مهارة اللقاء الأول في التدريس أ.م.د علاء عبدالله عباس الضاحي
مهارة اللقاء الأول في التدريس
أ.م.د علاء عبدالله عباس الضاحي
تُعد مهارة اللقاء الأول في التدريس من المهارات التربوية الأساسية والمهمة، التي تؤثر بنحوٍ مباشر على نجاح العملية التعليمية بصورة عامة، وعلى الإدارة الصفية بصورة خاصة وعلى مدار الفصل الدراسي، وهذا اللقاء بمثابة الأساس الذي تُبنى عليه العلاقة بين المعلم والمتعلمين، مثلما يُسهم في تشكيل البيئة الصفية الإيجابية التي تعزز التعلم الفعّال والنشط، ويمكن تحليل هذه المهارة من خلال عدة أبعاد تربوية ونفسية، مؤكدة بأدبيات تربوية عربية.
أهمية اللقاء الأول في العملية التعليمية
يُشير عبد العزيز (2010)، إلى أن الباحثين في مجال التربية يأكدون إلى أن اللقاء الأول بين المعلم والطلبة يُعد فرصة ذهبية لبناء الثقة المتبادلة وتحديد العلاقات السلوكية والأهداف في نهاية الفصل الدراسي. فإن الانطباع الأول الذي يتركه المعلم في أذهان المتعلمين يلعب دورًا محوريًا في تشكيل ديناميكيات التفاعل داخل الصف، ويؤكد الزيات (2014) أن اللقاء الأول يُعد مدخلًا استراتيجيًا لتحفيز المتعلمين على المشاركة الفعالة في العملية التعليمية.
خطوات مهارة اللقاء الأول
يمكن تقسيم مهارة اللقاء الأول إلى عدة خطوات أساسية، وهي:
التحضير المسبق
يُعد التحضير الجيد للقاء الأول من العوامل الأساسية لنجاحه، ويتضمن ذلك: التخطيط للدرس: يجب أن يكون الدرس الأول موجزًا وشاملًا، مع التركيز على تقديم نظرة عامة عن المادة وأهدافها، ويتضمن كذلك التعرف على المتعلمين: يُفضل أن يحصل المعلم على معلومات مسبقة عنهم، مثل أسمائهم وخلفياتهم التعليمية، لتسهيل عملية التفاعل.
بناء الانطباع الأول
يؤكد الخطيب (2012) أن الانطباع الأول يُعد عاملاً حيويا في تحديد طبيعة العلاقة بين المعلم ومتعلميه. ولتحقيق ذلك، يجب على المعلم: الظهور بمظهر لائق: يعكس صورة مثالية للمعلم المثالي، وكذلك استخدام لغة الجسد الإيجابية: مثل التواصل البصري والابتسامة؛ مما يسهم في خلق جو من الألفة والطمأنينة والأمان.
3- التعريف بالنفس
– قدّم نفسك: عرّف نفسك للمتعلمين بشكل مختصر، بما في ذلك خلفيتك التعليمية واهتماماتك.
– شارك بعض المعلومات الشخصية: يمكنك مشاركة بعض المعلومات الشخصية غير الرسمية لخلق جو من الألفة.
4- التعرف على المتعلمين
اطلب من المتعلمين تقديم أنفسهم، ويمكنك استخدام أسئلة بسيطة لتسهيل العملية. ويمكن استخدام ألعاب كسر الجليد: استخدم أنشطة أو ألعابًا بسيطة لمساعدة المتعلمين على التعرف على بعضهم البعض.
5- تحديد والقواعد والأوليات
يُشير الرويثي (2015) إلى أن تحديد الأولويات السلوكية وقواعد سير الدرس في اللقاء الأول، يُسهم في خلق بيئة صفية منظمة، وتتضمن هذه الخطوة: شرح قواعد الفصل: مثل آداب المشاركة واحترام الآخرين، وتوضيح أهداف المادة: وما يتوقع أن يحققه المتعلمون بنهاية الفصل الدراسي.
6- تشجيع التفاعل والمشاركة
يُعدُّ التفاعل بين المعلم والمتعلمين من العوامل الأساسية لنجاح اللقاء الأول، ويرى الغامدي (2017) أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال: استخدام أنشطة كسر الجليد: مثل الألعاب التعليمية أو المناقشات الجماعية، وكذلك تشجيع المتعلمين على المشاركة: من خلال طرح أسئلة مفتوحة وتحفيزهم على التعبير عن آرائهم والإجابة على أسئلتهم بطريقة واضحة ومفهومة.
7- إنهاء اللقاء بشكل إيجابي
من خلال تلخيص النقاط الرئيسية النقاط الرئيسية التي تمت مناقشتها في اللقاء، وتشجيع المتعلمين على الاستعداد للدروس القادمة ووفر لهم أي مواد أو قراءات مسبقة.
التحديات المحتملة وكيفية التغلب عليها
يواجه المعلمون عدة تحديات خلال اللقاء الأول، منها:
– التوتر والقلق: قد يشعر بعض المعلمين بالتوتر في اللقاء الأول، مما يؤثر على أدائهم، للتغلب على ذلك، يُوصي الشمراني (2018) بالتحضير الجيد وممارسة التمارين التنفسية لتعزيز الثقة بالنفس.
– إدراك الفروق الفردية: قد يختلف المتعلمين في مستوياتهم العلمية وخلفياتهم الثقافية لذلك، يجب على المعلم أن يكون مرنًا وقادرًا على التكيف مع هذه الاختلافات.
أهمية التقييم الذاتي بعد اللقاء الأول
يُعد التقييم الذاتي بعد اللقاء الأول من الممارسات التربوية الفعالة التي تساعد المعلم على تحسين أدائه. وفقًا لـما يراه العتيبي (2016)، يمكن للمعلم أن يقوم بتقييم أدائه من خلال: تحليل تفاعل المتعلمين، ومدى استجابتهم للأنشطة والمناقشات، تحديد نقاط القوة والضعف: في طريقة تقديم المادة وإدارة الصف.
الخاتمة
تُعد مهارة اللقاء الأول في التدريس من المهارات التربوية المتقدمة التي تتطلب تحضيرًا دقيقًا وفهمًا عميقًا للجوانب النفسية والاجتماعية للمتعلمين. من خلال تطبيق المبادئ التربوية التي اكتسبها المعلم سابقا، ويمكن للمعلم أن يحقق نجاحًا كبيرًا في إدارة اللقاء الأول، إذا ما تحلّى بالهدوء، والاتزان الانفعالي، والثقة بالنفس مما يُسهم في خلق بيئة تعليمية إيجابية وفعالة.
المصادر
الشخص، عبد العزيز. (2010). فنون التدريس الحديثة. دار الفكر العربي.
الزيات، فتحي. (2014). علم النفس التربوي. دار النهضة العربية.
الخطيب، أحمد. (2012). استراتيجيات التدريس الفعال. دار المسيرة.
الرويثي، محمد. (2015). إدارة الصف وتنظيمه. دار الكتاب الجامعي.
الغامدي، سعد. (2017). التفاعل الصفي ودوره في تعزيز التعلم. مجلة التربية، العدد 45.
الشمراني، خالد. (2018). التغلب على التوتر في التدريس. دار العلوم للنشر.
العتيبي، ناصر. (2016). التقييم الذاتي للمعلم. مجلة العلوم التربوية، العدد 32.