الزحافات والعلل
د.عبدنور داود
كلية التربية الانسانية /قسم اللغة العربية
جامعة كربلاء
ناء الشعر العربي وطالبوه ودارسو عروضه بالزحافات والعلل حتى بات آستظارها لايتأتّى الا لفـُرادى تعدّهم ذاكرة حَسُنت عندهم , ولا يعدهم الشعر مدركين لايقاعاته , سبب ذلك كله هو الدرس العروضي والسبل التي تَوسّلها موصلاتٍ تنوَّعت _فيما نرى _الى ثلاثةٍ :
سبيل يعمد الى تحفيظ الزحافات والعلل مبهماتٍ لايدريها طلبتهما الا محفوظات مسلَّم بها لاتقبل الجدال والنقاش , محصنة عن المآخذ مرفوع عنها الزلل والخطأ , يجهد كل طالب في حفظها مستظهراً إياها على ورقة الامتحان دون فهم اودراية , ودون مايعللها اويعلل لها , ففي ضرب هذا البحر جاء آلإضمار زحافاً لازمأ وفي ضرب ذاك البحر جاء الاضمار زحافاً التزم حدوده فهو غير لازم , وفي عروض ذلك البحر جاءت علة ما غير لازمة وهكذا دوليك , كل هذا متواتر عن ثراث نقدي مُصنَّم مامسّه نقد ولا يمسه .
السبيل آلثاني يعمد الى ترك استظهار زحافات وعلل كل بحر إلى ساعة تداوله مشيراً لها مستلزمات بحر لاتطلب مايبرر وجودها او مالذي يحدثه الاستغناء عنها , فالرجز مثلا ينال من حشوه وضربه وعروضه زحاف الخبن والطي والكف , ويلزم ضربه القطعُ مثالاً على علل تعتريه , فإنْ استفهم سؤال عن السبب ؛ رد العجز مبررا أنْ هذا مااقره علماء العروض وتوارثه الايقاعي العربي متخذه مسلمات وقواعدَ له .
السبيل آلثالث يعمد الى دراسة آلبحور بلا زحافاته ولا علله , بل يكتفي بتدريس التام من كل بحرٍ , السالم من كل زحاف اوعلة , معتمداً على امثلة شعرية تبرهن على طرحه هذا , ثم يعمد بعد استكماله البحور كلها الى الزحافات والعلل ؛ ملقِّناً حفظها مدعيا أن عاماً دراسياً واحداً لايكفي لاستيعاب تفاصيل علم العروض , ظاناً أنّ آدعاءَه هذا سيستر جهله بهذا العلم وعدم تخصصه ودرايته بتفاصيله .
توصلنا باحثين في ايقاع الشعري العربي إلى أنَّ الزحافات والعلل هي الجذور التي تقوم عليها بحور الشعر العربي , بل هي أسّها , بها ينوع كل بحر تفعيلاته , لقد عمدنا الى طريقة تعتمد التفصيل المعلل , فلايحتاج الطالب بعدها الا الى خمس عشرة دقيقة تكفيه لحفظ الزحافات والعلل كلها , بعدها ينهض هو لكل بحر مستلاً انواعه منه معللا لها دارياً بخفاياها , وقد تقصّدنا الايجاز والتيسير وضغط المعلومات (ZIP) مبتعدين عن الاسهاب والاستطراد والمصطلحات التي لاتغني العروض ولا تشبع طالبه , ولقد اثمر جهدنا هذا ما يلي :
اولا : حفظ زحافات علم العروض وعلله دون جهد يذكر وفق فهم يستدعي الحفظ ويعلل لكل محفوظ .
ثانيا : استظهار انواع كل بحر باستخدام الزحافات والعلل التي تطرأ عليه وتنال منه دون حاجة الى حفظ انواع كل بحر ؛ وهي طريقة اعتمدها الدرس العروضي السائد مراكماً على طالبه هذه الانواع بعد تناوله البحور كلها جاعلا اياه في خلط لها دون معرفة منه لاسباب الاختلاف او التعليل له .