نتائج الحروب الصليبية
يصح اعتبار ان الحروب الصليبية فشلت فشلا ذريعا في الناحية جوهرية اذا ان هذه الحروب لم تنته باحتلال مسيحي الغرب للشرق ,بل انتهت باستيلاء الشروق الاسلامي على الغرب المسيحي .فالحروب الصليبية بدات منذ ان استقرت الترك السلاجقة في نيقية ,وانتهت بمات حدث من اعتصام الترك العثمانين بنهر الدانوب .فليس ثمة ماهو اكثر وضوحا في التاريخ من انحسار من المسيحية في الشرق بعد القرن الثالث عشر الميلادي .ففي القرن الثالث عشر ,كانت اوربا باكملها مسيحية ولازال ينتمي للمسيحية اليونانية جان من اسيا الصغرى ,ولا زال بفلسطين مملكة مسيحية وعلى الرغم من ان هذا لم يكن كل شي ,اذحدث في القرن الثالث عشر ايضا ان بدات نشاط تبشيري ضخم ,وهذا النشاط انما نجم عن الحروب الصليبية والاتصال بالمسلمين .وعلى الرغم من انه اسهم في وقف الحروب الصليبية ,فما قام به من غزو النفوس من الناحيتين السلمية الروحية , ويعتبر بديلا لما ترتب على الحرب ولو كانت مقدسة من اعمال العنف والمادية .بدأالبعثات التبشيرية في الشرق ,القديس فرنسيز st francis الذي زار سلطان مصر ,الكامل ايوب ,اثناء الحملة الصليبية الخامسة (سنة 1220م),وحاول ان يجعله يعتنق البمسيحية .هذا البذرة الصغيرة نمت في اثناء مائة سنة حتى اضحت شجرة ضخمة ,اذان مجالا كبيرا للعمل التبشيري ,انفتح في الامبراطورية المغولية ,حيت كان بها ,كما سبق ذكره عدد كبير من المسيحين .وفي سنة 1350 بلغ من شدة استغلال هذا المجال ,ان البعثات التبشيرية المسيحية ,والاسقفة المسيحين ,واستقرت في سائر الجهات ,من فارس الى بكين ,ومن نهر الدنبير الى التبت ذاتها غير انه حدث رد فعل من قبل المسلمين ,وذلك راجع الى حد كبير الى ما اشتهر به تيمور من حماس ديني ,فاضاع من المسيحية وسط اسيا ففي القرن الخامس انتصر الهلال على الصليبية والبعثات التبشيرية معا ,سواء حل بنها والوفق او العداء.
- على انه ينبغي ان نضر الى الحروب الصليبية على .
انها فصل من فصول تاريخ المدينة في الغرب ,لاعلى انها توسيع وامتداد للسيطرة والديانية الغربية في الشرق .غير انه من العسير كتابة هذه الفصل ,فبينما جاز من جهة للمؤرخ العبقري الفذ ان يرجع الى اثر الحروب الصليبية ,كل ماجرى التفكير فيه ,او القيام به من فيما بين سنتي 1100,1300,فان المؤرخ الحذر يسعي للحصول على دليل منالوثائق لكل مفلرص من الفروض ,وقد لايرجع الى اثلر الحروب الصليبية امرا من الامور او لايرجع اليها امرا شديدا الضاله .وما حدث من انهيار الاقطاعي ,ونمو المدن وتاطور الحلركة المدرسية واما ترجع كلها الى الحروب الصليبية على حين انها في الواقع لم تكن ناجمة عن الحروب الصليبية بل كانت مقترنة بها ومصاحبة لها ومهما يكن من شي فانها اذا كانت تعتبر من بعض النواحي من نتائج الحروب الصليبية وتعتبر من نواحي كثيرة من نتائج امور اخرى والخلاصة انه يصح التسليم بأن الحروب الصليبية اسهمت في تفكيك النظام الاقطاعي يجعل المكية حرة سهلة الانتقال وباضعاف قوة الالقاب وساعدت ايضا على نمو المدن بما حدث من ازدياد حركة التجارة وضخامتها ,وزادت في نمو الحركة المدرسية ’,بما هياته من اتصال الغرب بتفكير الشرق على انه اذا التمسنا ما للحروب الصليبية من نتائج اشد ضيقا واول هذه النتائج ان الحروب الصليبية ,انما تمثل محاولة للنظام الاقطاعي تقضي وفقا لقانون جعل وراثة الحكم لاكبر الابناء بالتخلص من البناء الصغار .لم تكن هذه الحروب الامحاولة للتوسيع الاقطاعي ,وطبقا لذلك ادت الى ظهور عدد من المستعمرات مملكة بيت المقدس ,ومملكة قبرص الامبراطورية اللاتينية في القسطنطينية ,وترتب عليها ايضا ظهور عدد من ((الهيئات المشروعة ))مثال الطوائف الدينية العسكرية الثلاث (الاسبتارية ,الداوية ,الفرسان التيوتون )التي على الرغم من انها بدات على انها هيئات خيرية فانها تطورت الى هيئات حربية ,ثم تطورت مرة اخرى من هيئات حربية الى جمعيات تجارية ,فامتلكت المصارف (البنوك ),والساطيل ,واراضي شاسعة.
- والنتيجة الثانية ان الحروب الصليبية ,كما سبق ان لاحظا تمثل ما بذلته التجارة الغربية من محاولات لان تكشفما يؤدي الى ثروة الشرق من طريق جديدة بالغة السهولة .وفي هذه الناحية ادت الحرو الصليبية الى نتائج مختلفة اذ اذت من جهة الى اقامة مستودعات تجارية في الشرق –كالتي قامت في عكا ثم في فاماجستا (بقبرص)بعد سقوط عكا وتعتبر كلتاها مركزين عظيمين لتجارة الشرق الى البندقية وجنوى ,ان تلتمس طريقا لانتشارها في سائر اوربا ,هذه الطريق الرئيسي لم يكن سوى ذلك الطريق الذي امتد من البندقية مجتازا ممر برنر ,واتخذطريق الراين حتى مدينة يروج ,وهذا الطريق هو الذي اضحى الخط الطويل الذي يمثل نمو المدن ,فعلى امتداده في لومبارديار والمانيا والفلاندر ,نبتت ةنشأت المدن الكبيرة في العصور الوسطى.
وترتب على هذه التجالرة التي شقت طريقا الى اقصى الشرق وترتب ايضا على البعثات التبشيرية في اسيا التي لم تكن الامصاحبة للحروب الصليبية ,وتعتبر من اثارها ,ان ظهر في القرن الثالث عشر النتيجة الثالثة الكبيرة من نتائج الحروب الصليبية ــ وهى اكتشاف وسط اسيا ,وازدياد معرفتها الجغرافية فاذا تذكرنا ان من تامبشرين امثال بيانو كاربيني piano Carpini ومن التجارة امثال ال بولو من البندقية ,من استطاعوااما يتوغلو في اسيا باسير من عكا الى بكين ,ان يطفو بحرا بجنوب اسيا من البصرة الى كانتو ,لادركنا ان ماجرى حوالى سنة 1300 من اكتشاف اسيا يضارع في جدته وروعته ما حدث بعد قرنين من الزمان ,من اكتشاف امريكا كولومبس .وفي الوقت ذاته ,ماكان معروفا لنا من قبل ,من الاجراء القريبة منا من اسيا ,ازدادت معرفتنا المباشرة بها .اذ انه سبق ان لحظنا كيف تجمعت المعلومات العسكرية عن طريق المؤدية الى مصر .غير ان اهم من ذلك ماكان معروفا من كتب الارشاد التي جرت كتابة جانب كبير منها ,لارشاد الحجاج ,للمسير الى ماورد بالانجيل من البقاع المقدسة .الين تولى نقل في عيد القيامة سفن المدن الايطالية ,او سفن الفرسان الرهبان ,ليزوروا الاماكن المقدسة وليغتسلوا في نهر الاردن ,وليحصلو على سعف النخيل ,وليشهدوا معجزة النار المشتعلة في كنيسة القيامة .
- فالاستعمار والتجارة والجغرافية ,كل هذه الامور الثلاثة شديدة الارتباط بتاريخ الحروب الصليبية .وماحدث من تطور في فن الحرب ,ونمو نظام الضرائب ,يعتبران من الامور التى تدين بها ايضا اوربا الوسطى للحلروب الصليبية .وتعلم الفرنج ,بقضل اتصالهم من جهة بالبيزنطيين ,وبسبب نضالهم من جهة اخرى ضد المسلمين ,طرقا جديدا لتشييد الاستحكامات الحربية ومهاجمتها .فالقلعة المستديرة Concentrie,وما اشتهرت به من الاسوار المتتالية ,اخذت تحل مكان ماكان معروفا عندهم من قبل من البرج والفناء الداخلي ,ومايجمعهما من سور واحد ,وذلك حينما نقل الصليبيون معهم من الشرق انباء تلك القلاع .وما هو معلروف عند المسلمين من اعمال النقابين للاسوار ,واستعمال ادوات الحصار كالمنجنيق واستخدام ((النيران)) على هيئة قذائف ,تعلمها منهم الفرنج.اما الرنوك الفروسية tournaments فيجوز ,ان ترجع الى اصل شرقي ,فهذه المنازلات تتصل بتدريبات الفروسية المعروفة بالجريدة ,اما الرنوك فأنها على الرغم من اصولها ترجع الى ما قبل التاريخ ,فأنها تعرضت الى لثاتيرجديد نتيجة الاتصال بالعرب .وما نجم عن الحروب الصليبية من تطور حربي ,يعتبر الى حد كبير منقولا عن اقوام اخرين .
- اما التطور المالي يعتبر ابتكارا قائمابذاته في الغرب .فمنذ زمن مبكر ,يرجع الى سنة 1147 ,فرض لويس السابع ,ملك فرنسا ضريبة من اجل الحروب الصليبية .وقرر لويس السابع فرض هذه الضريبة من جديد وحذا حدوه في ذلك سنة 1166 هنري الثاني ملك انجلترا فلم تلبث ان تطورت الى ما هو معروف سنة 1188 باسم عشر صلاح الدين وللضريبة المفروضة سنة 1166 اهمية خاصة لانها تقررت لاول مرة على المنقولات وكل ما جرى وضعه من خطة للضرائب يصح اعتبارها بداية للنظام الحديث للضرائب اما اتخاذ الحروب الصليبية سببا لفرض الضرائب فلم يكن راجعا فحسب الى السلطة الزمنية بل يرجع ايضا الى الباوبة افادت منها فلاول مرة قرر البابا انوسنت الثالث في مجمع اللاتران المنعقد في سنة 1215 على رجال الدين ضريبة العشور لصالح الحروب الصليبية فاضحت الضريبة المقرر على رجال الدين تؤلف جانبا من جوانب المشروع السياسي الذي رسمه ذلك البابا الكبير للحملة الصليبية الخامسة .فمنذ ذلك الحين صارت ضريبة العشور من اجل الحروب الصليبية امر مقررا باستمرار وفي زمن البابا جر يجوري التاسع اصبحت تؤلف جانبا كبير من موارد البابا في الحروب الصليبية التي شنها ضد اسرة هو هنشتاوفن ولازالت تعتبر في القرن السادس عشر ركنا طبيعيا من اركان حكومة الكنيسة .
- على ان اوربا بعد الحروب الصليبية اختلف في نواحي عديدة اخرى عن اوربا في القرن الحادي عشر الميلادي فأولا: حدثت تغييرات سياسية كثيرة خضعت الى حد كبير لنفود وسلطان الحروب الصليبية واذ غلب على الحروب الصليبية الصفة الفرنسية فانها اسهمت الى حد كبير في رفع شأن فرنسا وزادت من هيبتها حتى اصبحت في نهاية القرن الثالث عشر اكبر دولة في اوربا اذ ان فرنسا هي التي استعمرت الشرق الادنى ,وان اللغة الفرنسية هي التي انتشرات استعمالها في الشرق الادنى ,ومازل ملحوظا حتى اليوم النتائج التي ترتب على الاتصال قديما بالشرق واستمرلر الاتصال .
اما الدول الكبير الاخرى امثال انجلترة والمانيا فلم يصحبها الا حظ ضئيل من التغير نتيجة الحروب الصليبية غير ان المانيا امتد نحو الشرق بفضل حروب الفرسان التيوتيون .على ان الامبراطورية البيزنطية تعرضت لتغير كبير وكذلك كان شأن البابوية .فالامبراطورية الشرقية (البيزنطية) دمرها فترة من الزمن الحركة (الصليبية)التي علمت هذه الامبراطورية سنة 1095 على اثارها فأذا انبعثت هذهالامبراطورية من بين الرماد سنة 1261لتبقى من جديد قرنين من الزمان فأنها لم تكن اكثر من طيف لكيانها القديم اذ ضعف سلطانهافي اسيا الصغرى ,وازدضعفا في بلاد اليونان وجز بحر الارخبيل التي ظل اللاين يحتويها الى ان استولى عليها اخر الامر ااترك العثمانيون .
- ونمت البابوية وتطورت بثأثير الحروب الصليبية فالبابوات هم الذين بشروا بالحروب الصليبية ودعو لها وهم الذين قامو بالانفاق عليها وهم الذين ارسلو مندوبين عنهم ليتو قيادتها واتخذت البابويات من الحروب الصليبية وسيلة لعزل الابطرة في الغرب وخلعهم من زعامة العالم وذلك يرجع من ناحية الى ان البابويات استطاعو عن طريق الحروب الصليبية ان يوجهوا المسيحية في اوربا الى ما وضعوه لانفسهم من سياسة خارجية دون استشارة الامبراطور وترجع من جهة اخرى الى ان البابوات في القرن الثالث عشر استطاعو اخر الامر ان يوجهو الحروب الصليبية ضد الامبراطورية ومع ان الحروب الصليبية رفعت من شان البابوية فانها اسهمت ايضا في افسادها اذ غدت الحروب الصليبية اداة في يد البابوية استخدمها في عمل كل اعمالها السيئة فاثارت الحرب الصليبية ضد اسرة هوهنشتاوفن على الرغم من انها هيئات للبابوية نصرا بارزا انما اسهمت اخر الامر في الحط منشان البابوية في نظر اوربا.
- فاذا انتقلنا من مجال السياسة الى تاريخ المدينة والحضارة فاننا نجد ان اثار الحروب الصليبية ازدادت عمقا على الرغم من انها لم تكن واضحة المعالم فالحروب الصليبية انما نبتت من سياسة حكومة ثيوقرطية ارتكزت على حافز الاهتمام بالاخرة غير ان هذه الحروب اسهمت اثناء سيرها في تدمير ذلك الحافز وتدمر معه الحكومة التي اسهم ذلك الحافز في اقامتها فالحروب الصليبية هيأت من جهة المجال الذي بمقتضاه يستطيع الرجل العلماني ان يثبت بان يعيش وان يستمر على الاتصال بديانة اخرى فنزعت الحروب الصليبية الناس مما درج عليه اسلافهم من عادة التزام الوطن كيما سيكوا سبلا جديدة ويشاهدوا امورا جديدة ويستمعو الى افكر جديدة والنتيجة الحتمية لذلك ان جرى الاتساع في التفكير والافق العقلي وان ضعف حدة ماكان مالوفا من قبل ان التزمت والتعصب .
- وما جرى من اتصال الغرب بالحضارة في الشرق او ما اخذه عنه من الحضارة لم يكن قدرا كبيرا فالواقع ان الغرب اتصل بشيء يخالفه ويغايره غير انه في احوال كثيرة يسمو عليه بل انه لسمى منه اعله فروح ناثان الحكيم Nathan Der Weise لم تكن بالضبط تلك الروح التي ولدتها الحروب الصليبية ومع ذلك فان ثمة من الاسباب ما لنسج ان يؤلف روايته التي تدعو الى التسامح في المملكة اللاتينية في بيت المقدس ومهما يكن من امر الاتهامات التي جرى توجيهها للدولة عند القضاء عليهم فانها تبثت بانه لم يكن على الاقل في صفوف اولئك الذين عرفوا الشرق ثمة الاقدار ضئيل من الديانة الصحيحة الخالصة .
- وبينما نشأ عن الحروب الصليبية روح جديدة اشتهرت بالتسامح والقدرة على الموازنة من المعرفة والخبرة الجديدة هيأمادة جديدة للتفكير العلمي والخيال الشاعري في ان واحد فلم يحدث فحسب ان ازدادت دراسة الجغرافية يل تولد ايضا عن الحروب الصليبية حافز قوي لكتابة التاريخ فننتج عنها الى جانب عدد كبير من المؤلفات التاريخية اعظم مؤلف في تاريخ العصور الوسطى وهو كتاب وليم الصوري المعروف باسم تاريخ ((ما وراء البحار)) Hstoria Transmairini اما الرياضيات فعلى الرغم من ان اقوى ما تاثرات به انما جاء من المسلمين باسبانيا فانهها تاثرات ايضا بما جاءها من المسلمين بالشرق فالمعلروف ان اول عالم مسيحي في الجبلر وهو ليوناردو فيبوناتشي Leonardo Fibonacci ارتحل الى سورية ومصر واخذفي دراسة اللغات الشرقية لارتباط بالبعثات التبشيرية في الشرق كما ان المبشر الءزب ريموندر لل Raymundus lullusحث مجمع فينا سنة 1311على ان يتخذ قرار بانشاء ست مدارس للغات في اوربا غير ان المجال الجديد لما تمخض عن الحروب الصليبية من اداب منظومة لاكثر اهمية من هذا التطور العلمي اذ توافر من القصائد الجديدة ما عالج تاريخ الحروب الصليبية اما عن طريق الرواية الامنية الصادقة كالتي اشتهرت بها قصيدة امبرويز Ambroise التي تروي تاريخ الحملة الصليبية الثالثة وامافي روح شاعرية حرة كالتي تنبعث من قصيدة انطاكية.
- على ان هذا لم يكن كل شي اذ عرضت الحروب الصليبية من التفاصيل الجديدة مايصح ادخالها في الامور القديمة ومن الروح الجديدة مايجوز تضمنها في الموضوعات القديمة وعلى هذا النحو اتخذت القصص السابقة على الحروب الصليبية امثال قصة ارثر زشارلمان مسحة صليبية والى جانب هذه الاشياء العظيمة التي تبدو قليلية لانها قليلة فعلا ما جلبته الحروب الصليبية الى اوربا من اشياء بالغة الاهمية كالنباتات الجديدة والصناعات الجديدة والالوان الجديدة والازياء الحديثة فالسكر والذرة والليمون والبطيخ والقطن والحرير الموصلي والدمقس والليق والارجوان ,(ومن الالفاظ المشتقة من العربية اللازورد والاحمر) واستخدام المساحيق والمريا الزجاجية واتخاذ المسابح كل هذه الاشياء امنا لنتقلت الى اوربا العصور الوسطى من الشرق نتيجة الحروب الصليبية وفي معجم لغات غرب اوربا حتى اليوم من الالفاظ العربية العديدة ما يعتبر دليلا قائما على اثر الحروب الصليبية كالالفاظ المتعلقة بالتجارة البحرية مثل تعريفية Tariffوالسخرة Corvette او الفاظ مرتبطة بالالات الموسيقية مثل العودة والعنقارة Naker التي ترجع الى الاليزابيثي .
11.والى ان تتم روية كل سي عن الحروب الصليبية تعتبر هذه الحروب فصلا رائعا من فصول الروية الضخمة التي تمثل الحياة البشرية .اذ انها عالجت الذروة من الجراءة والتقوى كما انها هوت الى احط مدارج الخزي والعار وقد تنطوي ايضا على نوازع المصلحة الشخصية فالنوازع الدينية لم يكن الغرض منها سوى شراء الخلاص بثمن بخس بينما ترمي النوازع الدنيوية الى اقتناء الثروات وامتلاك الاراضي . ومع ذلك يعتبر من الخيابة العظمى مايقوم به الانسان من نضال متصل لتحقيق الخير المثالي اذ نكرنا ان الناس حاولوا في الحروب الصليبية ومن خلالهاوفي سبيل العدل والتقوى ان يبسطو مملكة الله على الارض فتعتبر الانسانية بالغة الخصب والوفرة في ذاكرة اولئك الملايين من الناس الذين سلكوا(الطريق الى القبر المدس))يحدوهم الايمان والامل في الحصول على الجزاء الابدي فلم تكن عصورا مضلمة تلك التي احتشدت فيها المسيحية باجمعها لتحقيق غرض عام وحلت لواء عقيدتهم الى قبر مخلصها ومنقدها كما انه لايسعنا الا ان نزجي الشكر لذكراه لان الديانة عندنا ليس الا من روحة وكانت بيت المقدس في قلب كل انسان يؤمن بالمسيح.