نوعية الصخور وتأثيرها على الزراعة
م.م. زيد كميل جواد 
Zaid.kumial@s.uokerbala.edu.iq 
المقدمة
تلعب نوعية الصخور في منطقة معينة دورًا حيويًا في تحديد طبيعة التربة وقدرتها على دعم النشاط الزراعي. فالصخور تُعتبر المصدر الأساسي لتكوين التربة عبر عمليات التجوية الفيزيائية والكيميائية التي تؤدي إلى تفكك الصخور إلى جسيمات صغيرة تشكل التربة. ومن هنا، فإن نوعية الصخور تؤثر مباشرة على خصائص التربة، مثل خصوبتها، ودرجة حموضتها، وقدرتها على الاحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية.
أنواع الصخور الرئيسية وتأثيرها على الزراعة
  1. الصخور النارية
الصخور النارية، مثل الجرانيت والبازلت، تتكون نتيجة لتصلب الصخور المنصهرة. دورها في الزراعة يتمثل في:
التربة الناتجة عن الصخور البازلتية
تتفكك الصخور البازلتية بسهولة مقارنة بالجرانيت، مما يؤدي إلى تكوين تربة غنية بالمعادن الأساسية مثل الحديد والمغنيسيوم. هذه التربة تُعد خصبة وتدعم زراعة العديد من المحاصيل.
التربة الناتجة عن الصخور الجرانيتية
التربة الناتجة عن الجرانيت عادةً ما تكون فقيرة بالمغذيات لأنها تتكون من معادن صلبة تتفتت ببطء، مما يجعلها أقل خصوبة ما لم تُضاف إليها الأسمدة العضوية أو المعدنية.
  1. الصخور الرسوبية
الصخور الرسوبية، مثل الحجر الجيري والرمال والطَفل (Shale)، تتكون من ترسبات طبيعية عبر الزمن. وهي من أكثر الصخور تأثيرًا على الزراعة بسبب خصائصها الفريدة:
الحجر الجيري
ينتج عنه تربة غنية بالكالسيوم تساعد في تعديل حموضة التربة. تُعد هذه التربة مثالية لزراعة محاصيل مثل القمح والذرة والشعير.
الطفل والرمال
الطفل ينتج تربة ثقيلة غنية بالمواد العضوية، لكنها تحتاج إلى تصريف جيد. أما الرمال، فتنتج تربة خفيفة وجافة، مما يجعلها أقل مناسبة للمحاصيل ذات الاحتياجات المائية العالية، لكنها مفيدة لزراعة الأشجار والمحاصيل المقاومة للجفاف.
  1. الصخور المتحولة
الصخور المتحولة، مثل الشيست والنايس (Gneiss)، تتشكل من تعرض الصخور النارية أو الرسوبية للضغط والحرارة. تأثيرها الزراعي يعتمد على مكوناتها:
تربة الشيست
تكون غنية بالميكا، مما يمنحها خصائص تصريف جيدة، لكنها قد تكون فقيرة في العناصر الغذائية.
تربة النايس
تميل إلى أن تكون ذات خصوبة متوسطة وتعتمد على مكوناتها المعدنية.
العوامل المرتبطة بالصخور وتأثيرها على الزراعة
خصوبة التربة
تعتمد خصوبة التربة على نوع المعادن التي تحتوي عليها الصخور الأصلية. الصخور الغنية بالمعادن، مثل البازلت والحجر الجيري، تنتج تربة غنية تدعم الإنتاج الزراعي.
قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء
تؤثر نوعية الصخور على نسيج التربة. التربة الرملية الناتجة عن الصخور الرملية تحتفظ بالماء بشكل ضعيف، في حين أن التربة الطينية الناتجة عن الطفل تتمتع بقدرة عالية على الاحتفاظ بالماء.
درجة الحموضة (pH)
تتأثر درجة حموضة التربة بنوعية الصخور. الصخور الجيرية، على سبيل المثال، تجعل التربة قلوية، بينما الصخور الغنية بالكبريت قد تجعل التربة أكثر حمضية.
العمق والصرف
الصخور المتفتتة بشكل جيد، مثل الطفل والبازلت، تنتج تربة عميقة مع تصريف جيد، مما يتيح زراعة المحاصيل ذات الجذور العميقة.
تأثير الصخور على المناطق الزراعية
  1. المناطق ذات الصخور البركانية
مناطق مثل شرق إفريقيا وأيسلندا تحتوي على تربة بركانية غنية بالمعادن، مما يجعلها مناطق زراعية مثالية للمحاصيل مثل القهوة والخضروات.
  1. المناطق الجيرية
تُعد مناطق البحر الأبيض المتوسط مثالًا جيدًا على تأثير الصخور الجيرية، حيث تُستخدم هذه التربة لزراعة الزيتون والكروم.
  1. المناطق الرملية
تتميز الصحارى بمناطق ذات تربة ناتجة عن الصخور الرملية. هذه التربة تحد من الزراعة التقليدية، لكنها تدعم زراعة المحاصيل المقاومة للجفاف باستخدام تقنيات الري الحديثة.
تحسين التربة الزراعية حسب نوع الصخور
إضافة الأسمدة
تُضاف الأسمدة العضوية أو المعدنية لتحسين التربة الفقيرة الناتجة عن الصخور الجرانيتية أو الرملية.
تحسين التصريف
في التربة الثقيلة الناتجة عن الطفل، يمكن تحسين التصريف بإضافة الرمل أو تحسين نظم الري.
تعديل الحموضة
يمكن إضافة الجير لتعديل التربة الحمضية الناتجة عن الصخور الغنية بالكبريت.
خاتمة
نوعية الصخور تُعتبر عاملًا جغرافيًا أساسيًا في تحديد خصائص التربة وإنتاجيتها الزراعية. من خلال فهم العلاقة بين الصخور والتربة، يمكن تحسين استخدام الأراضي الزراعية وزيادة إنتاج المحاصيل. ويبقى التحدي في المناطق ذات الصخور الفقيرة هو تطوير استراتيجيات مستدامة لتحسين خصوبة التربة والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

شارك هذا الموضوع: