مناقشة علمية لأطروحة دكتورا في اللغة العربية
جرت صباح يوم الاحد الموافق 12/11/2023 وعلى قاعة (سيد الشهداء (ع)) في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة كربلاء مناقشة أطروحة دكتوراه في قسم اللغة العربية / تخصص اللغة للطالب (صلاح مهدي جابر) والموسومة بــ (مسارات التعليل اللغوي في معجم الصواب اللغوي دليل المثقف العربي/ دراسة تحليلية).
وجاءت الاطروحة تحت أشراف الأستاذ مساعد الدكتور (خالد عباس حسين السياب).
يروم هذ العمل الى دراسة مسارات تعليلية مميزة ومتمايزة من جهة، وذات إشكالية ومثار خلاف من جهة أخرى، في الصواب اللغوي المعاصر عند الدكتور أحمد مختار عمر.
وتكمن أهمية الموضوع في تعليل وتوضيح القواعد والأقيسة، التي سار عليها الدكتور أحمد مختار عمر والكشف عن شيء من أسرار لغتنا العربية في معجمه الصواب اللغوي دليل المثقف العربي، وكان الهدف من هذه الاطروحة استجلاء جهده في التعليل اللغوي، في تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة، وقد سلكت منهجاً تحليلياً قد يميل إلى الوصف أحيانا ويقتصر هذا المنهج على عرض الاستعمال اللغوي ثم تبيان على صحة الاستعمال بالأدلة المستنبطة من كلام العرب، حيث خصص الفصل الأول: لدراسة مسار التعليل الصوتي والصرفي وما به من مسائل صوتية و صرفية محددة، وشمل الثاني: مسار التعليل النحوي حدد في مسائل نحوية له دور بارز فيها، وركز الثالث: على مسار التعليل الدلالي إذا اتبع المنهج التاريخي في تقصي اللفظة ودلالاتها فتطرق الى العلة في الافراد والتثنية ، العلة في التذكير والتأنيث وعلة المؤنث المجازي، ثم التطرق الى تعليله في استعمال كلمات أجنبية وعامية.
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة هي: ثبت من تعليلات وادلة عرضها الدكتور أحمد مختار عمر أن النسبة الى الجمع صحيحة لا غبار عليها فلا حجة للتخطئة، كذلك لم يتبع الدكتور أحمد مختار وفريق عمله في تعليلاته الصرفية مدرسة لغوية بعينها، أو عالماً دون آخر، بل كان في موافقاته ومعارضاته للنحاة يتبع ما يظنّ أنّه أقرب إلى الصواب، وبما يوافق ما يجمعه من أدلة عن هذه اللفظة أو تلك، حتى لو لم يذكر أدلة جديدة عن القدماء فقد وافق البصريين في مسائل، وخالفهم في أخرى، ووافق الكوفيين في مسائل وخالفهم في أخرى.
وجاءت الدراسة بعدد من التوصيات من أهمها: حث الدراسات التي تعنى بالصواب اللغوي نحو دراسات موازنة لكشف الظواهر اللغوية لما لها من اهمية تكمن في توجيه الدراسات على حكم واضح محدد من دون التردد في استعمالها، بالاعتماد على ما سبق نوصي بتطوير الأساليب النّحوية بالصورة المناسبة لما يترتب عليها من آثار مهمة منها تحديث دراسة اللغة وتيسير التواصل بها والتعامل معها، وتقليص الفجوة بين العاميات واللغة الفصيحة، والإسهام في إحداث النهضة الاجتماعية الثقافية الشاملة التي تفيد من الآخر ولكنها تحافظ على خصائصها ولا تذوب فيه معتمدين على القرآن الكريم وقراءاته والحديث النبوي الشريف والشعر والنثر العربي في كل عصوره.
وبعد مناقشة وتصويبات دقيقة من قبل اللجنة العلمية التي ترأسها الأستاذ الدكتور (حسن عبد الغني)، أجيزت الاطروحة وحصل الطالب على درجة الدكتوراه في اللغة العربية، وحضر جانباً من المناقشة السادة معاونا السيد العميد للشؤون العلمية والأدرية كل من الأستاذ الدكتور (مؤيد عمران جياد) والأستاذ مساعد الدكتور (صلاح مجيد السعدي).