طبيب نفسي أمريكي ولد في نيويورك (1918 – 2008) مساهمته الأهم في مجالات علم النفس التربوي ، والعلوم المعرفية ، وتعلم العلوم والتعليم ، وكان على البحث والتطوير ولد في 25 أكتوبر 1918 ونشأ في بروكلين ، نيويورك. درس في جامعة بنسلفانيا ، إذ تخرج مع مرتبة الشرف في عام 1939 ، وحصوله على درجة البكالوريوس في تخصص علم النفس وتخرج من كلية الطب في وقت لاحق في عام 1943 في جامعة ميدلسكس حيث ذهب لإكمال التدريب في مستشفى Gouveneur الدورية ، التي تقع في الجانب الشرقي من مانهاتن السفلى ، نيويورك بعد خدمته العسكرية مع الولايات المتحدة الصحة الخدمة العامة ، وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه في علم النفس النمو من جامعة كولومبيا في عام 1950 بعد ذلك ، ترقى الى الأستاذية و في عام 1973 تقاعد اوزيل من الحياة الأكاديمية ، وكرس نفسه الممارسته الطب النفسي. وخلال ممارسته الطب النفسي ، نشر العديد من الكتب فضلا عن المقالات في المجلات النفسية والطبية في عام 1976 ، حصل على جائزة ثورندايك من جمعية علم النفس الأمريكية المشاركاته النفسية المتميز في التعليم”. وفي سن ال 75 في عام 1994 ، تقاعد اوزويل من الحياة المهنية للتفرغ للكتابة ، والتي أسفرت أربعة كتب.(العسكري، ١٧٠:٢٠١٢)
نظرية أوزوبل (Ausubel) في التعليم اللفظي ذي المعنى :
وضع ديفيد أوزوبل نظريته التي تبحث في التعليم اللفظي ذي المعنى والتي شكلت اهتمام الباحثين في ميدان المناهج وطرق التدريس على مدار أكثر من عشرين عاماً ولا تزال وكانت الفكرة الرئيسية في نظريته هي مفهوم التعلم ذا المعنى والذي يتحقق عندما ترتبط المعلومات الجديدة بوعي وإدراك من المتعلم بالمفاهيم والمعرفة الموجودة لديه قبلاً وذلك بناء على مبدأ أوزويل الموحد للتعليم. وقد طور أوزوبل هذه النظرية ونشرها في مجموعة من الدراسات والبحوث العلمية فنشر في عام 1959 كتاباً بعنوان (قراءات في التعلم المدرسي ثم نشر في عام 1963 كتاباً بعنوان (سيكولوجية التعلم اللفظي ذي المعنى) وهو تنظيم جديد لأفكاره كما نشر في عام 1968 كتاب بعنوان ( علم النفس التربوي وجهة نظر معرفية وفي عام 1969 نشر أوزوبل بالاشتراك مع روبنسون كتاباً يوضح طبيعة هذه النظرية بعنوان (التعلم المدرسي) وفيه أوضحا نوعين من التعلم هما التعلم الاستقبالي ذي المعنى والتعلم بالاكتشاف ذي المعنى ومع ذلك فقد شاعت هذه النظرية بين الباحثين ورجال التربية في أواخر السبعينات من هذا القرن.(حسائين، ١٣٣:٢٠١٢)
أنواع التعلم عند أوزوبل :
منظومة التعلم عند أوزوبل تعتمد على مستويين رئيسين هما: المستوى الأول: يرتبط بأساليب تعلم الفرد وبالتحديد الأساليب أو الطرق التي يتم من خلالها تهيئة وإعداد المادة التعليمية المراد تعلماه أو عرضها على المتعلم في الموقف التعليمي وتتخذ هذه الأساليب شكلين الأول هو أسلوب( التعلم الاستقبالي) والشكل الثاني هو (التعلم الاكتشاف) والمستوى الثاني: يرتبط بكيفية تناول المتعلم ومعالجته للمادة التعليمية المعروضة عليه حتى تصبح مهيأة ومعدة للاستخدام أو الاستدعاء في الموقف التعليمي التالي فإذا قام المتعلم بالاحتفاظ بالمعلومات الجديدة للمادة التعليمية بواسطة دمجها أو ربطها ببنيته المعرفية وهي مجموعة من الحقائق والمعلومات والمعارف المنظمة التي تم تعلمها في مواقف تعليمية سابقة كما يعني اندماج وتكامل المعلومات الجديدة مع البيئة المعرفية للمتعلم وتكوين بنية معرفية جديدة فإن التعلم في هذه الحالة يعرف بالتعلم ذي المعنى أما إذا قام المتعلم باستظهار المادة التعليمية وتكرارها بدون فهم حتى يتم حفظها دون الاهتمام بإيجاد رابطة بينها وبين بنيته المعرفية فإن التعلم في هذه الحالة يعرف بالتعلم الصم وهنا لا يحدث أي تغيير في البنية المعرفية للمتعلم وتشير هذه المنظومة إلى أن التعلم قد يكون استقبالياً أو اكتشافياً وهذا يعتمد على أسلوب تقديم أو عرض المعلومات على المتعلم كما يمكن أن يكون صماً أو ذا معنی حسب طريقة معالجة المعلومات من قبل المتعلم وبذلك يتفاعل المستويان ليقدم أربعة أنماط من التعلم:
التعلم الاستقبالي ذو المعنى : يحدث عندما يعرض المعلم المادة العلمية في صورتها النهائية بعد إعدادها وترتيبها منطقياً فيقوم المتعلم بتحصيل معاني هذه المادة وربطها أو دمجها بخبراته الراهنة وبنيته المعرفية.
٢– التعلم الاستقبالي الصم
يتم هذا النوع من التعلم عندما يعرض المعلم على المتعلم المادة التعليمية أو المعلومات في صورتها النهائية فيقوم المتعلم باستظهارها أو حفظها كما هي من دون محاولة ربطها بما لديه من خبرات أو دمجها ببنيته المعرفية
د. التعلم الاكتشافي ذو المعنى
يحدث هذا النوع من التعلم عندما يقوم المتعلم باكتشاف المادة التعليمية المقدمة له وفحص المعلومات المتعلقة بها ثم ربط خبراته الجديدة المستخلصة من هذه الأفكار والمعلومات بخبراته السابقة ودمجها في بنيته المعرفية.
4 التعلم الاكتشافي الصم
ويحدث هذا النوع من التعلم عندما يقوم المتعلم باكتشاف المعلومات المعروضة عليه في المادة التعليمية ومعالجتها بنفسه فيصل إلى حل للمشكلة أو فهم للمبدأ أو القاعدة أو تعميم للفكرة ثم يقوم بحفظ هذا الحل واستظهاره دون أن يربطه بالأفكار والخبرات المتوفرة في بنيته المعرفية.(الشرقاوي ، ١٣٧:٢٠١٢)
أنواع التعليم عند أوزوبل :
هناك أربعة أنواع من التعليم عند أوزوبل مرتبة ترتيباً هرمياً من الأدنى إلى الأعلى على النحو الآتي
١- التعلم التمثيلي
تظهر في تعلم معنى الرموز المنفصلة حيث تتخذ هذه الرموز في أول الأمر صورة للكلمات التي يتحدث بها الآباء للأطفال ثم تشير إلى الأشياء التي ينتبه إليها الطفل وبعد ذلك تصبح المعاني التي يعطيها الطفل للكلمات
2 – تعلم المفاهيم :
المرحلة الأولى: هو تكوين المفهوم وهي عملية الاكتشاف الاستقرائي للخصائص المحكية لفئة المثيرات حيث لا يستطيع الطفل تسمية المفهوم في هذه المرحلة على الرغم من انه قد تعلمه
المرحلة الثانية: تعريف اسم المفهوم وهو نوع من التعلم التمثيلي حيث يتعلم الطفل أن لفظ الكلمة يمثل المفهوم الذي اكتسبه في المرحلة الأولى وهنا تكتسب الكلمة خاصية المفهوم فيكون لها المعنى الدلالي
3-تعلم القضايا
يقصد بالقضية أنها قاعدة أو مبدأ أو قانون ومن أمثلتها في اللغة الجملة المفيدة وقد تشتمل على تعاميم فمثلاً قد تكون القضية (الجملة) تعميماً كالجمل الآتية: الأطفال يحبون الكلاب وقد لا تكون تعميماً كالجملة الآتية (عض الكلب جارنا الطفل حسام).
٤- التعلم بالاكتشاف
ويتطلب هذا النوع أن يمارس المتعلم نوعاً من النشاط العقلي يتمثل في إعادة تنظيم وترتيب مادة التعلم ويهدف هذا التعلم إلى حل المشكلة والابتكار. حوافز أو دوافع التحصيل كما يراها أوزوبل أكد على أن هناك ثلاثة دوافع للتحصيل والتي ترتبط فيما بينها بروابط ويتم تغييرها بنمو الفرد وتشمل هذه المكونات (الايزرجاوي، ٣٥٠:١٩٩١)
1 – الدافع المعرفي :
هذا الدافع يعود الحاجة المتعلم ورغبته الأكيدة في حل المشاكل التي تقابله في حياته اليومية فإذا كان المتعلم يتصف بهذه الصفات فإن هذا الدافع قد يعمل على زيادة تحصيله التعليمي.
2 – تحقيق الذات :
يتضمن الدوافع للحصول على مكانة مرموقة في المجتمع والنجاح المستمر.
٣-الحاجة إلى الانتماء :
كل فرد يحس بحاجة إلى الانتماء إلى المجتمع الذي يعيش فيه وهذا قد يكون واضحاً عند الأفراد الفعالين في المجتمع فالأطفال يحتاجون إلى الاهتمام والرعاية والتشجيع من كبار السن في مجتمعهم ليحسوا أنهم جزء من هذا المجتمع.(مصباح، ٢١٧:٢٠٢٠)
التطبيقات التربوية لنظرية أوزوبل
١-يعتقد أوزوبل أن هدف التربية هو تعلم الطالب المحتوى
٢- وساهمت هذه النظرية بشكل كبير في التخطيط للدروس وتنفيذها وتقويمها
٣-تطوير طرق التدريس فهي تركز على نتاج العلم وليس عمليات العلم والتركيز كان منصب على الحقائق والمفاهيم والمبادئ العلمية والعلاقة بينها.
٣- تركز على أهمية اهتمام معلم العلوم بالتعرف على المعلومات التي لدى المتعلم مسبقاً ثم العمل على ربط المعلومات الجديدة بتلك القديمة.
٥-يهتم أوزويل بالمنظمات المتقدمة وأن تكون عامة وشاملة ومشوقة وعلى المعلم أن يختم درسه بمراجعة سهلة للمفاهيم الرئيسة للتأكد من تحقيق أهداف الدرس وأن عملية التعلم تمت بربط المعلومات الجديدة بما يعرفه الطالب من قبل وإعطاء الطالب واجبات وأسئلة تطبيقية عملية مهمة لتسهيل عملية التعلم.
وقد كان لها دور واضح في ظهور استراتيجيات تدرس حديثة في تدريس العلوم وقد كانت مبنية على نظرية أوزويل للتمثيل المعرفي :