أم المساكين
أ.د. انتصار لطيف حسن السبتي
كلية التربية / قسم التاريخ
وهي زينب بنت خزيمة بنت حارث الهلالية ، كانت تدعى في الجاهلية ” أم المساكين ، وقد احتفظت بهذا الاسم بعد دخولها بالإسلام ،
ولدت أم المسكين في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية الشريفة ، بثلاث عشرة سنة تقريباً ، وكانت من السابقات في الإسلام ، وكانت لا تفتر لحظة عن ذكر الله جل علاه ، ولا عن الأنفاق على الأرامل والمساكين ، وقد تزوجها عبيدة بن الحارث ، فأستشهد في معركة بدر ، وهو يقاتل الى جانب الرسول محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) فتزوجها بعده النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) سنة 30 هجرية تكريما لها ولموقفها وتفانيها من اجل الاسلام والمسلمين ، وبقيت معه ثمانية أشهر أو أقل توفيت أم المساكين سنة 4هجرية وبلغت من العمر نحو ثلاثين سنة ، وقد حزن الرسول محمد( صلى الله عليه واله وسلم ) عليها أشد الحزن ، وصلى عليها ودفنها بالبقيع ، حيث كانت ( رضي الله عنها ) رحيمة بالمساكين والأيتام وذوي الحاجات ، كانت تعطي كل ما ملكت دون تململ ، أنها ام المساكين ، وبسبب هذا العطاء والكرم فأن الله جل علاه قد أكرمها بالزواج من الرسول محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) رسول الإنسانية جمعاء ، وهكذا جعل الله عباده من المتقين والمحسين آية من آياته وسفرا من أسفار التاريخ لا ينسى ذكره . فلتكن أم المساكين زينب بنت خزيمة الهلالية أنموذجا لنا في رعاية من حولنا من الذين يحتاجون ممن أعطانا الله من كرمه ، فكل ما نملك هو من ملك الله جل علاه.