يُقصد بالنحو القرآني الأسس والقواعد والأصول التي قامت على أساس القرآن الكريم ، سواء كانت معها شواهد أخرى تدعمها أم لم تكن ، وذلك لأن القرآن الكريم بقراءاته المختلفة أغنى قواعد النحو وزاد من قيمتها ، وأمدها بأمتن القواعد وأحسن الأساليب .
الفرق بين إعراب القرآن الكريم , و نحو القرآن الكريم
فأمّا إعراب القرآن الكريم فقد ألِّفَت فيه مصادرُ نفيسةٌ مثل التّبيان في إعراب القرآن لأبي جعفر النّحّاس ، ومشكل إعراب القرآن لمكّي بن أبي طالب القيسي، وإعراب القرآن للعكبري ، والقائمة طويلة . وأمّا “نحو القرآن الكريم” فإنّه اصطلاح جديد، يُرادُ به أنّ نحو الكلام لا يستوعب القرآن الكريم بل هو دونَه لأنه -أي نحو الكلام- بُنِيَ في أغلب ما بُنِيَ منه على مادّة شعرية من أشعار العرب، وخُطبِهِم وأمثالهم، وقلَّما وقف النحاة عند القرآن الكريم بقراءاتِه المختلفة،و ما استشهدوا به معرّض لأمور ؛( فمنه ما ليس قائله فصيحا ، ومنه ما لم يسمع إلا في الشعر والشعر موضع اضطرار وموقف اعتذار وكثيرا ما يحرف فيه الكلم عن أبنيته وتحال فيه المثل عن أوضاع صيغتها لأجله)(الخصائص3/188) ، وهكذا فموضوع النحو القرآني شائق جدا؛ ذلك أن الشّاهِدَ الْقُرْآنِيَّ هُوَ النَّموذَجُ الْمُقَدَّمُ بِامْتِيازٍ في كُتُبِ النَّحْوِ – سَيِّدُ الشَّواهِدِ وَ رَأْسُها؛ لأَنَّهُ يُوافِقُ الشّاهِدَ الشِّعْرِيَّ وَ يَرْبو عَلَيْهِ ؛ لأَنَّهُ يَتَضَمَّنُ أَوْجُهاً إِعْرابِيَّةً مُخْتَلِفَةً لا تَكادُ تَرِدُ بِها الشَّواهِدُ الأُخْرى.
من أسس النحو القرآني
1. يُعَوَّلُ على القراءات القرآنية مع الاستئناس بأدلّة الصّناعة النّحويّة.2. الشّاهد النّحويّ القرآنيّ ينبثق من القراءة السّبعيَّة ، و قد اتّصف بـ أ ـ القطع بصحّته و عدم تطرّق الشّكّ إليه.ب ـ القطع بعربيّته و فصاحته.جـ ـ اطمئنان النّفس و طيبها عند الاستشهاد به لدى المسلمين.د ـ إنَّ الاستشهاد بالقرآن يُعينُ في فهم معاني الآيات،و من ثَمَّ تتحقّقُ غاية أخرى هي فهم كتاب الله و معرفة أوامره و نواهيه فضلاً عن الأجر الحاصل من تلاوة القرآن.3. كشف المعاني النحويّة بالصّيغ الصَّرفيَّة و الأدوات النحوية لبيان تخصيصها.4. بيان القصد و ذلك بإظهار المراد من تأدية المعنى بطريقة تُنبئ بمعنًى غير ظاهر.5. الاعتبار ؛ و هو طلب البيان بالاستنباط و الاستدلال ،و ذلك بالنّظر في المتشابهات من ضروب النّظم لمعرفة المناسبات بين الآيات لارتباط آي القرآن بعضها ببعض ممّا يدخل في علم المناسبة القرآنيّ.6. دلالة السّياق و المقام و الحال و ذلك بتتبّع مجرى السّياق لأنّ السّياق هو الّذي يُحدّد المعنى و يقطع به و يرفع الاحتمالات.7. النحو القرآني عُدّة اللّغويّ والمفسِّر و الأصوليّ و المفكر الإسلاميّ و الباحث الاجتماعيّ و القانونيّ و النّفسيّ
من مصادر النحو القرآني الحديثة1. نظرية النحو القرآني، نشأتها وتطورها ومقوماتها الأساسية: د. أحمد مكي الأنصاري.2. دراسات لأسلوب القرآن الكريم:محمّد عبد الخالق عضيمة.وهو مرجع من أهمّ المراجع الحديثة في الدّراسات اللغوية والبلاغية والنحوية الشائقة، وهو موسوعة ضّخمة في أحَدَ عَشَرَ جزءاً3. المهارات اللغوية وعروبة اللسان: د. فخر الدّين قباوة .4. النحو القرآني قواعد وشواهد: د. جميل أحمد ظفر.5. موسوعة الدراسات القرآنيّة : مجموعة من العلماء.