يتركب لفظ سوسيومترية (Sociorietry) من شقين احدهما لاتيني والاخر يوناني وهما (Metrum & Socius) ويعني هذا اللفظ قياس العلاقات الاجتماعية او قياس العلاقات بين الاصدقاء.(العرفان، 1977، ص2)
ويرى مورينو مؤسس السوسيومترية انها نظرية، وموضوع بحث وطريقة لجمع البيانات وتحليل النتائج، ويعتبر عاملاً مشتركاً في كل العلوم الاجتماعية وتهدف الى الكشف عن ديناميات الجماعة مثل شبكة العلاقات بين الاشخاص من تجاذب او تنافر وبناء الجماعة وتستند الاساليب السوسيومترية والسيكودراماتيكية الى نظرية مورينو في التلقائية والابتكار وفهم هذه النظرية ضروري لكل باحث يريد الاستعانة بهذه الاساليب في دراسة العلاقات الاجتماعية او لأغراض تشخيصية وعلاجية (ملكية، 1970، ص722). والاختبار السوسيومتري في ابسط تعريف له هو مجموعة من الاسئلة تستفهم المفحوص عن اختياره او رفضه لاعضاء الجماعة التي ينتمي اليها بالنسبة لمواقف اجتماعية محددة وبطبيعة الحال فان ذلك يتضمن بالضرورة ترتيب الاعضاء حسب اختياره او رفضه.(ملكية، 1963، ص137)
وعليه يمكن تعريف السوسيومترية او القياس الاجتماعي بأنها اصطلاح يطلق على طريقة خاصة تتبع في قياس العلاقات الاجتماعية داخل جماعة محدودة خلال فترة زمنية معينة وتكشف هذه الطريقة عما يحدث داخل الجماعة من جذب وتنافر وانحلال وتماسك كما تكشف عن التنظيم غير الرسمي للجماعة وكذلك المكانات الاجتماعية
للافراد.(فيردتون، 1974، ص53)
ان المقياس الاجتماعي الذي أوجده مورينو لا يدرس الفرد منفصلاً عن غيره ولا عن الجماعة ولا الجماعة تعني استقلالية اعضائها وانما هي دراسة للعلاقات المختلفة الدائمة بين الافراد ضمن الجماعة الواحدة حيث تتمثل هذه العلاقات بالثقة بالنفس والتعاون فيها بين اعضائها وشعورهم بالانتماء والمثابرة لتحقيق اهدافها (علي، 1962، ص32)، ان هذه العلاقات الاجتماعية وما تتضمنه من مجالات هي بمجموعها تؤلف مفهوماً اجتماعياً نفسياً هو الروح المعنوية.
لقد مرت السوسيومترية بعدة مراحل حتى وصلت الى ما عليه الان وهذه المراحل هي:
• المرحلة الأولى:
تمتد هذ الفترة منذ عام 1905م حتى عام 1925م أثناء اقامة (مورينو) في أوربا وعمله في علاج جماعات من الاطفال في (فينا) تم تطورت افكاره عند عمله في تنظيم وادارة مستعمرة من المهاجرين فتوصل من خلال اتصالاته مع هؤلاء المهاجرين الى فكرة المخطط السوسيومتري واستخدام مصطلح القياس الاجتماعي لاول مرة.
• المرحلة الثانية:
وتبدأهذه الفترة بعد هجرة (مورينو) الى امريكا حيث اخذ ينشر افكاره وآراه، فتجمع حوله نفر من العلماء والباحثين ممن يميلون الى هذا النوع من الدراسات وبدأ يكتب البحوث والدراسات التجريبية ويعززها في الصور والخرائط السوسيومترية وفي عام 1934م أصدر مورينو أول كتاب بعنوان “من الذي يكتب له البقاء” واعتبره حجر الاساس للحركة السوسيومترية وازدادت البحوث والدراسات وصدرت الجرائد والمجلات في ذلك الوقت.
• المرحلة الثالثة:
وتبدأ من عام 1941م وفي هذه الفترة شهدت النظرية النظرية السوسيومترية تطوراً كبيراًَ وانتشرت في كل انحاء امريكا.
وتأسست معاهد ومؤسسات واصبحت مدارس انتشرت في انحاء العالم وخاصة في فرنسا وألمانيا وإنجلترا ودخلت ميادين مختلفة كالجيش
والتعليم.(عبدالباقي، 1975، ص20-23)
ثانيا. الاختبارات السوسيومترية (اختبار العلاقات الاجتماعية):
الاختبار السوسيومتري أداة لتقدير التجاذب والتنافر داخل جماعة معينة وهو يشمل عادة كل اعضاء الجماعة (اسكندر وآخرون، ب.ت، ص444)، وحتى يفي الاختبار السوسيومتري بفرضيته يجب ان يتوافر فيه الشروط التالية:
1. يجب ان يجري الاختبار في جو يطمئن اعضاء الجماعة من ناحية عدم افشاء او اذاعة استجاباتهم مهما كانت النتيجة.
2. يجب توضيح حدود الجماعة للافراد بمعنى ان يفهم الفرد جيداً من أين يكون اختياراته او رفضه.
3. يجب تحديد الموقف الاجتماعي الذي يراد من الفرد ان يختار او يرفض منه.
4. يجب ان يكون الموقف الاجتماعي موقفاً حقيقياً بمعنى انه يكون ذا صلة حقيقية بحياة الجماعة.
5. يجب على القائم بالاختبار ان يراعي في تعليمات الاختبار اعطاء الفرصة للافراد ان يختاروا او يرفضوا أي عدد يشاءون دون التقيد بعدد معين.
6. يجب ان يلاحظ اعضاء الجماعة ان هناك اهمية للاختبار الذي يطبق عليهم وعليهم فيصبح لزاماً على القائم بالاختبار ان يأخذ في اعتباره اختيارات ورفض اعضاء الجماعة عن اعادة تنظيمها او القيام بأي نشاط يستدعي العمل الجماعي.(عباس، 1981، ص138)
وبالرغم من اهمية هذه الشروط التي وضعها (مورينو) الا ان تطبيقها ليس من الشيء السهل ويندر توفرها جميعاً وبصورة كاملة ولذلك جرت بعض التعديلات على هذه الشروط من هذه التعديلات تحديد عدد الافراد الذين يتطلب من الفرد القيام باختيارهم كما قد يتعذر اعادة بناء الجماعة طبقاً لنتائج الاختبار السوسيومتري.
ان الباحثة وهي تعرض النظرية السوسيومترية (العلاقات الاجتماعية) ترى ان لا يغيب عن البال ان الاختبارات والمقاييس التي تعتمدها هذه النظرية يجب ان تتضمن مجالات العلاقات الاجتماعية التي اوضحها مورينو في تماسك الجماعة وتعاونهم مع بعضهم وانتماء أعضاءها لها وثقة عضو الجماعة بنفسه وطموحه في رقي وتقدم هذه الجماعة ومن هذا المنطلق وفي ضوء هذه النظرية فأن الباحثين في دراساتهم للروح المعنوية يرون ان قياس الروح المعنوية كنمط لدراسة الفرد او الجماعة يجب ان يعتمد احد منهجين او كلاهما في قياسها وهما:
1. الاستبيانات وتشمل مجموعة فقرات تنصب على مفهوم الروح المعنوية ومجالاتها.
2. المقابلات الفردية لاعضاء الجماعة التي يراد قياس او التعرف على مستوى الروح المعنوية فيهم.(راجح، 1965، ص447)
النظرية السوسيومترية لـ(مورينو) في العلاقات الاجتماعية مصدر المقالة
لمزيد من المعلومات حول الموضوع يرجى مراجعة الرابط التالي :