القافية وتوصيلها
د.عبدنور داود
كلية التربية الانسانية /قسم اللغة العربية
جامعة كربلاء
لم يتخذ علم العروض القافية كجزءٍ لايتجزأ منه , بل عمد علماؤه الى تناولها مستقلة درجت عليه كتبهم فإن اجتمعت العروض وآلقافية في كتاب لأحدهم مال الى تثنية عنوانه كأن يكون (علم العروض والقافية), بل وردا عند بعضهم كعلمين مستقلين , فإن تساءلنا عما يدرس علم العروض يجبنا علماؤهم أنه يدرس الصدر والعجز من البيت الشعري ؛ في الاول منهما حشو وعروض ؛ وفي الثاني منهما حشو وضرب , فإن سألنا عن القافية وعن مستقرها وهل هي خارج حدود البيت الشعري هذا ؛ لكان الجواب بل هي في عجز البيت , الضرب جزء منها اوهي جزء منه فعلى م تعويلهم في الفصل .
إن من الواجب دراسة القافية جزءاً لايتجزأ من البيت الشعري, بل هي اهم اجزائه ؛ لوقوع حرف الروي فيها , فلا داعي إذن للفصل والدواعي كلها للتفصيل الذي به نبسط مصطلحات القافية بامثلة يدركها الطالب من واقعه , فالقافية كمسمى يمكن ان نوصلها للاذهان بما يدل عليها من عاميتنا وهي كلمة ( كَفَه ) ثم نعيدها الى معناها في اللغة وهو مؤخر العنق ؛ جامعين بين الاثنين في توضيح ييسر على الطالب معرفتها كمصطلح .
نرى تباعدا بين طالب عصرنا وبين مصطلحات القافية كالمتراكب والمتكاوس والمتواتر والمردف والسناد و ……… , مما يتطلب منا تبسيطها وذلك من خلال معرفة المبنى المعجمي لها واسباب اتخاذها مصطلحات.
تداول تراثنا اختلاف علماء العروض في تحديد القافية , فهذا الاخفش الاوسط يراها آخر كلمة في البيت الشعري , على حين يراها قطرب حرف الروي ليس غير, لينبري الجاحظ مدعيا انها خواتم ابيات الشعر , لكننا نرى الخليل يتقدمهم رأيا وزمنا محددا القافية بين آخر ساكن من البيت الى اول ساكن يتقدمه مع حركة ماقبله.
إن هذا الاختلاف في التحديد لايدرك الطالب ماوراءه دون استاذ كفوء يستقرئ كل رأي ليوصل الرأي الاصوب لطالبه.
هذه بعض المرتكزات التي أرى في اعتمادها مايوصل الطالب الاكاديمي الى الفة علم العروض وفهمه مستغنيا عن حفظٍ تفرض استظاهره ورقة الامتحان دون فهم مجيبا على اسئلة فيها لاتطلب منه اعمال عقل بل تفرض عليه جمود تفكير وتلزمه نقل الفكر لا التفكر فيه .