كثيرا ما نشعر بالعصبية والغثيان في بعض المواقف الاجتماعية نتيجة تفاعلنا مع افراد يفتقدون الى بعض السمات الشخصية الناضجة أو تلك التي تدل على فقدان ضبط الذات والاتزان والذكاء الانفعالي ، ويمكن القول ان احد المواقف التي قد نصاب بها بسوء الحظ هو ان نصادف فردا لحوحا (لجوجا) ، لان الافراد اللحوحين يتصفون ببعض السمات الشخصية المثيرة للهم والتوتر والقلق واثارة الكثير من المشكلات للذات والاخرين ، مثال ذلك الرغبة الملحة على الاخرين في تنفيذ طلباتهم اليومية ، وعدم الصبر ، وفقدان السيطرة على الذات عند انتظار مكافأة ما او شخص معين ، وعدم قبول الاعذار ، وعدم تحمل الألم والعقوبات والمواقف الصعبة ؛ لذلك يتجنب الناس هذا النوع من الشخصية لأنه نمط حياتي متعب ، ومن الصعب التكيف ، فالإلحاح بحد ذاته يعد من الاحداث الضاغطة على الاخرين .
ويعرف علماء النفس سمة الالحاح بانها تنظيم معرفي وجداني ينتج عنه مجموعة من السلوكيات الحثيثة والمستمرة التي تهدف الى اشباع رغبات الفرد بصورة شديدة وبأية وسيلة ممكنة . إذ ان الافراد اللحوحين دائما ما يصرون على الاخرين في اشباع حاجاتهم من دون قبول أية اعذار أو مبررات أو تقدير للظروف الخارجية التي تحيط بموقف الاشباع ، فكل الذي ينشغلون به تحقيق رغابتهم الخاصة حتى يشعروا بالراحة والطمأنينة والتخلص من مشاعر التوتر لديهم .
ويرجع علماء النفس هذا النوع من السلوك الى المواقف المقلقة التي تعرض لها الافراد اثناء تطورهم النفسي واشباع حاجاتهم الاساسية ، إذ ان هذه المواقف اثارة لدى هؤلاء في وقت سابق مشاعر من الخوف والحرمان لفترة طويلة من الزمن لدرجة اصبحوا فيها لا يثقون او يأتمنون بقدرة الظروف الحالية على اشباع حاجاتهم ، مما ادى ذلك الى ان يصبح السلوك الالحاحي اسلوب حياتي ووسيلة دفاعية وتوافقية وتوكيدية يلبي من خلاله اللحوحين رغباتهم الخاصة.
وهذا ما أكدته الدراسات النفسية السابقة ، إذ وجدت دراسة Cyders & Smith,2008 ان هناك علاقة ارتباطية بين الالحاح المستمر والشعور السابق بالحرمان ، كذلك وجدت دراسة Guillot et,al,2014 ان هناك علاقة ايجابية بين الالحاح والقلق وفقدان الشعور بالامن ، فضلا عن ذلك وجدت دراسة Fischer et.al ,2012 ان السلوك الالحاحي يظهر كعرض يشترك في الكثير من الاضطرابات النفسية كالتعاطي والوسواس القهري والعدوان وقلق المستقبل والاتكالية على الاخرين وفقدان الثقة بالنفس وقلق المستقبل واحد المكونات الرئيسة للنمط A في الشخصية.
والآن عزيزي اختبر نفسك هل انت شخص لحوح : امامك مجموعة من الاسئلة ،اجب عليها وفق ثلاث خيارات (دائما،احيانا،نادرا) :
– اشعر برغبة شديدة في اجتياز مجموعة الناس عندما اقف خلفهم في صف الانتظار.
– اذا اراد الفرد الحصول على طلباته الخاصة يجب ان يؤكد على الاخربن باستمرار.
– . اشعر بالتوتر والقلق الشديد عندما تؤجل رغباتي الى وقت اخر.
– اجد ان الالحاح وسيلة مفيدة لتحقيق رغباتي عند مراجعة الموظفين.
– ليس لدي ثقة بان الاخرين سيلبون حاجاتي اذا لم اؤكد عليهم في كل وقت.
– من الصعب علي قبول اعذار اصدقائي اذا ما نسوا بعض حاجاتي المهمة .
– اشعر بصعوبة في منع نفسي حول التأكيد المستمر من الاخرين في تلبي حاجاتي.
بعد الاجابة اعطي الخيار دائما(3) درجة ،واحيانا(2) درجة ،ونادرا (1)درجة ، اذا حصلت من 7-13 درجة فانك قليل الالحاح ، بينما اذا حصلت من 14-21درجة فانك تميل الى ان تكون شخصا لحوحا
لمزيد من المعلومات حول الموضوع يرجى مراجعة الرابط التالي :
أعرف نفسك : هل انت شخص لحوح؟؟؟ : سلسلة شخصيات في حياتنا اليومية : عمود سيكولوجي يهتم…