التفسير الحضاري للتاريخ
مقارنة بين وجهتي نظر كل من ابن خلدون و فيكو
تعد الحضارة وحدة البناء الأساسية في التاريخ عند أصحاب التفسير الحضاري للتاريخ ، ومن مجموع الحضارات يتكون التاريخ الإنساني . وتعرف الحضارة بأنها : مجموعة المنجزات المادية والثقافية التي أنجزها شعب من الشعوب عبر التاريخ من أجل تحسين مستوى معيشته ..
يعد كل من ابن خلدون (ت 1406 م ) وفيكو ( ت 1744م ) من أصحاب التفسير الحضاري للتاريخ وعلى الرغم من اتفاق وجهتي نظرهما في تفسير التاريخ في عدة نقاط غير أنهما اختلفا في نقاط أخرى ، ويمكن إيجاز ذلك بالنقاط الآتية :
أولاً : نقاط الاختلاف :
أ- ابن خلدون
1- ان الدولة عنده تعني حكم أسرة أو جماعة في أحسن الأحوال .
2- لا يربط بين سقوط الدولة وسقوط الحضارة .
3- حلقات أو مراحل الدولة عند ابن خلدون غير متصلة مع بعضها .
4- ان اصل الدولة عنده البداوة وهي مرحلة بعث الحضارة .
5- يقسم ابن خلدون الدولة الى ثلاث مراحل ( البداوة ، التحضر ، التدهور ) .
ب- فبكو
1- مفهوم الدولة عنده يعني الحضارة .
2- ربط بين انتهاء الدولة وانتهاء الحضارة .
3- حلقات أو عصور الدولة عنده حلزونية ، أي إنها متصلة مع بعضها ..
4- ان اصل الدولة عند فيكو هو الدين وهو الأساس الذي تقوم عليه الحضارة أو الدولة .
5- يقسم الدولة الى ثلاثة عصور ( عصر الآلهة ، عصر الأبطال ، عصر الإنسان ) .
ثانياً : نقاط التشابه :
1- حاول كل منهما إيجاد ترابط بين قيام الدولة ونموها وتطورها وتدهورها ثم سقوطها.
2- سعى كل منهما الى معرفة طبائع الأمم والمجتمعات وتعيين نظام عام لمسيرة التاريخ 3- يتفق كل منهما على ان الحياة في كل مرحلة من مراحل الحضارة تخلق أدوات التعبير الخاصة بها .
4- عند فيكو تمر الحضارة بثلاث مراحل وعند ابن خلدون تمر بثلاثة أجيال .
5- كلاهما بدأ فقيها ولغوياً وكتبا في اللغة والتاريخ ، وانتهى بهما المطاف عالمين في الاجتماع .
. أ . م .د . رحيم عبد الحسين عباس كلية التربية للعلوم الإنسانية
قسم التاريخ