د. سلام المسعودي .
أنتهت مراسيم احياء ذكرى أربعينية أستشهاد ألامام الحسين وأهل بيته مع ثلة من أصحابة في واقعة الطف الشهيرة عام (61) للهجرة . ولم تنتهي أصدائها وتساؤلاتها المثيرة للأستغراب وسط أجواء لاتوصف .هل كانت ظاهرة اجتماعية ؟ ام ممارسة دينية بحتة ؟ أم تعبيراً عن ولاء سياسي للأسلام ؟ أم تأييداً للثورة الحسينية ومبادئها ؟ام تحدياً للأرهاب المقيت والمزمن الذي أستهدف ويستهدف أتباع أهل البيت (ع) ؟ أم ماذا وماذا ؟ .
أن الزحف المليوني نحو كربلاء بمستوياته وفئاته كافة . بات يستلزم منا وقفة وتأمل .وأن دل على شيء أنما أعطى معاني ودلالات أبعد وأشمل من أن نضع حداً لهذة التساؤلات أو تلك . بل نستطيع القول وبلا مغالاة أن وراء هذا التجمع البشري الهائل وغير المسبوق سراً من اسرار الارادة ألالهية ، وألا بماذا يفسر مثل هذا الاجماع على غاية واحدة ولأي امة وزمن حصل مثله ؟
بالتأكيد أن ذلك ليس غريباً مع الامام الحسين (ع) ولكل من يعرف حقيقة ثورته ألتي ضربت مثلاً فريداً في التضحية والفداء وحفظ رسالة الاسلام ، أذ تجسد ذلك بمقولتيه الشهيرتين ” لا أرى الموت الاسعادة والحياة مع الظالمين الا برما” وقوله (ع) ” أذا لم يستقم الاسلام ألا بقتلي فيا سيوف خذيني ” .هذا من جانب ، ومن جانب آخر لو نظرنا ألى الكرنفالات الدولية التي تقام سنويا ً في بلدان عدة من العالم سوف لم ولن نجد فيها ميزة تتسم بها كالميزات التي أتسمت بها زيارة الحسين (ع) من مثل الزحف المليوني لمئات الكيلومترات ،والعمل الطوعي لآلاف الناس ، والتكافل الاجتماعي بينهم ،والبذل المفرط للأموال وبلا حدود . على الرغم من صعوبة ألظروف ألامنية وبرودة الجو .واذا ماعملنا مقارنة بسيطة حتى مع فرق ألانقاذ الطوعية لحوادث الطبيعة كالفيضانات والاعاصير سوف لن نجد فيها حماساً مفعماً بالحيوية والنشاط كالذي تميز به رجال ونساء المواكب الحسينية دون كلل او ملل .
وثمة امرأ آخر يمكن ملاحظتة بسهولة وذو علاقة بالتغيرات التي طرأت على احياء الشعائر الحسينية بين عام وآخر من حيث جنسيات وأعداد المشاركين والوافدين ، وطبيعة ونوعية الخدمات المقدمة لهم ، والصدى ألاعلامي لحشودهم وأثره في الرأي العام الدولي ، ولابأس من العودة بالذاكرة قليلاَ ألى الوراء وتحديداً ألى عام 2003 لنتذكر كيف كانت الزيارة وكيف غدت ألان .
أعتقد أنها خرجت عن نطاقها المحلي ألى الدولي ، ومن كونها مناسبة للمسلمين الشيعة فقط الى المسلمين والديانات ألاخرى عامة ً ولعل لكلامي هذا دليلاً في مشاركة المسيحيين وبعض ألطواف الدينية ألاخرى مراسيم العزاء ،ولهذا أتسع نطاقها لتتحول تدريجياً ألى ظاهرة أنسانية عامة تتعدى كونها ممارسة دينية تجدد نفسها كل عام وتشد أنتباه الرأي العام العالمي أليها في بيعة متجددة بولائها وألتفافها حول راية رمزها ألتاريخي عليه السلام ألذي أستقطب الملايين من حوله في معجزة ألآهية أقل مايقال عنها أنها ” معجزة العصر ” السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى ألارواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك عليك منا جميعاً سلام الله أبدا مابقينا وبقي الليل والنهار .