أنموذج والتر ميشيل:
قدم العالم النمساوي والتر ميشيل نموذج تأجيل الإشباع من نظرية الام النظرية المعرفية الاجتماعية في الشخصيــة , تم اقتراح هيكلية من نظــام مزدوج من اجــل فهــم العمليات التي تمكن من السيطرة على الذات او”قوة الإرادة” والذي يتمثــــل في نمـــوذج تأجيل الإشباع (metcalfe,mischel,1999,3). يشير الاقتراح بما ان الإنسان قـــادر على الاندفاع فانه قادر على التحكم والتروي وعلى هذا الأساس اقترح والتــــــر ميشيــــل نموذج يميز بين نظام هادئ“cool“ونظام ساخن “hot“ النظام الهادئ يوجه المعرفة “know” والثاني يوجه للفعــــل او التحرك Go”” , ويرتبـــط النظام الهادئ بالتعــرف علـــى المثير وبناء منطق وخطة وسلوك استراتيجي ويمكن ان نعتبره معرفيــــــآ اكـــــــــثر منـــــــــــه وجدانيآ ومركبآ اكثر منه بسيطآ وتأمليآ اكثر من ردة فعل. أما الـــــنظام الســـــاخن فهــــو نظام وجدانيآ يختص بالاستجابات السريعة للمنبهــــات القويـــــة المثـــيرة للانفعــــال والتـــي تسدعي اللذة ويظهر النظام الســـاخن في الاستجــابــات الاندفاعيـــة للمثيـــــرات الجنسيــــة وغيرها من المثيرات التي تستثير الشهية فإذا ما أستثير النظام الساخن فإنه يستدعي فعلا سريعا وبهذا فأن النظام الساخن نظام تحكمه المثيرات( mischel ,shoda, 1995 ,261 ) .
ويعد إدراك الفرد لإبعاد الهدف المنشود تحقيقه مـــن الاستراتيجيــــات المهمـــة فـــــي تحقيق التوازن لهذين النظامين والسيطرة عليهما من خلال العمليـــــات المعرفيـــــة التــــــي تعمل على تحديد الأنشطة المتصلة بالأهداف طويلـــــــة المـــدى مقارنـــــة مــــع الأهــــداف قصيرة المدى ولذا فأن أحدى الوظائف ذات الصلة بتأجيـــل الإشبــــــاع تنظيـــــــم وضــــــع الهدف حيث يعمل على تسهيل المفاضلة بين الأهـداف الفوريـــة المتوافـــــرة لكنــــها ذات قـيمة ادنـى مـن الأهـداف طويلـة المـدى وذات قـيمـة مرتفـعة .
(2011,85 .( Vows , Baumeister,
وجاءت معظم البحوث حول تأجيل الإشباع من أعمال ميشيل ورفاقه حيث اقترحوا ان تأجيل الإشباع يحدث عندما يحاول الإفراد تأجيل أشباعات فورية قليلة القيمة من اجــل تحقيــق أهــــداف ذات قيمــــة أعلــى على المــــدى البعيـــد (mischel,1996,24).
بدأ فهم عملية القدرة على تأجيل الإشباع من خلال سلسلة من الدراســـات النفسيـــــة التجريبية للعالم والتر ميشيل في الستينيات أجريـــت حول قــــدرة الأطفال على تأجيـــل الإشباع وهي خاصية ضرورية للسلوك الفعال على مـدى الحياة وتـعـــــرف التجـــارب بتجارب المارشميلوmarshmallow experiences والمارشيملو نوع من الحلوى الشعبية الامريكية ( mischel,2014,2) . وأجريت الدراسة على أطفال الحضانة
في حرم جامعة ستانفورد, وكانت عينة البحث من أبناء هيئة التدريس و أبناء بعض طلاب الدراسات العليا. تقوم التجربة على ان يعرض على الطفل قطعة من الحلــــــــوى في موقف محير وعليه ان يختار : اما ان يحصلوا على قطعة من واحده من الحلوى بوقت أقل او الانتظار فترة من الوقت من (15-20) دقيقة ويحصـــل على قطعتيـــــــــن من الحلوى. وكان الهدف من هذه التجربة تمييز الأطفال الذين يستطيعون ان يؤجلوا إشباعهم , وكانـــت هذه التجـــربـــة المدخل لدراســـة القـــدرة علـــى تأجيــــل الإشباع
(Forstmeier , 2011,3-4) .
وبعد التجربة أجريت دراســـــة طوليــــة لمعرفـــــة القــــوة التشخيصية للتجربـــة امــتـــدت مـــــن(12–14) سنــــه وكانــــت النتائــــج تشيـــر الـــــى ان الاختــلاف بيـــن الأطفال الذيـــن تـــحـــكمـــــوا فــــــــي الموقــــــــف وبيـــــن الذيــــــن انـــدفعــــوا للحلــــوى فـــي النواحـــــــــي الاجتماعيــــة والانفعالية والأكاديمية والشخصية واضحة , فكان الأطفال الذيـــن قاومـــــــوا الإغراء في سن المراهقة أكثر كفاءة من الناحية الاجتماعية وأكثر فاعلية مــن الناحية الشخصيـــة وكانوا متفوقيــــن دراسيــــآ وأكــثر كفــــاءة اكاديميـــآ وأكثـــر قــــدرة علـــــى مواجهــــة الإحبــــاط ومؤكدين لذواتهم بدرجة أكبر ومعتمديـــــن على أنفســـهم وواثقيـــــن من ذواتهــــم ويعتقدون أنهم يمكن الاعتماد عليهم وسيكونون قادرين على تأجيـــل الإشباع فــــي سبيـــل تحقيـــق أهدافهم (Mischel, Ayduk , 2010, 84-85) .
أما الأطفال الذين لم يقاوموا الإغراء فكانوا أكثر تورطآ في المشاكل السيكولوجية
وكانوا أكثر خجلآ في المواقف الاجتماعية واقل ثقة في ذواتهــــم ويمتازون بسرعــة ردة الفعل بمزاج حاد وبد ذلك فهم بعد كل هذه السنوات الطويلة مازالوا غير قادرين علــــى تأجيل إشباعاتهم. والأكثر دهشة بعد تقييمات الآباء بعد إكمال الدراســة الثانويــــة لهــــم اتضح أن الأطفال الذيـــن قامـــــوا بتأجـــيـــل الإشبـــــــاع كانـــــوا أكــــثر كفـــــاءة مـــــن الناحيــــة الأكاديمية واكثر أستخدامآ للعقل والقدرة على التركيز والتخطــــــــيط والأكثر أثــــارة أنهــــم حصلوا على درجة أعلى بشكل كبيـر جــــــدآ على اختبارات التحصيــــل المقننــــة(SAT)
فقد حصل الأطفال المؤجلين لاشباعهم على اختبار الجوانب اللغوية على متوسط بلـــغ 610 وفي الجوانب الكمية على متوسط بلغ 652أما الأطفال المتسرعين فحصلوا في الجوانب الكمية على متوسط 524 والجوانب اللغويــة حصـــلوا علــــى 528 أي بفــــارق بلغ 210 نقطة ولصالح الأطفال الذين قاموا بتأجيل الإشباع.
(الاعسر, كفافي , 2000 ,271-272).
وأشارت نتائج الدراســات فـــي نفـــس الموضــوع الى ان الأطفال يستطيعــــون ان يحولـــوا موقف تأجيل الإشباع عقليآ مما يساعدهم على تحقيق الهدف فقد أدى تفكير الأطفال في الجانب السار من المكافأة (نظام ساخن – hot) وهــــو ان الحلوى لها مذاق رائـع ورائحة شهية أدى هذا التفكير بالأطفال الى الانتــــظار مــــن بضع ثواني الـــــى خمـــس دقائق فقط ، في حين ان الأطفال الذين فكروا في الجانب المجرد من المكافأة ( نظام هادئ – cool ) أي ان الحلوى مثلها مـثل أي شـــئ أخر كالأشــجار والمباني إلــــــــى اطالة زمن الانتظار من (15-20) دقيقة . ومن هذا يتبين ان اختلاف تمثيل الطفــل للمثير أثناء فترة الانتظار غير من تأثيره على الطفل ومكنه من مقاومة المثير وبالتـالي تمكن من التحكم في الاغراء في سبيل الحصول على أفضل ( Mischel,& Mendoza-Denton , 2003, 346 ).
انموذج والتر ميشل في تاجيل الاشباع مصدر المقالة
لمزيد من المعلومات حول الموضوع يرجى مراجعة الرابط التالي :