((عدالة كربلاء )) مقال أ.د. انتصار لطيف حسن السبتي

عدالة كربلاء

أ.د. انتصار لطيف حسن السبتي

أن دعوة الإمام الحسين بن علي D إلى الإصلاح والقضاء على الفساد ، أخافت بني أمية فتجرؤا على قتل ابن بنت رسول الله 7 وآل بيته الأطهار في سنة 61هجرية .

إلا أن العدالة الإلهية تحققت بالاقتصاص من الذين ساهموا بقتل الإمام الحسين وآل بيته قال: الله تعالى في كتابه العزيز{إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}{33 المائدة } قال: الله تعالى  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }البقرة178 قال: سبحانه تعالى  {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }المائدة45.

أذ تصدى المختار ابن قائد معركة الجسر سنة 13هجرية ، أبي عبيدة الثقفي الذي استشهد في هذه المعركة ، فتولى رعايته عمه سعد عامل الإمام علي والإمام الحسن H ، على المدائن مما يدل على أن المختار نشأ على حب آل طالب ، فلذلك كان المختار ضمن الخارجين على عمال الأمويين بالعراق، وأخذ يستعد لمواجهة الأمويين
والاقتصاص من قتلة الإمام الحسينD ، فأرسل جيش بقيادة إبراهيم بن مالك بن الأشتر فالتقى بجيش الشام بقيادة عبيد الله بن زياد في معركة الخازر على بعد خمسة فراسخ من الموصل سنة 67هجرية ، وكان النصر حليف جيش المختار ، وقتل عبيد الله بن زياد وقادة أخرين ساهموا بقتل الإمام  الحسين D ، وحين أذن المختار بتعقب بلا هوادة من خرج إلى القتال الإمام الحسينD واحداً واحداً ، وتم تصفيتهم بنفس الطريقة التي  استشهد بها الإمام الحسين D  ، فتحققت العدالة ، أن الله تعالى يمهل ولا يهمل ، فكل ظالم وطاغي لابد أن يأتيه اليوم الذي ينال فيه جزاء أعماله فكيف أذ كان الذي ظلم ابن بنت رسول الله  7 .