مقال بعنوان (الاستقرار الاداري الجامعي بين النظرية والتطبيقي) للاستاذ الدكتور عباس جبير التميمي

من الأقوال المأثورة  التي عرفها العراقيون والتي مرت على أذهانهم ورسخت قول ( الوحدة بأمرها ) وهو قول يصيب هدفه ويختصر مسافات الكلام ، نعم الاختيار الأمثل والمحسوب له وقعه في السلم الإداري ، فالمؤسسة لا تستقر إلا إذا كان من يقودها بمستوى المسؤولية ، فالإدارة هي عبارة عن بناء متكامل يبدأ برأس الهرم وينتهي بالقاعدة ، فعندما يكون رأس الهرم ناتج من مجموعة خبرات متدرجة أضافة إلى الصفات الإنسانية والاعتبارية ، وأولها السلامة العقلية والمستوى الثقافي المكتسب والتربية البيتية وان كبر عمره وان صغر فالإناء ينضح بما فيه ، حيث أن هذا الأمر مهم جدا فما يكتسيه الأنسان في طفولته يستمر عليه ، لهذا فاختيار رأس الهرم مهم جدا في العمل الإداري واستقراره ، وبعد اختيار رأس الهرم ننتقل إلى قاعدة الهرم وهم الموظفون بكل عناوينهم ، فعندما يكون رأس الهرم ميزان العدالة ستكون القاعدة مبدعة الإنتاج واستمراره ، وعندما يحدث العكس من ما يفرزه رأس الهرم من أنزيمات الحقد والرعونة والأمراض التي توارثها من عائلته سواء كانت تلك الأمراض الفقر أو الجنون أو النفسية  من خلال الجينات التي تناقلتها عائلته  من صلبها ، ليرميها على  قاعدة الهرم من زملائه في نفس محيط العمل ، ماذا تنتظر من القاعدة ، بالتأكيد ستكون هناك فوضى في العمل الإداري ، بل ستتحول المؤسسة إلى غابة من الحقد وعدم الإنسانيةبين كادر المؤسسة ، لهذا ومن هنا لابد من التغير وسيكون أول هذا التغير هو رأس الهرم فالفساد يبدأ من رأس الهرم ، لأنه لم يكن قادر على فن الأدرة، فالإدارة فن في وضع الأمور في محلها .
لهذا فعندما نضع النظريات نجد أن التطبيق يختلف كل الاختلاف في نتائجه ، وخاصة اذا تعلق الأمر بتسيير شؤون الرعية .
اليوم نتألم عندما يتم وضع بعض من يعانون الأمراض المزمنة المتوارثة من جينات عوائلهم ليتبوأ راس الهرم ، نحن اليوم مطالبون بالوقوف باستئصال مثل هذا النموذج الخطير الذي ليس له علاج سوى قطعه وحرقه وعزله ، لأنه يؤثر كل التأثير على عطاء ومسيرة القاعدة .
والحمد الله أن هذا الأمر شاهدته وتعايشت معه ودفعة ثمن جنون رأس الهرم ، والكثير في مختلف المؤسسات تعايش مع هكذا نموذج مخزي في العمل الإداري .
فبعد أن تم أستصال رأس الهرم المجنون  ، أخذت القاعدة تعيد ترتيبها  وهدوئها من صرخ المجنون المتابع لعملها الذي لا تسطيع أكمله بسبب الخوف والرهبة من حركاته الصبيانية  وأن أكملته فهو مليء بالأخطاء، وإعادة تصليحها يتطلب الجهد والوقت ، فهو قد أضاع الجهد والوقت واستهلك الطاقة والقدرة في الإنجاز ، لهذا فالمؤسسة بقيت مريضة بمرضة .
أن العمل التربوي وأدارته يعد من أصعب الإدارات في مؤسسات الدولة لكونه يصب في أعداد الأنسانوتطويره ليكون أداة فعالة في المجتمع , فعندما يكون رأس الهرم العليمي ليس بمستوى  المسؤولية سيؤثر على أعضاء تلك العملية سواء على الجامعة أو الكليات ، فالضغط الغير مبرر سيؤدي إلى النفور والطرد من محور الجذب ، والضعف سيؤدي إلى الجذب الهادم والمتصارع ، لهذا قيل خير الأمور أوسطها .
المهم في العمل الإداري أن تكون هناك الثقة بالنفس من قبل رأس الهرم وليس الانتقام مستغلاً سطوة القانون إلى جانبه ، ويجب أن نفرق في الأمور بين الإساءة وتصفية من حولة بدون إساءة  لكونهم أكثر جدارة في الإدارة منه ، أن التطبيق يكشف لنا الكثير من أخطاء النظرية لكون التطبيق عملي متحرك وليس ثابت بثبوت الورق ، فلا القرب من شخص والآمال ولا الجاه يصنع القيادة بل القيادة فن وادراك لجزئيات من حولك وأدارتها وفق أسلوب ينمو عن قدرة عقلية مستقرة وفعالة .
لعل اليوم جامعاتنا تعاني مثل هذا الأمر المأساوي  ، من تعين وفرض شخاص مع الأسفلا يمتلكون قدرة على إدارة أنفسهم , فكيف يديرون الأخرون سواء زملائهم أو أعدادالأجيال ، وامر أخر هو تحويل تلك الكنتونات من الكليات والجامعات إلى قبائل ومشايخ من خلال سن قانون التوارث ، أو الترشيح من قبل شيوخ تلك الكنتونات المتقاطعة .
لابد أن تكون هناك قواعد جديدة في ترشيح  الشخص ليتسنم  منصب من مناصب الجامعة من قبل الوزارة التعليم العالي ، وأن تترك المجاملات وان تدرس تاريخ العراق الإداري  في كيفية اختيار الكادر الجامعي  ، مثلما كانت جامعاتنا محط أنظار العالم  حيث يقدم عليها من كل  ( فج عميق ) ، لتنهض جامعاتنا بمستوى جامعات العالم المتحضر وان تترك القبلية والمحاباة ، من خلال آلية لاباس أن نطلع على تجارب الأمم المتحضرة في هذا الأمر .
المهم نبتعد عن المجانيين ، فكل شخص يسند له منصب يجب أن يخضع إلى لجنة طبية قبل تسنمه المنصب . لان المجنون سيحول من حوله إلى مجانيين وبالتالي ستحول طلابنا إلى مجانين ، أكثر من هذا الجنون الذين هم فيه .