من هم طائفة الآميش في ولاية بنسلفانيا الامريكية ؟ اصلهم ومعتقداتهم, ولماذا يحذرون من استخدام التكنلوجيا دعونا نتعرف على ذلك؟
Who are the Amish in Pennsylvania, USA? Their origins and beliefs, and why do they warn against using technology? Let’s find out.
كاتب  المقال                                                                   جامعة كربلاء كلية  التربية للعلوم الانسانية
اسعد باسم العارضي                                              دكتوراه قسم التاريخ الحديث
                                             
تعود جذور طائفة الآميش إلى مجتمع المينونايت وكان كلاهما جزءًا من حركة المعمدانيين الأولى في أوروبا، التي حدثت في وقت الإصلاح الديني, وكان المعمدانيون يعتقدون أن البالغين الذين اعترفوا بإيمانهم فقط هم الذين يجب تعميدهم، وأنهم يجب أن يظلوا منفصلين عن المجتمع الأكبر وقد أعدم الكاثوليك والبروتستانت العديد من المعمدانيين الأوائل بتهمة الزنادقة، وفر العديد منهم إلى جبال سويسرا وجنوب ألمانيا, ومن هنا بدأ التقليد الآميشي المتمثل في الزراعة وإقامة الخدمات الدينية في المنازل بدلاً من الكنائس.
انفصل أسقف سويسري يُدعى جاكوب أمان عن الكنيسة المينونايتية في عام 1693، وأطلق على أتباعه اسم “الأميش”. وعلى الرغم من أن المجموعتين انفصلتا  مرات عدة ، إلا أن كنيستي الأميش والمينونايت لا تزالان تشتركان في نفس المعتقدات فيما يتعلق بالمعمودية وعدم المقاومة والعقائد الأساسية للكتاب المقدس واستقر الأميش والمينونايت في بنسلفانيا كجزء من “التجربة المقدسة” التي أجراها ويليام بن للتسامح الديني ووصلت أول مجموعة كبيرة من الأميش إلى مقاطعة لانكستر في عشرينيات أو ثلاثينيات القرن الثامن عشر.
وفي الواقع، توجد ثلاث مجموعات مرتبطة بالمعمدانيين في مقاطعة لانكستر وهم كلا من الأميش، والمينونايت، والإخوة, وتشترك المجموعات الثلاث في معتقد المعمدانيين الذي يدعو إلى اتخاذ خيار واعٍ لقبول الله (وبناءً على ذلك، لا يُعمَّد إلا البالغين) وتشترك المجموعات الثلاث أيضًا في نفس القيم الأساسية فيما يتعلق بالسلطة الشاملة للكتاب المقدس، وفلسفة الأخوة وعدم المقاومة وأهمية الأسرة والمجتمع.
تختلف الجماعات بشكل أساسي في أمور الملابس واللغة وأشكال العبادة ومدى سماحها للتكنولوجيا الحديثة وقوى “العالم الخارجي” بالتأثير على حياتهم اذ يرتدي معظم الإخوة والمينونايت ملابس تشبه إلى حد كبير جيرانهم الإنكليز,  يرتدي المينونايت والإخوة والمينونايت الأميشيون ملابس الأميش المميزة ولكن قد يستخدمون وسائل الراحة الدنيوية، مثل السيارات والكهرباء والهواتف, من ناحية أخرى, بينما الأميش يعتبروا من الطوائف ألاكثر تقييدًا بشأن التكنولوجيا الحديثة، اذ يعتبر الأميش انفسهم  من النظام القديم الأكثر محافظة بين مجموعات الاخرى في مقاطعة لانكستر.
بينما معتقدات الأميش في بنسلفانيا انهم يعتبرون الانسجام المجتمعي مهدد بالقيم العلمانية مثل الفردية والكبرياء، والتي تتخلل العالم الحديث, وبالتالي، يحد الآميش في بنسلفانيا من التفاعل مع الغرباء ويعزلون أنفسهم عن التكنولوجيا الحديثة ووسائل الإعلام, كما يحظرون العادات التي تغذي الفردية والجشع، كما يتضح من خلال أسلوبهم البسيط في ارتداء الملابس ومنع الصور الشخصية  كما لا يُشجعون الدراسة الشخصية للكتاب المقدس والتأملات معللين ذلك الى ان التفسيرات الفردية قد تتحدى العقيدة التقليدية
على الرغم من مقاومة الآميش في بنسلفانيا للتأثيرات الثقافية، إلا أنهم على استعداد للتوصل إلى حلول وسط مع العالم الحديث، والاستفادة من فوائده مع الحفاظ على هوية الآميش, وهم على استعداد لاستخدام التكنولوجيا الحديثة للعيش والعمل والتواصل – طالما أنها لا تعطل استقرار الأسرة والمجتمع, ولا يوجد هيئة حاكمة واحدة لسكان الآميش من النظام القديم بالكامل, بل إن كل منطقة كنيسة تقرر بنفسها ما ستقبله وما لن تقبله, ومع ذلك، تستند جميع المناطق في لوائحها على تفسير حرفي للكتاب المقدس ومجموعة غير مكتوبة من القواعد تسمى Ordnung, وتعني لانضباط أو القاعدة أو الترتيب أو التنظيم أو النظام,  ويؤكد السكان ككل على التواضع والأسرة والمجتمع والانفصال عن العالم الحديث, ويعتبر التواضع هو السمة الابرز لمعتقدات الآميش , يتم تقدير الشخصيات اللطيفة والمتواضعة, مثل الاشخاص الذين يتميزون في  الصبر والانتظار اذ يعتبرونها من علامات النضج لا يملكها أي انسان , يشجع طائفة الآميش  اتباعهم على الطاعة والتوافق مع الأهداف والأنشطة المجتمعية, للحفاظ على هوية الآميش والحفاظ على الانسجام الروحي، يتم تشجيع الأعضاء على التخلي عن تطلعاتهم الشخصية من أجل نقاء المجتمع, يتم الحفاظ على هذه المثل العليا من خلال إبقاء كل العمل واللعب والعبادة والتجارة والصداقة ضمن مدار منطقة استقرار سكان طائفة الأميش.
ويبقى السؤال الابرز لماذا طائفة الاميش لديها مخاوف من التطور التكنولوجي في العالم, 
فان الاجابة على هذا اجابه لنا أستاذ التاريخ في كلية إليزابيث تاون، ستيفن نولت، قائلا: ” ان مخاوف الأميش بشأن التكنولوجيا ليست مدفوعة بالاعتقاد بأن التكنولوجيا شريرة، كما أنهم لا يعتقدون أن التكنولوجيا خاطئة في حد ذاتها”, ويوضح أنهم “, وانما اعتقادهم يتمحور حول افكارهم بأن التكنولوجيا تجعل طائفة الاميش كل واحد منّهم أكثر استقلالية وفردية، وهم يركزون على المجموعة في المجتمع، ولذلك فإن أي نوع من أنواع التكنولوجيا التي تعزز هذا النوع من الاستقلالية الفردية هو أمر يحذرون منه داخل طائفتهم .
المصدر
Stephen E Scott, The Amish Way of Life in Modern American Society, Young Center for Anabaptist and Pietist Studies ,Elizabethtown College, PA ,2012,p34-40. 
 ترجمة عنوان المصدر:
ستيفن إي سكوت، أسلوب الحياة الأميش في المجتمع الأمريكي الحديث، مركز يونغ للدراسات المعمدانية والتقية، كلية إليزابيثتاون، بنسلفانيا، 2012، ص34-40.
 

شارك هذا الموضوع: