الأشوريون يطلقون على الاهوار لفظة ( نار موتو** ) اي الماء المر او ( تامدوشامتوكلدي ) اي أطلقوا على الاهوار تسمية ( نار مرتو **) أي بحر بلاد كلدة كما يطلقون عليها ايضا بطيحة ( رقتو بيت حشمر ***) وهو بطيحة ضفة دجلة تعني كلمة (اغماريتا ** )البطيحة الكبرى وهي الاهوار الواقعة بجوار هور الحويزة الحالي **&
وكان العرب يطلقون على الاهوار اسم البطائح وقد جاء في المعاجم ان البطائج تعني في اصلها كلمة تبطح السيل ويعرف الموقع بالابطح حيث تبطح الماء فيه وسميت بالبطيحة لانبساطها على وجه الارض ***&
الهور :::/// القطيع من الغنم .
و الهور :::/// البحيرة تندفع إِليها مياة غِياضٍ واجام فتتسع ويكثر ماؤها ** والجمع : أَهوار .
ما هـــــــي الاهوار ؟؟؟؟؟
———————-
الاهوار هي منخفضات من الأرض تتجمع فيها المياه المنبثقة من الأنهر والمبازل وقد أصبحت بحيرات واسعة ذات أعماق مختلفة وترتبط هذه البحيرات ببعضها بقنوات طبيعية وتعد طرقا ملائمة للتنقل داخل الاهوار والاتصال مع المناطق المجاورة ويطلق على هذه القنوات مصطلح (كاهن ****) وتحتوي على مياه جارية تنحدر الى المناطق المنخفضة وقيعان الكواهين عميقة لا ينبت فيها القصب والبردي ***&
إن الاختلاف الكبير في كميات المياه الفصلية في نهري دجلة والفرات شاركت في تكوين الاهوار حيث يتراوح العمق مابين (5 ,1- 3م) وحتى 9م كما في فيضان 1954 ميلادي هذا الاختلاف في الاعماق يعزز وجود نظام الاهوار والبرك المؤقتة والدائمة والمياه الضحلة المرتجعة في السهل الرسوبي لبلاد الرافدين وقد تتعرض اجزاء من هذه الاهوار الى الجفاف بسبب ارتفاع درجة الحرارة في الصيف مما يؤدي الى ملوحة التربة **&
اهالي الاهوار
——————-
كانت أغلبية سكان البطائح وأطرافها تتشكل من القبائل العربية , ولم يكونوا طبقة أرستقراطية حاكمة وإنما كانوا فلاحين وعمالاً يعملون في الحقول والأراضي الزراعية الخصبة في أطراف الكوفة وواسط والبصرة . وقد عانوا ـ شأنهم في ذلك شأن باقي السكان ـ من ظلم الولاة وعمال الضرائب ، لذلك نراهم يناصرون جميع الحركات والانتفاضات التي ظهرت في المنطقة ، ويشير البلاذري والطبري إلى بعض هذه القبائل كقبيلة باهلة ومواليهم وعن دورهم في الانتفاضة التي قام بها الزط في عهد كل من الخليفة المأمون كما ساند بنو باهلة ثورة الزنج بعد ما يقرب من أربعين عاما من انتفاضة الزط ، وقد استخدمهم علي بن محمد زعيم الزنج ، أدلاء ومرشدين لمعرفتهم طرق البطائح ومسالكها ***&
كما ناصر البعض من قبيلة بني عجل من بكر بن وائل ــ بفروعها المتعددة ــ عددا من الحركات والفتن التي ظهرت في جنوبي العراق في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي ، كحركة يحي بن عمر العلوي سنة 250هـ / 864 م
وتعاطفت جماعة أخرى من بني عجل بقرية الجعفرية في جنوب شرق البطائح مع حركة الزنج سنة 255هـ / 869 م ، وذلك بعرض أنفسهم وبذل مالديهم لزعيم الزنج **& فشكرهم زعيم الزنج وأمر بعدم تعرض لهم ولقريتهم **&
كذلك انتشر بعض من بطون قبيلة شيبان في المنطقة مثل ذهل ، وعبس ، وعنزة ، وتيم الله ، وقد عاضد هؤلاء جميعًا قرامطة سواد الكوفة هذا بالإضافة إلى المهالبة ـ وهم الذين ينسبون إلى المهلب بن أبي صفرة ــ وبني حمان وبني هاشم وبني سُليم وهم من أوائل من استقر بمدينتي الكوفة والبصرة في خلافة عمر وهكذا يستنتج مما سبق أن هذه القبائل العربية المستقرة في جنوبي العراق كانت من العامة المهضومة حقوقهم ، الثائرين لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية **&
فمن الطبيعي إذن أن منطقة يتكون سكانها من عناصر مختلفة متباينة كل هذا التباين أن تحتوي على أناس يدينون بأديان مختلفة **& فهناك اليهودية والنصرانية والزرادشتية والصابئة ، هذا بالإضافة بالطبع إلى المسلمين الذين تعددت مذاهبهم وتنوعت **&
ولعل هذا كله قد وضح الصورة لهذا المجتمع القاسي بطبيعته وسكانـــه ، وبالتالي انعكس الأمر على أحواله ، وقد قدمت هذه الظروف نفسها لأصحاب المصالح الذين استغلوها ، ومن ثم قامت الحركات الثورية وكثرت الفتن والانتفاضات ومنها حركة عمران بن شاهين **&
وقد تمتعت البطائح بكثرة الطيور المائية وبالثروة السمكية الواسعـــــــة أما عن الماشية ،,, فقد كان سكان البطائح يعنون بتربية البقر حتى عرف الأنباط المقيمون في هذه المنطقة باسم فرسان البقر وحيث أنه قد منح ذبح البقر والجواميس للقيام بعملية الحرث والزراعة ، فقد نتج عن ذلك تكاثر عددها بشكل ملموس وساعد على ذلك ملائمة جو البطائح لها وقد أصبح ماتنتجه الجواميس والبقر من الألبان ومنتجاتها مصدرًا مهمًا من مصادر الثروة للسكان…..
——————-
المصادر/
1-الطبري ، تاريخ الأمم والملوك ، جـ3 ، ص ص 1743 ـ 2098 .
2-الطبري ، تاريخ الأمم والملوك ، جـ3 ، ص 1760 .
3- البلاذري ، فتوح البلدان ، ص 368 ؛ الطبري ، تاريخ الأمم والملوك ، جـ3، ص1859.
4-الطبري ، تاريخ الأمم والملوك ، جـ3 ، ص ص 1899، 1902 ، 1903 .
5- الطبري ، تاريخ الأمم والملوك ، جـ3 ، ص1520 ؛
6-أبو الفرج الأصفهاني ، مقاتل الطالبيين ، تحقيق سيد أحمد صقر ( طهران : انتشارات مؤسسة مطبوعاتي ، 1970 م ) ، ص ص 642 ــ 643 . غ-
7-الطبري ، تاريخ الأمم والملوك ، جـ3 ، ص 1759 .
8-المقريزي ، اتعاظ الحنفا ، تحقيق جمال الدين الشيال ( القاهرة : دار 9-المعارف ، 1967 م )، جـ1 ، ص 156 .
10-الطبري ، تاريخ الأمم والملوك ، جـ3 ، ص ص 1746 ، 1754 ، 1764 ، 1785 ، 1850 ، 1855 .
11-عبدالقدوس الأنصاري ، بنو سُليم ، ط1 ( بيروت : د. ن . ،1391هـ / 1971م )، ص14 .