مقالة بعنوان
القدوم المبارك للركب الحسيني من مكة الى كربلاء المقدسة
أ.د. علي كسار غدير الغزالي – جامعة كربلاء/ كلية التربية للعلوم الانسانية- قسم التاريخ
يعد خروج الامام الحسين(ع) ومسيره الى كربلاء ثورة على الطغيان والاستعباد والضلالة, وكل من سولت له نفسه للاستمرار في هذا الطريق, فالحسين (ع) أراد اظهار الحق, ودحض الباطل والفجور, كون بني أمية قد انحرفوا عن مبادئ الدين الاسلامي الحنيف, ولهذا فقد أكثروا الموبقات والفجور, وأغراهم الشيطان للسير في درب الرذيلة والأثم.
ونتيجة لذلك أراد الحسين (ع) اصلاح ما أفسده هؤلاء الأشرار, فكان لثورته صدى واسعاً, لازال حتى يومنا هذا, لن يمحى ابداً, فهو يتجدد يوماً بعد يوم, وشهر بعد شهر,. وسنة بعد سنة, فهو انتصار الدم على السيف, كما ان الكثير من الشعوب المستعبدة قد جعلت من ثورة الامام الحسين (ع) طريقاً للتخلص من الظلم والاستعباد.
لقد مر الامام الحسين(ع) وركبه المبارك بأماكن ومواضع عدة منذ خروجه من مكة حتى وصوله أرض الشهادة (كربلاء), وحال مروره بهذه المواضع كان يلتحق به الكثير من أصحابه, بينما هناك من كان ينصحه بعدم القدوم الى كربلاء.
ومما يجب الاشارة اليه ان الركب الحسيني المبارك قد ضم معظم عائلاته وأهله وأقاربه وذويه, فضلاً عن بعض عائلات الصحابة الأوفياء, فحملهم الامام السبط في هذا الركب المبارك والسير بهم الى كربلاء أرض الشهادة, وهذا له دلالة وعضة وعبرة, فشاء الله ان يراهم قتلى , ويراهُنّ سبايا بعد واقعة الطف الأليمة.
ولو دققنا النظر الى تاريخ رحلة الامام الحسين(ع) منذ خروجه من المدينة المنورة الى ان وصل كربلاء كالاتي:
1- الاحد 29 رجب عام 60 هجرية/ خرج الامام الحسين(ع) من المدينة المنورة.
2- الجمعة 4 شعبان 60 هجرية/ دخوله الى مكة.
3- من 4 شعبان الى 8 ذي الحجة عام 60 هجرية/ أقام في مكة أربعة أشهر واربعة أيام.
4- الثلاثاء 8 ذي الحجة عام 60 هجرية خرج الامام الحسين (ع) من مكة.
5- 2 محرم عام 61هجرية وصل الركب الحسيني المبارك الى كربلاء المقدسة.
ومن الملاحظ ان اجمالي مدة الرحلة المباركة من مكة الى كربلاء قد استغرقت حوالي (23) يوماً. وهذا ما اكدت عليه معظم المصادر التاريخية في هذا الجانب.
أما فيما يخص الاماكن التي مر بها الركب الحسيني الطاهر منذ خروجه من مكة حتى وصوله الى كربلاء المقدسة فهي (اربعة وعشرون) موضعاً موزعة كالاتي:
1- مكة المكرمة: التي تقع غرب شبه الجزيرة العربية والتي يحدها وادي ابراهيم المنحصر بين سلسلتي جبال من جهة الشرق والغرب والجنوب. ومن أسماؤها, مكة, ام القرى, أم رحم, الحرام, البلد الأمين, بكة, الوادي, معاد, البلدة, القرية, كوثى, الباسة, الحاطمة, البيت العتيق. وكانت محطة الانطلاق الأولى للامام الحسين(ع).
2- بستان بني عامر: (ابن معمر) وهي مجتمع النخلة اليمانية والنخلة الشامية, وبستان عامر الذي يعرف ببطن النخلة. وفي هذا الموضع التقى بالشاعر الفرزدق قبل خروج الركب الحسيني الى ارض الحلّ.
3- المُشاش: وهو الذي يتصل بجبل عرفات, وفيه مياه كثيرة, والمُشاش الذي يجري بعرفات ويتصل بمكة.
4- التنعيم: وهو موضع في حل مكة على بعد ستة أميال, وسمي بذلك لأن جبلاً عن يمينه يسمى نعيم, وفي هذا الموضع التقى الحسين(ع) بقافلة قادمة من اليمن.
5- الصفاح: وفي هذا المكان التقى الامام الحسين(ع) بالفرزدق وسأله عن خبر الناس من خلفه فقال له: (قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية).
6- وادي العقيق: وسمي بذلك نسبة الى جبل صغير بالقرب منه وفيه ثلاث مواضع., ذات عرف- غمره- المسلح.
7- ذات عرق: وهو ميقات أهل العراق وخراسان, واليوم يعد هذا المكان مهجوراً بسبب بعده عن الحرم المكي 100كم, وفي هذا المكان توقف الامام الحسين (ع) (ليلتين) والتقى بشخص قادم من العراق وهو (بشر بن غالب) فسأله عن وضع العراق فقال له (القلوب معك والسيوف عليك).
8- غمره: وهو منهل من مناهل طريق مكة وهو فصل بين تهامة ونجد.
9- المسلح: وهو موضع من أعمال المدينة, وهو مسلحة للجند.
10- أفاعيه: وهو وادي يصب من منى وقيل انه في طريق مكة على يمين المصعد من الكوفة.
11- معدن بن سليم: وهو معدن فزان, ومن أعمال المدينة عن طريق نجد.
12- الربذة: وهي منطقة مهجورة اليوم تقع شمال منطقة مهد الذهب او معدن بني سليم, وكما تعرف باسم منطقة بركة ابو سليم وتبعد 200كم شرق المينة المنورة.
13- عُمق: على جادة الطريق الى مكة.
14- الحاجز: وهو موضع في طريق الكوفة الى المدينة بين سميراء وبين معدن النقرة.
15- الخزيمة: وفيها أقام الحسين(ع) يوماً وليلة. والخزيمة منازل الحجاج بعد الثعلبية من الكوفة وقبل الجفر.
16- زرود: وهي رمال بين الثعلبية والخزيمة, وفيها التقى الحسين(ع) مع زهير بن القين.
17- الثعلبية: وتقع في طريق الكوفة الى مكة وفيها التقى الحسين(ع) بـ(الطرماح) وكما التقى مع رجل نصراني.
18- زُبالة: وهي احدى القرى على طريق الكوفة الى مكة وتقع في ديار بني أسد.
19- بطن العقبة: وهي منازل في طريق مكة بعد واقصة, وهو ماء عكرمة بن بكر بن وائل, وهذا المنزل فيه آبار كثيرة.
20- ذو حسم: وهو جبل بين شراف ومنزل البيضة, وكان النعمان بن المنذر يصطاد فيه.
21- البيضة: وهي بين واقصة الى العُذيب وهي متصلة بالحزن وهي لبني يربوع وفيها خاطب الحسين(ع) قومه.
22- عُذيب الهجانات: العذيب تصغير الماء العذب, وفيها سايره الحر بن يزيد الرياحي.
23- قصر بني مقاتل: وهو قرب القطقطانة وسلام ثم القريات.
24- كربلاء المقدسة: وكانت اخر محطة للامام الحسين(ع) في سيره واستشهاده, والتي تسمى: نينوى- الغاضرية- النواويس- العقر- مشهد الحسين(ع)- أرض الطفوف.
تلك الأرض التي رويت بدماء سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (ع) فكان معنى للبطولة والاستشهاد. فسلام عليك يا سيدي أبا عبد الله الحسين(ع) يوم ولدت, ويوم استشهدت, ويوم تبعث حيا.