الثورات العلوية والشيعية في العراق في العصر الأموي وأثرها في نشوء الفرق الإسلامية ( الجبرية أنموذجا )

الثورات العلوية والشيعية في العراق  في العصر الأموي وأثرها  في نشوء الفرق الإسلامية ( الجبرية أنموذجا )

                        

                                                أ.د. انتصار لطيف حسن السبتي

كلية الترية / قسم التاريخ

لقد خاض الكثير من الشخصيات العلوية والشيعية الثورات التي واجهوا بها انحرافات الحكم الاموي ، وأرادت أن تعيد للاسلام صفاءه .

سياق المحاضرة يفرض علينا تساؤلين وهما ما المقصود بالعلويين وبالثورة ؟

العلويون : جمع علويّ ، وهم من ينتسبون إلى الإمام علي بن أبي طالب (D) ، أما الثورة فهي ظاهرة مهمة جد\اً في التاريخ  السياسي لأنها تمثل حركة سياسية في البلد يحاول فيها الشعب أو الجيش إخراج السلطة الحاكمة من إطار الحكم ، من اجل تأسيس حكومة جديدة ، أما إذا أردنا أن نعرف الثورة بوصفها مصطلحاً سياسياً ، فهي الخروج عن الوضع الراهن إلى وضع أفضل أو أسوأ من الوضع القائم ، ولكن الفهم المعاصر والأكثر حداثة للثورة هو التغيير الذي يحدثه الشعب من خلال أدواته أو من خلال شخصيات تاريخية لتحقيق طموحاته في تغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه  الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية غير الاعتيادية ، على أن تكون هذه البرامج تشمل اقتصاديه واجتماعية وثقافية يكون الغرض منها تغيير جذري وشامل في المجتمع .

الثورات العلوية والشيعية في العصر الأموي هي :

1-  ثورة الحسين بن علي ع  سنة 61هجيرة

2- حركة التوابين ومعركة عين الوردة سنة65هجرية

3- حركة المختار الثقفي سنة 65-67هجرية

4- ثورة زيد بن علي سنة 122هجرية

ثورة عبد الله بن معاوية سنة 127-129هجرية .

أن كثير من الفرق الدينية ظهرت كردود فعل ضد الثورات العلوية والشيعية وضد الفكر الشيعي الأمامي الاثني منها الفرقة الجبرية .

فرقة الجبرية

كانت من أسلحة بني أمية الفتاكة التي قضوا من تحت ستارها على كثير من معارضيهم من العلويين والشيعة بحجة أنهم مجبرون على هذه الافعال والرعية مجبورة على أن يقع عليها هذا القتل والظلم .

أما ما معنى  الجبرية ؟ فهي نفي الفعل عن العبد وإضافته الى الله تعالى .

وقد أستند الجبريون في أدعائهم على بعض الآيات القرآنية مثل ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) ، وقد شاعت فكرة الجبرية في أول العصر الاموي وانتشرت حتى صارت مذهباً في آخره وتنسب فرقة الجبرية الى الجهم بن صفوان لأنه يعتبر أكبر الدعاة لها وأعظم أنصاره ولهذا سميت بالجهمية ،

مبادئ الجبرية

1- الانسان مجبور في فعله فلا استطاعة له ولاقدرة ولا أختيار ويخلق الله فيه الافعال كما يخلقها في الجمادات .

2-لايوصف بصفة بها خلقه لان هذا يقضي التشبيه ولهذا نفوا صفات المعاني عن الله تعالى .

3- القول بخلق القرآن لإنكارهم صفة الكلام ووجوب المعرفة بالعقل والايمان هو المعرفة مع انكار رؤية الله لما تقتضيه من التشبيه .

4- القول بفناء الجنة والنار بعد تلذذ أهل الجنة بنعيمها وتألم أهل النار بجحيمها ، وقد نهض كثير من العلماء بالرد عليهم لامرين :

الردَّ على الجبرية :

1- مسألة الجبر تدعو إلى التعطيل وترك العمل والركون الى القدر .

2- المغالات في تأويل الآيات التي تثبت صفات الله وفي هذا التأويل خطر على القرآن وتفهم معانيه وقد حكم الكثير من العلماء بكفرهم .

بدأ الجبرية في بداية الخلافة الاموية فبعد أن تسنلم معاوية الخلافة ( 41-60هجيرية ) أنتقل الحكم من الشورى الى الاستبداد ومن الاختيار الى الجبرية ، وما أن تسنم معاوية حكمه حتى وجد  ردود الافعال ضده من تمردات وعدم امتثال الكثيرين لأوامره  فقال : ” لو لم يرني الله أهلاً لهذا الامر ماتركني وإياه ، ولو كره الله تعالى مانحن فيه لغيره ” .

فأصبح بعدها مذهب الجبر هو مذهب الدولة تتخذه  ستاراً تبرر فيه أفعالها من ممارسة أعمال البطش والفتك ، منها قتل الحجاج بن يوسف الثقفي معبد الجهيني وصلب هشام بن عبد الملك غيلان الدمشقي لقولهم بالاختيار ، واستمر خلفاء بني أمية على هذا النهج ، وقد روي أن عطاء بن يسار ومعبد الجهيني كانا يترددان على الحسن البصري ، فقالا له يوماً :” إن هؤلاء الملوك ؛ ( يعني خلفاء بني أمية ) يسفكون دماء المسلمين ويأخذون الاموال ، ويفعلون ويقولون : إنما تجري أعمالنا على قدر الله ، فقال كذبوا أعداء الله  .

وأما رأي الائمة (G) في الجبرية

جاء عن الامام جعفر الصادق (D) قال : ” لاجبر ولا تفويض بل أم بين أمرين ” وقال : ” من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ونحن منه براء في الدنيا والاخرة ” .