياسي بعد ترشيح نفسه في الانتخابات النيابية الأولى سنة (1993)م عن حزب الحق ممثلا عن محافظة صعدة ثم أضاف الشعار”الصرخة” سنة (2002)م ، ثم اصبحت تلك الشعارات مناوئة للولايات المتحدة وإسرائيل التي اخذ أنصاره يرددونه بعد الانتهاء من صلاة الجمعة ثم في المناسبات الدينية سيما مناسبة عيد الغدير، ومما يلاحظ أن الحركة الحوثية تتمسك بإحياء عيد الغدير لأهمية موضوع الولاية في الإسلام كونها تنطلق بتقديم رؤية تحتاج إليها الأمة لمواجهة ولاية الغرب على أبناء العالم الإسلامي .
بعد أحداث 11سبتمر أيلول (2001)م ومع اشتداد الأمر على المسلمين في أفغانستان وفلسطين والعراق وأمام التدخلات الأمريكية ، اعلن حسين الحوثي البراءة من أمريكا وإسرائيل للتعبير عن رفضهم لسياسة أمريكا وإسرائيل في المنطقة، وهي بهذا لا تخرج عن إطار حق التعبير عن الرأي المكفول دستوريا لكل المواطنين حسب رأيه ، وسرعان ما تطورت الحركة وأصبحت تدعو إلى تقويض نظام صالح وتبني القطيعة مع الولايات المتحدة وإسرائيل ، وخاصة وإن حكومة علي عبد الله صلالح أعلنت تضامنها مع مزاعم الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب آنذاك، مما سبب حرجا له ، وهو بداية التصادم بين الحركة الحوثية وحكومة صالح ، واندلعت ست جولات من الصراع بينهما المعروفة بحروب صعدة (2004- 2010) م قتل على اثره حسين بدر الدين الحوثي ثم تولى قيادة الحركة أخيه عبد الملك بدر الدين الحوثي ، تخللت كل حرب واخرى استراحة محارب كما يسمون يبادر فيها الرئيس اليمني شخصيا لإيقاف الحرب لتزامنها مع بداية الترويج لتوريث الحكم لنجله احمد علي عبد الله صالح من خلال تعينه قائدا للحرس الجمهوري والقوات الخاصة وهما أقوى مؤسستين عسكريتين .
غير ان الأمر لم يكن كما خطط له حزب المؤتمر الشعبي العام، بسبب تسارع الاحداث السياسية في المنطقة، حيث انتفض الشعوب ضد حكامها بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وسوء الخدمات والفساد المستشري ومنها دولة اليمن، تحت مسمى الربيع العربي ابتداءا من (2011) م، وكانت الحركة المذكورة في مقدمة المتظاهرين بسبب شعورهم بالاقصاء الذي لحق بهم وسوء البنية التحتية إزاء حكم النظام السابق على حد تعبيرهم ، تحت مسمى شباب الصمود التي أعلنت عن رفضها القاطع للتسوية السياسية ومشروع (المبادرة الخليجية) عام(2011)م الذي اطلقه دول الخليج لتهدئة ثورة الشباب اليمنية ، حصل بموجبه الرئيس صالح له ولأسرته حصانة من الملاحقة القضائية مقابل تنازله عن السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي الذي فاز في الانتخابات بنسبة 99.8% مرشحا وحيدا شارك فيه 65% من الناخبين.
وفي (21/2/ 2012) م، ترتب عليه تشكيل حكومة وفاق وطني وحكومة انتقالية بإشراف جمال بن عمر المبعوث الأممي آنذاك الذي من المفترض اختتام أعمالها في (18/9/ 2013) م، الأمر الذي لم يحول دون مشاركة الحوثيون في مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في فندق موفنبيك في العاصمة صنعاء (18/3/2013) م، واختتمت بتاريخ (25 /1/ 2014) م تحت مسمى سياسي جديد (أنصار الله)، بلغ تمثيل هذا المكون (37) عضو أي ما يعادل 6,5% من إجمالي أعضاء المؤتمر الذين بلغو 565 عضوا، هذا التمثيل ساهم في تحول الحركة من مكون ديني الى قوة سياسية مؤثرة لايستهان به ليس في الساحة السياسية اليمنية فحسب بل أصبحت رقما مهما في المعادلات السياسية الإقليمية والدولية كما ساهمت الحركة في تطوير قدراتها العسكرية، مما زاد من تأثيرها السياسي والعسكري داخل وخارج اليمن.