كليات التربية ومتغيرات سوق العمل
شهد سوق العمل في العراق بعد عام 2003 تغيرات مفاجئة وسريعة فرضت متطلبات متجددة كالحاجة الى مواجهة الأفكار الإرهابية والطائفية … وظهور دور مؤسسات المجتمع المدني ، فضلا عن مؤثرات التطور الحاصل في مجال الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي … ، لـــذا بـــدأت السوق تبحث عن مخرجات جامعية تتسم بالجودة والفاعلية ، لمواكبة التطورات العالمية في مختلف المجالات التي انفتحت عليها السوق العراقية فجأة بعد انقطاع شبه تام دام لأكثر من عقدين من الزمن .
ولأجل مواجهة هذه المتغيرات فالأمر يتطلب إعادة النظر في برامج إعداد طلاب كليات التربية على وفق مهارات ومواصفات جديدة تتلاءم مع التطورات العصرية في السوق العراقية ، فضلا عن السوق العالمية التي تأثرت بها السوق العراقية بشكل سريع بعد عام 2003 ، وما رافق تلك التطورات من تحديات ثقافية واجتماعية واقتصادية وتكنولوجية .
ان المتتبع لبرامج او مناهج كليات التربية يجدها تتسم بدرجة كبيرة من التقليد وعدم المرونة ، لأنها أعدت لأجيال سابقة ، وأعد على وفقها مئات الآلاف من الطلاب منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي ، ولازالت الى يومنا هذا هي البرامج نفسها من دون تغيير ملحوظ ، مع ضرورة الالتفات الى وجود بعض الاستثناءات البسيطة . اذاً فلا تستطيع كليات التربية والحال هذه تلبية متطلبات سوق العمل إلا بشكل محدود .
وعليه هنالك حاجة ملحة لإدخال مناهج دراسية تتسم بالحداثة والشمول والعمق المعرفي المواكب للتطورات العلمية ، لكي تكون كلياتنا قادرة على الاستجابة الإيجابية للتحديات الحالية ، ولتلبية متطلبات سوق العمل المتجددة .
أ . م .د . رحيم عبد الحسين عباس كلية التربية للعلوم الإنسانية
قسم التاريخ