القسم الأول ـــ نظريات الرغبة في السيطرة
               القسم الثاني ــ نظريات تناولت انماط الشخصية في  مركز التفكيرلدى  نظام الانيكرام
– نظرية الإنيكرام. 
– مركز التفكير حسب  (منظور ريسو).
– مناقشة عامة للأطر النظرية.
ـــ القسم الثالث: دراسات سابقة:
 
القسم الثاني : مركز التفكير في نظام الانيكرام 
يهدف هذا البحث إلى استكشاف النظريات الرئيسية المتصلة بأنماط الشخصية، مع التركيز على تطبيقها في نظام الانكرام.
النظريات التي تناولت أنماط الشخصية: Theories of Personality Types 
 
الأنماط  الجسمانية
تعتبر الأنماط الجسمية واحدة من أهم مجالات دراسة الشخصية. ساهم علماء بارزون مثل إيرنست كريتشمر (1925) وويليام شيلدون (1940) في فهم العلاقة بين الهيئة الجسمية وخصائص الشخصية. فيما يلي نظرة على إسهاماتهم الرئيسية في هذا المجال:
أولا:اسهامات كريتشمر وشيلدون
  1. إيرنست كريتشمر: ربط بين الهيئة الجسمية وخصائص الشخصية، مثل الانطواء والانفتاح.
  2. ويليام شيلدون: قام بتصنيف الأنماط الجسمية إلى ثلاثة أنواع: الإكتومورف والميزومورف والاندومورف، وربط كل نوع بخصائص شخصية محددة.(النابلسي ، 1989،ص40)
أنماط الشخصية الجسمية الرئيسية
يُصنف علماء النفس والأنثروبولوجيا الشخصيات الجسمية إلى ثلاثة أنماط رئيسية، كل منها يمتلك خصائص شخصية وميزات جسدية فريدة.
 
  1. النمط المكتنز (القصير-السمين) – Pyknic Type*
يتميز الأفراد ذوي النمط المكتنز بالخصائص التالية:
 الهيئة القصيرة والسمينة و المرح والانبساط والعلاقات الاجتماعية الجيدة والصراحة والوضوح في التعبير والتقلب السريع بين الانفتاح والانطواء والتعبير المتطرف عن المشاعر (إيجابية وسلبية)
  1. النمط الواهن (النحيف) – Asthenic Type*
يتميز الأفراد ذوي النمط الواهن بالخصائص التالية:
يتميز  بالهيئة النحيفة والطويلة والانطواء والاكتئاب والعزلة والانطواء الاجتماعي والرشاقة والقسمات الدقيقة والصدر الضيق والقفص الصدري والحساسية العاطفية
 
  1. النمط الرياضي – Athletic Type*
يتميزون الأفراد ذوي النمط الرياضي بالخصائص التالية:
الهيئة القوية والعضلية والعظام والتقاسيم الحادة والصدر القوي والمتطور والنشاط والعدوانية والثقة والقيادة والحساسية العاطفية المنخفضة 
  1. الأنماط الهرمونية: 
لقد لاحظ العلماء في الماضي تغييرات في البنية والسلوك والمزاج البشري نتيجة للتغيرات في إفرازات الغدد الصماء. هذا أدى إلى ظهور اهتمام بين علماء النفس بالعلاقة بين الهرمونات والشخصية والوظائف النفسية.
عالم النفس وليم شيلدون طور نظرية تنميط الشخصية الهرمونية، التي تركز على أن البشر يمكن تصنيفهم بناءً على الخصائص الجسمية والهرمونية، مما يؤثر على شخصياتهم.  
هذه الفكرة تركز على أن الهرمونات تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الشخصية البشرية، وأن التغيرات في الإفرازات الهرمونية يمكن أن تؤثر على السلوك والمزاج والعمليات النفسية. هذا المجال من البحث يهدف إلى فهم العلاقة بين الهرمونات والشخصية بشكل أعمق، ويمكن أن يساعد في تطوير علاجات جديدة للاضطرابات النفسية. ونعرض فيما يأتي أحد أهم المنظرين في هذا المجال وهو مجال تنميط الشخصية الهرموني الأساس العالم الأمريكي برمان Berman، حيث إهتم برمان Berman (1972) بالإفرازات الهرمونية في الجسم وعمل على ربطها بالسمات الشخصية للفرد، فقسم بناء على هذا الأساس الشخصية إلى  أنماط عدة، وهي: 
هذه صياغة معدلة ومُرتبة لتنميط الشخصية الهرمونية:
 
الأنماط الرئيسية
  1. النمط الدرقي (Thyroid Type)*: يتميز بفرط النشاط الغدي الدرقي، مما يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الثايروكسين.
خصائص هذا النمط  النشاط، الحيوية، القوة.
  1. النمط الادرناليني (Adrenalinic Type)*: يرتبط بفرط إفراز هرمون الأدرينالين.
وتكون  خصائصه القوة، المثابرة، النشاط، التنشيط العصبي.
  1. النمط النخامي (Pituitary Type)*: يرتبط بالغدة النخامية.
خصائصه البارزة هي: ضبط النفس، السيطرة على الإنفعالات، التوازن العاطفي.
  1. النمط الجنسي (Sexual Type)*: يتميز بالتأثيرات الهرمونية الجنسية.
يتميز بما يأتي  الحساسية العاطفية، الخجل، التأثر العاطفي.
  1. النمط التيموسي (Temoci Type)*: يرتبط بالغدة التيموسية.
ومن مميزاتة: عدم الشعور بالمسؤولية الأخلاقية، الشذوذ، الانحرافات السلوكية.
  (الملاح، 2003، ص2-4). 
 
  1. نظرية الامزجة:
تقوم بعض نظريات الأنماط بتقسيم الشخصية على وفق الإفرازات الهرمونية وكيمياء الجسم أي                   ( نوع السائل في الجسم) وهي ( الدم، والصفراء، والسوداء، والبلغم) (Hyrley, 2003, p. 112)، ولعل من أشهر هذه النظريات، نظرية الطبيب الأغريقي “هيبوقراط” (Hypocrites). حيث يشير( هيبوقراط) إلى أن توازن هذه الأخلاط ( السوائل) يؤدي إلى صحة الجسم، والنفس، وقد يتغلب أحد هذه السوائل على غيرها، وبناءً عليه قسم الشخصية إلى أربعة أمزجة، وهي: (الجسماني، 1998، ص15-16).
– المزاج الدموي (The Sanguine Temperament): ويتصف صاحب هذا النمط بسرعة الاستثارة والمرح والانفتاح
المزاج الصفراوي (The Cholexic Temperament): ويتصف بسرعة الانفعال والغضب والقيادة .
المزاج السوداوي (The Melancholic Temperament): ويتصف بالحزن والاكتئاب، الحساسية .
– المزاج اللمفاوي ( البلغمي) (The Phlegmatic Temperament): ويتصف بعدم الانفعال والخمول. 
  وتشير النتائج والتحليلات الى توازن الاخلاط يؤدي الى صحة الجسم والنفس والتغلب الواحد للأخلاط يؤثر على الشخصية وأيدت البحوث  الطبية تأثير كيمياء  الجسم والهرمونات على انفعالات الفرد  ان البحث العلمي لا يؤيد  صحة هذه النظرية بشكل كامل  . (العيسى، 1973، ص77).


  1. نظريات الأنماط النفسية
 لمعلمي النفس البارزين سيجموند فرويد وكارل جوستاف يونج:
  • نظرية فرويد حول الأنماط النفسية (1856-1939)
اكد فرويد على اهمية الدوافع الفطرية  وعلى ضوء ذلك حدد فرويد ستة أنماط شخصية رئيسية:
  1. النمط الشهواني: يُسيطر عليه الرغبات والنزوات الجنسية.
  2. النمط النرجسي: يُسيطر عليه الحفاظ على الذات والغموض.
  3. النمط الوسواسي: يُسيطر عليه القيم والأخلاق.
  4. النمط الشهواني-الوسواسي: يجمع بين الصراع بين الأنا وألانا الأعلى والصراع بين الأنا         والهو.
  5. النمط النرجسي-الوسواسي: يجمع بين النشاط والهيمنة.
  6. النمط النرجسي-الشهواني: يجمع بين النرجسية والرغبات الجنسية.        .(Boeree,2002:1-16)
 
نظرية كارين هورني (1885-1952) Karen Horney:
 قامت هورني بتقسيم الشخصية إلى ثلاثة انماط معتمدة في ذلك على علاقة الفرد بالمجتمع وتلك الانماط الثلاثة هي:
النمط المساير (المذعن) Type compliant: ويتولّد هذا النمط عن ميكانزيم دفاعي يتضمن عامل التعلق والتشبث بالآخرين وكذلك الخوف من رفض الآخرين يتسم بالتوافق والتكيف مع المجتمع لكنة يفقد الهوية الشخصية (Weiner & Mohl,1995:497). 
النمط العدواني – القوي Hostility Types: يسعى الى السلطة والقوة لتحقيق الامن ويتولد هذا النمط من ميكانزيم دفاعي يقوم على التحرك ضد الآخرين، ويتميز أصحاب هذا النمط من الافراد بأنهم يسعون بالاعتماد على مصادر السلطة والقوة بالمجتمع إلى تحقيق الأمن لأنفسهم وإخضاع الآخرين لقوتهم وإن كان ذلك بصورة عدوانية تسلطية،  (Boeree,2002:1-13).
النمط المنعزل Types Isolated: يفضل العزلة والابتعاد عن المجتمع ويتولد هذا النمط من الشخصية من الميكانزيم الدفاعي الذي يقوم على التحرك بعيداً عن الآخرين إذ يتميز أصحاب هذا النمط من الشخصية بشعورهم بالقلق والتوتر الشديدين في المواقف الاجتماعية  ويفضلون العزلة وعدم التدخل في شؤون الآخرين (Weiner&Mohl,1995:497).
منظور هانز ايزنك (Theory EYSENK):  يؤكد إيزنك Eysenck  في نظريته على ثلاث ابعاد رئيسية للشخصية وهي كالآتي : 
الانطواء Introversion ــ الانبساط Extroversion يصنف الافراد الى منطويين ومنبسطين
العصابية Neuroticism ــ اللاعصابية Non-Neuroticism يحدد مستوى العصابية والقلق
الذهانية Psychotics   ــ اللاذهانية Non-Psychoticism يصنف الافراد حسب مستوى الذهان
 
 وقد أكدت الدراسات التي قام بها (إيزنك) على أن هذه الأبعاد الثلاثة ثابتة لدى الشخص، وإنها تقاوم الانطفاء إلى حدًّ بعيد، ويلاحظ أنَّ هذه الأبعاد تشمل الشخصية السوية Normal   Personality  والشخصية اللاسوية  Upnormal Personality        (Boeree,1998:1-11)
ويرى إيزنك أن الأبعاد الثلاثة المذكورة (الإنطواء-الإنبساط ، العصابية-اللاعصابية ، الذهانية-اللاذهانية) هي ليست نماذج الشخصية كلها، ولكنها الأبعاد التي ظهرت حتى الآن في دراساته ، وإن إمكان وجود أبعاد أخرى أمر يتحدد باستمرار البحث (Boeree,1998:22) . وقد حدد إيزنك من دراسته التحليلية العاملية ثلاثة أبعاد قد تصطبغ بها شخصية الفرد ومن ثم يمكن أن يشترك مع الآخرين مكونا معهم فئة أو نمط وهي كالآتي:
1ـ  المنطوي  Introverted:  يعتمد على نفسة يخضع لمشاعره للضبط ويحب أسلوب الحياة المنظم   وهو متأمل ومغرم بالكتب أكثر من غيره من الناس، ومحافظ ومتباعد إلا مع أصدقائه المقربين، وهو يميل إلى التخطيط مقدما، أي إنه ينظر قبل أن يخطوا أية خطوة، ويتشكك في التصرف المندفع السريع، ولا يحب الاستثارة، ويأخذ شؤون الحياة اليومية بالجدية المناسبة، ويحب أسلوب الحياة  life style الذي يمتاز بحسن التنظيم ، ويخضع مشاعره للضبط الدقيق ، ويندر أن يسلك بأسلوب عدواني ، ولا ينفعل بسهولة  ويعتمد عليه ، ويميل  إلى التشاؤم ، ويعطي أهمية كبيرة للمعايير الأخلاقية (Boeree,1998:23) .
 2ـالمنبسط Extroverted:    ويتصف بأنه  متفائل غير مكترث واجتماعي ، ولدية أصدقاء كثيرون ، ولا يحب القراءة  أو الدراسة منفردا ، باحثا وراء الاستثارة ، وكذلك فهو شخص مندفعImpulsive    ، ومغرم بعمل (المقالبQuips) ولدية حلول لما يعترية وهو يحب التغيير عادة، ويأخذ الأمور ببساطة، متفائل وغير مكترث ويحب الضحك والمرح، ويفضل أن يكون دائم النشاط والحركة، وأن يقوم بأعمال مختلفة، ويميل  إلى العدوان ، وينفعل بسرعة ، ويمكن القول بصفة عامة إنه لا يسيطر على انفعالاته بدقة ولا يعتمد عليه أحياناً (Boeree,1998:23) .
3ـ العصابية Neuroticism: يرى إيزنك ان  الأفراد الذين  يقعون عند طرف بعد العصابية يميلون إلى التعرّض للقلق ويسهل إثارتهم، ويُحتمل أنّ يشكون من الاضطرابات النفسية  ويصابون بالصداع والأرق وفقدان الشهية، إلا أنّ معظم الأفراد لا يواجهون إلا مشكلات قليلة، ويؤدون عملهم على نحو سليم، ويقومون بدورهم الأسري والاجتماعي على نحو مناسب، والعصابية ليست هي العصاب بل الاستعداد للإصابة به عند توافر شرط الإنعصاب (أي عندما يتعرض الفرد للضغوط والمواقف العصبية) 
 
نظرية كارل جوستاف يونج (1975ــ1964) Carl Gostav Yung theory 
 
نظرية يونغ في الشخصية هي إحدى النظريات الشهيرة في علم النفس، وتقوم على فكرة أن الشخصية البشرية تتألف من عناصر متعددة تتشابك لتشكل  شخصية الفرد. ويرى يونغ أن الشخصية تتأثر بالطاقة النفسية أو “اللبيدو”، والتي يمكن أن تكون موجهة  نحو الخارج  مثل بعض الفعاليات  وذلك يمثل حالة (الانبساط) أوتكون الطاقة موجهة  نحو الداخل كما في الأفكار او أحلام اليقظة فان هذا يمثل حالة (الانطواء). يصنف يونغ الشخصية البشرية إلى نمطين رئيسيين:
 
 النمط الانبساطي يتميز الأفراد ذوي النمط الانبساطي بالاهتمام بالعالم الخارجي، والاندماج مع الآخرين، والرغبة في التغيير  يعتبرون عمليين وواقعيين في التعاملات الاجتماعية، ويحتاجون إلى إثارة خارجية مستمرة لتحفيزهم. كما أنهم يتصفون بالجرأة والروح المغامرة . (العبيدي , 2011: 62-63).


 النمط الانطوائي
يتميز الأفراد ذوي النمط الانطوائي بالانطواء والتفكير الداخلي. يفضلون العزلة والتفكير في أفكارهم وخيالاتهم، ويعتبرون أنفسهم باحثين ومتأملين. يتصفون بالخجل والانطواء، ويميلون إلى التركيز على الجوانب السلبية. تستخدم نظرية يونغ في مجالات عدة مثل مجال الاعمال لتحسين التواصل والتعاون بين الافراد وفي مجال التعليم لتعزيز فهم الشخصية والتعلم وعلاج الاضطرابات النفسية 
 
 نظريـة الإنيكرام  The Enneagram Theory
إنّ كلمة الإنيكرام مشتقة من الكلمتين اللاتينيتين (Ennea)، تعني تسعة و(Gramos) وتعني مخطط أو رسم بياني، وبجمع الكلمتين (Enneagram) تصبح بمعنى (المخطط التساعي)، إذ إنّ نظرية الإنيكرام طرحت بشكل مخطط يحتوي تسع نقاط محددة، وتعد نظرية الإنيكرام واحدة من أنظمة الشخصيّة الحديثة الاستخدام، والتي تؤكدّ على الحوافز النفسية، والمشاعر، وهي ملخص لمذهب قديم جداً.)، وقد درّست (اوسكار) هذا النظام للكثير من الطلبة في (أريكا) و(شيلي). (الياسري، 2004: 59)
 
نظام الانيكرام: The Enneagram
 ويعد نظام الانيكرام احد أنظمة الشخصية الحديثة الاستخدام وهي تؤكد الحوافز النفسية، والمشاعر، وقد استخدمت أفكارها في البداية بصـورة مقصـورة في فهمهما على جورج كيرجيـف (George Gurdjieff) عام(1866 – 1949) . ثم نقلت هذه الأفكار في منتصف القرن العشرين من قبل أوسكار أكازو (Oscar Ichazo) التي كانت طالبة (كيرجيف) ، إذ ظل نظام الشخصية الذي طرحته قائماً على مذهب (كيرجيف). وقد درّست (أوسكار) هذا النظام للكثير من الطلبة في (أريكا) و (شيلي) . وكان ابرزهم  كلاوديو نارنجو (Claudio Naranjo) 
 ثم طرأت على هذا النظام تغييرات كثيرة تمثلت بضم الأفكار الحديثة في علم النفس ، وقد ظهـرت في كتابات كل من نارنجـو (Narinjo) ، وهيلين بالمر    ( Helen Palmer) ، وكاثي هارلي ( Kathy Hurley) ، وثيودور دونسـن (Theodorre Donsson) ، و دون ريسـو (Don Riso) ، ورش هيودسـن (Russ Hudson) 32)  .p,1999 ,(Pacwa
وبشكل عام يؤكد منظرو الانيكرام على تقسيم الشخصية على ثلاثة مراكز أساسية هي: 
  1. مركز المشاعر (Feeling Center). 
  2. مركز التفكير (Thinking Center). 
  3. مركز الغريزة (Instinct Center). 
ويحتوي كل واحد من هذه المراكز على ثلاثة أنماط من الشخصية ، ويسلك الفرد بصورة رئيسة عن طريق واحد من هذه الأنماط التسعة في المراكز الثلاثة للشخصية. وتطغى السمات النفسية المكونة لهذا النمط على شخصية هذا الفرد في معظم الأوقات. والأنماط التسعة هي: 
. نمط الشخصية المصلح (The Reformer Personality Type)
  1. نمط الشخصية المساعد (The Helper Personality Type)
  2. نمط الشخصية المنجز (The Achiever Personality Type)
  3. نمط الشخصية المتفرد (The Individual Personality Type)
  4. نمط الشخصية الباحث (The Investigator Personality Type)
  5. نمط الشخصية المخلص (The Loyalist Personality Type)
  6. نمط الشخصية المتحمس (The Enthusiast  Personality Type)
  7. نمط الشخصية المتحدي (The Challenger Personality Type)
  8. نمط الشخصية صانع السلام (The Peacemaker Personality Type)
والشكل التالي رقم (1) يوضح الأنماط التسعة للشخصية والعلاقة بينها كما يطرحه نظام الانيكرام.
( العادلي ، 2012: 71)
          الشكل رقم (1) يوضح الأنماط التسعة والعلاقة بينها على وفق نظام الانيكرام
                   يبين المخطط المراكز الثلاثة للشخصية موزعا عليها الأنماط
                                         التسعة للشخصية 
         
 (Riso,1995 : 84) 
 
وتعد نظرية الانيكرام واحدة من أنظمة الشخصية الحديثة الاستخدام، والتي تؤكد على الحوافز النفسية 
والمشاعر، وهي ملخص لمذهب قديم جداً. وقد استخدمت افكارها في البداية بصورة مقصورة في فهمهما على جورج كيرجيف George Gurdjieff)   ) عام (1866ـ1949). ثم نقلت هذه الأفكار في منتصف القرن   العشرين من قبل أوسكار أكازو (Oscar Ichazo) والتي كانت طالبة (كير جيف)، إذ ظل نظام الشخصية الذي طرحته قائماً على مذهب (كير جيف).
وقد درست (أوسكار) هذا النظام للكثير من الطلبة في (أريكا) و (شيلي). وكان كلاوديو نارنجو
 ( Claudio Naranjo) من أبرزهم.
ومن ثم طرأت على هذا النظرية تغييرات كثيرة تمثلت بضم الأفكار الحديثة في علم النفس، وقد ظهرت في كتابات كل من نارنجو (Narinjo)، وهيلين بالمر( Helen Palmer ) وكائي هارلي Kathy) Hurley ) ، وثيودر دونس Donsson) Theodorre) ،و دون ریسو Don Riso) ) ،ورش هیو دسن
(Russ Hudson )     وتؤكد نظرية الانيكرام على عدم وجود نمط شخصية خالص، وإنما يكون النمط عبارة عن خليط من نمط الشخصية الرئيس، وأحد النمطين المجاورين له في المخطط الدينامي للانيكرام ، ويطلق على هذا النمط الثاني بالنمط الثانوي او الجناح فمثلا النمط (5) يكون النمط الثانوي او الجناح له النمط (4) او (6) او الاثنين معا وقد لايكون لفرد ما نمط ثانوي او جناح قوي ، اذ يشير لينيت شيبارد
 Lynette Sheppard)) الى انه حينما لا يستطيع السلوك المعتاد مواجهة ومعالجة الضغط والقلق ، فان عمليات الطاقة تتحرك الى النمط المجاور ويساعد هذا في مواجهة الضغط والقلق ،ويدعى هذا النمط المجاور بالجناح ، فمثلا النمط (7) وقد يأخذ النمط (6) او (8) جناحا له في الوقت الذي يبقى يتصرف بحسب نمطه الرئيسي ويأخذ بأرائه  (عبد الصاحب ,2011 :58)
  
 
ومثال على ذلك، فأن نمط شخصية الباحث الذي يتصف سلوكه بالإبتعاد عن نشاطات المجتمع وعن الأفراد، قد يكون الجناح لديه أما نمط الشخصية المخلص كونه يتجاور معه في مخطط الإنيكرام، الأمر الذي يجعله يأخذ بعض خصائصه، وهي الدخول في تحالفات مع الآخرين والإئتلاف معهم، أو قد يأخذ من صفات نمط الشخصية (المتفرد)، وهو الجناح الآخر، لنمط شخصية الباحث مما يجعله يميل نحو التحسس الإنطوائية، والإنهماك الذاتي، والفردية (Palmer ,1995, P.300)
 
وتشترك أنماط الشخصية  التسعة بمتوالية تعبر عن أتجاهين، يشير الأول منها إلى الحالة الصحية وتحقيق الذات، في حين يشير الثاني الى الحالة غير الصحية والعصاب، وهذا بالنسبة لكل نمط من الأنماط التسعة. ففي الحالة الصحية وعند غياب الضغوط stress ، يتجه الفرد بصورة تكاملية إلى الأخذ بصورة مؤقته (إستعارة) من الخصائص والصفات الصحية للنمط الذي يشترك معه في إتجاه التكامل
Palmer, 1987, P.120)   )
 
ويوضح ريسو 1995) ,Riso) هنا على سبيل المثال بأن نمط الشخصية المصلح في إتجاه التكامل، يأخذ من الصفات الصحية للنمط المتحمس وكذلك فالنمط المتحمس في الجانب الصحي قد يأخذ من الصفات الصحية للنمط الباحث وذلك ضمن متوالية هي : النمط المصلح – المتحمس الباحث – المتحدي – المساعد – المتفرد – المصلح ، وكذلك في الجانب غير الصحي قد تبدو بعض المظاهر السلوكية على نمط الشخصية مستمدة من النمط الآخر الذي يشترك معه في المتوالية في حالة اللاتكامل كما مبين في الشكل رقم (2)  (16. P,1995  ,Riso)                                                                                                                                                                                                                         
 
اتجاة التكاملي بين الأنماط التسعة في نظرية الانيكرام شكل رقم (2)
         
 اتجاه اللاتكامل بين الانماط التسعة في نظرية الانيكرام
 
مركز التفكير The Thinking cente حسب منظور ريسو 
قامت الباحثة بتناول وتبني منظور ريسو  حيث لاحظت الباحثة  ان نظريته تطرح نظاما خلويا ، يقوم على مصفوفة خلوية (33) من أنماط تسعة للشخصية، وتتوزع هذه الأنماط التسعة على ثلاث مراكز تتكون منها الشخصية الإنسانية وتكون متفاعلة فيما بينها بصورة دينامية وليس استاتيكية ،اذ ان الأنماط  المساعد ، والمنجز ، والمتفرد يقعون في مركز المشاعر  بينما يقع كل من نمط الباحث ، والمتحمس ، والمخلص في مركز التفكير ، ويقع في مركز الغريزة الأنماط التي لم تذكر بالمراكز السابقة وهي المتحدي ، وصانع السلام ، والمصلح
  (10,1998 ,Riso )
يؤكد ريسو بان نمط الشخصية الرئيسي للفرد يتشكل منذ الطفولة ، ذلك يعد انعاكسا للاستعدادات الجينية الموروثة ، وعلاقات التنشئة الاجتماعية ، وخبرات الطفولة المبكرة early childhoo experience 
إذ يبدأ الطفل من عمر (4-5) سنوات، الدخول في عملية وعي ذاتي self-conscious تتركز حول ذاته المميزة distinguished-self والمنفصلة عن البيئة الخارجية المحيطة به، وبالرغم من أن هويتهم تظل طافية وعائمة وغير محددة، إلا أن الأطفال في هذه السن يستطيعون إثبات أنفسهم وإعطاءها وزنا مؤثرا بطريقتهم الخاصة في العالم المحيط بهم، التي تصبح فيما بعد نمط الشخصية الرئيس المميز لهم، الذي يعكس خبرات الطفولة والجينات الوراثية، ويؤثر فيما بعد على عملية النمو النفسي لديهم (10.Riso,1995, P)


وفيما يلي وصف لكل نمط من أنماط مركز التفكير حسب منظور ريسو Riso.
أولا: نمط الشخصية الباحث The investigator personality type  
إن الأشخاص في هذا النمط يستبدلون الفعل بالتفكير، ولذا فإن قدرتهم على الفعل تبقى ضعيفة underdeveloped of doing، فضلا عن ذلك فإنهم قد يواجهون صعوبة في إيجاد نهاية للمعارف والعلوم والمعلومات وفيما يرغبون في فهمه   ففي كثير من الأحيان لا يفعلون بما لديهم من معارف وبدل من الاستفادة من معلوماتهم فتجدهم في دوامة من اللانهايةendlessly  ويتجهون نحو الأفكار المعقدة والمجردة .
 
ثانيا :نمط الشخصية المخلص The Loyalist personality type
الافراد في هذا النمط من الشخصية، يبتعدون عن الفعل أو في قدرتهم على الفعل out of touch doing بصورة مستقلة عن الآخرين، تغلب عليهم  الإعتمادية في السلوك الأمر الذي يوفر لهم شعور بالأمان في ظل توجيهات الآخرين لهم .
 
ثالثا:نمط الشخصية المتحمس The enthusiast personality type
 
 يتصف أفراده هذا  النمط بأنهم مفرطون بالأفعال، يستخدمون طاقاتهم بشكل مفرط لتحقيق انشغال دائم سعيا لتجنب  الشعور بالقلق، ويبدو عليهم الاستسلام وفقدان السيطرة على انفسهم لانهم يخضعون  لإندفاعاتهم إلى الحد الذي يصبحون فيه مفرطي النشاط hyperactive ، هروبيين . out of control وفي نهاية الأمر خارج حدود السيطرة ، manic هوسيين ، escapist
 
ويشير ريسو (1996,Riso) إلى أن نظرية الإنيكرام في تعرضها للشخصية الإنسانية، وطبيعة عملية النمو المعقدة التي يمر الفرد عن طريقها ومنذ مراحل نموه المبكرة، يمكن تفسيرها في عدد غير قليل من النظريات التحليلية النفسية الحديثة منها والقديمة، ومن ثم فهو يربط ما بين الأنماط التسعة للشخصية في نظام الإنيكرام ونظرية العلاقات الموضوعية Object Relations Theory التي قام بوضعها علماء النفس كل من و.ر.د. فايربرن W… Fairbairn وهاري جونترب Hary Guntrip وذلك في المدة من (1950-1940).
 
يشير ريسو (Riso,1995) ان النمط الخاص للشخصية الذي يتمتع به الفرد تسود خصائصة النمطية معظم السلوكيات الظاهرة ، بينما النمط الثانوي او مايسميه الجناح the wing فهو يضيف ويكمل خصائص الشخصية  في بعض الأحيان وقد تعود اليه احيانا الصفات المتناقضة نمطيا contradictory التي قد تصدر عن الفرد (Riso,1995, P,14)
تتمحور نظرية العلاقات الموضوعية حول كيفية تشكيل نمط الشخصية لدى الفرد الذي يتم عن طريق عملية تمايز الهوية للفرد وشعوره بالإنفصال عن البيئة المحيطة به، فعن طريق تلك العملية فإن الأنا الذات ego-self تظهر عبر العلاقة مع أي موضوع آخر في البيئة المحيطة بالفرد (1996;113,Riso).
 
يثبت ريسو 1996) ,Riso) إلى أن كل نمط من أنماط الشخصية التسعة على وفق نظام الإنيكرام يشترك مع نمطين آخرين في نطاق شامل من التحليل السلوكي، والاتجاهات الكامنة ( Potential Attitudes) المتعلقة بهذا المركز من المراكز الثلاثة للشخصية، فعلى سبيل المثال في ما يخص (مركز التفكير) : يتميز نمط الشخصية الباحث بالميل للبحث والتركيز، وهذه الميزة تصطبغ بها سلوكياته عموماً إلا أنه على الرغم من ذلك يكون لديه شعور بضعف الاستقرار والخوف في أغلب الأحيان، لذا يمكننا الحكم على هذا النمط بأنه في مركز التفكير ، وفي الوقت نفسه يكون مشتركاً مع النمطين الآخرين للمركز نفسه أي نمطي الشخصية (المخلص المتحمس) (Riso, 1996:141)
 
يشير كالهان (Callahan) إلى أنه لا يوجد نمط شخصية خالص pure personality type، وإن أياً منا هو عبارة عن خليط Mixture يتكون من نمط الشخصية الرئيس وأحد النمطين المجاورين له في المخطط الديناميكي للإنيكرام، ويطلق عليه بالنمط الثانوي أو ما يسمى بـ الجناح (Callahan,1992;112)
 
يؤكد “ريسو” (1995,Riso) أن نمط الشخصية الرئيس الذي يتمتع به الفرد تسود خصائصه النمطية معظم المظاهر السلوكية له، بينما النمط الثانوي أو ما يسميه الجناح” the wing فهو يضيف ويكمل خصائص الشخصية في بعض الأحيان وقد تعود إليه أحيانا الصفات المتناقضة نمطياً contradictory التي قد تصدر عن الفرد (1995:14,Riso) . ويذكر ريسو (2002) أن هناك جملة من الاعتبارات ينبغي الأخذ بها عند تناول مفهوم النمط في نظام الإنيكرام وهي:
 
  1. كل نمط من أنماط الشخصية له ثلاثة مجالات، وهي (الجانب الصحي ـ المعدل ـ الجانب غير الصحي).
  2. إن نمط الشخصية لدى الفرد لا يتغير من نمط إلى آخر، وإنما التغيير الذي يحصل يبقى ضمن النمط نفسه وفي مجالات الثلاثة السابقة الذكر، ويُعبر كُل نمط من الأنماط الثلاثة عن حالة من ثلاث حالات هي: 
افراط (Overdeveloped)
ضعف او نقص (.Underdeveloped) 
 ابتعاد (Out of Touch)   
 
الذي يتضمن أنماط الشخصية التي يحويها مركز التفكير والحالة التي يعبر عنها على وفق منظور ريسو 
 
(Palmer, 1995:301)
 
فصاحب نمط الشخصية (المتحمس) مفرط بالأفعال، واستعمال قدرته وطاقاته، والسعي للأنشغال الدائم، لمواجهة الشعور بالقلق، يبدو  عليه أنه الاستسلام لأندفاعاته لدرجة يصبح مفرطاً بالنشاط، وهاوي وهوسي. ونجد صاحب نمط الشخصية (الباحث ) يعمل على استبدال  الأفعال بالتفكير، وبذلك تصبح قدراته على الفعل ضعيفة، فضلاً عن أنه قد يواجه صعوبة في إيجاد نهاية للعلم والمعرفة والمعلومات ولما يرغب في فهمه، وبذلك يبقى في دوامة لا نهاية لها، ويتجه نحو تبني الأفكار المعقدة والمجردة. ويبتعد صاحب نمط الشخصية (المخلص) عن الفعل بصورة مستقلة عن الآخرين، إذ تغلب على سلوكه التبعية ، وذلك حتى يشعر بالأمان في ظل الآخرين وتوجيهاتهم له.
 
  1. إن وصف أنماط الشخصية هو عالمي universal، ولا يختص بجنس أو نوع gender معين.
 
  1. ليست الخصائص والصفات الخاصة بالنمط كلها تبقى ظاهرة وفاعلة طوال الوقت وإنما تلك الخصائص والصفات السلوكية النمطية تتباين بالظهور بالتساوي  fluctuate constantly، واعتماداً على الجانب الصحي والمعدل وغير الصحي للنمط ذاته، وبحسب الموقف البيئي الفاعل 
 
  1. لا يوجد نمط أحسن من نمط، وإنما لكل نمط تقييم معين وتقبل وسيادة إستناداً إلى المتطلبات البيئية والحضارية وطبيعة الموقف الفاعل والمؤثر في تلك البيئة، فهناك نمط من الشخصية مفضل desirable أكثر من غيره في مجتمعات معينة دون غيرها.
 
  1. هنالك فروق في أنماط الشخصية بين الأفراد في المجتمعات المختلفة إذ يسود نمط ما في مجتمع معين دون آخر، فهو يعود أساساً إلى عوامل كثيرة تتعلق بالوراثة والتنشئة الأسرية والاجتماعية ولاسيما خبرات الطفولة، فضلا عن عملية المكافأة الاجتماعية التي تعزز تواجد وبروز هذا النمط من الشخصية دون غيره من الأنماط الثمانية الأخرى، وليس لأفضلية ذلك النمط أو قيمته الفائقة
Riso, 2002:1-15))
وقد اضاف ريسو (2002,Riso) أن الطفل يبدأ بالفصل والتمييز لبعض من الكثير من الخبرات المحيطة به والموجودات في بيئته، إذ يرجع بعض الأمور إلى نفسه وذاته وأمور أخرى يرجعها إلى الآخرين، وذلك عن طريق ثلاثة أنواع من أشكال العلاقة بين الطفل والبيئة المحيطة به، أي بين الطفل بصفته ذات موضوعية self-object وبين ذات الآخرين otherself، هذه العلاقات أو أشكال الإستجابة الثلاثة تكون موجودة لدى كل منا، إذ تبنى شخصيتنا على أساسها، وهنا تتدخل عملية التثبيت fixation وكما يشير إليها ريسو، إذ يثبت نمط الشخصية وخصائصه عن طريقها. وهذه الموجودات أو أشكال العلاقة الثلاثة هي كالآتي:
 1ـ  التعلق attachment – 
2ـ الإحباط frustration
3ـ الرفضrejection  
 
Riso, 2002:141))
يؤكد ريسو إلى أن أشكال الوجود الإنساني وبصورة ثابتة تعمل عن طريق هذه الأشكال الثلاثة من التأثيرات تعلق – إحباط – رفض، وتعد هذه الأشكال الثلاثة من التأثيرات موجودة بصورة متلازمة ومشتركة ومتفاعلة فيما بينها، أي أن وجود إحدها يعني وجودها كلها، ولكن بالرغم من هذا فإن أحد الأنماط التسعة للشخصية قد يسلك بقوة وتبدو عليه بصورة واضحة إحدى هذه التأثيرات الإنفعالية الثلاثة مع وجود النوعين الآخرين من التأثيرات لديه ولكن ليس بقوة التأثير الإنفعالي الظاهر، فقد نجد أن التأثير الإنفعالي هو على سبيل المثال التعلق attachment بينما التأثيرين الآخرين وهما الإحباط أو الرفض كامنان وغير ظاهرين (2000:14,Chou).
 
تمثيلات  العلاقة الثلاثة لأنماط الشخصية لمركز التفكير :
 
 يؤدي ريسو شرح هذه الثلاثة التمثيلات من العلاقة في نظرية العلاقات الموضوعية بالصورة الآتية:
 
1- التعلق Attachment
 
وقد وضحها ريسو (1996 ,Riso)  بانها رغبة الأنا في الحصول على الراحة والاستقرار Stable في العلاقات مع الناس، والأشياء التي تتوحد معها، وبطرح مبسط يقول ريسو ” إننا نسعى نحو أن نبقي على كل ما هو جيد ومريح لنا، سواء على المستوى الشخصي، وظائفنا، وصورة الذات لدينا
our self-image، وحالة الشعور، أو حتى الموقع المسؤول الذي نتولاه “.
وتشير الدراسات الى أن نمط الشخصية المخلص وضمن نظرية الإنيكرام تعد ضمن تأثير التعلق. إذ أن الأشخاص في نمط المخلص يقيمون ضمن علاقات محدودة غير متشعبة طالما أن هذه العلاقات توافر لهم الشعور بالأمان والسلام، ولذلك فسلوك التعلق لديهم عميق ولكنه محدود ومتعلق بمدى قدرة العلاقة مع الخارج (الموضوع) بخفض القلق لديهم، ذلك القلق المتعلق ببقائهم واستمرارهم في الحياة فعلى سبيل المثال إن أصحاب النمط المخلص قد يستمرون في علاقة زواج سيئة أو حتى مهنة غير مريحة، طالما اعتقدوا أنها ضرورية أو من الممكن أن تحقق لهم الشعور Riso 1996:32) ) بالأمان والسلامة
 
2- الإحباط Frustration 
 
نجد تأثير الإحباط المتعلق بالحاجات غير المشبعة التي يختبرها الفرد في أثناء مراحل نموه المبكرة كبير جداً على عملية النمو النفسي الذي عن طريقه يتشكل نمط شخصية الفرد، إذ يرى ريسو أن الشخصية الإنسانية مبنية في جزء منها على عامل الإحباط، ذلك أن الشخص يختبر الشعور بالضيق وعدم الرضا والغضب وحتى عدم الاستقرار في حال عدم تلبية رغباته وتحقيق طموحه فالبيئة المحبطة التي كانت جزءاً من محددات نمو الشخصية تؤدي إلى حدوث ترسبات إحباطيه قوية تنعكس فيما بعد على نمط الشخصية، حتى وإن حصل إشباع لبعض رغبات الفرد الآنية، فإنه يظل على الرغم من ذلك يشعر بالإحباط بسبب هذا الأنموذج من الإحباط المترسب لديه منذ الصغر (Riso 2003:4)
مضيفاً أنه حتى لو أشبعت حاجات الفرد شعورياً، فإنه عادة ما يشعر بالإحباط اتجاه شيء آخر، ذلك أن هوية الفرد جزئياً مبنية على شعوره بالإحباط وكما هي مبنية أيضاً على التأثيرين الآخرين (التعلق – الرفض)، فنحن في بعض الأحيان كما يقول ريسو ” نتسبب في إشعار الآخرين بالاحباط
 كوسيلة دفاعية تجنبنا لشعورنا بالإحباط
(Riso, 1996:34)
ونمط الشخصية المتحمس الذي هو جزء من موضوعنا في هذا البحث فتبنى شخصيته على الإحباط بسب تصوره للعالم المحيط به بأنه لم يعد مصدر إثارة له، فهو لديه الرغبة في التغيير والتنوع، حيث مجالات الاهتمام لديهم عادة ما تكون خصبة prolific ومتنوعة وكما أشار الى ذلك  ريسو
 
.(Riso, 1998: 33-34)   
 
3- علاقات الرفض The Rejection
 
ويُعد نمط الباحث أحد أنماط الشخصية الذي يقع تحت تأثير عامل الرفض فالأشخاص في هذا النمط يشعرون بأنهم تافهون negligible ، وعديمو الفائدة وأنهم على هامش الحياة sidelines of life، ولذلك يشعرون بأنه من الضروري أن يمتلكوا مهارة معينة أو معارف أو علوم مفيدة للآخرين تجعل من يحيط بهم لا يرفضهم، فهم مثل أصحاب نمط المتحدي الذي يظهر التعجرف والتصلب فهم يظهرون عدم المبالاة والتقليل من الشعور بالألم والمعاناة مجنبين أنفسهم التفكير والشعور بالرفض
(Riso, 1996;34)
 
الوظائف النفسية للأنماط Psychological Function of the Type
يشير ريسو  (Riso 2002) إلى دور العمليات النفسية psychological functions  
التي يتكون منها نمط الشخصية الإنسانية، مؤكداً أن نمط الشخصية ما هو إلا تعبير مجازي metaphor لمجال عريض من صور السلوك والإتجاهات التي يتشكل عن طريقها النشاط الإنساني ذلك أن أنماط الشخصية التسعة في نظام الإنيكرام، هي طيف واسع من السمات والصفات والاتجاهات التي تكون على شكل ” عمليات ” functions أو ” كوامن ” potential، تتأرجح ضمن طيف واسع wide spectrum من الصورة الصحية للخصائص النفسية والصورة غير الصحية لتكون   الخصائص والصفات النفسية(117 ;,2002 Riso )
ويذكر ريسو (2002 ,Riso) أن السبب تشابه الأفراد وإختلافهم  كذلك على الرغم من إنهم يمتلكون الأنماط جميعها من الشخصية بكل خصائصها، هو أنه في حالة التشابه بين الأفراد فأن كل عمليات الأنماط تعمل في داخلنا، أما السبب في إختلافنا عن بعضنا البعض فذلك يرجع في أساسه إلى عملية الاتساق proportion والتوازن balance بين الخصائص النفسية النشطة active للنمط العائد إلينا وذلك هو ما يميزنا عن الآخرين، فقوة وسيادة تلك الصفات ومدى تأثيرها في العمليات والاتجاهات هو ما يعطينا فرديتنا our uniqueness حتى ضمن النمط الواحد من الشـخصية ذلك أن شدة التفاعل الداخلي بين تلك العمليات النفسية للأنماط ومدى قوة نوع معين من تلك العمليات النفسية لأحد تلك الأنماط يعطي الصفة السائدة للنمط، وكذلك فإن مدى نسبة التوازن بين تلك العمليات النفسية سواء الظاهرية منها (السلوك) أو الكامنة (الإتجاه) هي التي تجعل للشخص ميزة متفردة تميزه من غيره من الناس، وكذلك بقاء نمط الشخصية ثابتا لا يتغير لديه، أما العمليات النفسية للأنماط الثمانية الأخرى الموجودة لدينا فهي التي تتغير من حين إلى آخر ولكن من دون أن تؤثر في سيادة النمط الرئيس للشخصية
 (11.Riso, 1996,P).
وهكذا عن طريق فحص موضوع عمليات النمط النفسية، نستطيع أن نصف نمط الشخصية الرئيس عبر ما يسميه ريسو (1995) بالإستجابة المركزية Central Response للواقع المحيط، بينما الأنماط الثمانية الأخرى فهي عبارة عن الكوامن potential التي تبقى موجودة وفاعلة في دواخلنا (Riso, 1995, P.81)
 
ويرى ريسو أن الصفات والخصائص السلوكية الخاصة بالنمط لا تبقى فاعلة وظاهرة طوال الوقت، وأنما تتباين في الظهور على وفق ثلاثة جوانب هي:
 
أ. الجانب الصحي
 
ب الجانب المعدل
 
ج الجاني غير الصحي
 
وأدناه توضيح لأنماط ريسو الشخصية لمركز التفكير والوصف الذي قدمه لها على وفق الجوانب الثلاثة 
Riso and Russ, 2002, P.11-13)   )
 
أولا / نمط الباحث :
الجانب الصحي:
 
بصورة غير عادية يكون لديهم قوة ملاحظة، وبصيرة عالية insight، وإدراك حسي بدرجة كبيرة تجاه كل الأمور المحيطة بهم، ولديهم يقظة عقلية mentally alert معظم الوقت فضوليون، ويتميزون بميلهم إلى البحث والقدرة على التركيز والانهماك فيما يثير إنتباههم، إذ ينجزون ببراعة وتفوق كل ما يثير اهتمامهم من الأعمال، وأصحاب هذا النمط من الشخصية يستمتعون بالمعرفة والاطلاع، عادة ما يصبحون خبراء وعلماء في بعض الحقول من العلوم والمعرفة، وتتميز أعمالهم بالأصالة original والإبداع وانها ذات قيمة عالية جدا، لديهم استقلال عال، وخصوصية وأطوار غريبة من السلوك المستقل Idiosyncratic Independent
 
الجانب المعدل :
 
لديهم القدرة على العمل والتخطيط الجيد قبل الفعل، إذ يخططون للأعمال والأفكار conceptualizing، ولديهم القدرة على تصورها ذهنياً مثل نماذج البناء والتهيئة والإستعمال ومصادر التموي
 
الجانب غير الصحي
يصبح أصحاب هذا النمط زاهدين في الحياة reclusive، ومنعزلين ومنسحبين withdrawal عن العالم الواقعي، غريبي الأطوار eccentric، ويميلون إلى المذهب العدمي أو اللاش يئ nihilistic وجهة نظر تقول بأن المعتقدات التقليدية لا وجود لها من الصحة)، ونتيجة لشعورهم الكبير بعدم الإستقرار والخوف من العدوان، فإنهم ينبذون ويرفضون المجتمع وأشكال التواصل مع الآخرين كلها، وتسيطر عليهم أفكار وسواسية obsessed ذات طابع مخيف ومهدد لهم، ويصابون بالذعر horrified، وتتكون لديهم هذاءات، ويصبحون فريسة لأشكال من تدمير schizophrenic وقد يصابون بالفصام ،phobia وأنواع من الفوبيا ،self-destructive الذات( Riso & Russ, 2002.11) وسعياً منهم وراء الخلاص من كل هذا قد يلجأون إلى الانتحار
 
ثانيا / نمط المخلص
الجانب الصحي: 
 
انهم قادرون على أن يستثيروا ردود أفعال عاطفية قوية، على صورة إستجابة تصدر من الآخرين، مغرون لديهم القدرة على جعل الآخرين يستهوونهم appealing) محبوبون، وجديرون بنيل إهتمام الآخرين، ومحبون للآخرين، ولكون الثقة لديهم غاية في الأهمية، فهم يرتبطون بالآخرين ويقيمون علاقات تأخذ صفة الثبات وشكل التحالف alliances ومكرسون إهتمامهم في الأشخاص والأنشطة التي يؤمنون بها بعمق، ويسهمون في بناء المجتمع، ويشعرون بالمسؤولية hard-working مواظبون ومجدون في العمل trustworthy جديرون بالثقة reliable واقعيون وقريبين من الآخرين ويحققون نوعاً من الاستقرار والأمان في حياتهم ويظهرون روح التعاون.
 
الجانب المعدل يقومون باستثمار وقتهم وطاقاتهم في كل ما يعتقدون أنه يوفر لهم الأمان والإستقرار، وبصورة نظامية وروتينية يبحثون عن تحالفات مع البعض أو مع من يملك نوعاً من السلطة، الذي يوفر لهم الأمان والقدرة على المواصلة، ولكن ذلك يكون مصحوباً بحرص وحذر ويقظة بصورة ثابتة ودائمة، وتراهم في أغلب الأوقات يتوقعون المشاكل ويتحسبون لها بالحيطة والحذر، أما أشكال عدوانهم تجاه الآخرين فيكون على شكل عدوان سلبي passive-aggressive




وذلك رد فعل عن مقاومتهم لمحاولة السيطرة عليهم والطلبات والأوامر الملقاة على عاتقهم، وقد تصدر منهم ويضيف ريسو (2002) Riso) أن أصحاب النمط المخلص قد يلجأون أحيانا إلى إلقاء اللوم على الآخرين، متهمين إياهم بأنهم كانوا سببا في متاعبهم ومشاكلهم، وما هم عليه من ضيق وتأزم، وقد يتخذون مواقف عقلية أو أحكام ذهنية ضد الغرباء، وكذلك يتصفون بأنهم دفاعيون defensive، وبسبب التهديد وعدم شعورهم بالأمان فقد يتعاملون مع الآخرين على وفق مبدأ (أصدقاء – أعداء) وهذا نوع من الصفة الشكاكة التي تتميز بها شخصياتهم، وعلاوة على ذلك فهم قد يخضعون خضوعا تاماً لمن لديه سلطة مخيفة أو يشكل مصدر تهديد لهم وذلك بصورة نوع من (التحالف) (كما لو كان حزبا سياسيا متسلطا قد ينتمون إليه اتقاء لتهديداته، ولكن يظل الخوف مغروساً فيهم حتى تزول مصادر مخاوفهم كلها).
الجانب غير صحي:
 
إن انعد الشعور بالأمان لدى أصحاب هذا النمط من الشخصية، قد يظهر عليهم على أنه نوع من الشعور بالذعر panic والعدوانية والانتقاص من الذات Self-Disparaging، مصحوباً بمشاعر حادة من الشعور بالنقص، كما يرون أنفسهم عاجزين عن حمايتها، ولذلك فهم يبحثون عن أية سلطة قوية أو أي معتقد يحل لهم مشاكلهم، إذ يختلفون بكثرة مع الآخرين وذلك عن طريق الحط من قدر الآخرين وتوبيخهم، وفضلا عن ذلك فلديهم شعور بالاضطهاد المتمثل في أن الآخرين يريدون النيل منهم لغرض السيطرة عليهم أو إيذائهم، فتراهم يندفعون ويتصرفون بلا عقل تجاه كل ما يخافون منه متعصبون fanaticism عدوانيون violence هستیریون hysterical، يسعون إلى الهرب من العقاب، ويصبح لديهم أشكال من السلوك تعبيراً عن تدمير الذات self-destruction، أو لجوئهم إلى الانتحار، أو الإدمان الكحولي والإفراط في تناول العقاقير ويتواجدون غالبا فيما يسمى بـ ” شوارع السقوط ” Skidrow” وأماكن الرذيلة والجريمة ). ويسلكون كل سلوك من شأنه أن يعد أحد أشكال إذلال الذات Self-Abasing أو تحقير الذات (Riso & Russ, 2002, P.12)


ثالثا / نمط المتحمس :
 
الجانب الصحي:
 
لديهم قابلية عالية للإستجابة responsive والإستثارة excitable إذ يشعرون بالحماس تجاه كل ما يتحسسونه ويمرون به من تجارب، ويعد هذا النمط بأنه ذو بعد إنبساطي extroverted عال، وكما يلحظ عليهم تبدي الإستجابة فور تنبيههم إلى ذلك، إذ يجدون أن كل ما يحيط بهم
 
الجانب المعدل :
بسبب تزايد الضجر restlessness والملل وكذلك الأرق الذي قد لا يهدأ لديهم فإنهم يسعون نحو تجربة بدائل عدة وإختيارات متنوعة تكون مشبعة لهم، وذات قيمة عالية عندهم الأمر الذي قد يؤدي بهم إلى الخوض في مغامرات adventurous وحياة محفوفة بالمخاطر، فهم يحاولون وبشكل ثابت البحث عن أشياء وتجارب جديدة، ويبدو عليهم في كثير من الأحيان صفة التكلف والتصنع sophisticate، وكذلك قد تجدهم خبراء في أصول فن ما Connoisseur مهرجون، عاملون في السيرك  إستهلاكيون consumer، ويعطون أهمية بالغة لآخر ما يستجد لديهم من تجارب عاطفية أو نزعات أو ميول، وغير قادرين على التمييز بين ما يريدونه بالفعل وما هم يمارسونه في تلك اللحظة، ويصبح لديهم نشاط زائد hyperactive، غير قادرين على كبح جماح أنفسهم أو أن يقولوا (لا) لأنفسهم، وبصورة ثابتة يزجون أنفسهم في أنشطة عديدة ومتنوعة، وليس لديهم القدرة على كف أي فعل أو قول يتبادر إلى أذهانهم، ويبالغون في سرد القصص بزخرفة وتنمق ومبالغة، ومما يلحظ عليهم أيضا أنهم يخافون من العزلة ولذلك فهم في حركة دائمة، ونشاط مستمر ويؤدون أعمالا كثيرة ومتنوعة، ويصدر عنهم الكثير من أشكال السلوك الموجه منه نحو هدف وغير الموجه، وتراهم يطرحون الكثير من الأفكار، ولكنهم يتبعون أو ينفذون بعضها، ويلجأون إلى أشكال التجاوز الخلقي كلها وما هو مناف للذوق العام، متمركزون حول ذواتهم self-centered مادیون materialistic وجشعون greedy، ولا يشعرون البتة بأن لديهم ما يكفيهم إذ يفتقدون القناعة. كذلك يشير ريسو إلى أن أصحاب نمط الشخصية المتحمس يلاحظ عليهم إنهم متصلبون hardened في تعاملهم، ويلجأون إلى التدقيق في كل مظاهر التفاعل مع الأمور المحيطة بهم أو التجارب التي يمرون بها، إذ يتعاملون بصورة إندفاعية بنوع من الضغط الذي يستشعرونه الأمر الذي يؤدي بهم إلى التعامل القاسي والمفرط مع ما يحيط بهم، إذ تأخذ استجابتهم هنا شكل السلوك المندفع الذي لا ينم عن أي نوع من القدرة على ضبطه أو التحكم فيه، ومستمرون في ذلك السلوك إلى أن يشعروا بالإشباع أو يصابوا بالإنهاك Jaded إدمانيون addictive متحجر و القلب وقساة، ومتبلدو الإحساس insensitive
الجانب الغير الصحي /
من خصائصهم الشعور بالعجز في التعامل مع القلق   والياس من عدم القدرة على تخفيف التوتر بالرغم من وجود حاجة ملحة وشديدة  .
 
القسم الثاني مناقشة النظريات :
 
من عرضنا السابق للنظريات التي قدمت افكارها ومبادئها واراءها  المتعلقة بانماط الشخصية  .
 
والذي هدفنا من وراءه معرفة هذه النظريات، فضلاً عن التعرف على موقع نظرية الانيكرام بالنسبة لها، ومعرفة النظريات المشابهة لمفاهيمها ومدى شموليتها للإحاطة بموضوع أنماط الشخصية مقارنة ببقية النظريات  – نلاحظ أن بعض هذه النظريات قد تقاربت في بعض الجوانب، في حين نجد أخرى قد اختلفت اختلافاً بسيطاً أو جذرياً في آرائها. وقد تجمعت هذه النظريات في خمسة مجاميع اتخذت ثلاثة مجاميع منها وهي نظريات الأنماط المزاجية، ونظريات الأنماط الجسمية، ونظريات الأنماط الهرمونية من الخصائص الجسمية أساساً في التصنيفات التي طرحتها، في حين اتخذت المجموعة الرابعة، وهي نظريات الأنماط السلوكية من الخصائص السلوكية أساساً في تصنيفها، أما المجموعة الخامسة وهي نظريات الأنماط النفسية فقد استندت على الخصائص النفسية في تصنيفها للأنماط وتفسير سلوكها.
فقد صنفت نظريات الأنماط المزاجية، وهي نظريات  الأفراد حسب الخصائص المزاجية .
أما كريتشمر وشيلدون فقد استندا على الأساس الجسمي وشكل البنية الخارجية للفرد في
 
تحديد صفات نمط الشخصية الذي ينتمي إليه الفرد.
 
وهناك من إعتمد على كم ونوع الإفرازات الهرمونية في تحديد نمط الشخصية السائد لدى الفرد وهذا ما نراه لدى برمان، أما بافلوف وتلامذته فقد اعتمدوا على الأساس الفسيولوجي العصبي في تصنيف الناس إلى أنماط للشخصية، وهنا ترى الباحثة إن أبرز سلبيات هذا التصنيف أو تنميط الشخصية المعتمد على العوامل الذاتية فقط لدى الفرد (أخلاط هرمونات جهاز عصبي . …. الخ)، هو عدم الإلتفات إلى أثر العوامل الثقافية والبيئية والاجتماعية في تحديد ملامح الشخصية، ومن ثم بروز الفوارق النمطية الشخصية بين عامة الناس.
 
أما النظريات الأخرى التي اعتمدت على الأسس النفسية في تناول أنماط الشخصية كما لدى فرويد وأنماط الشخصية الستة التي طرحها فقد اعتمد على الصراع بين الهو والأنا  والأنا الأعلى،  الأمر الذي أدى
 
بهؤلاء المنظرين إلى إغفال موضوع شمولية الشخصية الإنسانية وأنها وحدة واحدة لا تنفصم ولا تنقسم.
وعلى سبيل المثال فأن نمط الشخصية لدى كل من فرويد يأخذ صفة الجمود والإستاتيكية، إذ الصفات جامدة وغير متحركة وغير مرتبطة بموقف محدد، وليس هناك بينها تساوق بالظهور أو تمايز موقفي، كما أن تلك الأنماط الشخصية غير متفاعلة فيما بينها وهذا ما يلغي وحدة الشخصية أو كلية الشخصية كما يقول ريسو وتلامذته. أما نظرية الإنيكرام فترى أن السلوك نتيجة تفاعل دينامي بين مراكز الشخصية الثلاثة وهي ( التفكير، المشاعر ،والغرائز) 
 
القسم الثالث دراسات سابقة
2 دراسات تناولت أنماط الشخصية وفق نظام الإنيكرام
أ. الدراسات العربية- دراسة ( الياسري 2004)
أنماط الشخصية لدى طلبة الجامعة على وفق النماذج التسعة للشخصية ” نظام الإنيكرام ” أجريت هذه الدراسة في العراق بوصفها جزء من نيل درجة ماجستير آداب في علم النفس
 
في العام الدراسي (2004/2003)، وتكونت العينة من (600) طالباً وطالبة من (3) كليات في جامعة بغداد، وهي كلية ( الطب والقانون، والفنون الجميلة). واستهدفت الدراسة إعداد نسخة من مقياس ” ريسو – هيودسن ” للأنماط الشخصية على وفق نظام الإنيكرام. وتعرف نمط الشخصية السائد لدى أفراد العينة. ولأجل تحقيق أهداف البحث استعمل الباحث مقياس ” ريسو هيودسن “، وترجمه إلى اللغة العربية، وتحقق من الخصائص السايكومترية ( القياسية ) للمقياس، وقد استخدمت أهم الوسائل الاحصائية (معامل الفاكرونباخ، ومعامل ارتباط بيرسون في
 
الدراسة وأظهرت الدراسة النتائج الآتي:
 
1 سيادة نمط الشخصية المنجز لدى عينة طلبة كلية الطب وطلبة كلية القانون.
 
2 سيادة نمط الشخصية المتفرد لدى طلبة عينة كلية الفنون الجميلة.
 
3 نمط الشخصية السائد الأفراد العينات ( الطب والقانون، وكلية الفنون والعينة الكلية ) ضمن مركز المشاعر، وهو أحد المراكز الثلاثة التي تتكون منها الشخصية )
.(الياسري، 2004)
 
– دراسة ( السلطاني 2006 )
إعداد صورة مختصرة لمقياس أنماط الشخصية التسعة لدى طلبة الجامعة على وفق نظام الإنيكرام لانماط الشخصية التسعة أجريت هذه الدراسة في كلية التربية / ابن رشد / 2006، وهي جزء من نيل درجة ماجستير آداب في القياس والتقويم. واستهدفت الدراسة إعداد صورة مختصرة لمقياس أنماط الشخصية ( الإنيكرام) لواضعيه ” ريسو – هيودين ” المعد في عام (1995)، والمفاضلة بين الصورتين الكاملة والمختصرة للمقياس وتكون المقياس بصيغته المختصرة من (180) فقرة تمثل الصورة المختصرة لمقياس أنماط الشخصية الإنيكرام)، ولتسعة مقاييس فرعية، بواقع (20) فقرة لكل مقياس فرعي. وطبق الباحث المقياسين الأصلي أي المعد من قبل ” ريسو – هيودسن “، والمكون من (288) فقرة، وبواقع (32) فقرة لكل مقياس فرعي من المقاييس التسعة. والمختصر المكون من (180) فقرة، على عينة مكونة من (400) طالباً وطالبة من طلبة جامعة بغداد. ووضع الباحث معايير للمقارنة بين المقياسين على وفق الخصائص السايكومترية لكل منهما، أي ( الصدق والثبات، والحساسية ) ، وقد استخدمت أهم الوسائل الاحصائية المناسبة مثل (الاختبار التاني لعينتين مستقلتين وتحليل التباين الثنائي بدون تفاعل)، ومعامل الارتباط الثنائي النقطي ” بوينت بايسيريال ) وكانت نتائج المقارنة لصالح الصورة المختصرة من المقياس. أي أن الصورة المختصرة للمقياس تتمتع بمؤشرات إحصائية أفضل تغني عن الصورة الكاملة للمقياس  (السلطاني، 2006 ،ط – ك).


– دراسة ( ريوان (2008)
 
التفضيل الجمالي وعلاقته بأنماط الشخصية لمركز المشاعر وفق نظام الإنيكرام لدى طلبة معهد الفنون الجميلة أجريت هذه الدراسة في العراق بوصفها جزء من نيل درجة ماجستير آداب في علم النفس التربوي (2007 – 2008)، في كلية التربية الجامعة المستنصرية) وتكونت العينة من (350) طالباً
وطالبة من معهد الفنون الجميلة، واستهدفت الدراسة التعرف على درجة التفضيل الجمالي ( المقياس بأكمله)
 
1 أمتلاك أفراد العينة جميعا للتفضيل الجمالي
 
2 أمتلاك أفراد العينة جميعا للتفضيل الجمالي البصري
 
  1. عدم أمتلاك الطلبة الذكور من أفراد العينة للتفضيل الجمالي السمعي
 
4 امتلاك الطالبات الاناث من أفراد العينة للتفضيل الجمالي السمعي
 
5 وجود فرق ذي دلالة أحصائية بين درجات الذكور والاناث في مقياس
 
التفضيل الجمالي لصالح درجات الاناث.
 
6 وجود علاقة ذات دلالة أحصائية بين التفضيل الجمالي) و (التفضيل
 
الجمالي البصري) و (التفضيل الجمالي السمعي)، وبين نمطي الشخصية
 
(المنجز، والمتفرد ( كلا على انفراد لدى أفراد العينة جميعاً
7 نمط الشخصية السائد لدى افراد العينة هو النمط المتفرد
4
– دراسة ( عبد الصاحب (2008)
 
أنماط الشخصية على وفق نظرية الإنيكرام وعلاقتها بالقيم والذكاء الاجتماعي لدى طلبة الجامعة
أجريت هذه الدراسة في العراق بوصفها جزء من نيل درجة الدكتوراه فلسفة في علم النفس التربوي (2007 – 2008 جامعة بغداد، وتكونت العينة من (408) طالباً وطالبة للمرحلة الرابعة من (6) كليات في جامعة بغداد، واستهدفت الدراسة التعرف على نمط الشخصية السائد لدى طلبة الجامعة وفق متغيري الجنس والتخصص والتعرف على القيمة السائدة لدى طلبة الجامعة وفق متغيري الجنس والتخصص، والتعرف على مستوى الذكاء الاجتماعي وفق متغيري الجنس والتخصص، والتعرف على العلاقة الارتباطية بين انماط الشخصية التسعة والقيم، وكذلك الذكاء الاجتماعي، وقد استخدمت أهم الوسائل الاحصائية المناسبة مثل معامل الفاكرونباخ ومعامل ارتباط بيرسون معادلة سبيرمان، معامل ارتباط بوينت بايسيريال الاختبار الثاني لعينتين
 
مستقلتين الاختبار التاني لعينة واحدة وأظهرت الدراسة النتائج الآتية:
 
  1. سيادة نمط الشخصية المصلح لدى عينة البحث ككل.
 
2 سيادة القيمة النظرية لدى عينة البحث ككل.
 
.3 ارتفاع مستوى الذكاء الاجتماعي لدى عينة البحث ككل
 
4 وجود علاقة موجبة ودالة احصائياً بين الذكاء الاجتماعي وأنماط الشخصية المساعد، والباحث، والمخلص، والمتحدي، وصانع السلام، والمصلح).
 
5 وجود علاقة سلبية وغير دالة بين الذكاء الاجتماعي ونمط الشخصية المتفرد والمتحمس.
 
6 وجود علاقة موجبة وغير دالة بين الذكاء الاجتماعي ونمطي الشخصية المتفرد والمتحمس.
 
دراسة ( الركابي ،2010 )
الفشل المعرفي وعلاقتة بمركز التفكير في نظام الانيكرام لدى طلبة الجامعة  لدى طلبة جامعة بغداد  في المرحلة الرابعة  لسنة (2009 -2010) وهي جزء من نيل درجة الماجستير لعلم النفس التربوي وتكونت العينة من( 429) طالب وطالبة  
واستهدفت الدراسة لغرض التثبت من الهدف الذي يتضمن التعرف على نمط الشخصية( الباحث المخلص المتحمس) السائد لدى أفراد عينة البحث جميعاً، قامت الباحثة بتطبيق مقياس أنماط الشخصية الثلاثة الباحث المخلص، المتحمس على وفق نظام الانيكرام لدى أفراد العينة جميعاً، وتصحيح إجاباتهم  وبأستعمال المتوسط الحسابي للدرجات التي حصل عليها أفراد العينة نجد أن أعلى متوسط كان  على مقياس نمط الشخصية المتحمس مقارنة بالانماط الأخرى وبذلك فهو يمثل النمط السائد للعينة     والبالغ (19.8322) وهو اعلى متوسط مقارنة بالأنماط الأخرى. ويمتاز نمط الشخصية المتحمس على وفق ماجاء في نظرية (الانيكرام) بأن لديهم قابلية عالية للإستجابة responsive والإستثارة excitable، إذ يشعرون بالحماس تجاه كل ما يتحسسونه ويمرون به من تجارب، حيث يجدون أن كل ما يحيط بهم هو مصدر منشط لهم invigorating ، مفعمون بالحياة lively ونشطون vivacious، ومتلهفون eager إلى عمل الأشياء، وببسبب تزايد الضجر restlessness والملل وكذلك الأرق الذي قد لا يهدأ لديهم فإنهم يسعون نحو تجربة بدائل عدة وإختيارات متنوعة تكون مشبعة لهم، وذات قيمة عالية عندهم، الأمر الذي قد يؤدي بهم إلى الخوض في مغامرات adventurous  وحياة محفوفة بالمخاطر وقد توصلت الى الكشف عن دلالة الفروق لأنماط مركز التفكير في نظام الانيكرام على وفق  متغيري (الجنس التخصص). لتعرف دلالة الفروق الاحصائية بين أنماط الشخصية الثلاث الباحث المخلص، المتحمس كلاً على انفراد تبعاً لمتغير الجنس ذكور – أناث) والتخصص علمي – إنساني)، استعملت الركابي تحليل التباين الثنائي وكانت النتائج على النحو الاتي:
. تعرف الدلالة الاحصائية للفرق بين درجات الذكور الاناث) (العلمي ، الإنساني) في
مقياس نمط الشخصية الباحث
لا توجد فروق دالة إحصائياً في نمط الشخصية (الباحث) حسب متغيري الجنس والتخصص، إذ كانت النسب الفائية المحسوبة للتفاعلات  أقل من القيمة الفائية الجدولية 
 
ب الدراسات الأجنبية:
 
‏دراسة (Hammerlie, F.M.and D.G, 1991) 
 
نمط السمات الشخصية
أجريت هذه الدراسة في بريطانيا / 1991، وتكونت العينة من (200) طالباً وطالبة واستهدفت الدراسة التعرف على نمط الشخصية السائد لدى طلبة الجامعة في أقسام المحاسبة والتمثيل المسرحي، وقد استخدم مقياس ريسو – هيودسن، وقد استخدمت أهم الوسائل الاحصائية المناسبة مثل معامل ارتباط بيرسون وأظهرت الدراسة النتائج الآتية:
 نمط الشخصية المنجز لدى أقسام المحاسبة، والمتفرد لدى طلبة التمثيل المسرحي.
 
ـدراسة  Omundson, J.S. & Schroeder. )1996)) 
 
نمط الشخصية والرضا المهني
أجريت هذه الدراسة في أمريكا 1996 ، وتكونت العينة من (203) طالب وطالبة جامعيين واستهدفت الدراسة التعرف على نمط الشخصية لدى طلبة كلية الإدارة، وقد استخدم مقياس ريسو – هيودسن)، وقد استخدمت أهم الوسائل الاحصائية المناسبة مثل معامل ارتباط بيرسون وأظهرت الدراسة النتائج الآتية:
 
ـ دراسة تيرينس ص. وترابي، م. (2001)
مقارنة أنماط الشخصية على أساس التدخين 
أجريت هذه الدراسة في أمريكا 2001، وتكونت العينة من (200) طالباً وطالبة في جامعة شمال كارولينا، واستهدفت الدراسة التعرف على علاقة أنماط الشخصية وأتجاه الأفراد نحو التدخين، وقد استخدم مقياس واجنر)، وقد استخدمت أهم الوسائل الاحصائية المناسبة مثل معامل ارتباط بيرسون وأظهرت الدراسة النتائج الآتية:
أكثر الأنماط ميلا للتدخين هم المتحمس، المتحدي، ثم المنجز.



أجريت هذه الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية (2003)، وتكونت العينة من (189) طالباً وطالبة في كلية الطب والقانون، واستهدفت الدراسة التعرف على نمط الشخصية السائد لدى طلبة كليتي الطب والقانون، وقد استخدم مقياس ريسو – هيودسن)، وقد استخدمت أهم الوسائل الاحصائية المناسبة مثل معامل ارتباط بيرسون وأظهرت الدراسة النتائج الآتية: – سيادة نمط الشخصية المنجز لدى طلبة كليتي الطب والقانون
 
ـ دراسة‏(Hurly, J. B., 2003)
 
نمط الشخصية اليوم
أجريت هذه الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية (2003)، وتكونت العينة من (189) طالباً وطالبة في كلية الطب والقانون، واستهدفت الدراسة التعرف على نمط الشخصية السائد لدى طلبة كليتي الطب والقانون، وقد استخدم مقياس (ريسو – هيودسن)، وقد استخدمت أهم الوسائل الاحصائية المناسبة مثل معامل ارتباط بيرسون وأظهرت الدراسة النتائج الآتية: – سيادة نمط الشخصية المنجز لدى طلبة كليتي الطب والقانون.
 
ـ دراسة ‏(‏2003, Hurly, R. Mathew )
 
هل هناك ارتباط بين نمط الشخصية وإختيار التخصص في الجامعة
أجريت هذه الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية (2003)، وتكونت العينة من (200) طالباً وطالبة من المتقدمين للدراسة في جامعة شمال كارولينا، واستهدفت الدراسة التعرف على العلاقة بين نمط الشخصية وإختيار التخصص الدراسي في الجامعة. وقد استخدم مقياس ريسو هیودسن)، وقد استخدمت أهم الوسائل الاحصائية معامل ارتباط بيرسون) وأظهرت الدراسة
 
النتائج الآتية:
 
وجود علاقة ارتباطية موجبة ودالة إحصائياً بين نمط الشخصية وميل الطالب نحو إختيار تخصص دراسي معين في الجامعة.


شارك هذا الموضوع: