في ذكرى وفاة السيدة أم البنين

.

الوفاة 13 جمادى الآخرة
المدفن مقبرة البقيع
إقامة المدينة المنورة
سبب الشهرة ولائها لأهل البيت (ع)
اللقب أم البنين
الدين الإسلام
المذهب التشيع
زوج الإمام علي (ع)
أولاد العباس (ع)، وجعفر، وعبد الله، وعثمان

أم البنين هي زوجة أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، أنجبت له العباس عليه السلام وإخوته الثلاثة الذين استشهدوا فيكربلاء، وبما أنها من الفاضلات العارفات بحق أهل البيتومخلصة في ولائهم، فلها عند الشيعة مكانة مرموقة.

وبما أنّها أنجبت أربعة أولاد اشتهرت بأم البنين، ومن مواقفها أنّه لما أُنبئت بخبر استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، بدأت ترثيه بأشعار حزينة حتى أن أعداء أهل البيتعليهم السلام.pngلانت قلوبهم لشجوها، كما أنّها كانت تقدم عزاء الإمام الحسين عليه السلام على أبنائها الأربعة ما يشير إلى ولائها ومعرفتها واحترامها لأهل البيت عليهم السلام.png. توفيت سنة 64 هـ، وقبرها فيالبقيع.

الاسم والكنية والنسب

قيل اسمها فاطمة،[١] وقيل أم البنين،[٢] لكن بما أنّ العرب لم يكونوا يُسمّون بالكنى عادة فالأرجح أن تكون ’أم البنين‘ كنيتها فحسب، ولربما هي الكنية التي كناها بها أبوها منذ الطفولة كما كان عادة العرب، لكن الأقوى هو تكنيتها بأم البنين بعد إنجابها البنين.

ولدت في أحضان قبيلة ذاع صيتها بشجاعة رجالها وفروستهم، فأبوها حزام بن خالد بن ربيعة[٣] بن الوحيد[٤]بن كعب بن عامر بن كلاب[٥] وأمّها ثُمامة (وقيل ليلى)[٦]بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب.[٧]

زواجها

بعد وفاة فاطمة الزهراء استشار الإمام علي أخاه النسابة، عقيل بن أبي طالب للزواج بمن تنجب له غلاما فارسا، فدلّه عقيل عليها.[٨] أنجبت لأميرالمؤمنين أربعة أبناء عباس, جعفر, عبدالله وعثمان ساندوا كلهم أخاهم الحسين بن علي ابن أبي طالب عليه السلام في كربلاء واستشهدوا بين يديه.[٩]

قيل أنّها طلبت من زوجها، أميرالمؤمنين أن لايناديها باسمها ’فاطمة‘ كي لاتجرح مشاعر الحسنين.

بعد واقعة كربلاء

فلما رجعت زينب إلى المدينة عزتها في أولادها الأربعة[١٠]’فكانت تخرج أم البنين إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها فيجتمع الناس إليها يستمعون منها وكان مروان يجيئ فيمن يجيئ لذلك فلايزال يسمع ندبتها ويبكي‘.[١١] وها هي أبيات شهيرة منسوبة إليها تنقل في المـآتم لكنها لم تذكر في أصل يعول عليه:

لا تدعونـي ويك أم البنين تذكريـني بليوث العريـن
كانـت بنون لي ادعى بهم والـيوم أصبحت ولا من بنين
أربعة مثل نسـور الربـى قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تنازع الخرصان أشلاءهـم فكلّهم أمسى صريعـاً طعيـن
يا ليـت شعري أكما أخبروا بأن عبـاس قطيـع اليمـين

وفاتها

روي أنها توفيت في 18 من جمادى الآخرة، وفي خبر آخر توفيت 13 جمادى الآخرة سنة 64 هـ، وكان يوم الجمعة، فدخل الفضل بن العباس عليه السلام وهو باك وحزين على الإمام زين العابدينعليه السلام، وقال: لقد ماتت جدتي أم البنين، وقبرها في الزاوية اليسرى من البقيع.[١٢]

ناقش السيد عبد الرزاق المقرم الأدلة التي استند بها لإثبات أن أم البنين كانت على قيد الحياة بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) وواقعة الطف، وشكك في هذا الأمر. [١٣]

ما قيل في حقها

قال أبو النصر البخاري في كتابه سر السلسلة العلوية: «لم يعقب أمير المؤمنين من فهرية بعد فاطمة عليها السلام إلا منها، ولم تخرج أم البنين إلى أحد قبله ولا بعده»[١٤].

وقال الشيخ المامقاني في كتابه تنقيح المقال: «ويستفاد من قوة إيمانها أنّ بشرا كلما نعى إليها أحد أولادها الأربعة قالت ما معناه أخبرني عن الحسين فأخذ ينعي لها أولادها واحدا واحدا حتى نعى إليها العباس عليه السلام قالت: يا هذا قطعت نياط قلبي، أولادي ومن تحت الخضراء كلهم فداء لأبي عبد الله الحسين عليه السلام، فها هي كما ترى قد هان عليها قتل بنيها الأربعة إن سلم الحسين عليه السلام ويكشف هذا عن أن لها مرتبة في الديانة رفيعة»[١٥].

وقال النقدي في كتابه زينب الكبرى: «كانت من النساء الفاضلات العارفات بحق أهل البيت عليهم السلام كما كانت فصيحة بليغة لسنة ذات تقى وزهد وعبادة».

ووصفها عمر كحالة في كتابه أعلام النساء بقوله: «شاعرة فصيحة»[١٦].