مواقف الدول الصناعية الكبرى من التغير المناخي
هند حمدي وهاب 
قسم الجغرافية التطبيقية 
يعتبر تغير المناخ القضية الحاسمة في عصرنا، ونحن  الآن أمام لحظة حاسمة. فالآثار العالمية لتغير المناخ هي واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم، من تغير أنماط الطقس التي تهدد الإنتاج الغذائي، إلى ارتفاع منسوب مياه البحار التي تزيد من خطر الفيضانات الكارثية. إن التكيف مع هذه التأثيرات سيكون أكثر صعوبة ومكلفا في المستقبل إذا لم يتم القيام بإتخاذ إجراءات جذرية الآن. حيث بدئت مواقف الدول تتباين في اتخاذ الاجراءات لمعالجة هذه الظاهرة الخطرة على البشرية اجمع منها : 
التمويل المناخي لمجموعة الدول الصناعية الكبرى ( الولايات المتحدة ، الصين ، روسيا ، الهند ، الاتحاد الاوربي) 
بحيث عرفت الأمم المتحدة التمويل المناخي بأنه دعم الجهود المبذولة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أو لمساعدة المجتمعات على التكيُّف مع آثار تغيُّر المناخ.
يتدفق التمويل المناخي من الدول الصناعية التي تمتلك المال والخبرة التكنولوجية في اتجاه الدول النامية الأكثر فقرًا وضعفًا، ويمر عبر مسارين، الأول “المسار العام” أي من خلال الحكومات، وغالبًا يستهدف الاستثمارات التي تُسهم في الصالح العام، أو “المسار الخاص” الذي يؤدي دورًا مهمًّا في مشروعات الاقتصاد الأخضر.
وكان من المقرر أن تقدم الدول المتقدمة تمويلا مناخيا قيمته 100 مليار دولار ، حسب اتفاقية باريس 2015، للدول النامية، من أجل التخفيف من آثار التغيرات المناخية والتكيف معها، إلا أنه لم يتم الوفاء بهذا التعهد.  وهذه الدول الخمس هي المسؤولة عن التغير المناخي وفقا لبحث نُشر فى موقع Carbon Brief عام 2021، فإن الأنشطة البشرية ضخت حوالي 2500 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي منذ عام 1850، علما بأن مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كانت قبل الثورة الصناعية حوالي 280 جزءا في المليون، بينما بحلول عام 2013، كان هذا المستوى قد وصل إلى علامة 400 جزء في المليون لأول مرة.
ووجد تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية (IEA) فى 8 مارس 2022، أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة ارتفعت بنسبة 6% في عام 2021، إلى مستوى قياسي بلغ 36.3 مليار طن، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق. وشكّل الفحم أكثر من 40% من النمو الإجمالي في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية في عام 2021، حيث وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 15.3 مليار طن.في حين بلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الغاز الطبيعي 7.5 مليار طن، وبلغت الانبعاثات من النفط 10.7 مليار طن.
وأشارت عديد من الدراسات العلمية إلى أن الدول الصناعية تسببت فى 92% من انبعاثات الغازات الدفيئة بينما بلغت انبعاثات دول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية مجتمعة 8% فقط، وهناك خمس دول تُعد الأبرز من حيث كمية الغازات المنبعثة، وهم على النحو التالي:
  • الصين: مسئولة عن نحو30 % من إجمالي الانبعاثات.
  • الولايات المتحدة الأمريكية: مسئولة عن 15% .
  • الاتحاد الأوروبي : مسئول عن 10 % .
  • الهند : مسئولة عن نحو 7% من كمية الغازات.
  • روسيا: تسهم بواقع 5%.()
تعد جمعية الأمم المتحدة في طليعة الجهود الرامية التي تهدف إلى إنقاذ كوكب الارض . ففي عام 1992،  ومن خلال “قمة الأرض” ، أنتجت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كخطوة أولى في التصدي لمشكلة تغير المناخ. واليوم تتمتع هذه الاتفاقية بعضوية شبه عالمية، وصدقت 197 دولة على الاتفاقية وهي طرفا فيها. إن الهدف النهائي للاتفاقية هو منع التدخل البشري “الخطير” في النظام المناخي.

شارك هذا الموضوع: