تعريف بكتاب

تعريفٌ

 د.عبدنور داود

كلية التربية الانسانية /قسم اللغة العربية

 جامعة كربلاء   

إستمد آلعالِم آلفذُّ آلخليل بن أحمد الفراهيدي علمَ آلعروض بعد تداولٍ تفحّصَ آلشعر آلعربي واستخرج ايقاعاته آلتي تآلف عليها شعراؤه ومتلقوهم تاركا ما شذ منها .

اراد الخليل بهذا التقعيد حفظ إرث ايقاع الشعر العربي ودرء مالاثه بفعل اختلاط الاعاجم بالعرب وتسرّب ايقاعاتهم الى الاذن العربية , فآستخرج الخليل _ بعد تمحيصٍ _ خمسة عشر بحراً رآى عليها شائع الشعر آلعربي , أضاف بعده تلميذه آلأخفش آلأوسط بحرا تدارك به بحور الخليل, توقّف بعده العقل الايقاعي العربي عن أي تجديد حقيقي مكتفيا بالاسهاب وافراط التأصيل لما بناه الفراهيدي سوى ماقام به آلشعراء قديما في الموشح والمواليا والقوما ثم جاؤوا بالبند , اما في القرن العشرين فشعراؤه هم مَن جاؤوا بظاهرة الشعر الحر , على أن كل ماجاء من تجديد عوّل على الإيقاع الخليلي وخرج منه باستثناء الشعر المنثور ؛ فجذره التراثي هو القول الشعري .

إن ماسبق ذكره تجديداً قصد آلشعر ولم يتناول علم العروض باعتبار أن آلهُ هم الشعراء وليسوا علماء العروض .نرى أن آفتقاد العلماء لموهبة الشعر  _ مبدعين لاناظمين له _ التي توصلهم الى خفاياه وخباياه هو ماحال دون نهوضهم بتجديد علمه كما نرى أنَّ أبتعاد الشعراء عن تبصّر تفصيلات علم العروض والالمام بها حال دون تجديهم لايقاع هذا الشعر عبر علمه .

إن التنصّل لايأتي مبدعا الا بعد تاصّلٍ  , فإن سبقه او انفرد دونه خرج هذا التنصل الى غربته في قومه .

جهدنا في كتابٍ سيظهر لقارئه قريباً أن نرجع الشعر العربي إيقاعياً الى عشرة بحور مختزلين ما بنى عليه الخليل ولم نأت بما ينصّلنا عن جذوره الإيقاعية المتدولة ,

سيلمس القارئ في هذا الكتاب أنّ العروض ايسر مما طلسمه علينا التداول العروضي آلذي أبعده عن التبسيط وعمد الى جعله علما عصيّا ينهض له علماؤه لاسواهم معجزين عنه مريديه إلا بكد يخرجهم عن الشعر الى تلافيف ومتاهات مفروضة على انها قواعد لإيقاعاته .

لسنا من المدعين شططا اننا خرجنا على الخليل بل خرجنا من علمه واصَّلنا له معتمدين ادوات اكاديمية أقربها التكثيف الذي طرد عن هذا العلم الاسهاب والاطالة اللتين اخذتا علم العروض الى تفصيلات لاداعي لها والى تعقيدات نفّرت عنه طالبه وأزهدت فيه راغبه .

استعرضنا مصادر علم العروض ومراجعه فوجدناها بضها يأخذ عن بعض لكأنَّ آللاحق منها يستنسخ سابقه معتمدا آلامثلة الشعرية ذاتها , مما حدا بنا الى مراعاة ذلك واستخراج الابيات التي تحبب طالب هذا العلم بالشعر وتسعى به الى تذوقه , فإن عز شاهد شعري يستوفيه متداول يأنفه الذوق عمدنا الى كتابة بيت شعري مستوف لغرضه  يقوم شاهدا يُستغى به عن ذلك  الشاهد قائماً باركانه كمثالٍ آنفا عنه كمنفِّرٍ عن الشعر وعن استساغته .