فروع الجغرافية وعلاقة الجغرافية بالعلوم الاخرى
1 — فروع الجغرافية :
المعرفة الجغرافية واسعة جدا تتضمن الاختلافات المكانية ومشاكل بيئوية طبيعية واجتماعية وقد اختصر بعض الجغرافيين في تعريف علم الجغرافية على انه ذلك العلم الذي يدرس سطح الارض وما عليه من ظاهرات طبيعية وبشرية والعلاقة بينهما من حيث تأثير كل منهما في الاخر اي ان علم الجغرافية هو ذلك العلم الذي يربط ما بين الظاهرات الطبيعية للبيئة من جهة وبين الانسان من جهة اخرى
وتمتد اهتمامات الانسان بالمعرفة الجغرافية الى اقدم الازمنة حيث جرى للجغرافية بعض التقدم من خلال دراسة الخصائص الطبيعية لمختلف الاقطار وتثبيت مواقعها وفقا لتلك الخصائص اما في القرن العشرين فان الاهتمام اتجه نحو الدراسات النسقية للمعرفة الجغرافية وفي الوقت ذاته اهتمت تلك الدراسات بالجانب الميداني واعطت الابحاث الجديدة اهتمامها للظاهرة الجغرافية من الوجهة البشرية والطبيعية كما ظهر هنالك ميل لاكتشاف الارتباط مابين الظاهرتين بحيث تجعل من الظاهرة البشرية والظاهرة الطبيعية وحدة واحدة
وقد ظهرت في الجغرافية ثلاث حقول رئيسية وهي :
1- الدراسات الاقليمية وهي تلك الدراسات التي ارتبطت بالمفاهيم الاقليمية
2- دراسات نسقية تخص الجغرافية البشرية
3- دراسات نسقية تخص الجغرافية
المبحث الاول
2 — المفهوم الإقليمي والجغرافية الإقليمية
المفهوم الإقليم من اهم اهتمامات الجغرافيين ولكن هذا لا يقتصر على الجغرافيين وحدهم وانما يشاركهم في ذلك الحكام الاداريون والاقتصاديون وقد استعملت كلمة الاقليم في العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية على السواء بدون ان تكون هنالك احكام لاستعمال هذه الكلمة بما يدل على معناها جغرافيا فالكلمة مشتقه من المعرفة الخاصة عبر المناطق الجغرافية وتباينها وتوزيعها على سطح الارض وقد عزى الجغرافيون ظهور الاقليم الى تلك الاختلافات المكانية ومع هذا فقد لا يكون هنالك مكانان متشابهان على وجهه الارض كما لا يفترض بالضرورة تكامل هذين المكانين اما تباين الامكنة فأنهاتؤكد شخصيتها وتدعو خصائصها الى دراستها من جهة علاقاتها الاقليمية
فمفهوم الاقليم هو اية مساحة من الارض يتم تحديدها وفقا لمعايير قياسية اظهرت تجانسها كما انها تمتلك خاصية التجاذب والالتئام التي جاءت من العلاقات المتطابقة ومن الظواهر المرتبطة مع بعضها البعض وبهذا يختلف الاقليم عن المنطقة التي تشير الى الجزء من الارض ولكن بدون ان يكون فيها ما يشير الى التجانس بين اجزائها?
وقد تأثر الجغرافيون الامريكان بما كتبة الجغرافي الفرنسي بول فيدال دي لابلاش وبما كتبه هنتر من المانيا وبما اظهره برتسون من بريطانية عن الدراسات الاقليمية بعد سنة 1930 كما قام بومان بوضع تقسيم للاقليم واسس لتصنيفه والعلاقات ما بين الظواهر الطبيعية والبشرية الموجودة في الاقليم كما اظهر انتقاداته للدراسات الاقليمية الوصفية ولذلك بقيت المناقشات حادة بين الجغرافيين الاقليميين ولم تنته حتى ظهور مقالات هارتشورن عن طبيعة الجغرافية ?
لقد ظهرت دراسات ولكن دون ان يكون للجغرافي دخل فيها منها ما يتعلق بالتخطيط الاقليمي ومنها ما يتعلق بالوحدات الادارية التي عرفت ب regional planning ومنها ما يتعلق بالوحدات الادارية التي عرفت ب setionalism او السياسية وكان هذا بمثابة اعتداء على اختصاص الجغرافي الاقليمي مما اضطر اخيرا الى تحديد اختصاصاته في معالجة الاقليم عنهم واعتبروا عمل الجغرافية كعمل المخطط الاقتصادي من هذه الناحية
كما اختلطت الدراسات الأيكولوجية مع الدراسات الاقليمية أيضا وكان اكثرها اضطرابا هو القسم الخاص بالأيكولوجية البشرية ولذلك قال الاستاذ barrow?h?h عن الجغرافية بانها أيكولوجية بشرية
والحقيقة ان الجغرافية الاقليمية تهتم بالفضاء او الحيز بينما علم البيئة يهتم بالتفاعل ما بين الانسان والمجتمع وما بين الانسان والمكان
وفي الحقيقة نجد الثنائية تبرز في الجغرافية الاقليمية بدرجة واضحة لأنها تهتم بالظواهر الطبيعية بقدر ما تهتم بالظواهر البشرية ولكن الجغرافيين حاليا يميلون حاليا الى تحاشي هذه الثنائية لأنها تحمل بذور الخطأوقد يكون من اهتماها بالظواهر الثلاث الطبيعية والحياتية واجتماعية
لقد اختلف الجغرافيون حول الدراسة الاقليمية وكان الهدف متشابها لدى الجميع يتضمن الوصول الى شمولية كاملة لدراسة حيز من الارض ويمكن تمييز طريقتين الارض وتهتم باختبار المناطق بمقدار ما يظهر بينها من التجانس والارتباطات الداخلية والعلاقات المتشابهة الخارجية التي تربطها مع الاقاليم الاخرى اما الطريقة الثانية فتهتم على وجهه الخصوص بالعلاقات ما بين العمليات والظاهرات واكتشاف مقدار ما يطرا على العمليات من تحويرات في اماكن معينة وتسمى الطريقة الاولى بالطريقة الاقليمية بينما تسمى الثانية بالطريقة الموضوعية ولم يؤكد الجغرافيون على طريقة واحده منهما وانما اعتبروا الطريقتين مهمتين لتطوير الدراسة الاقليمية ومع هذا يظهر السؤال الاتي عند دراسة الاقليم وهو ماهي الاعتبارات الجغرافية التي يجد اخذها بنظر الاعتبار عند الدراسة الاقليمية ? ويمكن اجمال واختصار تلك الاعتبارات بما يأتي
1- اختيار المعيارCRETERIA عند دراسة الاقليم العلاقات المكانية التي ينتج عنها شكلا من اشكال الالتئام بين اجزائها عند تطبيق المعيار الخاص وتظهر تجانسها بمقدار المعيار الذي يطلق عليها فاذا اظهرت التوافق وتطابق العلاقة يظهر التجانس ويبرز الاقليم فمثلا مقدار انحدار الارض واكتشاف هذا المعيار من خلال الخرائط الكنتورية وبيان كيفية استثمار الارض ومقدار تأثير التعرية الناشئة عن الانحدار
2- التصنيف والمقولات CATOGRIES وتقوم الطريقة الاقليمية باستعمال التصنيف و بجمع المعلومات وفقا للمعايير الخاصة فيظهر التجانس فيما بينها ويبرز الاقليم بشكل واضح
3- دراسة الخصائص وذلك عند استخدام معايير تخص حقائق من المنطقة تلك الحقائق التي يمكن الحصول عليها للملاحظة والاستقصاء وبعدها تتجه الدراسة نحو اكتشاف ظواهر موجودة ثم تأتي العمليات والنتائج ثم بعدها يخرج نحو التعميم بعد بيان الارتباطات القائمة بينها لغرض القاء الضوء على الصفات الاقليمية وابعاد التفصيلات المربكة عن الدراسة الاقليمية وعند اختبار المعايير لاكتشاف خصائص الاقليم لابد أيضا من اختيار المناطق المتباينة بما يعاكسها من المعايير التي تعتبر كذلك اخرى مميزة للإقليم مثال ذلك وحدة الاقليم وارتباط ابعاده وظواهره الموحدة به واثارة التاريخية وتصنيفه حسب المقولة التي يعود اليها ورتبته وبيان مكانته في تسلسل ترتيبي (هيراركي ) اما الرتب التي يتم بموجبها تصنيف الاقليم طبقيا فهي المحلية LOCALITYمثل قرية ريفية ومنطقه سكنية في مدينه ومنها المنطقة DISTICTوميزتها البارزة في وحدتها الطبيعية حيث يظهر من صفات مترابطة لها التئام وظيفي متقارب اما الوحدة الادارية حيث تجمع المناطق ضمن حدودها الخاصة وتمثل رتبة اعلى مثل المحافظة ومثل حوض باريس اما الاقليم الكبير فيمثل اقاليم متعددة من رتبة ولمنطقة واحده تمتلك تشابه كبير مع روابط وعلاقات متبادلة تجعل منها وحده واحدة مثل اقليم غرب اوربا او اقليم البحر المتوسط
ان استعمال المعايير ومعها الارقام لتحديد الاقليم قد اعطى لعلم الجغرافية الاقليمية ميزة تطبيقية مهمه وجميع هذه الاشياء قد اعطت أيضا في الحياة الواقعية قرارات تتخذ في الوقت الحاضر انماطا من التنمية الاقليمية بقرينة مكانية خصوصا في الاقتصادية وقد اتخذت الدول الغربية والولايات المتحدة والدول الاخرى المخططة مركزيا من اقاليمها وما تمتاز به من خصائص واسطة لأجراء وتنفيذ مشاريع الخدمات ووضعها في الطريق الصحيح بعد ان كان الاقليم ودراساته لاتبتعد عن الجانب النظري والعقلي وهكذا نجد رجال الدولة المسؤولين قد اتخذوا من الاقليم واسطة لإجراء وتنفيذ الاعمال التنموية وتطبيق عدالة التوزيع المكاني للمشاريع الاقتصادية العامة وخدمة البيئة المحلية
وقد ينظر الى الاقليم من الوجهة الجغرافية بوجود خصائص متعددة ومتجانسة وان توزيع تلك الخصائص لدليل يشير الى وجود هذا التجانس ويطلق على هذا الاقليم الكبير اسم compage ويتضمن منطقة واسعة فيها مجموعة من الخصائص المميزة من النواحي المناخية والتضاريسية والنباتية بالاضافة الى الناحية البشرية والاقتصادية وابرز مثل على ذلك دلتا الميكونك وفيتنام
وهنالك نوعان من الاقاليم المعروفة لدى المختصين من الجغرافيين وهما الاقليم المستقطب او الاقليم الوظيفي والاقليم التنموي ففي الاقليم الوظيفي لا يعني التجانس فيه يمثل اشياء وصفية لخصائص بنيوية جغرافية ولكن يرجع التجانس الى العلاقات المتشابهة او الوظائف التي تظهر بين الاجزاء التي تتكون منها المنطقة التجارية في مدينة ما حيث يؤلف مركزها قلب الاقليم وكلما ابتعدنا عن هذا القلب تبدا وضيفتها التجارية بالهبوط وخاصة عند حواشي وهوامش المدينة حيث تظهر مناطق الانتقال وتمثل بنقاط تختفي فيها العلاقات الوظيفية او تتضاءل وربما يحل مكانها مركز اخر يقوم بنفس الوظيفة
اما في حالة الاقليم التنموي فان هذا الاقليم قد اتخذ منه مكانا جغرافيا تنفذ عليه خطط تنموية ذات اهداف معينة واحسن مثل على ذلك الوحدات الادارية او الاقاليم المخططة فاقليم وادي التنسي في الولايات المتحدة اتخذ منه في سنة 1930 مكانا جغرافيا ساعد على تنمية الولايات المجاورة له وقد انتفعت بيئاتها منه وساعد سكانها على رفع مستوى معيشتهم ويمكن ان يقال الشيء نفسه عن الاقاليم التنموية في الاتحاد السوفيتي التي لها علاقة مع خطط التنمية الخمسية التي طبقها وكذلك ينطبق الحال على خطط بعض الدول النامية او المتطورة وقد حددت هذه الاقاليم التنموية بمعايير مختلفة وبهذا فان الاقاليم المخططة بأسس متشابهة تكون ايضا متجانسة وقد تقوم بعض الحكومات المحلية وهيئات البلدية في المناطق الحضرية بتحديد اقاليم مدنها وتستقر على اسس وقواعد متشابهة في استعمالات الارض ضمن المدينة فقد تتخذ المدن مكانا وظيفيا فتصبح بالنتيجة مناطق حضرية مثل الضواحي والتوابع التي تخدمها المدينة ضمن اقليمها
ان استخدام الطرق العلمية الحديثة وانتفاع الجغرافية منها وحل مشاكل المناطق بواسطتها قد لطف كثيرا من الآراء السابقة عن الاقليم فمعظم الجغرافيين اعتبروا الاقليم واسطة للتصنيف المكاني حيث يتم منه اكتشاف مدى التشابه والتباين بين المناطق الجغرافية وقد كانت الآراء والاعتبارات التي اتخذت واسطة لتصنيف المناطق ثابته ومتشابهة في معظم الاحوال فبعض الجغرافيين ممن اهتموا بالأقاليم الطبيعية يعتقدون ان تصنيف الارض الى اقاليم طبيعية يخدم اغراضا متعددة وبهذا عدوا اعمالهم هذه جزء من وضيفتهم الجغرافية الحقيقية بينما نجد البعض الاخر يعتقد ان التصنيف للأقاليم الطبيعية يؤدي الى ظهور معارف وانظمة جديدة الا ان مثل هذاالاتجاه يجب ان يصحح ولسببين : الاول وهو مهم جدا ان نسبة عالية من الجغرافيين يعتقدونبأهمية التصانيف الاقليمية ويقبلها ولكن من الجهة الثانية سنجد حالات خاصة هي جزء من المقياس للإقليم ولكنها ظاهرة اكثر من غيرها ولهذا لابد من النظر الى هذه الظاهرة من خلال حجم التباين ما بين المناطق واعطاء فكرة محدودة ودقيقة لحل المشاكل التي تظهر عند دراسة الاقليم اما السبب الاخر فيظهر اختلافات بين افكار الجغرافيين كاختلاف عقائدي ما بين الجغرافيين من جهة والجغرافيين من الدول الشرقية من جهة اخرى فالجغرافيون من الاتحاد السوفيتي وغيرهم من مجموعة الدول الاشتراكية الشرقية يعتقدون بان الاقليم الطبيعي يتخذ للأغراض الاقتصادية حيث التباين المكاني احسن واسطة للإيجاد اقاليم متكاملة ويعمل التكامل على خدمة البيئة والمجتمع وبناء للاشتراكية وغالبا ما تكون هذه الاقاليم معزولة لكنها تحول الى اقاليم مبرمجة ومع هذا فان الاختلافات حول تحديد نوع الاقليم ومفهومه لا تقوم عليه نتائج اساسية وقد اتخذت طرق كمية لتحديد الاقليم وهذا ما يسير عليه جغرافيو الاقليم في بولندة وقد انتشرت الفكرة في الولايات المتحدة وبواسطة الاستاذj?l?berry وذلك خلال الستينات من القرن الحالي وهكذا بدأتالآراء وتستفيد من بعضها ويؤثر بعضها في البعض الاخر
ان الدراسات السابقة التي اختصت بالإقليم و الآراء التي ظهرت عنها كانت سببا لظهور الجغرافية الاقليمية في الوقت الحالي وبالرغم من ان علم الاقليم بدا هو الاخر يهتم بالجغرافية النظريةالعلمية للدراسات البشرية الخاصة بالإقليم الا ان محور الجغرافية الاقليمية اصبح ذا محتوى كبير لأنه يمثل جميع الخصائص الموقعية المعروفة حول اية منطقة وعندما نحاول ان نكتشف مدى التجانس الذي يربط منطقة معينه او اقاليم مستقطبة بالطريقة التي تم شرحها سابقا فان جوانب كبيرة ومتعددة من المعرفة مطلوب الالمام بها وهنا تظهر الصعوبة بالنسبة للجغرافي لان عليه ان يجمع معلومات ومعارف متعددة ومن ثم يحدد خصائصها وقليل منها يكون ملتئما ومتكاملا مع بعضه البعض ومثال ذلك المعلومات الخاصة بالجانب البشري حيث تتغير بسرعة وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها الا لفترة محدودة بينما الحاجة اليها يجب ان تكون جديدة وعليه فان من الصعوبة على الجغرافي ان يضع تعميماته وبشكل ثابت لان المعلومات الاقليمية البشرية متغيرة بينما يكون ذلك ممكنا من الجوانب الطبيعية كما ان المعلومات التي تجمع عن الاقليم تكون واسعة وكبيرة مما تظهر الصعوبة في الدراسة وكذلك لايمكن ان تكون القواعد والتعميمات التي تصدر عن دراسة الجغرافيين لمنطقة معينه واحدة متجانسة وابرز الدراسات الاقليمية ظهرت من الجغرافيين الفرنسيين وذلك بين 1927- 1948 وهذه من توجيهات فيدال دي بلاش مؤسس المدرسة الفرنسية الحديثة وقد اخذ بها معظم الجغرافيين في فرنسا مثل البرت ديما نكون الذي عد التماثل والتكامل ما بين الخصائصالطبيعية والبشرية هي الاساس للجغرافية الاقليمية ومع هذا فان معظم الجغرافيون يعدون هذا النمط من الجغرافية كلاسيكيا
ومع هذا فان معظم الجغرافيون يعدون الجغرافية الاقليمية هي قلب المعرفة الجغرافية ولكن هذا الاتجاه ظل عند البعض من الجغرافيين لان دراسة الاقليم تعتمد على موضوعية لها جوانب تطبيقية بارزة
وبالرغم من الصعوبات التي تعتري الدراسة الاقليمية خصوصا بعد ظهور اختلافات وجهات النظر بين الجغرافيين حول استخدام الحقائق البارزة والاتجاه نحو احدى الصفات للدخول الى دراسة الاقليم الا ان معرفة خصائص المنطقة يمكن الدخول اليها لوضع برامج تنموية لتطوير المنطقة اقتصاديا واجتماعيا واحسن مثل على ذلك دراسة اقاليم التحضر والاقاليم الريفية المدن الكبرى وجميعها تتطلب حلولا لمشاكل التباين المكاني وعدم تكافئ الاقاليم
المبحث الثاني
الجغرافية البشرية
تعد الجغرافية البشرية احد فروع الجغرافية الحديثة تهتم بتغيير التوزيع والتنظيم المكاني للخصائص البشرية المختلفة وهذا الحقل من المعرفة الجغرافية واسع جدا ويشمل دراسة المراكز الحضارية الكبرى التي قام الانسان ببنائها والانتشار الجغرافي للابتكارات التقنية التي استخدمت في جميع المجالات بما فيها الزراعة لقد تراكمت المعرفة الجغرافية بعد استخدام طرق التقنية في تحليل مثل هذه الصفات للمظاهر الجغرافية كما تراكمت المعرفة في الدراسات الاجتماعية – التاريخ والسياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع وقد لوحظ في الاتجاهات الجديدة لدراسة الجغرافية ثلاث تغيرات الاولى وكانت من استخدام طرق جديدة في البحث وتقنيات كمية طبقت على التوزيعات البشرية مما اعطى لهذا الحقل وجميع مظاهرة صلابة كبيرة فقد تبنى هذا الحقل استعمال موديلات وتقنيات معينه مما امد الجغرافيين البشريين نتائج متغيرة على سبيل المثال بناء منطقة ضمن المنطقة التجارية في مدينة معينة يمكن حسابها بهذه الطريقة وهذه تحتسب من مقدار المسافة التي يقطعها المستهلك للحصول على سلعة معينة او ان البيع في المستقبل يتغير على وفق احجام ومراكز المدن اما التغيير الثاني فيتعلق بطبيعة الدراسة التي اتسعت بحيث شملت جميع اعمال الانسان الناشئة من تفاعله مع البيئة الاجتماعية والبيئة الطبيعية ويمكن قياس مثل هذه المتغيرات وان يصنع منها اطار العمل والدراسة بدلا من استخدام الوصف التقليدي هذا الاسلوب من العمل العلميقد انتج تعاليل محكمة لأية ظاهرة بشرية اما المتغير الثالث فيتعلق بتنظيم فروع نسقية فردية للجغرافية البشرية فالطرق الجديدة انتجت تعاون الجغرافيين في تحديد جوانب المعرفة في الجغرافية البشرية وهي – الجغرافية الاجتماعية والثقافية الجغرافية السياسية الجغرافية الاقتصادية وجغرافية المدن والجغرافية التاريخية
الجغرافية الاجتماعية والثقافية :
تطورت الجغرافية الاجتماعية والثقافية من خلال الاهتمام بتصوير التوزيعات الجغرافية للسكان مثل الاختلافات في الجنس والاعمار وسكان الريف والحضر وتوزيعهم الجنسي ومنها اقتفاء التوزيعات المتغيرة لخصائص ثقافية معينة كالدين واللغة هذه المواد التقليدية ظلت مهمة في دراسة جغرافية السكان وازدادت اهميته بعد استخدام طرق كمية جديدة في البحث وتحصينها وزيادة قوتها وتأثيرها برسم الخرائط التوزيعية لها وقد كتب في هذا الشأن عدد كبير من الجغرافيين مما ادى الى بلورة جغرافية السكان كفرع من الجغرافية الاجتماعية مثل تريوارثا وكلارك الذي الف كتابا عاما عن جغرافية السكان وفيه تحديدات لدراسة هذا النوع من الجغرافية الاجتماعية اذ تضمنت ما يأتي:
1- الارقام المطلقة – توزيعها والكثافة السكانية
2- الخصائص الطبيعية – العمر والجنس والامراض والذكاء
3- الخصائص الاجتماعية – الزواج العائلة السكن الملكية القراءة والكتابة الثقافة اللغة الدين القومية المجموعة البشرية
4- الخصائص الاقتصادية – الصناعة المهنة الدخل
5- التحولات السكانية – الخصوبة الوفيات الهجرة والتغيير
ولم تعط الى حالات فردية للظواهر البشرية اهمية خاصة ومثل هذه الخصائص المتعلقة بحركة السكان وتوزيع الاراضي وانماط السلوك المكاني كلها مواضيع مهمه تتباين فيها المناطق من مكان لأخر
الجغرافية السياسية
يقول هارتشورن في مقالته عن الجغرافية السياسية ان من جملة المعايير التي يتم بها اكتشاف التجانس على الارض السلطة السياسية وبناء على ذلك فان الجغرافية السياسية هي جزء مهم ومعروف في الجغرافية منذ وقت بعيد فالنظام السياسي حينما يؤخذ من وجهة نظر الجغرافي له خاصيتان اساسيتان وهما العملية التي يتم بها وضع حدود للأقطار وهذا الجانب يعد احد مكونات الجغرافية السياسية الاساسية فالوحدة السياسية احد الحقول التي تتعامل معها الجغرافية السياسية لان دراستها تبدا بتحليل الظاهرة السياسية من خلال دراسة منطقه سياسية او من خلال قرارات سياسية يتم تطبيقها على بيئة الانسان ان هذا النوع من المعرفة الجغرافية قد ساعد على الترابط والاقتراب من عمل السياسيين والمؤرخين وفي خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كان لهذا العلم اهمية كبيرة وعد مؤشرا على اهمية الجغرافية البشرية وقد اعطى بعظهم نظريات عالمية استراتيجية مثل فردريك راتزل من المانيا وماكندر من انكلترا وقد ساعدت تلك النظريات على ظهور ما يسمى الجيوبولتك وقد ساعدت هذه النظريات على احتلال الحزب النازي في المانيا في خلال الثلاثينات من هذا القرن دولا واراضي مجاورة
وقد طبق كثيرا من الآراء المعاصرة في الجغرافية السياسية على مناطق سياسية سواء اكانت المنطقة ممثلة بمستوى عالمي او بمستوى قومي اقليمي وحتى بالنسبة للحدود وتشكيلها التي تعد من المواضيع المهمة في هذا المجال من المعرفة الجغرافية كان لها الاثر الكبير في تطورها وتشكيل بنيتها واهميتها الوظيفية ان استعمال تقنيات حديثة في التحليل ودراسة المشاكل السياسية ساعدت على قياس كفاءة وفاعلية جميع انماط المناطق والاقاليم السياسية كما حصل نوع من السباق في دراسة المظاهر الجغرافية السياسية التي تأثرت بها تلك المناطق ومن الامثلة على ذلك القرار السياسي الذي يتعلق بدراسة مدن العواصم ومناطق المدن الكبيرة وحقوق الصيد في البحار وحتى حدود البحار والمياه الاقليمية
جغرافية الاستيطان
تعتبر دراسه الاستيطان قديمة اذ سعى الانسان منذ وقت بعيد الى اكتشاف المناطق المناسبة على ضوء وخصائص تلك المناطق من الوجهة الجغرافيه اما محتواها الحديث فان اطارها تغير كيثرا اذ يمكن قياس انتخاب الانسان لتلك المناطق بما يمكن مقارنته عند انتخابه المواقع المناسبة في الجغرافية الصناعيه او في الجغرافية السياسية. ان اهتمام الانسان ببيئته واشغالها ضمن ظروف وتسهيلات شانه ان يساعد على البناء ويخدم اغراضها الخاصة.ولذالك فانهاتحمل معناه الوضيفي0وعليه فان توزيع المستوطنات ياخذ انماطا مميزة على وجه الارض.وان اية مستوطنة يتجمع فيها الانسان نجدها تعكس الى نوع البناء والطرق المعمارية بالاضافة الى وظيفتها التي جاءت من خلال الجوانب الحضارية للفترة التي نشات فيها .وتتضمن جغرافية الاستيطان مواضيع متعددة منها التسهيلات التي تظهر في البيئة وتاثيرها على اختيار المكان للمستوطنة0ودراسة الطرق وخصائصها والتي تتعلق بربط مجاميع من المستوطنات التي تمر فيها 0اما نمط البناء والهيل المعماري لهذا البناء 0ونوع المسكن واوصافه والفترة التي تم فيها البناء والتاثير الثقافي والحضاري عليها هي مواضيع اخرى لهذا الفرع من الجغرافية البشرية 0وعليه فان من اهداف جغرافية الاستيطان هي معرفه المستوطنات والادوار التاريخية التي مرت فيها والعلاقات الوظيفية من وجودها0ولعل من اهم الفروع الجغرافية ذات العلاقة المباشرة مع هذا الفرع هي جغرافية السكان والجغرافيه الزراعية خصوصا ما يتعلق منها بنمط استعمالات الارض الزراعية ونوع المحاصيل المختارة لاستعمال الارض0كما ان دراسة انماط الاستيطان لها علاقه ماسة بالجغرافية العسكرية ولا ينكر على القارئ بان جغرافية الاستيطان بمثابة الجسر الذي يربط جغرافية المدن بجغرافية الريف0وتعد حغرافية الاستيطان الريفي احد فروع جغرافية الاستيطان المهمة اذ يهتم هذا الفرع من جغرافية الاستيطان بدراسة جميع الظواهر المتعلقة بالريف0مثل دراسة مواد البناء واساليب العمارة وكذالك الاهتمام بنمط استثمارات الارض وحيازة الملكية والحدود الممثلة باللسيجة المقام وحولها 0وتظهر من خلال تنوع الملكيه وحجمها ومساحتها ونوع المحاصيل التي تستغل فيها 0ان الاستبطان الريفي-كما يظهر في الريف العراقي-على نوعين منها المساكن المتجمعة والمساكن المتفرقة0وتشمل دراسة انماط الاستيطان على الوظائف التي تتصل باستثمار الارض والتغيرات المصاحبة لوظائف واستثمارات الارض0
جغرافية المدن
وهي لا تشبه الحقول التي ذكرة اعلاه من حيث ان جغرافية المدن لاتركز على العمليات الفرديه ولكنتدرس الجغرافية لمناطق معينة وهي المعرفه بالاقاليم الحضرية0هذه المعرفة قد بدات في تحليل مواقع المدن0الا ان الدراسات المعاصرة في الجغرافية الحضرية قد ركزت اهتمامها في اربعة مواضع منفصلة وهي 0الاولى0الدراسة المكانية لدور المدينة في المجتمع مع تحديد الوحدات الحضرية والمدنية الكبيرة 0اما الثانية 0فتعني الاهتمام بتصنيف المدن 0حيث يمكن تحديد وظيفة المدينة بالقياس الى غيرها من المدن الاخرى 0اما الثالثة 0فهي دراسة اقليم المدينة ووظيفتها التجارية مع دراسة النتائج التي تترتب على زحف المدينة الى المناطق الريفية 0 بينما يمثل الجانب الرابع لدراسة جغرافية المدن والتي تميزها عن باقي فروع الجغرافية البشرية دراسة منطقة المدينة واقليمها0وان عددا كبيرامن الجغرافيين في اوربا واليابان اهتموا بدراسة مورفولوجية المدينة وظهرت مثلها دراسات في امريكا الشمالية حيث اعطى الانتباه اكثر الى التباين المكاني المتغير للانماط الصناعية والمظاهر الاجتماعيه والاقتصاديه للمدن 0فالبنية الداخلية للمدينة واستعمالات الارض للاغراض الاجتماعية والاقتصادية هي مواضع ذات اهمية كبيرة في دراسة المدن في الولايات المتحدة0 وهناك نوعان من الدراسات في جغرافية المدن0 نوع يركز على مورفولوجية المدينة بجميع جوانبها ونوع اخر يركز على اقليم المدينة0اماغيرهافهي تابعة لهذين النوعين0 ان استعمال الطرق والكمية في دراسة المدن قد حولت جغرافية المدن الى دراسة تطبيقية 0وكان الجغرافيون الرحضريون سباقين في اتخاذالموديلات الرياضية في دراسة الجغرافيةولذالك كانوا على اتصال دائم بالخططين الحضريين 0رغم ان هذه الصلةوالروابط مابين المخططين والختصين بجغرافية المدن كانت واضحةفي ادول المخططة مركزيا 0اذمن يتامل الابحاث والمواضيع التي يهتم بها هذا الفرع من الجغرافين البشريين ذات الصلة باختصاصات متعددة كعلم الاجتماع الحضري واقتصاد الاراضي وتخطيط المدن قد جعلت له وجوه تطبيقية وعلمية نضرية0مثال ذلك الاساس الاقتصادي للمدينة0حيث ظهر ان المدينة فيها تجمع كبير للسكان يعيشون ضمن مساحة محدودة من الارض فلا تستطيع ان تميل هذا العدد الكبير من السكان ولذلك فان المدينة تستطيع ان تقوم بوظائف عديدة تخدم سكانها وتخدم سكان مناطق خارجة عنها ولذلك تجلب لها واردا من الخارج تستطيع به ان تعيل سكانها وان تسند في عمرانها وهياتها على هذا الوارد الخارجي0
الجغرافيه التاريخية
وتقوم دراسة الجغرافية التاريخية على دراسة الظاهرة الجغرافية في الماضي سواء اكانت طبيعية اوبشرية0 فمن الناحية الطبيعية تدرس المتغيرات التي طرات على القشرة الارضية والاحوال المناخية خلال العصور الجيولوجية المختلفة 0اما من الناحية البشرية فتدرس الانسان وفعالياتة المختلفة وتفاعل تلك الفعاليات مع البيئة الجغرافية خلال اي عصر من العصور التاريخية 0وكان هذا الفرع من الجغرافية قد ارتبط منذ نشاتة مع التاريخ وقد كانت كتابات عددا من الجغرافيين الاوربيين في القرن التاسع عشر مرتبطة ارتباطا وثيقا بدراسة الحوادث التاريخية 0هذامما قاد الى فصل الجغرافية التاريخية في وقت مبكر كفرع مميز من المعرفة 0اهتمت الجغرافية التاريخية بدراسة الاقاليم والاراضي عبر الزمن وان الزمن هنا يشمل عدة قرون 0وقد استندت كتابات الجغرافيين المختصين بالجغرافية التاريخية على اتجاهات جديدة في البحث واستخدموا المقاييس الكمية لقياس التغيرات التاريخية التي طرات على الارض والمناخ ولذلك مثل هذه الدراسات لها علاقة وثيقة بالدراسات الاقليمية 0وما يذكر في هذا الشان ان كتابات العرب في العصور الوسطى كانت الاساس بظهور الجغرافية التاريخية والامثلة كثيرة فقد كتبوا التاريخ مع التاكيد على الجانب الجغرافي وقد ترجم العدد الكبير من مؤلفاتهم ومنها الموسوعة الجغرافية التي الفها ابو الفدا 0وكتاب العبر حيث اهتم بدرجة كبيرة بمختلف الاماكن الجغرافية وبعلاقات الانسان مع الارض في الجوانب الزراعية والرعوية ومدى تطور الانسان ومجتمعاتة من خلالها0وبالرغم من الدراسات الحديثة للجغرافية التاريخية قد نجمت عن الدراسات التقليدبة التي ظهرت في كتابات داربي الذي كتب عن انكلترا في القرن الحادي عشر ابتداء من عصر وليم الفاتح الى ظهور المستعمرين في كالفورينا الجنوبية الا ان هذا الفرع من الجغرافية البشرية ما يزال مهما في معظم الاقسام الجنوبية في جامعات العالم0
الجغرافية الاقتصادية
وتفتش الجغرافية الاقتصادية دائما عن توضيح وتفسير الموقع الذي يتخذ اساسا لفعاليات الانتاج او التوزيع او النقل والخدمات وكانت معظم الدراسات الاولى موجهة نحو توزيع محاصيل معينة ويؤخذ بنظر الاعتبار التوزيع على نطاق عالمي 0مثال ذلك انتاج الحنطة والقطن والحديد والنفط والذرة السماك والفضة والذهب ومصادر القوى كالفحم والنفط وفد اهتمت الجغرافية الاقتصادية بهذه المنتجات وربطها بالبيئة الطبيعية وتحديد الاقاليم المنتجة على هذا الاساس
اما في الوقت الحاظر فقد اعطي الانتباه الى جوانب معينة مكانية مثلا اختيار المكان المناسب للفعاليات الاقتصادية 0مما ادى الى ظهور نظريات في هذا الشان عالجت -على الاقل من الوجهة النضرية -مشاكل التوطن الاقتصادي 0فقد ظهرت في المانيا ثلاث نظريات في التوطن منها الى فون تونسون في الانتاج الزراعي والفريد فيبر واوكست لوش في الانتاج الصناعي فكانت ولا زالت نظرياتهم على درجة من الاهمية .
اما الاتجاهات الحديثة والمعاصرة فقد تضمنت اهتمامات اكبر بالسوق كعامل جغرافي رئيسي واثره على توطن صناعات عديدة والتفاعل والروابط مابين الوحدات الانتاجية والوحدات الاستهلاكية وبالنتيجة تحليل وتفسير التعقيد الصناعي الذي اصبح احد المظاهر المهمة للجغرافية الاقتصادية المعاصرة.
يعد موضوع الجغرافية الاقتصادية واسع الاطراف لانه يهتم بالفعاليات الاقتصادية وروابطها المكانية ,واولى الطرق لفحص الفعاليات الاقتصاديه تتضمن اساليب عديدة من اهمها مقارنة خرائط توزيعية مع فحص عوامل موضعية معينة كما برزت محاولات لتصميم التوجيهات الموضعية بصيغة نظريات يمكن اختبارها بصورة تجريبية’وقد ركزت الدراسات الاقتصادية على التحليل الموضعي بعد استخدام الموديلات الرياضية
ومجموعة من الفرضيات والاختبارات مع مقترحات ذات علاقة واسعة مع تلك الفرضيات ’وقد اثبتت النضريات فائدتها للمختصين بالجغرافية الاقتصاديه لانها هيئت وصفا علميا للارض كموطن للانسان وفعالياته او انها اظهرت التشابه والاختلاف بين المناطق التي تبدو في البداية مهمه وتعطي تحديدا او مهما قد يكون كميا
ان الدراسات العملية والنظرية ذات علاقة متقاربة وان الفروقات الحادة بين الدراسات الاستنتاجية والاستقرائية قد تكون مضللة
ان تطوير النظريات في الجغرافية الاقتصادية0كما في معظم مجالات المعرفةقد رافقه تفاعل من التوجيهات الاستقرائية والاستنتاجية فمثلا الدراسات المبكرة مثل دراسات اورسو وغيرها من الدراسات التي تهتم بدراسة المدن كانت عموما دراسات استقرائية مع ذلك هذه الدراسات بينت نظما مكانية وطورت مفهوم التوزيع المكاني للاستيطان واحجامه المختلفة وقد مزج كريستالر تلك الاراء التي جاء بها اورسو وخرج بنظرية عامة عن الموقع للفعاليات الاقتصادية الثلاثة 0وعلى الرغم من وجود بعض التوافق بين هذه النضرية وبين ما قام به بروش عن الاستيطان في منطقة جنوب غرب ويسكنون الا ان الانحرافات عنها توضح وجود نظريات اضافية حول توزيع الاستيطان 0فالجغرافية الاقتصادية تهتم بدرجة كبيرة بالتحليل الموضغي والفعاليات المختلفة لتي تتوطن في الموضع فقد بين مكارتي خلال محاولتة لتوضيح المشكلة العامة للتوزيع السكاني في الجغرافية المعاصرة مقدار الاعتماد على الوضع