هل سمعتم اخر نكته ؟
النكتة هي اكثر اشكال الفكاهة شيوعا . وهي في المقام الأول سلوك لفظي شفهي ارادي يقصد به إحداث اثر سار لدى المتلقي .
فكيف يحدث ذلك الأثر اهي براعة لسان المداعب أم هي اذان المتلقي . أم البنية اللفظية للنكتة بذاتها .
يرى كانط ان النكتة هي حالة من التوقع الشديد الذي يتبدد فجأة فيفضي الى لا شيء .فهو نشاط عقلي لا يصل الى غايته حيث يجري السير به فجأة في اتجاه مغاير للاتجاه الأول .
لذا فهي نوع من التلاعب العقلي بالأفكار .
أما شوبنهاور فيرى ان النكتة محاولة لإثارة الضحك بنحو قصدي من خلال احداث تفاوت بين تصورات الناس والواقع المدرك عن طريق ابدال هذه التصورات بشكل مفاجئ في حين تظل عملية تكوين الواقع الجاد مستمرة .
إلا ان فرويد كعادته يرى ان النكتة هي ألية نفسية دفاعية تقوم في مواجهة العالم الخارجي المهدد للذات وتعمل على تحويل حالة الضيق الى حالة خاصة من الشعور بالمتعة والعملية الأساسية في ذلك هي التكثيف المصحوب بتكوين بديل .
وعلى الرغم من تعدد التعريفات النظرية للنكتة إلا انها حاولت ان تمسك بجوهرها وعجزت عن الإمساك بمكوناتها وعناصرها .
ومع ان النكتة تندرج ضمن الفكاهة إلا انها تختلف عنها . في شديدة عنيفة سريعة وحادة صنعت بفن واتقان وتكلف ولها غرض محدد تصدر عن عمد وتصميم وعقل ذكي .
بينما الفكاهة تصدر بعفوية وبساطة ومن غير تكلف تسير ببطيء وتصدر في اغلب الأحيان من شخص بسيط .
وظائف النكتة :
1: تحقيق التواصل الاجتماعي وتجديده بشكل مستمر
2: تحديد بعض أنماط السلوك الاجتماعي المقبولة وغير المقبولة
3: تنقل بعض المعلومات بطريقة فكاهية مضحكة
4: التعبير عن الاتجاهات العامة نحو السلطة بكل اشكالها .
5: اللعب العقلي بالألفاظ والأفكار والتعبير عن الادراك العميق لبعض المتناقضات الموجودة في المجتمع
6: التخفيف من وطأة بعض القيود الاجتماعية وخاصة تلك التي ترتبط بالسلوك الجنسي
أنواع النكتة :
للنكتة نوعان رئيسان حسب التعبير الفرويدي
1: النكتة البريئة وهي التي تعتمد على التعبيرات اللفظية والتكنيك اللغوي لتخلق تناقضا غير متوقع لدى المتلقي .
2: النكتة غير البريئة هي على نوعين
الأول هو العدائي والذي يشتمل على ميول عدوانية او كراهية ومنها النكتة السياسية
الثاني هي النكتة الجنسية وهي التي تمثيل ميولا جنسية قد تكون محرمة او ممنوعة وفق الأطر الاجتماعية
وكما قال سارتر ان الحرية تنتج النكتة . بينما النكتة تنتج الحرية
هل سمعتم اخر نكنة القاها على مسامعكم
أ . م احسان الطالقاني