ثورة الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء بأرض كربلاء، مدرسة لكافة الأحرار والشرفاء والثوار في العالم من كل الاعراق والأديان، في فنون دروب الحرية والكرامة والإباء، والعزة والشموخ والبطولة والفداء، فالحسين عنوان العدالة الخالدة، وصرخة حق ترعب الظالمين والمفسدين والطغاة على مدى العصور.
ولهذا نجد الطغاة والظالمين والمفسدين والإرهابيين -أعداء العدالة والحرية والكرامة-، يسعون لمنع احياء عاشوراء ومنع اسم الحسين الشهيد، بكل الأساليب الوحشية من سجن وقتل وتفجير، ولكن هؤلاء لا يعلمون بان الإعتداء على عشاق ومحبي الإمام الحسين (ع)، ومع سقوط الشهداء ونزيف الدماء في يوم ذكرى مصاب يوم عاشوراء، تتجدد حادثة كربلاء المؤلمة والمحزنة حيث قتل سبط الرسول الأعظم (ص) وتم قتل أولاده واخوانه وأصحابه، ولم يرحموا أطفاله وعياله، ويزداد التمسك والارتباط بثورة الإمام الحسين (ع) والحرص على احياء المناسبة العظيمة الممزوجة بالبطولة والحزن والعبرة والعبرة، بالحضور الكثيف والمشاركة بفعالية، لتكون عاشوراء أهم فعالية في العالم، ولترفرف راية الحسين في كل القارات والبلدان، وليتردد اسم الحسين على كل لسان.
أيام عاشوراء الخالدة مناسبة عالمية عظيمة لأحياء ذكرى ثورة الثائر الخالد الإمام الحسين (ع). الثائر من أجل الإصلاح والحرية والكرامة الإنسانية ضد الظلم والفساد والطغاة والاستبداد، ففي ثورة كربلاء الخالدة أنتصر الدم على السيف، وأنتصر الحق على الباطل،.. انها مدرسة العطاء والتضحية، ورفض الظلم والطغيان، وكسر قيود الخوف.
احياء ثورة عاشوراء الإمام الحسين الخالدة تجديد لقيم ثورة الإصلاح والحرية والمقاومة والتضحية والإباء، وتأكيد على ارتباطها بلون الدم والسواد، وبروح الاستعداد للتضحية والسير على منهج الامام الحسين (ع).
وعشاق الحسين عليه السلام، مازالوا على ذلك الاستعداد، حيث في كل عام يسقط عدد من الشهداء أثناء احياء المناسبة في العالم على أيدي أعداء الحسين وجد الحسين الرسول الأعظم سيدنا محمد (ص)، واعداء الحرية والكرامية والإنسانية، ومع سقوط الشهداء وتناثر الاشلاء وكثرة الدماء تتجدد مصيبة عاشوراء، لـتأكيد كل يوم عاشوراء كل أرض كربلاء.
ورغم التضحيات الكبيرة التي قدمها عشاق الحسين -عليه السلام- من أجل احياء المراسم العاشورية طوال التاريخ، إلا انهم على استعداد لتقديم المزيد، لان كل ما يقدم في سبيل نهضة ثورة الإمام الحسين (ع) لا يمثل شيئا أمام عظمة عطاء وتضحيات الإمام الحسين (ع) وأهله وأصحابه في يوم عاشوراء.
ولهذا على محبي الثائر الإمام الحسين (ع) الحرص على احياء مناسبة عاشوراء هذا العام من خلال التواجد الكثيف والتفاعل الايجابي في المجالس منذ الأيام الاولى وطوال فترة مراسيم عاشوراء، والحضور والتواجد بروح حسينية روح البطولة والتضحية والإباء، وترديد صرخة “لبيك يا حسين”، “لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي ياحسين”.
وعلى الخطباء دعوة الناس للحضور والتواجد والتفاعل بكثافة، وعدم الخوف من الأعمال الإرهابية والتهديدات، وعلى من يصعد المنبر الحسيني ويتحدث باسم نهضة الحسين (ع) أن يحمل الروح الحسينية التي لا تهاب الموت ولا تخاف من الظالمين، ولا تقهر ولا تضعف أمام التحديات والتهديدات، فكل الأرواح تهون من أجل أحياء قيم ثورة الامام الحسين الخالدة، وهذا ما ميز مدرسة عشاق المدرسة الحسينية التي هي امتداد للرسالة المحمدية الأصيلة.
ان اعداء الحق والعدالة والحرية والكرامية يحاولون أطفاء صوت ثورة عاشوراء الإمام الحسين العظيم الخالد، من خلال منع أحياء مراسم عاشوراء الحسين أو اضعاف التواجد والحضور عبر التخويف والترهيب وبعناوين متنوعة.
حضور مراسم عاشوراء في المجالس الحسينية بشكل مكثف أعظم رسالة تدل على التمسك بمبادئ نهضة ثورة الإمام الحسين (ع) الخالدة، مدرسة الكرامة والإباء والتضحية والإباء والوفاء، كما ان صرخة يا حسين ترعب الاعداء.
نهضة الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء، ثورة خالدة لا تموت انها جمرة لها حرارة ولوعة في القلوب العاشقة للحرية والكرامة، لا يمكن لأي جهة كانت منعها أو محاربتها أو تفريغها من مبادئها الثورية والإصلاحية، والدعوة للحرية والكرامة والعزة، والمقاومة للظالمين والطغاة.
نعم لترتفع الحناجر بترديد يا حسين خلال مراسيم الاحياء العاشورية فهي أعظم رسالة تقدم للعالم للتعرف على الحسين الثائر، حسين البطولة والإنسانية والحرية والكرامة، صوت المظلومين والمضطهدين. لا يوم كيومك يا ابا عبدالله الحسين يا سيد الشهداء ويا ابا الأحرار. وكما جاء عن أهل البيت (ع): “رحم الله من احيا أمرنا أهل البيت”. لبيك يا حسين، هيهات منا الذلة.