(مشروع المربي المنحرف)
م0ازهار محمد علي كاظم السعدي
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) صدق رسول الله
ان بناء امة واعية مثقفة متعلمة لها بنيان مرصوص لا يمكن الا بالقضاء على المعوقات التي تقف دون تحقيق هذا الهدف, وان الغش من اخطر هذه المعوقات التي يواجهها التعليم وأوسعها تأثيرا على حياة الطالب والمجتمع, وحتى لا نبالغ في الحديث عن هذه الظاهرة فهي ليست وليدة اليوم او الامس بل تفاقمت واستفحلت وبدأت اثارها تنخر جذور المجتمع وهذه الجذور ما هي الا عبارة عن قيم واخلاق ومبادئ ومثل ساميه تأصل بها المجتمع العراقي والتي اصبحت اليوم مثل سحاب الصيف , والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يكون ذلك؟
ظاهره الغش تتكون من حلقة متكاملة من (كذب واحتيال وسرقه وخيانة الأمانة, 000 والخ) حيث اصبح الغش اليوم الهم الاكبر لدى التربويين بدءا من التعليم الابتدائي وانتهاء بالتعليم الجامعي, ولنقف عند هذه النقطة وهي التعليم الجامعي بل قد نتفق معا بانه مستمر ومستمر ما بعد التعليم الجامعي ليدخل في كل مجالات الحياة الاخرى انطلاقا من الاسرة والى اعلى مؤسسة في المجتمع , حيث ان اولئك الذين يتعودون او يمارسون الغش في الامتحانات تصبح لديهم عادة الغش من الثوابت التي لا يمكن الاستغناء عنها لآنها الوسيلة التي لا تحتاج الى جهد او وقت او تفكير بهدف النجاح وبدرجات عالية, حيث اصبح هذا السلوك المنحرف هو اقصر الاساليب وافضلها في تحقيق ما يريد, باستخدام أساليب ووسائل مختلفة رافقت التطور التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديثة والتي اصبحت لا تعد ولا تحصى ونحن في غنى عن ذكرها, فهذه ليست لها انعكاسات فقط على عملية التقييم وما يتبعه من تضليل للنتائج , وكشف مواطن القوة ومواطن الضعف في العملية التربوية, فالأفراد الذين حصلوا على النجاح والشهادة بهذا السلوك المنحرف هل يمكن ان يساهموا حقا في بناء المجتمع وتطوره وهل يمكن للمجتمع ومؤسساته ان يرتكز عليهم وهم عديمي الكفاءة والمؤهلات الفكرية والخلقية والعلمية والتربوية, فما هو الدور الذي سيقوم به هؤلاء الافراد في بناء الامة لا شيء يذكر بالتأكيد لان همهم الوحيد الوصول الى النجاح فقط وليس الابداع والتطور الفكري والتقدم مع تطور المجتمعات الاخرى, فألاف من الطلاب الذين يتخرجون سنويا من منهم فعال وله دور يذكر او بصمه في المجتمع(يكتشف او يخترع او يقوم بمشروع) نافع للمجتمع, بل ان هذه الظاهرة تنتج جيل غير مؤهل علميا او ثقافيا, بل سلاح مدمر لمستقبل الاجيال وما لها من اثار على تفشي مظاهر الجهل في المجتمع, وينتج جيل يتسم بالتهاون الاخلاقي والتهرب من المسؤولية والتماس الطرق الملتوية والمنحرفة في قضاء الامور0
ان مسؤولية محاربة هذه الظاهرة التي تتطور من حيث فنونها واساليبها تقع على عاتق التربويين وتتطلب منا جميعا التكاتف والتعاضد من اجل دراستها دراسة وافية للوقوف على اسبابها الحقيقية من اجل الوصول الى علاج جذري لها, لأنها لا تنسجم مع الثوابت الاخلاقية ومن اهمها مبدأ تكافؤ الفرص بين افراد المجتمع