المبحث الأول :الأصول التاريخية للحركة الأباضية :
أولاً : الأباظية الأصل والتسمية :
لعل البحث في هذه الفرقة أوسع بكثير من البحث في الفرق الخارجية الأخرى , التي أبيدت وصارت من الفرق المندرسة في التاريخ , والأباضية من الفرق الخارجية التي عاشت إلى يومنا هذا ولهم وجود على الأرض الإسلامية , ولذلك تعد من أهم فرق الخوارج .
إن هذه الفرقة من الفرق الإسلامية الهامة التي سبقت في النشأة غيرها من الفرق الأخرى , كما انهم لم يعرفوا بهذا الاسم في المصادر الأباضية إلا في مدة متأخرة , إذ قبل الأباضية هذهِ التسمية لأنه غلب عليهم بمرور الزمن وصار علماً يلتفون حوله , ولم يجدوا فيه مايقلل من قدرهم أو ينال من كرامتهم , إنما كانوا يطلقون على انفسهم قبل ذلك اسم جماعة المسلمين(1) , وأهل الدعوة(2) , أوأهل الاستقامة(3).
لقد سماهم أعداؤهم من الخوارج المتطرفين بإسم القعدة , احتقاراً لهم , لأنهم طبقاً لوجهة نظر هؤلاء الخوارج قعدوا عن الجهاد في سبيل الله بمحاربة الولاة والحكام الظالمين(4) , ولقد كان هؤلاء القعدة قد رأوا القعود عن الحرب وعن رفع السيف ضد إخوانهم من المسلمين عقب موقعة النهروان التي وقعت بين الإمام عليuوجماعة المحكمة الذين عارضوا لقبولهم التحكيم وقالوا ” لاحكم إلا لله”واشتهروا بإسم المحكمة , والشراة , والحرورية , وأطلق عليهم خصومهم من أصحاب الدولة الأموية اسم الخوارج(5) . ولقد تطورت الأحوال بجماعة المحكمة الذين ظلوا على أعدائهم وصدامهم مع السلطة الأموية على الانقسام إلى ثلاث فرق, وهي الأزارقة والنجدات والبيهسيه , وأضيفت إليها الفرقة الرابعة , وهي الفرقة المعروفة بإسم الصفرية وفي تلك المدة اتفق أصحاب هذه الفرق الأربع فيما بينهم على آراء واختلفوا في آراء أخرى , وكفر بعضهم بعضا(6), واصطدموا بالسلطة الأموية مرات عديدة , وتصدت لهم قوات الخلافة الأموية وأضعفت شوكتهم وقضت على زعمائهم , وكان ذلك على يد المهلب بن أبي صفرة(7)وعلى يد قومه الأزد العمانيين(8) , وعندما حاول بعض زعمائهم اللجوء إلى عمان تصدى لهم العمانيون وقاتلوهم وقتلوهم(9).
وعلى الرغم من ذلك فالأباضية أو جماعة المسلمين لم يشتركوا في هذا الصراع الذي دار بين هذه الجماعات الأربع والتي حملت وحدها اسم الخوارج وبين قوات السلطة الأموية وإنما اعترضوا هذا الصراع منذ البداية , وأخذوا يبثون أحكامهم في سرية وهدوء , وخاصة بعد ان التفوا حول أمام لهم وهو جابر بن زيد الأزدي(10) العماني الذي كان قد رحل من عمان وسكن البصرة
وكون مدرسة اخذ يبث فيها آراءهُ , ويعلم فيها من وفد إليه من مدرين وطلاب علم(11).
لم يكن جابر بن زيد ممن عرف عنهم الميل إلى التمرد والثورة , فلم يعرف عنه انه كان ضمن الذين خرجوا على الإمام علي بن أبي طالبuأو اعتزلوه أو تمردوا عليه , إذ انه ولد في عمان في المدة مابين عامي (18-22)هـ , ثم رحل إلى البصرة يطلب العلم وهو شاب في زمن لانعرفه ولايمكن تحديده , والأغلب انه رحل إليها يعد من العشرين إذ كان شاباً يستطيع تحمل مشقة السفر والترحال , والمعروف ان التحكيم الذي أدى إلى انفصال جزء من جيش الإمام عليuعنه والقيام بمعارضة والخروج عليه كان في رمضان سنة(37 هـ) وحدثت معركة النهروان التي أكدت هذا الانفصال وكرسته في عام(38هـ)(12).
لقد اختلف المؤرخون اختلافاً واضحاً في اصل الأباضية وزمن نشوئها , ويتضح لنا هذا الاختلاف في طبيعة الروايات المقتضبة من المصادر التاريخية والتي جاءت لنا من طرف بعض المؤرخون .
فلقد عزى بعض المؤرخين والكتاب الأباضية إلى عبد الله بن أباض ولم يشيروا إلى الزمن الذي عاش فيه , وقد تبعهم في ذلك عدد من كتاب الفرق والعقائد(13) , حينما يذهب أخر فينسب الأباضية إلى الحارث بن أباض , ولم يذكر المدة التي عاش فيها(14) , وتظهر بعض الروايات في كتب الفرق الاختلاط فيما يتعلق بنسبتهم , فنجد من ينسب الأباضية إلى عبد الله بن أباض ولكنه يذكر عنهم انهم أصحاب أباض بن عمرو الذين خرجوا من سواد الكوفة فقتلوا وسبوا الذرية(15), وعلى هذا يكون منشأهم من الكوفة ويشير إلى بقاياهم إلى مابعد منتصف القرن الرابع الهجري(16).
وذهب الشهرستاني(17) في نسبهم إلى عبد الله بن أباض إلا انه جعل خروجه في أواخر العهد الأموي , ولعله قصد بها عبد الله بن يحيى الكندي(18)(الملقب بطالب الحق)وليست عبد الله بن أباض التميمي الذي خرج في عهد عبد الملك بن مروان(19).
وكان للسمعاني(20) معلومات اعتقد فيها ان الأباضية هم أصحاب الحارث الأباضي ولذلك يقال لهم في بعض الأحيان الحارثية , ومن خلال دراستنا للموضوع نجد أن الحارثية هي احدى فرق الأباضية المتأخرة(21) , ومن المؤرخين المتأخرين الذي نسبهم إلى عبد الله بن أباض ويسميه الحرث بن عمر , ويشير إلى خروجه في أواخر الدولة الأموية ويراه من غلاة المحكمة , إلا انه يورد لنا احتمال أخر فيما يتعلق بنسبة للأباضية إلى قرية أباض بالعرض من اليمامة(22) (23).
وذكر الطبري(24) ان ابن أباض كان مع نافع بن الأزرق ثم انشق عنه , فيبدوا انه ظهر أيام معاوية بن أبي سفيان , وعاش إلى زمن عبد الملك بن مروان , وكان في أولأمره مع نافع بن الأزرق , ولكن اختلف معهُ وفارقه ورد عليه(25).
ويبدوا ان سبب الفرقة بين ابن أباض ونافع بن الأزرق هو ان نافع بن الأزرق كتب إلى ابن الأصفر صاحب الفرقة الصفريه وعبد الله بن أباض , وأنهم كانوا جميعاً مع عبد الله بن الزبير بحكمة ثم تفرقوا , يدعوهما ومن معهما إلى معتقده في تكفير القعدة , والقول بالشرك لمخالفيهم , واستباحة دمائهم , وقتل أطفالهم وسبي نسائهم وغنيمة أموالهم , فقرأ ابن الأصفر الكتاب بنفسه , ولم يطلع عليه أصحابه , خشية ان يختلفوا , أما ابن أباض فقرأ الكتاب وأظهر إنكاره لما ورد قائلاً : عن ابن الأزرق قاتله الله أي رأي رأى , صدق نافع في الأزرق لو كان القوم مشركين , كان أصوب الناس رأياً وحكماً فيما يشير بهِ ولكنهُ قد كذب وكذبنا فيما يقول وان القوم براء من الشرك ولكنهم كفار في النعم والأحكام ولا يحل لنا دماؤهم , وما سوى ذلك حرام من أموالهم فهو حرام علينا , فقال ابن الأصفر : برئ الله منك فقد قصرت , وبرئ الله من ابن الأزرق فقد غلا , برئ الله منكما جميعاً , وقال الأخير خبراً الله منك منه(26) , وفي هذا النص يحاول التاريخ ان يوجد صورة متكاملة قائمة على حدث هام وهو الاعتصام مع ابن الزبير في مكة , وإن طارئ رسالة نافع بن الأزرق هي التي امتازت بها الأباضية عن الصفرية والأخيرة عن الأزارقة بعد ان كانت توحدهم المصلحة الواحدة وكتاب ابن الأزرق فرقهم , ولكن تمايزهم بجماعات فالأباضية تحت قيادة أو زعامة ابن أباض والصفرية تحت زعامة ابن الأصفر والأزارقة يقودهم نافع بن الأزرق , وهذا يدل على تمايزهم مسبقاً لكل له قيادته وزمرته ولكنهم جمعتهم المصلحة الواحدة وهي القضاء على السلطة الأموية .
وعلى الرغم من اعتراف ابن أباض في هذا النص باستحلال دماء مخالفيهم, فأن كتب الأباضية تحاول تبرئته من هذا وتصوره انه لم يخض في حروب الخوارج التي كانت على اشدها في تلك المدة , بل انه اكتفى بأن دخل في جدال عنيف وصراع فكري مع كل من الأمويين والخوارج فأنكر الأمويون ظلمهم الناس وعدم إقامتهم العدل بدينهم , ورفض آراء الخوارج الأزارقة في قولهم بشرك مخالفيهم وشرك مرتكب الكبيرة(27) . ويقال انه بعد قتل أبي بلال الخارجي , اجتمع الخوارج في جامع البصرة وعزموا على الخروج , وفيهم عبد الله بن أباض ونافع بن الأزرق وغيرهم , وفي الليل سمع ابن أباض دوي القراء ورنين المؤذنين وحنين المسبحين فقال لأصحابه مع هؤلاء اخرج فرجع وكتم أمره واختفى(28).
رغم ماقام به ابن أباض وارتباط هذه الجماعة باسمه, فأن الأباضية يعودون بأحوالهم لا إلى ابن أباض فحسب , بل إلى جماعة من التابعين وتابعي التابعين كجابر بن زيد , وأبو عبيد مسلم بن أبي كريمة(29) والربيع بن حبيب(30) وغيرهم , أما جابر فهو جابر بن زيد الأزدي الجوفي أبي الشعشاع ولد عام واحد وعشرين وقيل سنة اثنين وعشرين وقيل سنة ثماني عشر في خلافة عمر بن الخطاب , وتوفي عام ثلاث وتسعين في جمعة واحدة مع انس بن مالك , ويذهب ابن سعد إلى انه توفي عام 103هـ , ولقد كان تلميذاً لحبر الأمة عبد الله بن عباس , وروى عنه , كما روى عن عبد الله بن عمر(رض) , وابن الزبير والحكم بن عمر الغفاري , كما اخذ عنه قتادة وعمر بن دينار ويعلى بن مسلم وجماعة آخرون , وقال عنه ابن عباس : لو ان أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علماً من كتاب الله, وقال فيه إياس بن معاوية : ادركت الناس ومالهم مفت غير جابر بن زيد(31), ورغم ان يحيى بن معين يقول عن جابر انه كان أباضياً , فنجد أخر يورد عن داود بن أبي هند عن عزره(32).
قوله : دخلت على جابر بن زيد فقلت : ان هؤلاء القوم ينتحلونك قال : ابرأ إلى الله من ذلك(33), وان الأباضية يعتبرون جابر بن زيد المؤسس الحقيقي للمذهب , اذا انه كان الإمام الروحي وفقيه الأباضية ومفتيهم , وكان بالفعل الشخص الذي بلور الفكر الأباضي بحيث اصبح متميزاً عن غيره من المذاهب , بينما كان ابن أباض المسؤول عن الدعوة والدعاة في شتى الأقطار(34).
هنا نجد مداخلة , اذا كان جابر بن زيد بهذه المكانة العلمية وإنه كان عالم الأباضية وإمامهم , فلماذا نسبت الفرقة إلى ابن أباض ولم تنسب إليه ؟ وللإجابة على هذا السؤال , ذهب معمر(35) ,في نسبت المذهب إلى جابر مع انه افقه وأعلم أهل زمانه , وقد قيل ان ابن أباض يصدر في كل شؤنه عن فتواه ولا يبت في امر من الأمور إلابمشورته ورضاه .
وذهب أخر في تفسير ذلك إلى ان نسبة المذهب إلى ابن أباض نسبة عرضية كان سببها بعض المواقف الكلامية والسياسية التي اشتهر بها ابن أباض وتميز بها فنسب المذهب الأباضي إليه(36).
لم يستعمل الأباضية في تاريخهم المبكر هذه النسبة فكانوا يستعملون عبارة جماعة المسلمين أوأهل الدعوة ولقد سبق التعريف بهذين المصطلحين(37) , وان هذا التمويه في الأسماء الذي كان يتبعه الأباضية , كان خوفاً من بطش السلطة الأموية التي كانت تحاول القضاء على مثل هذه الحركات .
ثانياً : الظروف السياسية التي رافقت نشوء الحركة الأباضية
لا يمكن معرفة نشأة الحركة الأباضية بمعزل عن دراسة الظروف السياسية التي مرت بها المحكمة الأولى(38) في صراعهم مع السلطة الأموية(39).
ان الظروف السياسية العصيبة التي واجهت السلطة الأموية أبان خلافة يزيد بن معاوية 60هـ/683م ثم بعد وفاته , مكنت الأحزاب المناوئة للسلطة الأموية من النهوض وحاولت إسقاط السلطة الأموية عن الحكم , بكل وسيلة ممكنة , ولقد كانت للأحداث الأليمة في المدينة المنورة على يد القائد الأموي مسلم بن عقبة(40) في وقعة الحرة(41) عام 63هـ , واستباحتها وقتل عدد كبير من أهلها اثراً بليغاً لدى المحكمة الأولى فرأوا وجوب الدفاع عن مكة المكرمة(42) , لئلا يحل بهما ماحل بالمدينة قبلها, فأشترك عبد الله بن أباض مع ابرز شخصيات المحكمة الأوائل كنافع بن الأزرق زعيم فرقة الأزارقة ونجدت بن عامر الحنفي للدفاع عن مكة بجانب عبد الله بن الزبير(43) , بغض النظر عن اختلاف الأهداف السياسية للفريقين فلقد جمعتهم مصلحة الدفاع المشترك ضد العدو الواحد ويذكر البلاذري(44)“وكانوا غضبوا للبيت فقاتلوا مع ابن الزبير وهم لايرون نصرة ولكنهم احتسبوا في جهاد أهل الشام”.
وبعد ان قاتل المحكمة مع ابن الزبير الحصين بن نمير السكوني(45)أي خليفة مسلم بن عقبة الذي قام بمحاصرة ابن الزبير بمكة افترقت المحكمة مع عبد الله ابن الزبير نتيجة اختلافات المبادئ والأهداف وخاصة في مسألة الخلافة , فتحركوا إلى البصرة في عام 64هـ , حيث تعرض عبد الله بن أباض مع مجموعة من ابرز قيادي المحكمة الأولى إلى السجن كنافع بن الأزرق ونجده بن عامر الحنفي مع مائة وأربعين سجيناً(46).
ولقد مكنت الظروف السياسية المضطربة , بعد وفاة يزيد بن معاوية عام 64هـ المحكمة الأولى من الخروج من سجن البصرة بصورة جماعية بما فيهم عبد الله بن أباض ونافع بن الأزرق بعد ان اصبح موقف الوالي الأموي عبيد الله بن زياد ضعيفاً جداً , مما مكن المحكمة بما لهم من قوة وحماسة وانتشار بين الأمة ان يفسدوا حتى البيعة التي حصل عليها من أهل البصرة بعد موت يزيد حيث يقول المبرد(47) في الكامل : “وفشوا في الناس يدعون إلى محاربة السلطان , ويظهرن ماهم عليه .. حتى اضطرب على عبيد الله بن زياد أمره” مما أدىإلى هروبه إلى الشام(48).
فوقفت المحكمة الأولى في البصرة على مفترق التاريخ نتيجة لاختلاف واجتهاد القادة إزاء الضرورة الجديدة بعد هروب عبيد الله بن زياد إلى الشام , ان هذه المواقف التي أدت إلى تحولات كبيرة أثرت على المدى التدريجي في سيرة المحكمة الأولى في البصرة , ونظراً لخلو الميدان من القائد المتميز الذي يجمع المحكمة تحت راية لتحقيق أهدافهم في إسقاط السلطة الأموية فلقد انقسموا على قسمين رئيسيين:
القسم الأول : ممن أراد الخروج بزعامة نافع بن الأزرق , وقد ساعدهم على الخروج الفتنة القبلية في مدينة البصرة بين الأزد وربيعة وبني تميم وقيس(49).
القسم الثاني :الذين لم يرتأوا الخروج , وهم الأقلية ومنهم عبد الله بن أباض وعبد الله بن الصفار ورجال معهما على رأيهما(50).
يبد أن الانقسام الأول تبعه انقسام فكري وعقيدي , كان له أثره في سلوك الحركات الخارجية من جهة التطرف والاعتدال , فلقد تبرأ نافع بن الأزرق من الذين تخلفوا عنه في البصرة , ولهذا كتب رسالة إلى عبد الله بن الأصفر وعبد الله بن أباض , ومن تخلف من الخوارج في البصرة يدعوهم فيها إلى وجوب الالتحاق به , ووصف المسلمين من غير الخوارج بالشرك وجواز استعراضهم(51) , وعدم جواز مناكحتهم وموارثتهم(52).
وحفظ المبرد(53) نص الكتاب الذي أثار الجدل والانقسام العقائدي بين المحكمة الأولى , جاء فيه : ” بسم الله الرحمن الرحيم , أما بعد فأن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون , والله أنكم لتعلمون ان الشريعة واحدة , والدين واحد ففيم المقام بين أظهر الكفار , ترون الظلم ليلاً ونهاراً وقد ندبكم الله إلى الجهاد , فقال : ( وقاتلوا المشركين كافة ) , ولم يجعل لكم في التخلف عذراً في حال من الأحوال وما ان وصل الكتاب حتى قراءه عبد الله بن الأصفر وادرك ماتضمنته من أفكار متفرقة , كثيرة الشقاق والانقسام لذا لم يقرأه على الناس خشية ان يتفرقوا ويختلفوا , فوضعهُ خلفه “(54).
إلا ان الرسالة أثارت ريبة واندهاش ابن أباض , وجزعه على إخوانه وظنه أنهم قد أصيبوا وأسروا , إلا ان ماورد في الرسالة قلب أفكاره رأساً على عقب ومن إشفاق اًإلى غلظه , ومن تولي ابن الأزرق إلى التولي منه , فقال عبد الله بن أباض رداً على الأفكار الواردة في الرسالة أنفة الذكر : ” قاتله الله رأي رأى , صدق نافع بن الأزرق , لو كان القوم مشركين كان أصوب الناس رأياً وحكماً فيما يشير به , وكانت سيرته كسيرة النبي rفي المشركين , وكانه قد كذب وكذبنا فيما يقول : ” إن القوم كفار بالنعم والأحكام , وهم براء من الشرك , وما سوى ذلك من أموالهم فهو علينا حرام “(55).
وقد أثارت آراءه هذه انشقاقاً جديداً بين القعدة من خوارج البصرة فقد تبرأ منه عبد الله بن الأصفر , وأتهم ابن أباض بالتقصير ونافع بن الأزرق الغلو , وتبرأ منهما , وأيده بذلك أبو بيهس هيصم بن جابر الضبعي(56) الذي ذهب إلى القول بجواز الإقامة بين المسلمين ومناكحتهم وموارثتهم بأعتبارهم منافقين لأنهم يظهرون الإسلام وحكمهم عند الله حكم المشركين(57).
من هنا تكونت الفرق الخارجية التي كفرت بعضها البعض الأخر , كالصفرية , والأباضية , والبهية , والأزارقة , وقد كان الانشقاق والانقسام من ابسط الأمور وابرز الظواهر لدى الحركات الخارجية في تلك الحقبة(58).
ثالثاً : بداية التنظيم السري للحركة الأباضية :
ليس من الممكن تحديد المدة الزمنية التي بدأ فيها التنظيم السري للحركة الأباضية , ولكن تشير بعض النصوص إلى بدايات التنظيم السري للحركة الأباضية في عهد الإمام جابر بن زيد والذي كانت فترته من (21هـ – 93هـ) , ولا تتطرق المصادر المتوفرة لدينا عن أي دور لعبد الله بن أباض في النشاط السري للدعوة الأباضية , وبهذا يكون الإمام جابر بن زيد واضعاً للأسس التنظيمية الأولى للدعوة(59), ومن المحتمل إلى الجماعة المعتدلة من المحكمة الأوائل لجأت إلى هذا الأسلوب نتيجة لحملات الإبادة التي تعرض لها الخوارج في البصرة من قبل السلطة الأموية وبالتحديد في عهد زياد بن أبيه وابنه عبد الله , لا سيما وان هذه الحملة شملت من كان يدين بالاستعراض , ومن كانت سمته الاعتدال كأبي بلال مرداس(60), وأن أبا بلال مرداس ابن حدير وغيره من أئمة المسلمين لم يكونوا ليخرجوا إلا بأمر إمامهم جابر بن زيد العماني ويأخذون مشورته ويحبون ستره عن الحرب لئلا تموت دعوتهم , ويمكن القول ان رأس الدعوة السرية في عهد عبيد الله بن زياد جابر بن زيد , ومما زاد الجماعة المعتدلة من المحكمة قناعة بأتباع هذا الأسلوب و وفشل الكثير من الحركات الخارجية المتطرفة في إتباع أسلوب العنف الذي اتبعه الأزارقة وغيرهم(61).
وان جابر بن زيد كان هو المسؤول عن التنظيم السري الأباضي في البصرة, ويذكر ان السلطة الأموية أخذت احد المشايخ الكبار في مدينة البصرة وجلدته أربعمائة سوط من اجل ان يدل على جابر بن زيد أو احد دعاة الحركة الأباضية فلم يفعل(62).
ونلاحظ ان الشهرستاني(63) قد عد جابر بن زيد من علماء الخوارج المتقدمين وذلك لما له من مكانة علمية واجتماعية كان يتمتع بها في تلك المدة(64).
ان جابر بن زيد كان ينتظر من الشيخ الذي أخذته السلطة الأموية ان يقول : ان جابر بن زيد هو إمامنا ورأس أمرنا , إلا ان صلابة هذا الشيخ حالت دون انكشاف أمره , ولقد كان للصلابة وقوة الموقف التي أبداها الدعاة الأباضية في مواجهة السلطة الأموية , والحيطة والحذر من بث العيون حول مجالسهم السرية , قد مكن التنظيم السري الأباضي من النمو والاتساع , ولم تستطع السلطة الأموية في البصرة ان تضع يدها على أي مجلس من مجالسهم السرية , حتى قيل في مجالسهم : وما بلغنا انهم ظفر بهم في مجلس قط إلا انهم كانوا ذات مرة في عهد زياد بن أبيه أتاهم الخبر بأن خيل السلطة الأموية توجهت نحوهم فهربوا مسرعين وتركوا نعالهم على باب البيت الذي كانوا فيه , فجاءت شرطة بني أمية فنظروا إلىالنعال فقالوا للعجوز صاحبة البيت : ماهذا النعال فقالت : مكاتب لنا يسأل الناس يعطي النعال وغيرها , قالوا بالله ماذلك كما ذكرت , فان هذا موقع ريبة فقال بعضهم : قد ذكرت العجوز ما ذكرت , فلا تعرضوها للبلاد فلعلها ان تكون صادقة فعافاها الله منهم(65).
ويمكن ان نستنتج من هذا النص ان المجالس السرية الأباضية كانت تنعقد , وكانت لها عيون وجواسيس تحرسها من تحركات السلطة الأموية خوفا من مداهمتها بشكل مفاجئ .لقد كان الاباضيون يتبعون أساليب جديدة اكثر حيطة وحذر من السلطات الأموية وخاصة في عهد زياد بن أبيه وابنه عبد الله فقد ابتكروا طرق جديدة من اجل الذهاب إلى مجالسهم السرية فكانوا يأتون المجالس في هيئة النساء وفي النقاب وغير ذلك … من الطرق الأخرى .
كما كانوا يتشبهون بالنساء أو بالزي النسوي وكان احدهم يحمل على ظهره جرة ماء , أو يحمل متاع كأنه بياع ويدخل إلى المجلس(66).
ونلاحظ من خلال ذلك المدى البعيد الذي كان يتبعه الاباضيون من اجل التستر على مجالسهم , وكذلك يعكس لنا الظروف الصعبة التي مر بها الدعاة الأباضية , وملاحقة السلطة الأموية لهم , حيث جبرتهم على التستر في شتى الطرق من اجل الحفاظ على حركتهم الأباضية ونشرها .
رابعاً : فرق الأباضية
لقد تعرضت الأباضية كغيرها من فرق الخوارج الأخرىإلى الانقسام على نفسها , فجاءت منها الفرق الآتية :
آ- الحفصية :
وإمامها حفص بن المقدم(67), وكان في أولأمره من أصحاب عبد الله بن أباض , ثم تفرد بالقول : ان الخصلة الوحيدة التي تميز الشرك عن الإيمان هي معرفة الله تعالى , فمن عرف سبحانه تعالى وأنكر ماسواه من رسول أو كتاب أو بعث أو جنه أو نار أو اقترف المعاصي والكبائر يكون كافراً وليس بمشرك , أما من جهل الله سبحانه وتعالى وأنكره ,فهو مشرك(68).
فخالفته الأباضية بذلك وقالو بشركه , واعلنوا براءتهم من مزاعمه(69) ثم زعمت الحفصية ان علياً هو الذي انزل الله فيه(70).
“وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ”(71) . كما زعموا ان علياًuهو الحيران الذي ذكره الله بقوله : “كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأرض حَيْرَانَ لَهُ أصحاب يَدْعُونَهُ إلى الْهُدَى ائْتِنَا”(72). وإن عبد الرحمن بن ملجم (لعنة الله عليه)(73) هو الذي أنزل الله فيه(74),”وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ”(75) وتأولوا في عثمان بن عفان مثل ماتأولت الرافضة في أبي بكر وعمر(76).
ب- اليزيدية :
ويسمون بهذا الاسم نسبة إلى إمامهم يزيد بن أنيسة(77) , والذي كان يقول : ان في هذه الأمة شاهدين عليها , وهو أحدهما والأخر لا يدري من هو والى متى هو ولايدري لعله قد كان قبله(78).
قالت اليزيدية بأنهم يتولون المحكمة الأولى قبل الأزارقة , ويبرأون من الذين أحدوا بعد ذلك , كما انهم يتولون جميع الأباضية ويدخلونهم في دائرة الإسلام , إلا من بلغهُ منهم قول اليزيدية فأنكره ولديه وقالوا بقول الجمهور في الاكفار والتشريك , وخالفوا بذلك الحفصية من الأباضية(79).
ولكن نجد الشهرستاني(80) يخالف هذا الرأي فيهم , ويقول : أن يزيد
قال : ” ان أصحاب الحدود من موافقه وغيرهم كفار مشركون , وكل ذنب صغيراً أو كبيراً فهو شرك”.
ومن مزاعمهم التي تفردوا بها عن سائر الخوارج انهم قالوا بأن الله سيبعث نبياً من العجم يأتي بكتاب كتب في السماء ينزل دفعه واحدة ويكون هذا الكتاب بديلاً عن شريعة محمدr كما يكون هذا النبي على مله الصابئة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم , وهم غير صابئة حران وواسط حينذاك(81).
غير ان الأشعري(82) يذكر انهم ليسوا صابئة القرآن ولا صابئة ذلك الزمان , بل هم قوم لم يأتوا بعد , ولكن ابن حزم(83) يخبرنا ان جميع الأباضية يبرأون من هذا القول ويكفرون قائله ويستحلون دمه , وقد جعلوا أهل الكتاب من المؤمنين إذ شهدوا لمحمد بالنبوة سواء دخلوا في الإسلام ام لم يدخلوا , سواء عملوا بشريعته ام لم يعملوا(84).
جـ – الحارثية :
وهم أصحاب الحارث بن يزيد الأباضي(85) وقد خالفوا الأباضية في القول بالقدر , فقالوا بقول المعتزلة في ان الاستطاعة قبل الفعل(86).
كما قال بعض أصحاب الحارث الأباضي : أن المنافقين الذين كانوا في عهد رسول الله محمد rكانوا أصحاب كبائر , ومع ذلك ظلوا موحدين ويزعمون ان كل ذنب صغيراً أو كبيراً هو شرك بالله , ولو كان في حدود حبة الخردل بغير الحق , أو كان كذبة صغيرة يقصد بها والذي يقوم بذلك كافر مشرك مخلد في النار , إلا ان يكون من أهل بدر فيصبح كافراً مشركاً من أهل الجنة , ويعطون هذا الحكم لطلحة والزبير , ومن معتقداتهم أيضاً ان المجانين والبهائم والأطفال مالم يبلغوا الحلم فأنهم لايألمون البته لشيء مما ينزل بهم من العلل , ويتبدأ هذا الحارث على رأيه بأن الله لايظلم أحداً(87).
ويبدوا ان الحارثية قد أثاروا بمعتقداتهم هذه حفيظة الأباضية الذين كفروهم وتبروأ منهم(88) .
د- الواقفة :
ويبدوا ان هذه الفرقة الأباضية أخذت اسمها من خلال موقف اجتهادي , فلقد ورد ان رجلاً من الأباضية يقال له : إبراهيم , افتى بجواز بيع الإماء من مخاليفهم فخالفه في ذلك رجل اسمه ميمون ووقف بينهما قوم لايقولون بتحليل ولا بتحريم, وبعثوا يستفتون العلماء في ذلك فقالوا : ” بأن بيعهم حلال وهبتهم حلال في دار التقية , ويستثاب أهل الوقف من وقفهم في ولاية إبراهيم ومن أجاز ذلك(89) , وان ينتاب ميمون من قوله , وان يبرأوا من امرأه كانت معهم وقفت فماتت قبل ورود الفتوى , وان يستتاب إبراهيم من عذره لأهل الوقف في جحدهم الولاية عنه وهو مسلم يظهر إسلامهُ , وإن يستتاب أهل الوقف من جحدهم البراءة من ميمون , وهو كافر يظهر كفره” .
فرضى ميمون وتاب , وأماإبراهيم فثبت على رأيه , والذين ثبتوا على الموقف ولم يتوبوا سموا الواقفة , فبرأت الخوارج منهم(90).
هـ – الضحاكية :
لقد كانت المرأة السبب الرئيسي في ظهور هذه الفرقة ولقد افترقت عن الواقفة فرقة عرفت بالضحاكية , أجازت زواج المرأة المسلمة عندهم من كفار قومهم اذا كانوا يعيشون في دار التنفية , وكما أباحوا للرجل منهم ان يتزوج المرأة الكافرة من قومه أيضاً , ولكنهم يصرون على ذلك في دار العلانية(91) . ثم قامت من الضحاكية فرقة فقالت ” لانعطي هذه المرأة المتزوجة من كفار قومنا شيئاً من حقوق المسلمين ولا نصلي عليها إن ماتت ونقف فيها “(92).
وهكذا فقد صارت الواقفة إلى فرقتين احدهما : تتولى المرأة الناكحة من كفار قومها , وأخرى يتبرأون منها(93).
و- الشبيبية :
وهؤلاء يعرفون بالشبيبية , لانتسابهم إلى شبيب بن يزيد الشيباني المكنى بأبي الصحارى(94) , ويعرفون بالصالحية أيضاً لانتسابهم إلى صالح بن مسرح الخارجي(95)والذي خرج في العهد المرواني أيام ولايتهم على العراق , عندما اشرف عبد الملك بن مروان على الموت قال لأصحابه : فلقد استخلفت عليكم شبيباً وخالف شبيب صالحا وهو انه من اتباعه أجازواإمامة المرأة فيهم اذا قامت بأمورهم وخرجت على مخالفيهم , وزعموا ان غزالة أمُ شبيب كانت الإمام بعد قتل شبيب وبعد ذلك قتلهم الحجاج جميعاً(96) .
خامساً: الانتشار ومواقع النفوذ للحركة الاباضية
لقد كان للحركة الأباضية صولة وجولة في جنوب الجزيرة العربية حتى وصلوا إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة , أما في الشمال الأفريقي فقد كانت لهم دولة عرفت بإسم الدولة الرستمية وعاصمتها تاهرت , حيث حكموا الشمال مدة من الزمن , كما قامت لهم دولة مستقلة في عمان وتعاقب على الحكم فيها أئمة الاباضيون , ومن حواضرهم التاريخية جبل نفوسة في ليبيا , إذ كان معقلاً لهم ينشرون منه المذهب الأباضي ومنه يديرون شؤون الحركة الأباضية , ولا يزال وجودهم في وقتنا الحاضر في كل من عُمان وحضرموت واليمن وليبيا وتونس والجزائر , وكلهم يعتنقون المذهب الأباضي(97).
المبحث الثاني :
اولاً- ابرز شخصيات الحركة الأباضية
لقد كانت هنالك شخصيات كثيرة برزت في الساحة الأباضية على امتداد تاريخها , وكان لهم الأثر الواضح في الدعوة الإسلامية بصورة عامة والحركة الأباضية بصورة خاصة , وسنذكر البعض من هذه الشخصيات مع ذكر نبذة مختصرة عنه , وسوف ندرس شخصية جابر بن زيد الأزدي بشكل أوسع , وذلك لماله الفضل الكبير على تأسيس الحركة الأباضية .
آ – جابر بن زيد الأزدي:
وهو أبو الشعثاء(98) جابر بن زيد الأزدي(99) الجوفي البصري من قبيلة اليحمد الازدية في عمان(100) , ولد في بلدة الفرق من أعمال نزوى مابين سنتي (18-22هـ)(101) , ومن المحتمل ان يكون والدهُ صحابياً , إذ يذكر لنا الحجاج رواية عن جابر بن زيد أبي الشعثاء عن أبيه قال : ” سأل النبيr عن محرم أتى بلحم صيد … “(102) مما يوحي لنا بأن والده كان حاضراً عند النبيrفسمع منه ذلك الحديث(103).
حياة جابر العلمية :غادر جابر بلدهُ في أول شبابه قاصداً البصرة , التي كانت اكثر البلاد الإسلامية ثروة علمية وأدبية في تلك المدة , واتخذها دار مقام , ومدرسة علم وكان ينتقل بينها وبين الحجاز ليزيد من ثقافته أو لتحقيق مسألة أو لملاقاة شيخ(104).
ولقد أخذ علمه عن مجموعة من خيرة الصحابة منهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود , ونشأ مع الكثير من العلماء منهم الحسن البصري(105) , وابن سيرين(106) … وغيرهم , ويروى عن جابر انهُ قال : (ادركت سبعين بدرياً ماعندهم إلا البحر الزاخر عبد الله بن عباس)(107).
كما نال الإمام جابر بن زيد ثقة شيوخه من الصحابة الذين تتلمذ على أيديهم , إذ يقول فيه عبد الله بن عباس : ( لو ان أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علماً )(108) فهو يشهد له بالمقدرة العلمية , وبأن علمهُ يؤهله لأن يكون عالم البصرة الأول بلا منازع , كما قال الصحابي جابر بن عبد الله0 في حقه : ( ياابن زيد انك من فقهاء البصرة وانك ستفتي فلا تفتين إلا بقرآن ناطق أو سنة ماضية …)(109).
فقد نال إعجاب الصحابي عبد الله بن عمر حين قال له : ( ياجابر انك من فقهاء أهل البصرة )(110) , أما مكانته في الإجماع فهي مكانة مرموقة بحيث لا يمكن الاعتداء بالإجماع في المسائل التي يكون لجابر فيها رأي مخالف , فعن الإمام ابن حزم(111) انه قال : أف لكل إجماع يخرج عنه علي بن أبي طالبuوعبد الله بن مسعود وانس بن مالك وابن عباس0ثم التابعون بالشام وابن سيرين وجابر بن زيد .
وبناءً على تلك الثقة التي حصل عليها الإمام جابر بن زيد من صحابة رسول اللهrوالتابعين(112) , عده علماء الجرح والتعديل من ابرز علماء القرن الأول الهجري , وأكثرهم فقهاً(113) , حيث قالوا فيه : ( جابر بن زيد تابعي ثقة)(114).
آثار جابر العلمية :
لقد أثرى الإمام جابر بن زيد المكتبة العلمية بما دونهُ هو بنفسه من أحاديث المصطفىr وآثار الصحابة والتابعين وبما أملاه على تلاميذه واتباعه ، فلم يكشف الإمام جابر بن زيد بالرواية الشفوية عن أساتذته ومعاصريه، بل كان يسجل الأحاديث التي سمعها من شيوخه، كما سمح لتلاميذه بتدوين الأحاديث التي كانت تروى عنه(115)، ولقد كان للإمام جابر بن زيد كتاباً يسمى (الديوان) ضمَّنهُ الأحاديث التي رواها وأودع في صفحاته آراءه وفتاويه في كثير في أمور الدين، ويقال ان ديوانه كان من الفخامة بحيث يعجز البعير عن حمله ، ويقع في عشرة أجزاء كبيرة، وكانت نسخة منه موجودة في إحدى مكتبات بغداد الكبرى في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد(116)، وهنالك العديد من المؤلفات الأخرى منها ما تزال مخطوط لم يصل الينا باقي لحد الآن في مكتبات سلطنة عمان، ومن أبرز مؤلفاته هي رسائل جابر بن زيد وتسمى جوابات أبي الشعثاء وهي عبارة عن ثمانية عشر رسالة موجهة إلى تلاميذه والولاة في مختلف الأقطار يوصيهم فيها بتقوى الله والالتزام بأوامره كما تتضمن هذه الرسائل جوابات على الأسئلة التي تخص الفقه وهي لا تزال مخطوطة لم تطبع لحد الآن(117) . وإننا لسنا بذكر هذه المؤلفات والمطبوعات والمخطوطات الخاصة بالإمام جابر بن زيد(118) لكي لا نخرج من إطار الرسالة.
وفاة جابر بن زيد الأزدي
لقد كان هنالك اختلاف حول تاريخ وفاته , حتى يذكر بعض الرواة انه توفي في نفس الأسبوع الذي توفي فيه الصحابي الجليل أنس بن مالك0في سنة (93 هـ)(119) ويرى البعض انه توفي عام (103هـ)(120) بينهما عد الشماخي(121) تاريخ وفاته 96 هـ , ومن الأرجح ان الوفاة كانت سنة 93هـ, لان جابر استدعى صاحبه الحسن البصري إليه وهو على فراش الموت , وكان الحسن آنذاك متخفياً من الحجاج الذي مات عام (95 هـ) , ومعنى هذا ان جابر توفي قبل هذا التاريخ والأرجح ان تكون وفاته سنة (93 هـ )(122).
ب- أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة :وهو أبو عبيدة(123) مسلم بن أبي كريمة البصري التميمي(124) , ولد بالبصرة وعاش بها , وأنه كان زنجياً أسود اللون , أعور , عاش فقيراً يقتات من عمل السعف ويصنع منها القفاف ولذلك لقب بالقفاف ولد قرابة عام (45هـ)(125).
أخذ الإمامأبو عبيدة العلم من شيوخ أجلاء مثل الصحابي صحار العبدي وجابر بن زيد , وجعفر بن السماك , وضمام بن السائب , وهم اشهر علماء الأباضية في مرحلة الكتمان , وقد اشتهر بالورع والتقوى والزهد والانقطاع للدعوة إلى الله فكان مضرب المثل في كل ذلك , حتى قيل عنه : إنه تعلم أربعين سنة , وانقطع للتعليم أربعين أخرى , وترك تلاميذهُ اعلاماً حملوا الدعوة من بعده , ونشروها في أنحاءالأرض من المشرق والمغرب(126) .
تبوأ أبو عبيدة مكانه في الحركة الأباضية عملياً بعد وفاة الإمام جابر بن زيد سنه 93هـ وبعد خروجه من سجن الحجاج بعد موت الحجاج سنه 95هـ , فهو يعد الإمام الثاني للحركة للأباضية بعد جابر بن زيد , كما اجتمع فيه الفقه والرواية والسماعة , وقد استطاع ان يقيم ثلاث دول مستقلة عن السلطة الأموية , الأولى في حضرموت واليمن على يد تلميذه عبد الله بن طالب الحق(127) والتي سندرسها بشكل مفصل حال وصولها , والثانية في عمان على يد تلميذه الجلندي بن مسعود(128)(129) , والثالثة في المغرب على يد تلميذه أبي الخطاب المعافري(130) , ويذكر ان هذه الدولة قد حكمت بين الناس بالعدل والحق ونصرة المظلوم .
ج- الربيع بن حميد الفراهيدي :
هو ربيع بن حبيب الفراهيدي الأزدي العماني ولد في عُمان , وقصد البصرة , ونشأ فيها وادرك جابر بن زيد , وصحب أبا عبيدة (ابن أبي كريمة) وتتلمذ على يديه وقد روى الربيع مسنده عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن الصحابة , وتخرج على يديه كثير من العلماء واليه آلت رئاسة المذهب الأباضي في البصرة بعد وفاة شيخهُ أبي عبيدة وهو من الأوائل الذين دونوا الحديث ومن اشهر مؤلفاته : المسند المشهور بالجامع الصحيح(131), والذي يعد عند الأباضية من اصح الكتب بعد كتاب الله تعالى ثم يليه في الرتبة الصحاح السنة , وغيرها من الكتب والآثار التي تدل على سعه علمه واطلاعه , رحل في أواخر حياته إلى عُمان وتوفي فيها سنة (173هـ)(132) .
ثانياً : أبرز ماقاله علماء الفرق عن الأباضية في القديم والحديث
اهتم العلماء بذكر الأباضية من وصف لفكرهم السياسي وعقائدهم , فاختلفوا في ذلك بين مؤيد ومعارض ,
1- فتطرق الأشعري(133)إلى الأباضية وذلك عند ذكره للخوارج وعدهم فرقة من الخوارج , ثم ذكر بعدها أهم فرق الأباضية فقال : ومن الخوارج الأباضية فالفرقة الأولى منهم الحفصية كان إمامهم حفص بن أبي المقدام … والفرقة الثانية منهم يسمون اليزيدية , وكان إمامهم يزيد بن أنيسة … حتى قال : وجمهور الأباضية يتولى المحكمة كلها إلا من خرج , ويزعمون ان مخالفيهم من أهل الصلاة كفار وليسوا بمشركين , حلال مناكحتهم وموارثتهم .
2- كما أجمعت على القول بإمامة عبد الله بن أباض وافترقت بذلك مخالفيهم من هذه الأمة براء من الشرك والإيمان , وانهم ليسوا مؤمنين ولا مشركين , ولكنهم كفار وأجازوا شهاداتهم وحرموا دمائهم(134) .
ثم قالوا بعد ذلك : ( وافترقت الأباضية فيما بينهم اربع فرق وهي الحفصية والحارثية واليزيدية(135)وأصحاب طاعة لا يراد الله بها(136) ) .
3- وذكر الأباضية الشيخ الاسفراييني(137) بما لم يخرج عن قول سابقيه فقال : ( الأباضية , وهم اتباع عبد الله بن أباض , م هم فيما بينهم فرق وكلهم يقولون ان مخالفيهم من فرق هذه الأمة لامشركون ولا مؤمنون ويجوز شهادتهم ويحرمون دمائهم في السر ويستبيحونها في العلانية …) .
4- وتطرق الشيخ أبو الفتح الشهرستاني(138)إلى الأباضية فقال : (الأباضية أصحاب عبد الله بن أباض الذي خرج في أيام مروان بن محمد فوجه إليه عبد الملك بن عطية فقاتله , وقيل ان عبد الله بن يحيى الأباضي كان رفيقاً له في جميع أحواله ).
ثم تطرق إلى فرق الأباضية وأهم أقوالها , والملاحظ فيما قاله انه عدَ فرق الحفصية والحارثية واليزيدية فرقاً مستقلة ولم يدخلها في الأباضية وبهذا فهو يخالف من سبقهُ فيمن كتب عن الأباضية(139).
5- كما ورد ذكر الأباضية في كتب التاريخ والسير والتعريفات : فقد عرف احدهم الأباضية فقال : ( هم المنسبون إلى عبد الله بن أباض قالوا ان مخالفينا من أهل القبلة كفار , ومرتكب الكبيرة موحد غير مؤمن بناءً على ان الأعمال داخلة في الإيمان )(140).
وذكرهم ابن بطوطة في رحلته إلى عمان فقال : وهم اباضية المذهب ويصلون ظهراً اربعاً , فإذا فرغوا منها قرأ الإمام آيات من القرآن , ونثر كلاماً يشبه الخطبة يترضى فيه من الخلفاء والصحابة(141).
ويلاحظ من خلال ذلك اتفاق الفرق الواردة الذكر بإمامة عبد الله بن أباض وان زعيم الفرقة هو عبد الله بن أباض , وكذلك اتفاقهم في بعض الآراء والمعتقدات في حق مخالفيهم وكذلك اتفاقهم على فرق الأباضية هي الحفصية , واليزيدية , والحارثية , ولكن اختلف عنهم الشهرستاني من ناحية الفرق , حيث عد الفرق الحفصية والحارثية واليزيدية فرق مستقلة , ولم يدخلها ضمن الفرق الأباضية .
كما يرد ذكر الأباضية عند العلماء المعاصرين في كتب الفرق الإسلامية والكتب التي تبحث في المذاهب الإسلامية وسأقتصر على ذكر بعض النماذج وهي كالاتي :-
1- لقد تطرق الأستاذ محمد أبو زهرة إلىالأباضية في كتابه ( المذاهب الإسلامية ) فقال : ( الأباضية : هم اتباع عبد الله بن أباض , وهم اكثر الخوارج اعتدالاً وأقربهم إلى الجماعة الإسلامية تكفيراً , فهم ابعدهم عن الشطط والغلو ولذلك بقوا إلى الأن , ولهم فقه جيد وفيهم علماء ممتازون ويقيم طوائف منهم في بعض واحات الصحراء الغربية(142)) .
كما تطرق أبو زهرة إلى الأباضية عند كتابته مقدمة الموسوعة الفقهية المصرية , فقال : ( الخط الثالث الموازي للفقه عند الجمهور هو مذهب الأباضية , والاباضية فرقة من الخوارج تمتاز عن سائرهم بالاعتدال وبانصراف كبيرهم عبد الله بن أباض بالفقه , فأما اعتدالهم فقد ثبت لأنهم لايكفرون جماهير المسلمين , ويقولون ان مخالفيهم كفار نعمة , وهم قد خرجوا على الحكام من بني أمية بالرأي ولم يخرجوا عليهم بالسيف فلم يمتشقوا حساماً ضد المسلمين , ولذلك يستنكر أصحاب هذا المذهب وصفهم بالخوارج .. )(143).
2- كما قال الأستاذ علي مصطفى(144) : ( الأباضية : هم فرقة من الخوارج وينسبون لرئيسهم عبد الله بن أباض , وفروعهم الحفصية والحارثية واليزيدية ومع هذا فان الأباضية تساهلوا في كثير من الأحكام التي تشدد فيها سلفهم فقالوا : ان مخالفيهم من المسلمين كفار غير مشركين وان مناكحتهم جائزة ووراثتهم حلال..).
3- أماالأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي(145) فقد ذكر فرق الخوارج وعد الأباضية واحدة منها فقال : (الأباضية وهم اتباع عبد الله بن أباض وهم اعدل الخوارج واقربها إلى تعاليم أهل السنة وهم يجمعون على ان مخالفيهم من المسلمين ليسوا مشركين ولا مؤمنين ولكنهم كفار , ويروى عنهم انهم يريدون به كفر النعمة).
ومما سبق يتبين لنا ان العلماء والكتاب المعاصرين والمحدثين الذين كتبوا عن الأباضية , بأنهم يتفقون بالرأي وذلك باعترافهم بأن عبد الله بن أباض هو زعيم الفرقة الأباضية , وهم الذين خرجوا على حكام السلطة الأموية , ولم يخرجوا بالسيف ولم يمتشقوا سيفاً وإنما حاربوهم بفكرهم ومعتقداتهم , وكذلك اتفاقهم على فرق الأباضية هي الحفصية والحارثية واليزيدية ولم يخرجوها من حظيرة الفرقة الأباضية .
هوامش البحث
- جماعة المسلمين :- وهو اسم اطلقه الأباضية على انفسهم ويعتبرونه وقفاً عليهم دون غيرهم , أما بقية المسلمين فيصفونهم بالموحدين , خليفات , نشأة الحركة الأباضية , ص58 ؛ يوسف , جودت عبد الكريم , العلاقات الخارجية للدولة الرستمية , المؤسسة الوطنية للكتاب , الجزائر , 1984م , ص 40-41 .
- أهل الدعوة :- وهو اسم تسمى به الأباضية بجانب اسم جماعة المسلمين بعد ان افترقوا عن الصفرية في أوائل الربع الأخير من القرن الأول الهجري , خليفات , نشأة الحركة الأباضية , ص95 ؛ يوسف ,العلاقات الخارجية للدولة الرسمية , ص41 .
- عبد الحليم , رجب محمد , الأباضية في مصر والغرب وعلاقتهم بأباضية , عمان والبصرة , مكتبة الغامري للنشر والتوزيع , سلطنة عمان , د.ت , ص13 ؛ مرجوني , كمال الدين نور الدين , نشأة الفرق وتفرقتها , دار الكتب العلمية , بيروت , ط , 2011م , ص33 .
- خليفات , نشأة الحركة الأباضية , ص67 .
- لقد أطلق الناس , على المحكمة اسم الحرورية نسبة إلى قرية حروراء والتي سبق تعريفها , التي كانوا قد لجئوا إليها عند انفصالهم عن الإمام علي بن أبي طالبuعقب عودتهم من معركة صفين , المبرد , الكامل في اللغة والأدب , ج2 , ص136 . أما الشراة فتعني الذين باعوا أرواحهم واشتروا الجنة بخروجهم عن حكام الجور وجهادهم لهم كما فعل أبو بلال مرداس بن حدير التميمي عندما ثار ضد ولاة بني أمية سنة 61 هـ , للمزيد راجع , الدرجني , أبي العباس أحمد بن سعيد , طبقات الأباضية (ت670هـ ) , تحقيق : إبراهيم طلاي , ج1 ,ص6 .
- ابن حزم ,الفصل في الملل والأهواء والنمل , ج5 ,ص52-54 .
- المهلب بن أبي صفرة : وهو المهلب بن أبي صفرة الأزدي، من شجعان الأزد وأشرافهم خرج على السلطة الأموية، راجع ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5، ص32.
- اليعقوبي , تاريخ اليعقوبي , ج2 , ص215 .
- النويري , نهاية الأدب , ج21 , ص521 .
- جابر بن زيد الأزدي :- وهو التابعي الأصيل جابر بن زيد الأزدي الجوفي البصري إمام ومتحدث وفقيه من قبيلة اليحمد الازدية في عمان , والذي كان يكنى بأبي الشعثاء نسبة إلى ابنته الشعثاء وكان من الشخصيات العلمية البارزة في البصرة , وسترد له ترجمة وافيه في المبحث الثاني من الرسالة : ابن الكثير , البداية والنهاية , ج9 , ص94 ؛ درويش , أحمد , جابر بن زيد حياة من اجل العلم , الهيئة المصرية العامة للكتاب , 1991 م , ص246 .
- الحارثي , العقود الفضية في أصول الأباضية , ص103 ؛ الحوفي , أحمد محمود , أدب السياسة في العصر الأموي : إشراف : داليا محمد إبراهيم , ط6 , نهضة مصر للطباعة والنشر , 2007م , ص82 .
- درويش , جابر بن زيد حياة من اجل العلم , , ص246 – 247 .
- ابن قتيبة , أبو محمد عبد الله بن مسلم ( ت276هـ) , كتاب المعارف : تحقيق : ثروت عكاشة , دار الكتب العلمية , القاهرة , 1960م , ص622 ؛ الناشئ لأكبر , مسائل الإمامة ومقتطفات من الكتاب الأوسط ,ص68 ؛ الرازي , أبو حاتم احمد بن حمدان , الزينة في الكلمات الإسلامية , بغداد , 1972 م , ص54 ؛ البغدادي , الفرق بين الفرق , ص 82 ؛ قرقش , محمد , عمان والحركة الأباضية , مكتبة مسقط , ط2 , 1415 هـ , ص 153 ؛جهلان , عدون , الفكر السياسي عند الأباضية , مكتب الضامري للنشر والتوزيع , ط2 , سلطنة عمان , 1411ه /1991 م , ص34 .
- المقدسي , مظهر بن طاهر , (ت322هـ ) البدء والتاريخ , مكتبة الثقافة الدينية , لا,ط , ج5 ,ص138 ؛ جهلان , الفكر السياسي عند الأباضية , ص36 .
- الملطي , أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن (ت377هـ) , التنبيه والرد على أهلالأهواء والبدع , بيروت ,لا ,ط , 1388 هـ , ص52 .
- الملطي , التنبيه والرد على أهلالأهواء والبدع ,ص52 .
- الملل والنحل , ص80 .
- عبد الله بن يحيى الكندي :- وهو عبد الله بن يحيى الكندي (الملقب بطالب الحق ) الذي خرج في أواخر العهد الأموي ضد السلطة الأموية , وسنذكر ثورته بشكل مفصل في الفصل الرابع من الرسالة .
- عبد الحليم , الأباضية في مصر والمغرب وعلاقتهم بأباضية عمان والبصرة , ص4 .
- كتاب الأنساب , ج3 , ص87 .
- الشهرستاني,المللوالنحل,ص136؛أبو الشباب,الخوارج تاريخهم فرقهم وعقائدهم, ص274
- اليمامة:وهي منطقة شرق الجزيرة العربية, على ساحل الخليج العربي كانت تعد من نجد قاعدتها حجر, وتسمى جواد العروض, ياقوت الحموي ,معجم البلدان,ج5,ص442.
- المقريزي : تقي الدين احمد بن علي ,( ت845) , المواعظ والاعتبارات بذكر الخطط والآثارالمعروفة بالخطط المقريزية , تحقيق : محمد زينهم ومديحة الشرقاوي , مكتبة مدبولي , 1998م ,ج2, ص355 .
- تاريخ الرسل والملوك , ج5 , ص566 .
- الحارثي , العقود الفضية في أصولالأباضية , ص122 .
- المبرد , الكامل في اللغة والأدب , ج2 , ص212 ؛ ابن الأثير , الكامل في التاريخ , ج4 , ص167 .
- الحارثي , العقود الفضية في أصول الأباضية , ص121 .
- الحارثي , العقود الفضية في أصول الأباضية .
- أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة: سترد لهُ ترجمة وافية في المبحث الثاني من هذا الفصل.
- الربيع بن حبيب: سترد له ترجمة وافية في المبحث الثاني من هذا الفصل.
- ابن سعد , الطبقات الكبرى , ج7 , ص182 ؛ الحارثي , العقود الفضة في أصول الأباضية, ص93 .
- جلي , احمد محمد احمد , دراسة عن الفرق وتاريخ المسلمين الخوارج والشيعة , ط2 , ص76 .
- ابن سعد , الطبقات الكبرى , ج7 , ص181 .
- اعوشت , بكير بن سعيد , دراسات إسلامية في أصول الأباضية , مكتبة وهبة , ط3 , 1408هـ , ص15-16 .
- معمر , علي يحيى , الأباضية في موكب التاريخ , مكتبة وهبة , ط2 , 1414 هـ / 1993 م , ج1 , ص144 .
- عبد الحليم , الأباضية في مصر والمغرب وعلاقتهم بأباضية عمان والبصرة , ص9 .
- عبد الحليم ، الأباضية في مصر والمغرب وعلاقتهم بأباضية عمان والبصرة ، ص14.
- المحكمة الأولى : لقد أطلقت هذه التسمية على الخوارج من خلال الشعار التحكيم، راجع البغدادي، الفرق بين الفرق، ص72.
- الياس , سليم , الموسوعة الكبرى للمذاهب والفرق والأديان , مركز الشرق الأوسط الثقافي , ط1 , بيروت , 1428 هـ , ص91
- “مسلم بن عقبة : وهو مسلم بن عقبة بن رباح المري قائد من الدهاة القساة في العصر الأموي، أدرك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وشهد صفين مع معاوية وقلعت إحدى عينيه ، ولاه يزيد جيشه إلى المدينة فغزاها واسرف في قتل أهلها في وقعة الحرة الشهيرة، ثم توجه إلى مكة لقتال ابن الزبير فمات في الطريق وذلك نحو عام 63هـ . راجع ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص225.
- وقعة الحرة :وفي هذه الوقعة أبيحت المدينة المنورة وهي حرم رسول الله r في عهد يزيد بن معاوية عام 63هـ ويعود ذلك إلى كراهة أهلها حكم يزيد وخلعهم إياه وطردهم من كان بها من بني أمية ، حيث اشتبك الجيش الأموي بقيادة مسلم بن عقبة مع أهل المدينة، وقتل مسلم أناس كثيرون ، وأنتهك الأعراض ونهب وسلب الأموال ، وبينما أعلن مسلم بن عقبة إباحة المدينة توجه نحو مكة قاصداً عبد الله بن الزبير فمات في الطريق بمنطقة قفا المشلل ، وبعدها استخلف على الجيش الحصين بن نمير السكوني. راجع ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص71؛ عبد الحميد ، صائب، تاريخ الإسلام الثقافي والسياسي، مركز الغدير للدراسات الإسلامية ، الرياض، 1417هـ، ص674؛ ترف ، علاء حسين، الاغتيال السياسي في العراق وبلاد الشام والجزيرة العربية حتى نهاية العصر الأموي ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة كربلاء – كلية التربية، ص58.
- المبرد , الكافي في اللغة والأدب , ج2 , ص 106 .
- الطبري , تاريخ الرسل والملوك , ج5 , ص566 , طقوش , محمد سهيل , تاريخ الدولة الأموية , دار النفائس , ط7 , بيروت , 1430 هـ /2010م ,ص55 .
- أنساب الأشراف , ج4 , ص102 .
- الحصين بن نمير السكوني : وهو امير جيش معاوية بن أبي سفيان على المدينة بعد ان مات مسلم بن عقبة فحاصر الحصين ابن الزبير بمكة لأربعة بقين من محرم سنة 64هـ ، وفي هذا الحصار احترقت الكعبة وضربت بالمنجنيق. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج4، ص229.
- الطبري , تاريخ الرسل والملوك , ج5 , ص563 .
- الكامل في اللغة والأدب , ج2 , ص111.
- الطبري , تاريخ الرسل والملوك , ج3 , ص521 .
- الطبري , تاريخ الرسل والملوك , ج3 , ص567 .
- الطبري , تاريخ الرسل والملوك , ج3 , ص568 .
- لقد درسنا مفهوم الاستعراض بشكل مفصل لدى الخوارج في الفصل الأول من الرسالة.
- المبرد , الكامل في اللغة والأدب , ج2 , ص13 .
- الكامل في اللغة والأدب , ج2 , ص116 .
- الطبري , تاريخ الرسل والملوك , ج3 , ص518 .
- الطبري , تاريخ الرسل والملوك , ج3 , ص568 .
- أبوبيهس هيصم بن جابر : وهو بيهس هيصم بن جابر الضبعي من بني سعد بن ضيعة، رأس الفرقة البيهسية من الخوارج ، وكفر أبو بيهس نافع بن الأزرق وعبد الله بن أباض في بعض ما ذهبا إليه ، راجع الشهرستاني ، الملل والنحل ، ص125؛ الاسفراينسي، التبصير في الدين، ص54.
- المبرد , الكامل في اللغة والأدب , ج2 , ص118 .
- الياس , الموسوعة الكبرى للمذاهب والفرق , ص94 .
- الشماخي , أبو العباس احمد بن سعيد بن عبد الواحد , ( ت928 هـ ) ,كتاب السير , تحقيق : أحمد بن سعد السيابي , ( وزارة التراث والثقافة ) مسقط , 1407 هـ , ص08 .
- الشماخي , كتاب السير , ص52 ؛ عبد الحليم , الأباضية في مصر والمغرب وعلاقتهم بأباضية عمان والبصرة , ص15 .
- أبو الشباب , الخوارج , تاريخهم فرقهم وعقائدهم , ص215 ؛ الدجيلي , محمد رضا , فرقة الأزارقة , رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة بغداد , ص106 .
- الشماخي , كتاب السير , ص93 .
- الملل والنحل , ص134 .
- الشماخي , كتاب السير , ص92 .
- الدرجني , احمد بن سعيد , (ت 670 هـ) , طبقات الأباضية , تحقيق إبراهيم طلاي , (ت,ج), ص 107 .
- قرقش , محمد , عمان والحركة الأباضية , مكتبة مسقط , سلطنة عمان , ط2 , 1410هـ/1994م , ص111 .
- حفص بن المقدم :- وهو رأس الفرقة الحفصية من الفرق الأباضية انفرد بمقولته السالفة الذكر , ابن سعد , الطبقات الكبرى, ج2 , ص25 .
- الأشعري , مقالات الإسلاميين واختلاف المحكين , ج1 , ص187 .
- المقريزي , الخطط المقريزية , ص180 .
- البغدادي , الفرق بين الفرق , ص89 .
- سورة البقرة , الآية 204 .
- سورة الأنعام , الآية 71 .
- عبد الرحمن بن ملجم : وهو عبد الرحمن بن ملجم المرادي ، الذي قتل الإمام عليu غيلة في مؤامرة مشهورة في 17 رمضان ولم يحدد له في موضع قبره: راجع : الزركلي، الأعلام، ج4، ص295.
- الأشعري , مقالات الإسلامية واختلاف المحكين و ص183 .
- سورة البقرة , الآية 207 .
- البغدادي , الفرق بين الفرق , ص89 .
- راجع المغربي , علي عبد الفتاح , الفرق الكلامية مدخل ودراسة , مكتبة ابن وهبة , ط2 , 1415 هـ , ص199 .
- ابن حزم , الفصل في الملل والأهواء والنحل , ج4 , ص188, الأشعري , مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين , ج1 , ص184 .
- الأشعري , مقالات الإسلاميين واختلاف المصلمين , ج1 , ص184 .
- الملل والنحل, ص136.
- الشهرستاني , الملل والنحل , ص136 .
- مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين , ج1 , ص184 .
- الفص في الملل والأهواء والنحل , ج4 , ص189 .
- الأشعري , مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين , ج1 , ص184 .
- الحارث بن يزيد الأباضي : وهو الذي خالف الأباضية في قوله بالقدر على مذهب المعتزلة وفي الاستطاعة قبل الفعل وفي إثبات طاعة التي يراد بها الله تعالى . وزعم الحارثية انه لم يكن لهم إمام بعد المحكمة الأولىإلا عبد الله بن أباض والحارث بن يزيد الأباضي , الشهرستاني , الملل والنحل , ص152 .
- الشهرستاني , الملل والنحل , ص136 .
- ابن حزم , الفصل في الملل والأهواء والنحل , ج4 , ص191 .
- البغدادي , الفرق بين الفرق , ص105 .
- معروف , نايف , الخوارج في العصر الأموي , ط6 , 2006 م , دار النفائس , بيروت , ص319 .
- الأشعري , مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين , ج1 , ص189 .
- الأشعري , مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين , ج1 , ص190 .
- البغدادي , الفرق بين الفرق , ص108 ؛ معروف , الخوارج في العصر الأموي, ص119.
- الأشعري , مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين , ج1 , ص180 .
- شبيب بن يزيد الشيباني : هو شبيب بن يزيد بن نعيم بن قيس بن عمرو بن شيبان ولد يوم النحر العاشر من ذي الحجة سنة 26 بعد الهجرة , وكان شبيب رجلاً طويلاً , وكان يدعي الخلافة. البلاذري , انساب الأشراف , ج2 , ص125 .
- صالح بن مسرح الخارجي : وهو صالح بن مسرح بن جعونة العامري , احد رؤساء الخوارج وكان في ارض الموص فخرج بأصحابه على عبد الملك بن مروان سنة 96هـ , ابن حزم , جمهرة انساب العرب , ص223 .
- الزين , محمد خليل , تاريخ الفرق الإسلامية , ط2 , مؤسسة الاعلمي للمطبوعات , بيروت , 1985 م , ص191 ؛ طعيمة , صابر , الأباضية عقيدة ومذهباً , ط2 , دار الجيل , بيروت , ص231 .
- أبو زهرة , محمد أحمد , تاريخ المذاهب الإسلامية في السياسة والعقائد , دار الفكر العربي , 1394 هـ ,ص127 ؛ معمر , علي يحيى , الأباضية بين الفرق الإسلامية عند كتاب المقالات في القديم والحديث , دار الحكمة للطباعة، ط4 , 2001م ,ص96 ؛ الهيتي , محمد عبد الرزاق , انفرادات الأباضية الفقهية عند الجمهور , أطروحة دكتوراه غير منشورة , كلية العلوم الإسلامية , جامعة بغداد , 1424هـ , ص48.
- الشعثاء :- وهي ابنة جابر بن زيد الأزدي وكان يكنى بها , ويرد في الكثير من المصادر التاريخية بهذه الكنية . ابن كثير , البداية والنهاية , ج9 , ص94 ؛ قرقش , محمد , عُمان والحركة الأباضية , مكتبة مسقط , ط2 , عمان , 1415هـ , ص129 .
- البخاري , محمد بن إسماعيل , كتاب التاريخ , الكبير , دار الكتب العلمية , بيروت , 1986م , ج1 , ص206 .
- قرقش , عمان والحركة الأباضية , ص129 .
- الحارثي , العقود الفضية في أصول الأباضية , ص93 .
- الجصاص , احمد بن علي الرازي , أحكام القرآن , دار الكتاب العربي, بيروت , ج2 , ص482 .
- بكوش , يحيى محمد , فقه الإمام جابر بن زيد , دار الغرب الإسلامي , بيروت,1407 هـ , ص12 .
- قرقش , عمان والحركة الأباضية ,ص130 .
- الحسن البصري , وهو الحسن بن أبي الحسن البصري , مولى زيد بن ثابت , كان عالماً رفيعاً ثقة فقيهاً ناسكاً كبيراً , ولد سنة 21هـ , وتوفي سنة 110 هـ , الذهبي , سير أعلام النبلاء , ج4 , ص563 .
- ابن سيرين :- وهو محمد بن سيرين مولى انس بن مالك , كان فقيهاً إماماً عزيز العلم ثقة , اشتهر بالورع وتعمير الرؤيا , ولد بالبصرة سنة 33هـ , وتوفي سنة 110هـ , الذهبي , سير أعلام النبلاء , ج4 , ص606 .
- الحارثي , العقود الفضية في أصولالأباضية , ص96 ؛ الدرجني , طبقات الأباضية , ج1 , ص89 .
- ابن سعد , الطبقات الكبرى , ج2 , ص180 ؛ الشماخي , كتاب السير , ج1 , ص8 .
- ابن كثير , البداية والنهاية , ج9 , ص96 .
- البخاري , التاريخ الكبير , ج2 , ص204 ؛ ابن سعد , الطبقات الكبرى ,ج2, ص180 .
- ابن حزم , أبو محمد علي بن احمد الظاهري , المحلى , تحقيق : لجنة أحياء التراث العربي , دار الجيل , بيروت , ط1 , 1400 هـ , ج5 , ص573 .
- من التابعين الذين اثنوا عليه : الحسن البصري , قتادة , عكرمة , ابن سيرين , الا ان الحسن البصري كان من اشد المقربين إليه فهو صديقه وصاحبه الملازم له دائماً , فحين اشرف الإمام جابر بن زيد على الموت طلب رؤية الحسن البصري , وهذا ان دل على شيء فأنه يدل على قوة العلاقة والثقة العالية بين جابر وطبقة التابعين .
- البخاري , التاريخ الكبير , ج2 , ص204 ؛ المزي , يوسف بن عبد الرحمن (742هـ) , تهذيب الكمال في أسماء الرجال , تحقيق :بشار عواد معروف وأخرون , ج3 , ص287 .
- العجلي , احمد بن عبد الله بن صالح , معرفة الثقاة , تحقيق : عبد العليم عبد العظيم , مكتبة الدار , المدينة المنورة , ط1 , 1405هـ , ص 93 .
- ابن سعد، الطبقات الكبرى ، ج7، ص31.
- الوهيبي ، مسلم بن سالم بن علي ، الفكر العقدي عند الأباضية، مكتبة الضامري، عُمان، ط1، 1427هـ، ص92.
- السالمي، الخوارج والحقيقة الغائبة، ص446.
- الوهبي ، الفكر العقدي عند الأباضية، ص98.
- الربيعي , محمد بن عبد الله , تاريخ مولد العلماء ووفاتهم , تحقيق : عبد الله احمد سليمان , دار العاصمة , الرياض , ط1, 1410هـ , ج1 , ص223 .
- قرقش , عمان والحركة الأباضية , ص130 .
- الشماخي , كتاب السير , ص74 .
- بكوش , فقه الإمام جابر بن زيد , ص11.
- عبيدة : وهي ابنته ولذلك كني بها , أخذت العلم عن والدها فرويت عنها آثار كثيرة في كتب الفقه الأباضي , السالمي , عبد الله بن حميد , معارج الآمال على مدار الكمال بنظم مختصر الرجال , وزارة التراث القومي والثقافة, سلطنة عمان , 1403هـ , ج4 , ص135 .
- الراشدي , مبارك عبد الله بن حامد , الإمامأبو عبيده مسلم بن أبي كريمة وفقه , مطابع الوفاء ,المنصورة , ط1, 1412 هـ , ص26 .
- الأصفهاني , الأغاني , ج23 , ص224 ؛ الجاحظ البيان والتبين ج1 , ص230 ؛ الشماخي ,كتاب السير , ص78 .
- الأباضية في الخليج العربي , ص64 .
- خليقات , نشأة الحركة الأباضية , ص116 .
- الجلندي بن مسعود : وهو الجلندي بن مسعود بن جيفر بن جلندي الأزدي، خارجي أباضي كان أمير عمان وعظيم الأزد فيها ، وبعد استيلاء بني العباس على الخلافة ارسل السفاح 132هـ القائد خازم بن خزيحه في جيش لإخضاعه عام 134هـ فقاتلهُ الجلندي فقتل وقتل معه نحو عشرة الاف من أصحابه . راجع : الزركلي، الأعلام، ج2، ص133.
- هاشم , مهدي طالب , الحركة الأباضية في المشرق العربي , دار الإسلام , بغداد , ط1, 1430هـ , ص298 .
- أبي الخطاب المعافري : وهو أبو الخطاب عبد الأعلى بن السميع احد دعاة الحركة الأباضية في اليمن وحضرموت، راجع: دبوز، محمد علي ، تاريخ المغرب الكبير، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1383هـ، ص67.
- وهو كتاب في الحديث النبوي الشريف , جمعهُ الربيع بن حبيب وصنفه حسب أسماء الرواة ثم جاء الشيخ الورجلاني فرتبه على الأبواب الفقهية في القرن الخامس الهجري , ينظر : السالمي , مقدمة شرح الجامع الصحيح , ج1 , ص2 ؛ د. الهيتي , انفرادات الأباضية الفقهية , ص44 .
- السالمي , حاشية الجامع الصحيح , ج1 , ص3 ؛ معجم أعلامالأباضية ,ج2 ,ص11.
- مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين , ج1 , ص171 .
- الفرق بين الفرق , ص82 .
- لقد تم التطرق إلى هذه الفرقة وذكرها بشكل مفصل بما سبق هذا المبحث .
- البغدادي , الفرق بين الفرق , ص103 .
- الشهرستاني , الملل والنحل , ص212 .
- الشهرستاني , الملل والنحل , ص212 .
- الشهرستاني , الملل والنحل , ص234 .
- الجرجاني , علي بن محمد بن علي ( ت816 هـ) , التعريفات , تحقيق : إبراهيم الابياري , دار الكتائب العربي , بيروت , ط1 , 1405 هـ , ج2 , ص20 .
- ابن بطوطة ,أبو عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي (ت779 هـ) , رحلة ابن بطوطة المسمات ( تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار , تحقيق : علي المنتصر الكفاني , مؤسسة الرسالة , بيروت , ط4 , 1405 هـ , ج1 , ص297 .
- أبي زهرة , محمد بن , المذاهب الإسلامية , دار الفكر العربي القاهرة , 1971م , ص127 .
- موسوعة الفقه الإسلامي , إعداد جماعة من كبار الفقهاء في العصر الحديث , إشراف الأستاذ محمد بن أبي زهرة , جمعية الدراسات الإسلامية بالقاهرة , مطبعة يوسف , 1387 هـ , ج1 , ص24 .
- الغوابي , الدكتور علي مصطفى , تاريخ الفرق الإسلامية , القاهرة , 1394 هـ,ص213.
- الذهبي , الدكتور محمد حسين , التفسير والمفسرون , دار الكتب الحديثة , ط2 , 1396 هـ , ج2 , ص 303 .