بعد الاهتمام الكبير الذي شهده علم النفس في دراسة امزجة الافراد وسماتهم الشخصية ، ظهرت نماذج ونظريات نفسية عديدة اختزلت البناء النفسي للإنسان وفسرته في ضوء مجموعة من العوامل النفسية ، مثل نظرية العوامل الستة عشر لريموند كاتل ، ونموذج ايزنك الثلاثي Eysenck’s PEN-Model (العصابية ، الذهانية ، الانبساطية) ، واخيرا نموذج العوامل الخمسة Five-Factor Model لكوستا وماكري Costa and McCrae (1992) (العصابية ، الانبساط ، الانفتاح على الخبرة ، الضمير ، والطيبة) .
ورغم اتسام هذه العوامل بالعمومية والصدق والثبات السيكولوجي إلا ان علماء النفس لم يتوقفوا في البحث عن عوامل اخرى تكون أكثر ثباتا في تفسير الشخصية الإنسانية ، وهذا ما دفع روبرت كلونينجر Cloninger,1987 الى اقتراح نموذج يتضمن اربعة ابعاد في المزاج وثلاثة ابعاد في الشخصية ، تتمثل الامزجة بالسعي نحو الجدة (NS) novelty seeking ، وتجنب الالم (HA) harm avoidance ، والاعتماد على المكافأة (RD) reward dependence ، والمثابرة (PS) persistence في حين تتمثل ابعاد الشخصية بالتوجيه الذاتي Self-Directedness (SD)، والتعاون Cooperativeness (CO)، والسمو الذاتي Self-Transcendence (ST) .
• فرضيات النظرية :
ينطلق كلونينجر في نموذجه الجديد عبر مجموعة من الفرضيات الاساسية ، هذه الفرضيات هي:
1. ان كل فرد يمتلك مزاجا وبعدا شخصيا مميزا يعطيه كيانا شخصيا متفردا عن الاخرين.
2. ان للسعي نحو الجدة وتجنب الالم والاعتماد على المكافأة اساسا وراثيا وارتباطا عصبيا في دماغ الافراد .
3. تتأثر امزجة الافراد وسماتهم الشخصية بالطريقة التي ينشؤون ويتربون فيها.
4. يتكون كل مزاج من مجموعة من السمات الشخصية التي تحدد سلوك الافراد وكيفية ادراكهم وتفاعلهم مع المحيط الاجتماعي .
5. ان الامزجة (السابقة) لها علاقة بالاستعداد للإصابة بالاضطراب النفسي ، اذا يرتبط تجنب الضرر بالاستعداد للإصابة بالاكتئاب والقلق المرضي ، ويرتبط السعي نحو الجدة بالاكتئاب ثنائي القطب والهوس من النوع البسيط.
6. ان هذه الامزجة والابعاد الشخصية لها علاقة بقدرة الفرد على تنشيط سلوكياته وكبح رغباته ونزواته الخاصة.
7. ترتبط امزجة الشخصية بالانفعالات الاساسية ، إذ يرتبط تجنب الضرر بالخوف ، ويرتبط السعي نحو الجدة بالغضب ، ويرتبط الاعتماد على المكافأة بالحب ، وترتبط المثابرة بالعناد.
8. ترتبط الامزجة السابقة بالأمزجة القديمة في الشخصية ، إذ يرتبط تجنب الاذى بالمزاج السوداوي ، ويرتبط السعي نحو الجدة بالمزاج الصفراوي ، ويرتبط الاعتماد على المكافأة بالمزاج الدموي ، وترتبط المثابرة بالمزاج البلغمي .
• الامزجة الاساسية:
يرى كلونينجر ان كل مزاج او بعد معين في الشخصية يتكون من خصائص فرعية وسمات شخصية متنوعة ، وهي كالاتي:
اولا. السعي نحو الجدة Novelty seeking (NS) ، يتكون من الاثارة الاستكشافية Exploratory excitability (NS1) ، والاندفاع Impulsiveness (NS2) ، والمبالغة Extravagance (NS3) ، والفوضى Disorderliness (NS4):
يميل الافراد الأفراد الذين يسجلون درجات مرتفعة على هذا المزاج الى الاتسام بسرعة التحمس، والانفعال، والاستكشاف، والفضول، وسرعة الاثارة ، والاندفاع، وسرعة الملل ، والفوضى ، لذا فمن مزايا هذا المزاج الرغبة العالية في المشاركة بالأعمال الجماعية والتحمس نحو معرفة ما هو جديد وغير مألوف والرغبة في الابتكار وحب المعرفة ، ورغم هذه المميزات الا اننا نجد ان الافراد الساعين نحو الجدة يتسمون بالغضب المفرط ، والتهور والاندفاع عندما تحبط رغباتهم ، مما يؤدي ذلك إلى اضطراب علاقاتهم الاجتماعية وعدم الاتزان في الجهود المبذولة في العمل الجماعي .اما الافراد الذين يسجلون درجات منخفضة على هذا البعد فانهم يستمون بالرتابة ، وقلة النشاط ، وعدم المبالاة ، والبرود ، والتحفظ ، والالتزام الدقيق بالنظام والروتين .
ثانيا . تجنب الاذى Harm avoidance (HA) ، يتكون من الخوف الترقبي Anticipatory worry (HA1)، والخوف من عدم اليقين Fear of uncertainty (HA2)، والحياء Shyness (HA3)، والاعياء Fatigability (HA4):
يميل الأفراد الذين يسجلون درجات مرتفعة على هذا المزاج بالحذر، والخوف، والتوتر، والتوجس، والعصبية، والخجل، والشك ، والإحباط، وانعدام الامن، والسلبية، والتشاؤم ـ وتظهر هذه السمات حتى في المواقف التي لا تبعث على القلق عادة لدى الافراد الاخرين ، لذا يميل الافراد الذين يتجنبون الاذى إلى أن يكونوا حساسين وخجولين في معظم المواقف الاجتماعية، ويشعرون بالتعب وانخفاض الطاقة البدنية والعقلية ، لذلك يحتاجون إلى مزيد من الطمأنينة والتشجيع في المواقف الاجتماعية ، وتجنب نقدهم وعقابهم بدرجة كبيرة . ورغم ذلك فان للافراد في هذا المزاج مزايا عدة ، ومنها الرعاية ، وعدم الاندفاع ، والحذر عند توقع خطر محتمل، الأمر الذي يجعلهم يتسمون بدقة التخطيط والتفكير عند الازمات والمصائب. اما الأفراد الذين يحصلون على درجات منخفضة على هذا المزاج فيتسمون بالميل إلى الشعور بالراحة، والاسترخاء، والجرأة، والشجاعة، والتفاؤل حتى في الحالات التي تقلق معظم الناس ، لذلك يتسمون بالصلابة والثقة في معظم المواقف الاجتماعية ، فضلا عن ارتفاع همتهم وقوتهم ومستوى نشاطهم وعزيمتهم ، ورغم ذلك فانهم يكونون في بعض المواقف متهورين ومندفعين وغير متأكدين من المواقف التي يقدمون عليها.
ثالثا . الاعتماد على المكافأة Reward dependence (RD) : يتكون من الميل العاطفي (الافراط العاطفي) Sentimentality (RD1)، والانفتاح للتواصل الدافئ Openness to warm communication (RD2)، والتعلق Attachment (RD3)، والاتكالية Dependence (RD4) :
يميلون الافراد الذين يسجلون درجات مرتفعة على هذا المزاج الى ان يكونوا طيبي القلب ، ومحبين ، وحساسين ، ودافئين ، ومخلصين ، وتابعين ، واجتماعيين ، لذا يسعى هؤلاء نحو التواصل الاجتماعي وعقد الصداقات والانفتاح على الاخرين ، وبهذا الصدد نجد ان مميزات هذا البعد الحساسية نحو المنبهات الاجتماعية ، وسهولة تكوين العلاقات الجيدة ، وفهم مشاعر الاخرين إلا ان من عيوبهم سهولة التأثر بأفكار الناس وانفعالاتهم والخضوع والتحيز لهم وخسارة الكثير من المميزات والفوائد لصالح الاخرين ، في حين يوصف الأفراد الذين يسجلون درجات متدنية على هذا المزاج بالعمليين ، والجمود العقلي ، والبرود، والحساسية الاجتماعية ، ويفضلون العمل بمفردهم وبصورة مستقلة ، ومن النادر ان ينفتحوا اجتماعيا على الاخرين ، لأنهم يحافظون على مسافة بينهم وبين زملائهم في العمل ، ويواجهون صعوبة في ايجاد شيء مشترك معهم .
رابعا .المثابرة Persistence ، تتكون من التحمس للجهد Eagerness of effort (PS1) ، وصلابة العمل Work hardened (PS2)، والطموح Ambitious (PS3)، والكمال Perfectionist (PS4) :
يميل الأفراد الذين يسجلون درجات مرتفعة على هذا المزاج الى ان يكونوا دؤوبين ، ويعملون بجد، ومجتهدين، وذو عزيمة قوية على الرغم من الإحباط والتعب الذين يشعرون به، إذ يركز هؤلاء جهودهم على المكافأة التي يتوقعون الحصول عليها ، ويظهرون استعدادا عالٍ للتطوع عندما يكلفون ببعض المهمات والواجبات الاسرية والمدرسية والمهنية ، فهم من النوع المبادر للقيام بأي واجب ما ، ويميلون الى اعتبار الإحباط والتعب كتحدي شخصي لهم ، لذلك من النادر ان يصاب هؤلاء بالكسل او الاستسلام بسهولة للظروف الصعبة ، وانما يحفزون انفسهم وطاقاتهم عندما يتعرضون للأخطاء او يوجه لهم الانتقاد ، وبذلك نجدهم حريصون على اتقان عملهم ويتجنبون الوقوع في الخطأ ، فهم طموحين ولديهم الاستعداد لتقديم التضحيات الكبيرة من اجل تحقيق واجباتهم واهدافهم الخاصة والنجاح.
أما الافراد الذين يسجلون درجات منخفضة على هذا المزاج فيتسمون بالكسل وقلة النشاط والبطء في العمل ، وعدم انجاز الاعمال التي يبدؤون بها ، لأنهم لا يثقون بإمكانياتهم وقدراتهم ،وغالبا ما يستسلمون بسرعة وسهولة عندما يواجهون بعض العقبات والمواقف المحبطة او عندما يتعرضون للنقد والتعب ، فضلا عن ذلك يتسم هؤلاء بقلة الاصرار وعدم الرضا عن منجزاتهم الحالية ، ونادرا ما يسعون الى تحقيق نتائج اكبر وافضل ، إذ يتسم الافراد غير المثابرين بعدم الاستقرار وكثرة الاخطاء في العمل ، وتدني الرغبة في توجيه جهودهم نحو الحصول على المكافآت المادية والمعنوية ذات الآجل الطويل مقابل اظهار بعض النشاط وانجاز الواجبات اذا حصلوا على مكافآت آنية .
• ابعاد الشخصية :
اولا. التوجيه الذاتي :
يتصف الافراد الذين يسجلون درجات مرتفعة على هذا البعد بمجموعة من السمات الرئيسة ، مثل المسؤولية ، وتحمل نتيجة خياراتهم وافعالهم الخاصة ، وعدم التردد عند الاقدام على القيام بمهمة معينة ، واتسامهم بالثقة والايمان بقدراتهم وامكانياتهم الخاصة ، والعزيمة عند التوجه نحو تحقيق اهدافهم الخاصة ، لذلك نجدهم يمتلكون رؤى وخطوات واضحة حول كيفية تحقيق اهدافهم وطموحاتهم الشخصية ، وتأجيل حاجاتهم الخاصة في سبيل تحقيق هذه الاهداف ، فضلا عن ذلك يتسم الافراد ذوي التوجيه الذاتي المرتفع بسعة الحيلة ، إذ يتميزون بالفطنة والانتاجية واليقظة العقلية في حل المشكلات وابتكار الاشياء الجديدة ، والسعي المستمر نحو تحسين انفسهم ، والتغلب على جوانب النقص لديهم من خلال التدريب وبذل المزيد من الجهد .
في حين يُظهر الافراد الذين يسجلون درجات منخفضة على هذا البعد عدم تحمل المسؤولية والقاء الفشل واللوم على الاخرين والمواقف الخارجية ، إذ يرون ان سبب الاخطاء التي يقعون فيها خارجة عن ارادتهم وسيطرتهم الذاتية وليس نتيجة عجزهم او كسلهم ، لذلك يكونون غير جديرين بالثقة والمسؤولية ، ولا يتسمون بالعزيمة والسعي المتواصل نحو تحقيق طموحاتهم ، ويفتقدون القدرة على تأجيل اشباع حاجاتهم الخاصة من اجل تحقيق الاهداف والمشاريع المرغوبة ، فضلا عن ذلك يتسم هؤلاء بقلة الحيلة والثقة بحل مشكلاتهم ، ويعانون من الجمود المعرفي وتدني الكفاءة عند مواجهة العقبات والمواقف الضاغطة ، وهذا ما يجعلهم يشعرون بالاكتئاب وتدني احترام الذات وعدم الرضا عنها .
ثانيا . التعاون :
يميل الافراد الذين يسجلون درجات مرتفعة على بعد التعاون بالتوحد مع الاخرين والاستعداد للعمل معهم وقبول الاختلافات والفروق لديهم ، إذ يمتاز هؤلاء بالرحمة والتعاطف والتسامح والاستمتاع والرضا عند خدمة الاخرين ، واحترام حاجاتهم ورغباتهم واتجاهاتهم قدر المستطاع ، فضلا عن ذلك يتسم اصحاب هذا البعد بالقيم والمبادئ العليا والايثار ، كذلك يظهرون رغبة في التخفيف عن معاناة الاخرين واحترام قيمهم وافكارهم ، لذلك يكونون من النوع المشجع والداعم للآخرين ، والمحبين لعمل الخير والمساهمة في تقديم التبرعات والمعونات المادية والمعنوية .
في حين يميل الافراد الذين يسجلون درجات منخفضة على هذا البعد بعدم التسامح وعدم الرغبة بالعمل مع الاخرين ، وفقدان الحساسية لفهم حاجات الافراد ومشاعرهم وعدم مراعاة حقوق الناس ، ويكونون غير متعاونين ويفتقدون لمشاعر الشفقة والرحمة والمبادئ الاخلاقية ، لذلك نجد ان الافراد المتعصبين والعدائيين يسجلون درجات منخفضة على هذا البعد ، فهذا النوع من الشخصية لا يراعي مشاعر الناس ورغباتهم ولا يحترمون افكارهم وحريتهم في التعبير ، و أنما يتسم بالأنانية والتحيز والخداع والاهتمام بالأرباح وتفضيل المصالح الخاصة ، وفقدان الرغبة بمساعدة الاخرين والميل الى الانتقام والحقد ومعاملة الاخرين معاملة سيئة.
ثالثا. السمو الذاتي :
يميل الافراد الذين يسجلون درجات مرتفعة على هذا البعد بالتواضع ونكران الذات والسمو الروحي والحكمة والصبر ، ويبدون رغبة كبيرة بالتسامح وتحمل الغموض وعدم اليقين وقبول الذات وشكر النعم التي يمتلكونها والنجاحات التي حققوها ، كذلك يظهر الافراد في هذا البعد القدرة على تحمل الصعاب وفكرة الموت والرضا عن الذات عند التقدم بالسن ، إذ يمتازون بالقدرة على العفو والمغفرة والتعاطف مع الاخرين ، ورغم ذلك فان اهم سمة تظهر لدى الافراد على هذا البعد الميل الى تجاوز حالة الوعي بالزمان والمكان عند الانشغال بموضوع معين ، ويطلق على هذه الحالة بالتدفق او تجارب الذروة ، التي تجعلهم يخبرون تجارب عميقة بالأشياء التي يفضلونها كالخبرة العميقة بالفن والجمال والفلسفة والدين ، لذلك تكون علاقتهم عميقة بالطبيعة والكون والله ، ويشعرون بالارتياح عند تجربة الظواهر الروحية ، ويبدون استعدادا عالٍ للتضحية بالذات من اجل جعل العالم مكانا افضل .
في حين يتسم الافراد الذين يسجلون درجات متدنية على هذا البعد بالتعالي والتفاخر بالذات والجحود ، إذ هم اقرب للإصابة باضطراب الشخصية النرجسية التي تعاني من حب الذات وتفضيلها على الاخرين ، لذا يعاني هؤلاء من فقدان المرونة النفسية عند مواجهة المواقف التي تتطلب التعاون مع الاخرين ، ويظهرون سوء التكيف عن التعامل مع الصعاب وتحمل المواقف الغامضة ، فضلا عن ذلك يؤمن الافراد المتعالين ذاتيا بالأشياء المادية والتنافس وتدني مستوى الابتكار ، ويواجهون صعوبة في تقبل فكرة الموت والفناء وغياب العلاقة الروحية والعميقة بالأشياء التي يفضلون القيام بها ؛ وبما ان هؤلاء يفضلون الانشغال المادي بالعمل ، ونادرا ما يظهرون استعدادا روحيا لتقديم التضحيات من اجل جعل العالم مكانا افضل فانهم يشعرون بالمعاناة كلما تقدموا بالسن ، إذ يبتعدون عن العلاقات الروحية ، ولا يعتقدون بالأشياء الغيبية والغير مدركة ، ويفضلون التركيز على المزايا المادية والموضوعية البحتة ويؤمنون بالمادة والتجريب فقط ، ولا يرضون بأي شيء يمكن تفسيرها بطريقة غير علمية
• علاقة التراكيب المزاجية بالعوامل البيولوجية والمتغيرات النفسية :
يؤكد كلونينجر Cloninger ان الامزجة الاربعة في نظريته وراثية ، وتظهر في وقت مبكر من عملية النمو النفسي ، كذلك يرى ان لهذه الامزجة اساس عصبي في شخصية الافراد ، إذ يرتبط السعي نحو الجدة وتجنب الاذى واعتماد المكافأة بانخفاض النشاط القاعدي للدوبامين وارتفاع هرمون السيروتونين وانخفاض النشاط القاعدي للنورادرينالين ، فضلا عن ذلك يقترح Cloninger ان حالة الشعور بالرفاهية وطيب الحال النفسي تعتمد على تطوير الجوانب المختلفة لهذه الامزجة (السعي نحو الجدة وتجنب الاذى واعتماد المكافأة والمثابرة) ، إذ وجد (Cloninger, & Zohar ,2011) علاقة ارتباطية مرتفعة بين هذه الامزجة والاستقلالية ومعنى الحياة والتعاون والعلاقات الايجابية مع الاخرين والنمو وتحقيق الذات، فضلا عن ذلك وجد ان هذه الابعاد من الامزجة ترتبط بطيب الحال الشخصي والصحة البدنية الجيدة وببعض المتغيرات الشخصية التي تساهم في سعادة الفرد كالرضا عن الحياة والانجاز والسمو الذاتي والمشاعر الايجابية والدعم الاجتماعي في حين ترتبط بدرجة سالبة مع القلق والاكتئاب والغضب .
• علاقة امزجة وابعاد الشخصية بالعوامل الخمسة الكبرى :
اثبت كلونينجر صحة امزجته وابعاده الشخصية في ضوء علاقتها بالعوامل الخمسة الكبرى في الشخصية ، إذ وجد :
– إن تجنب الضرر يرتبط ايجابيا مع العصابية ، وعكسيا مع الانبساط.
– إن السعي نحو الجدة يرتبط ايجابيا مع الانبساط ، وايجابيا بدرجة معتدلة مع الانفتاح على الخبرة ، وعكسيا مع حيوية الضمير .
– إن هناك علاقة ايجابية مرتفعة بين المثابرة وحيوية الضمير .
– إن الاعتماد على المكافأة يرتبط ايجابيا مع الانبساط ، وايجابيا بدرجة معتدلة مع الانفتاح على الخبرة .
– إن هناك علاقة ايجابية مرتفعة بين التعاون والمقبولية .
– إن التوجه الذاتي يترتبط عكسيا مع العصابية ، وايجابيا مع حيوية الضمير .
– إن السمو الذاتي يرتبط ايجابيا مع الانفتاح على الخبرة ، وايجابيا بدرجة معتدلة مع الانبساط.
كذلك كلونينجر ان هناك علاقة بين امزجته الشخصية وبعض السمات التي حددها ايزنك Eysenck وزوكرمان Zuckerman في الشخصية ، إذ وجد ان هناك علاقة ايجابية بين السعي نحو الجدة والسعي المندفع نحو الاحساس ، وتوصل كلونينجر وزوكرمان ان تجنب الاذى يتكون من بعد متصل ، يشكل الانطواء العصابي احد اطرافه في حين يشكل الانبساط الطرف الاخر ، كذلك وجد علاقة بين امزجته وابعاد زوكرمان في الشخصية، إذ توصل الى وجود علاقة ايجابية بين المثابرة والنشاط ، وعلاقة ارتباطية سالبة بين المثابرة والعصابية ، وعلاقة ارتباطية سالبة بين التعاون والعصابية ومقياس العدائية –الكراهية .
• قائمة الجرد الخاصة بالمزاج والابعاد الشخصية لكلونينجر :
وضع روبرت كلونينجر عام 1993 مقياس باللغة الانجليزية يتكون من 236 فقرة مصممة لقياس الامزجة والابعاد الخاصة بنظريته ، يستجيب في ضوئها المفحوصين وفق بديلين (صحيح) و(خاطئ) ، وتتوزع فقرات مقياس كلونينجر في الشخصية وفق الآتي :
– السعي نحو الجدة : 40 فقرة.
– تجنب الاذى : 35 فقرة.
-الاعتماد على المكافأة : 34 فقرة.
– المثابرة : 8 فقرة .
– توجيه الذات : 44 فقرة .
– التعاون : 42 فقرة.
– السمو الذاتي : 33 فقرة.
ويتسم هذا المقياس بالصدق والثبات ، إذ يتراوح ثبات العوامل الخاصة بالأمزجة من 0,62 الى 0,85 في حين يتراوح ثبات الابعاد الشخصية من 0,76 الى 0,79 بطريقة اعادة الاختبار ، ولقائمة جرد كلونينجر العديد من الترجمات والنسخ العالمية مثل النسخة الهولندية والسويدية والفرنسية والالمانية والكورية واليابانية والبرتغالية والصينية والفنلندية والاسبانية والتشيكية والايطالية .
• نقد النظرية :
ان اهم الانتقادات التي وجهت لنظرية كلونينجر في الشخصية انها تختزل جميع الافراد في مجموعة قليلة من الامزجة والابعاد الشخصية ، وان كلونينجر توصل الى بياناته النظرية في ضوء ميدان علم النفس الوراثي والاعصاب والتقييمات السريرية والدراسات الطويلة ، فضلا عن ذلك ان اكثر المستجيبين الذين طبق عليهم كلونينجر ادواته البحثية كانوا من الراشدين ، وان المقياس الذي صممه غير صالح للتطبيق على الافراد دون سن 17 سنة .
ما بعد العوامل الخمسة الكبرى عوامل كلونينجر السبعة في الشخصية مصدر المقالة
لمزيد من المعلومات حول الموضوع يرجى مراجعة الرابط التالي :
ما بعد العوامل الخمسة الكبرى عوامل كلونينجر السبعة في الشخصية