منتظر احمد جاسم / ماجستير تاريخ حديث
ندائي اليكم … 
يعد العراق احد الدول المهمة على المستوى العربي والعالمي ، فلا يخفى عليكم ان العراق حضارة تمتد الآلاف السنون، فلم اهتم بالوضع الذي سلف وانما اركز على (عراق اليوم) مختصاً بجانب مهم تقوم عليه الدول وتسقط بسبب تدهوره “التعليم” مقصدي، وهناك العديد من تكلم عن التعليم في العالم بكونه الدعامة الأساسية لديمومة قوة الدول وشموخها، وفي عام 1958 صدر كتاب (طارق عبد الحميد) بعنوان “مهزلة التعليم في العراق” عندما كان العراق مناراً للتعليم في الشرق الأوسط، فأقول ماذا يا ترى يكتب لو كان حياً عن التعليم في العراق وبالربع الأول من هذا القرن (2000-2025)؟؟
ندائي لكم يا أيها السادة.. لقد حان الوقت لمواكبة التطور العلمي العالمي، واجراء تغيرات على الكتب الدراسية، فهل يعقل ان الجيل الحالي يدرس نفس الكتب التي درستها انا واجيالاً سابقةً؟ فلا بد للتطور العلمي الذي تتبعه الدول العربية والغربية والتي نهلتها من كتبنا وفلاسفتنا يعملون بها ونحن لم نعير لها أي اهتمام، فهي مركونة في احدى زوايا مكاتبنا التي نال التراب منها نصيبه الأكبر، ألم يكن للعراق نصيباً وافي من العلوم بشتى أنواعها ؟
فالتعليم الابتدائي يجب ان تجرى عليه تغيرات اشبه ماتكون “بالتغيرات الجذرية” فيجب ان نركز في هذه المرحلة المهمة من مرحلة نمو أطفالنا على ترسيخ القيم الاخلاقية الروحية والمعنوية والوطنية في ذات التلاميذ في تلك المرحلة، فهي مرحلة اكتساب وتلقين تلازم التلاميذ مدى الدهر، فالمكسب من ترسيخ تلك القيم هو خلق جيلاً قادر على الدفاع بروح وطنية عن ارضه رافضاً الإرهاب والتدهور العلمي والأخلاقي.
الكتب الدراسية في هذه المرحلة يجب ان تصب في تعليم الأطفال حب الوطن والعمل على النهوض به، من تنمية الاعتزاز بتاريخ بلدهم وتعرف عليه من خلال المحطات العلمية التي يجب ان تكون ذو تسلسل تاريخي، وزيارة الأماكن الاثرية زيارة علمية وليس كما هو جاري الان من الزيارة الترفيهية فقط التي يتجرد فيها الطالب من اخلاقه احياناً وينساق نحو حافة الهاوية.
اما فئة المعلمين يجب اختيار معلمين كفؤين للتدريس في هذه المرحلة، وهذا ينتج من خلال ادخالهم دورات تدريبة تشرف عليها الدولة بشكل مباشر، مع انصاف هذه الفئة مادياً ومعنوياً.
كما اود لفت انتباهكم على التلاميذ الذي يتضح من خلال دراستهم انهم يحملون فكراً محدداً الذي ينم عن موهبة لدى ذلك التلميذ، فيجب ان تكون هناك اهتمام خاص وفائق العناية بهم للاستفادة منهم فأغلب هؤلاء علماء في مستقبلهم.
الامر لم يقتصر على التعليم الابتدائي الأساسي، فالمنظومة التعليمية بحاجة الى تطور برمتها، من مناهج علمية وادبية ، والابتعاد عن الأمور التقليدية في المنظومة التعليمية، والسير في ركب التطور العلمي والتكنولوجيا، وادخالها الى المدارس الابتدائية والثانوية، والاعتماد على خبراء لوضع المناهج العلمية وتطويرها من التطور الحاصل.. 
                                                   “التعليم الوسيلة الوحدة للنهوض بالمجتمع”   
 
 
 
   

شارك هذا الموضوع: