نظرية التعلم الاجتماعي لـ( باندورا،1977)
( Social Learning Theory for Bandura , 1977 )
بــــــــدأ الاهتمــــام بمفهـــــوم الكفـــــاءة الذاتيـــــة المدركـــــة Perceived Self–Efficacy
على يد العالم البرت باندورا عام 1977 في كتابه (نظرية التعلم الاجتماعي) وحظي في السنوات الاخيره باهتمام كبير من الباحثين في مجالات علم النفس المختلفة لانه يسهم بدرجة كبيره في تفسير سلوك الطلبة (Bandura,1977,191).
وتعد الكفاءة الذاتية المدركة Perceived Self – Efficacy أحد المفاهيم التي قدمها باندورا في سياق عرضه لدور العوامل الاجتماعية والمعرفية في التعلم، وما يحدث فيما بينها من تفاعل حيث يتضمن مفهوم الكفاءة الذاتية المدركة فكرة أن المثيرات الاجتماعية التي نتلقاها من الوسط الذي نعيش فيه تؤثر في شعورنا بالكفاءة عند قيامنا بمهمات تتطلب مهارات معينه وهذا الشعور يسمى بالكفاءة الذاتية المدركة ( العتوم و اخرون ،2005 ، 120 ). وتعتبر الكفاءة الذاتية المدركة مفهومآ مركزيا في نظرية باندورا في التعلم المعرفي الاجتماعي فهي وسيط معرفي للسلوك أذ تحدد طبيعة السلوك الذي يقوم به الفرد ومداه، ومقدار الجهد الذي سيبذله ودرجة المثابرة التي سيبديها في مواجهة المشكلات، والصعوبات التي تعترضه، وتحدد فيما أذا سيدرك المهمة التي يريد الانهماك بها باعتبارها فرصة للتعلم او تهديدآ ( أبو غزال ، 2013 ، 170 ).
وبهذا فإن الكفاءة الذاتية المدركة تجعل الأفراد يختارون المهام التي فيها يستشعرون أنهم أكفاء واثقون ، وفي المقابل يتجنبون المواقف التي يستشعرون أنهم فيها محدودي الكفاءة. كما تلعب الكفاءة الذاتية المدركة دورآ مهما ليس في مجال الاختيار فقط ولكن في تحديد حجم المجهود الذي سيبذل والى متى سيثابر في مواجهة العقبات ، وتوثر أيضا على أنماط التفكير ومن ثم الردود الانفعاليـــــة والسلوكـــــية ( , 550 pajares , 1996 ) .
وان تأكيد باندورا في قدرة الإنسان على التأثر في القوى الخارجية كان جوابآ على النقد الذي وجه الى نظريته من حيث أنها تطرح منظورا متشائما للإنسان كونه ينمذج سلوكه بشكل الي وفقآ للنماذج المطروحة له. غير أن باندورا يرى انه حتى في هذه الحاله فأن الإنسان يقوم باختيار نموذج معين دون النماذج الأخرى ولقد وجه الى نظريته نقد أخر يتعلق بتغيير السلوك بأعتباره شكلا من أشكال السيطرة على الإنسان غير ان باندورا يرى ان مسألة تغيير السلوك نحو الايجاب هي مسألة أنسانية وعلى هذا الاساس يصنف باندورا نفسه على أنه متفائل لاعتقاده بأن الإنسان قادر ولو جزئيآ على خلق بيئته الخاصة به (صالح ،2000 ، 218 ) .
وبهذا نستطيع ان نرى صورة الطبيعة البشرية التي تطرحها نظرية باندورا في الواقع هي نظرية متفائلة وايجابية تركز على إمكانات الفرد وكيفية الاستفادة منها في مجالات الحياة المختلفة لتحقيق الأهداف ( شلتز، 1983 ، 409) .
ويضيف باندورا ( Bandura , 1982 ) أن الكفاءة الذاتية المدركة تعبر عن تنبؤات الفرد لمسار الأنشطة التي يتطلبها السلوك وأنها وحدها لا تحدد السلوك على نحو كافً ، بل لابد من توافر قدر من الاستطاعة سواء أكانت استطاعة فسيولوجية أو عقلية أو نفسية ، بالأضافة إلى وجود دافعية في الموقف ، فالكفاءة الذاتية المدركة ليس سمة ثابتة أو مستقرة في السلوك الشخصي بل هي مجموعة من الإحكام لا تتصل بما ينجزه الفرد فقط ، ولكن أيضاً بالحكم على ما يستطيع إنجازه ، كما أنها نتاج للقدرة الشخصية ، وتمثل مراَة معرفية للفرد تساعده على الشعور بالتحكم في البيئة من حوله (Bandura, 1982, 126) .
نظرية التعلم الاجتماعي لـ( باندورا،1977) مصدر المقالة
لمزيد من المعلومات حول الموضوع يرجى مراجعة الرابط التالي :