مفهوم الطفل في علم النفس
ينطوي مفهوم الطفولة في علم النفس على معنيين رئيسيّين، الأوّل عام وهو يطلق على الفرد منذ لحظة الميلاد (الطفولة المبكّرة)، حتى مرحلة النضج الجنسي (البلوغ)، والمعنى الآخر خاص، ويطلق هذا المفهوم على الأعمار ما فوق سن المهد، وحتى سنّ المراهقة. علم نفس الطفل علم نفس الطفل هو أحد فروع علم النفس، وأحد أهم المجالات الدراسيّة وأكثرها تخصصاً في أغلب الأوقات. يركّز هذا العلم المتخصص على عقول وسلوكيّات الأطفال من مرحلة التطوّر التي تسبق الميلاد وحتى مرحلة سنّ المراهقة، ولا يقتصر هذا العلم على التعامل مع النمو الجسدي وحسب،
لكنّه يتعدى هذا الأمر للتنمية العاطفيّة والعقليّة والاجتماعيّة. تحليل علم نفس الطفل يركز علم نفس الطفل على سياقات متعددة ومنها
: السياق الاجتماعي: إنّ كافة العلاقات مع الأقران إضافة للراشدين لها تأثيرٌ على الطفل، وعلى طريقته في التعلّم والتفكير والتطوّر، حيث يُعتبر كافة المحيطين بالطفل جزءاً هامّاً من أجزاء السياق الاجتماعي. السياق الثقافي: تشكل الثقافة التي يعيش الطفل ضمن نطاقها مجموعةً من العادات والقيم والافتراضات المشتركة، إضافة إلى سبل المعيشة التي تؤثّر على تطوّر الطفل في مختلف المراحل العمريّة، وهنا تلعب الثقافة دوراً بارزاً في كيفيّة ارتباط الطفل بوالديه وتعلقه بهما، إضافةً إلى نوعيّة التعليم التي يمكن أن يحصل عليها، وأيضاً نوع الرعاية التي يتمّ منحها وتوفيرها له.
السياق الاجتماعي والاقتصادي: غالباً ما تلعب الطبقة الاجتماعيّة التي ينتمي الطفل لها، دوراً كبيراً في التأثير على نموّه ونشأته، حيث تستند تلك الحالة الاقتصاديّة والاجتماعيّة على عدّة عوامل مختلفة بما فيها عدد المعلّمين الموجهين للطفل، وحجم مكاسبهم من الأموال التي يجنونها من وراء عملهم هذا، وطبيعة تخصصاتهم ومكان الإقامة أو السكن، إضافة لعدد الأطفال في الأسرة التي يشرفون على تعليمهم ذات الوضع الاقتصادي والاجتماعي العالي. تزيد الفرص المتاحة لهذا الطفل المنتمي لهذه الأسرة، في المقابل فإنّ الأسر ذات الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدنّي، تنخفض فيها فرص الرعاية الصحيّة للطفل، إضافة لتدني الفرص المتاحة له في كافة المجالات، ولهذه العوامل تحديداً تأثيرٌ لا يستهان به أبداً في نفسيّة الطفل. هذا ومن الجدير بالذكر أنّ السياقات الثلاث آنفة الذكر هي عرضة للتغيّر الدائم والمستمر، فعلى الرغم من أنّه تقل الفرص المتاحة للطفل الذي ينتمي إلى الأسرة ذات الوضع الاقتصادي المتدني، إلاّ أنّه يمكن أن تسهم العلاقات الاجتماعيّة المحيطة به – التي تتميّز بالثراء الناتج عن الترابط والمحبة – إلى حدٍ كبير في تصحيح الخلل ورأب الصدع الناتج عن هذا التدنّي في الوضع الاقتصادي