سلسلة مقالات في التصميم التعليمي ج4 إعداد د . عدي الجراح

سلسلة مقالات في التصميم التعليمي

 

إعداد

د . عدي الجراح

أولاً: المكونات الأساسية للتصميم التعليمي: 

تتكون عملية تصميم التدريس من المكونات الأربعة الآتية:

  1. المقاصد (Intents): ويشتمل على الأهداف العامة ، والأهداف الخاصة، ونتائج التعلم.
  2. المحتوى (Content): ويشتمل على المعلومات والبيانات والرسائل المراد تدريسها أو إيصالها إلى المتعلمين.
  3. الأنشطة (Activities): وتشتمل على استراتيجيات التدريس واجراءات التعلم والتمارين أو الأسئلة التي تطرح في أثناء عملية التدريس.
  4. التقويم (Evaluation): ويشتمل على وضع الإختبارات والامتحانات وتقويم المتعلمين ومعرفة مدى تقدمهم ومدى تحقيقهم للأهداف المحددة.

(قطامي وآخرون،2008، ص123)

ولابد الإشارة إلى أن هذه المكونات يجب أن تكون منسجمة ومتوافقة، ويكمل بعضها بعضاً.                                              (الحموز،2004، ص135-136)

ثانياً: المبادئ التربوية للتصميم التعليمي:

من المبادئ التربوية التي يجب مراعاتها في تصميم التدريس مايأتي:

  1. الملائمة: أي ملائمة النموذج المصمم للأهداف التي يريد تحقيقها، وللمكونات المادية، والتسهيلات المالية، والكوادر البشرية ومراعاته لخصائص المتعلمين، ومنسجماً نع اتجاهات المدرس ….الخ.
  2. الوضوح، والبساطة، والدقة والسهولة، وبعده عن الغموض والتعقيد واقتصادي في كلفته المادية والجهد البشري المبذول لفهمه وتنفيذه، شامل لحل جوانب العملية التدريسية.

(سلامة،2001، ص111)

 

مزايا استخدام نظام تصميم التدريس:

هناك العديد من المزايا لهذا النظام – التي يمكن عدها من المبادئ التربوية للتصميم – وفيما يأتي عرص لبعضها:

  1. تشجيع الوقوف إلى جانب الطلبة وتأييدهم: لان الطالب يعد إلى حد كبير محور العملية التدريسية، لذا يبذل المصممون جهداً كبيراً خلال البدء بالتصميم لمعرفة حاجات الطلبة.
  2. دعم التدريس الفعال المؤثر المحفز: فجميع هذه العوامل مؤشرات للنجاح، إن وضع الطالب في عين الاعتبار والتركيز على تصميم استراتيجيات مناسبة يشكلان واقعاً للتدريس، كما إن عملية التقييم التقويمي تعطي الفرصة لمراجعة التدريس ليصبح أكثر فعالية تأثيراً ودافعية.
  3. تدعم التنسيق والتعاون بين المصممين والقائمين على التطوير ومنفذي التعليم: إذ أن العملية المنهجية والتوثيق المكتوب الناتج عنها تسمح بوجود إتصال وتنسيق بين الافراد المشاركين والمنتجين للتدريس وهذا يؤدي إلى وجود لغة إتصال مشتركة واجراءات ومعايير عامة، أما الخطط والنواتج المكتوبة فهي ناتجة عن جهود تصميم التعليم.
  4. تسهيل عملية توزيع المهام وتوليها: بما أن نواتج تصميم التدريب المنهجي نواتج جسدية، فقد تكون موزعة ومستخدمة في الميدان وبسبب استخدام المعلومات عن المتعلمين وعن المكان فأنه من المحتمل جداً أن تكون هذه النواتج حلولاً عملية وفعالة ومقبولة لمشاكل التعليم.
  5. دعم تطوير عرض النظم المختلفة: إن معظم الأعمال المندرجة تحت مشروع تصميم التدريس تعد مستقلة عن الشكل الخاص الذي تتخذه المنتجات التي تم صنعها مثل الطباعة والكمبيوتر والفيديو، إن التحليل الاولي لاستراتيجيات التدريس هو الخطوة الاولى في المشاريع التي توظف انظمة العرض بدلا من تلك المستخدمة في المشروع الاساسي.
  6. تحدث الانسجام والتوافق بين الأهداف والنشاطات والتقييم: تساعد الطريقة المنهجية لتصميم التدريس في التأكد من أن ما يدرس هو ما يحتاج إليه الطلبة فعلاً لتحقيق أهداف التعلم وأن التقييم سيكون مناسباً وتاماً. (قطامي وآخرون،2008، ص144-145)

أهمية علم التصميم التعليمي في العملية التعليمية:

تتضح أهمية علم التصميم التعليمي وصرورة دراسته والاستفادة منه في محاولته الربط بين العلوم النظرية والعلوم التطبيقية إذ أننا بحاجة إلى التعليم على مستوى التطبيق وليس الإهتمام بالحفظ والتذكر والإستظهار فقط دون الممارسة في الموقف التعليمي وتنمية الطالب عقلياً، واجتماعياً، ونفسياً، وجسمياً وتأهيله للمهنة التي تناسبه.

وتظهر أهمية التصميم التعليمي فيما يأتي:

  1. مواجهة التغير السريع الذي يشهده عالمنا المعاصر والتطور التكنولوجي الذي شمل جميع جوانب الحياة، لذا يجب البحث عن أفضل الطرائق والاستراتيجيات التعليمية التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة في أقصر وقت وجهد ممكنين، فعلم التصميم التعليمي هو الذي يزودنا بهذه الطرق والاستراتيجياتفي صورة أشكال وخرائط مقننة “نماذج”.
  2. يزود التصميم التعليمي المعلم بعدة نماذج إرشادية تعليمية يهتدي بها في تحظير دروسه أو وحداته التعليمية على أسس علمية سليمة.
  3. يقدم التصميم التعليمي للمعلم أفضل طرائق التعليم / التدريس فاعليةً وكفايةً مما يتاح له القيام بأدواره التدريبية والأكاديمية الأخرى.
  4. يقلل علم التصميم التعليمي أيضاً التخبط والعشوائية لدى المعلم إذ يزود المعلم بصورٍ وأشكالٍ وخرائط ترشده إلى كيفية العمل داخل الفصل الدراسي.
  5. يوجه علم تصميم التعليم الإنتباه إلى الإهتمام بغرضية التدريس أي الاهتمام بالأهداف العامة للمادة الدراسية وبالأهداف السلوكية (الاجرائية) لكل موضوع من موضوعاتها وما يرتبط بذلك من نواتج التعليم ومخرجاته.
  6. يركز التصميم التعليمي على دور المتعلم في المقام ةالأول، وضرورة تفاعلة وإشتراكة في تحقيق أقصى درجة من إتقان التعلم.
  7. يساعد التصميم التعليمي في توضيح دور المعلم على أنه مُصمم ومنظم للظروف البيئية ومنفذ ومخرج ومقوم للمواقف التعليمية التي تسهل حدوث عملية التعلم.
  8. دعم تطوير عرض النظم التعليمية المختلفة.
  9. إحداث الانسجام والاتساق بين الأهداف والأنشطة والتقييم.

(سرايا،2007، ص60-61)

ثالثاً: مهارات التصميم:

تعددت مهارات التصميم واختلفت وقد تم ربطها من بعض المختصين بمراحل التصميم نفسه ولتوصيح هذه المهارات سنذكر بإيجاز مراحل التصميم ومهاراته:

  1. مرحلة تحليل المهارات: وتضم المهارات المتعلقة بتحليل البيئة التعليمية المحيطة بالبرنامج المراد تصميمه وتحديد المشكلة وتحلياها، وتحديد الإمكانات البشرية والمادية المتوفرة وغير المتوفرة، والمصادر والمواد التعليمية اللازمة، وكذلك تحديد الإحتياجات المراد تلبيتها عن طريق هذا البرنامج، كما ترتبط هذه المهارات أيضاً بتحديد الأهداف العامة والأجرائية، وتحليل المحتوى التعليمي، مع تحديد الخبرات والمتطلبات السابقة اللازمة لتعليمه، بالإضافة إلى التعرف على خصائص المتعلمين وتحديد مستوى استعداداتهم، وقدراتهم ودافعيتهم واتجاهاتهم.
  2. مرحلة تصميم التعليم وتنظيمه: وهي التي ترتبط بتحديد أفضل المعالجات التعليمية وإختيارها، وكذلك تنظيم أهداف العملية التعليمية، ومحتوى المادة الدراسية واختيار الوسائل التعليمية وأساليب تقويمها بالأضافة إلى وضع الخطط التعليمية على مدار اليوم أو الأسبوع أو الشهر أو الفصل الدراسي ويتم في هذه المرحلة تصميم للبيئة بما تتضمنه من مواد وأجهزة تعليمية ثم إعدادها وتنظيمها بطريقة تساعد المتعلم على السير وفقاً لتحقيق الأهداف المحددة.
  3. مرحلة التطوير والإنتاج: وتتم في هذه المرحلة ترجمة تصميم التعليم إلى مواد تعليمية حقيقية واستراتيجيات تعليمية ووسائل تعليمية ويجب أن تخضع المادة التعليمية عند إنتاجها لعمليات التقويم، لتحديد مدى فاعليتها ومناسبتها للمتعلمين قبل التطبيق الفعلي، ويمكن التجريب المبدئي على عينات صغيرة من الطلاب.
  4. مرحلة تنفيذ التعليم: وفيها يتم التنفيذ الفعلي للبرنامج وبدء التدريس بإستخدام المواد التعليمية التي تم تصميمها، ويتم وضع كافة الكوادر البشرية والمصادر التعليمية، والمعالجة التعليمية بما فيها من طرائق تدريس، واستخدام الوسائل الإدراكية المعرفية لتدعيم التعلم وعمليات التعزيز وإثارة الدافعية والملاحظة وجذب الإنتباه وغير ذلك موضع التنفيذ.
  5. مرحلة إدارة التعليم: وترتبط بالتأكد من سير العملية التعليمية وفق قوانين المؤسسة التعليمية بما يكفل تحقيق الأهداف التعليمية، وضبط المواقف التعليمية داخل وخارج البيئة التعليمية، وكذلك مراقبة النظام وضبط وتعديل السلوك المشاغب، وتأمين كافة الوسائل والأدوات التعليمية.
  6. مرحلة تقويم التعليم: وترتبط بالحكم على مدى تعلم الطالب وتحقيقه للأهداف التعليمية في مجالاتها الثلاثة (المعرفية – المهارية – الوجدانية) وتقويم عناصر ومكونات العملية التعليمية ككل، ويرتبط ذلك أيضاً بتصميم وتنفيذ أنماط مختلفة من الاختبارات والمقاييس في أوقاتها المناسبة، وتحديد الصعوبات التي واجهت العملية التعليمية، ومحاولة التغلب عليها وعلاجها، ثم تطوير النموذج المستخدم وفق التغدية الراجعة الإثرائية والعلاجية.

(سرايا،2007، ص57-59)

رابعاً: المشاركون في عملية تصميم التدريس:

إن هناك أربعة أدوار رئيسة لعملية التخطيط التدريسي هي:

  1. مصمم التدريس:

هو الشخص الذي يعنى بتنفيذ وتنسيق خطة العمل، وهو يمتلك القدرة على إدارة كل أوجه عملية تصميم التدريس من خلال رسم الطرائق الاجرائية التعليمية وتصويرها في خرائط.

  1. المدرس:

هو الشخص (أو الفريق) الذي من أجله ومعه وضعت خطة التدريس، وهو الذي لديه الاحاطة الكاملة عن المتعلم الذي يراد تعليمه، ولديه معرفة بانشطة واجراءات التعليم، ومتطلبات برنامج التدريس بالتعاون مع المصمم التدريسي ليكون قادراً على تنفيذ التفاصيل لعدد كبير من عناصر التخطيط وقادراً على تجريب خطة التدريس المطورة.

  1. إختصاصي الموضوع:

هو الشخص المؤهل الذي يستطيع تقديم المعلومات والمصادر المتعلقة بالمواضيع المتخصصة والمجالات المتعلقة التي سيصمم لها التدريس، وهو المسؤول عن دقة المحتوى المتضمن في الانشطة والمواد والاختبارات المرتبطة به.

  1. المقوم:

هو الشخص المؤهل لمساعدة أعضاء هيئة التدريس في تطوير أدوات تقويم مناسبة لاجراء اختبارات قبلية، وتقويم تعلم الطلبة(اختبارات بعدية)، وهـو المسـؤول عـن عـمليــة

جمع البيانات وتفسيرها خلال تجريب البرنامج لتقدير مدى فاعليته وكفايته عندما ينفذ بالكامل وفق الظروف العادية. إضافة إلى أنه يقوم البرامج والتصاميم التدريسية ويحكم على جودتها على جودتها وفعاليتها.

(قطامي وآخرون،2008، ص144-145)

 

 

المصادر:

  1. الحموز، محمد عواد، تصميم التدريس، ط1، دار وائل للنشر والتوزيع، عمّان الأردن،2004م.
  2. سرايا، عادل، التصميم التعليمي والتعلم ذو المعنى رؤية إبستمولوجية تطبيقية في ضوء نظرية تجهيز المعلومات بالذاكرة البشرية، ط2، دار وائل للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن، 2007م.
  3. سلامة، عبد الحافظ، أساسيات في تصميم التدريس، ط1، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن، 2001م.
  4. قطامي وآخرون، تصميم التدريس، ط3، دار الفكر ناشرون وموزعون، عمّان، الأردن،2008م.