تحليل جغرافي لخصائص الطقس والمناخ في كربلاء
 
 
 أولا :  مقدمة 
                  تعد محافظة ( كربلاء ) إحدى المحافظات الرئيسية في منطقة السهل الرسوبي       ( وسط العراق ) وإقليمها الهامشي بالنسبة للهضبة الغربية ولذلك فهي تدخل ضمن نطاق البيئات الصحراوية او شبه الصحراوية وخصوصا أقسامها الغربية في حين ينضوي مناخها ضمن الإقليم الجاف وشبه الجاف (Bwh ) حسبما أقرته قرائن التصانيف المناخية .
 
       وهي بهذا الموقع الجغرافي امتازت بخصائص طبيعية وبشرية فريدة أهلتها ان تنافس بقية المحافظات والمناطق العراقية ذات الأهمية البارزة ان لم تكن تفوقها في بعض الأحيان فقربها من نهر الفرات  ونشأتها على فروعه ووقوعها على مفترق الطرق البرية وتوسطها بين (  بغداد ) والأماكن المقدسة مثل ( النجف والكوفة والقاسم في بابل ) فضلا عن العامل الديني وارتباطه بحادثة ( ألطف ) الذي اكسبها شأنا استثنائيا قل نظيره فيما جاورها من مناطق .
    
      وفيما يخص موضوع الدراسة فان منطقة ( كربلاء ) تعد من المناطق ذات الأولوية في تعرضها لمؤثرات وظواهر الطقس والمناخ ( الاعتيادية منها والمتطرفة ) تبعا لمواجهتها منظومات ضغطية عديدة متباينة في درجة استقراريتها كونها تتجه من ثلاثة محاور مصدرية وهي ( الشمال الغربي والغربي ) الرئيسين والذي تمثله منظومات البحر المتوسط التي تعد بتنوعها الفصلي والسنوي الصفة المميزة لمناخ منطقة الدراسة بصورة خاصة والعراق بشكل عام.
 
       أما المحور الثالث ( الجنوب الغربي ) – والذي يعد ثانويا في تأثيره – وتمثله منظومات البحر الأحمر وامتداداتها ( التي تبدو مركبة ومندمجة ) مع منظومات شبه الجزيرة العربية او المنظومات المتوسطية لذلك يمكن اعتبار منطقة ( كربلاء ) مركز مراقبة او نقطة تحذير حيوية تؤشر تقلبات الطقس والمناخ المتطرفة مبكرا بغية اتخاذ التدابير اللازمة لتقليل أثارها السلبية على ظهيرها الإقليمي المتمثل بالمنطقتين الوسطى والجنوبية ، في حين تعد المنظومات الشرقية والجنوبية الشرقية ضئيلة ومحدودة في تأثيرها خلال أوقات انتقالية قصيرة ( بين الفصول ) قد لا تتجاوز بضعة أيام . 
       


 وتشير المصادر إلى أن مناخ محافظة ( كربلاء ) يصنف عموما ضمن الإقليم الصحراوي الحار الجاف (  (Bwh(1) والذي يتميز بالتفاوت والقارية والبعد عن المؤثرات البحرية فضلا عن التباين في المدى الحراري  اليومي والفصلي والذي قد يصل إلى حدود ( 10 ، 7.8 ) °م على التوالي والسبب يعود إلى صفاء الجو وقلة الرطوبة والغطاء النباتي مما يؤدي إلى سرعة اكتساب الأشعة الشمسية نهارا وسرعة فقدانها ليلا(2) .  
      ويبدو ان خصائص مناخ المنطقتين الوسطى والجنوبية من العراق قد ألقت بظلالها على بيئة منطقة الدراسة من حيث ارتفاع قيم الإشعاع الشمسي وزيادة ساعات السطوع والمدى الحراري وفصلية الأمطار ( الخريف والشتاء والربيع ) وتذبذبها بالإضافة إلى ارتفاع قيم التبخر(3) .   
مشكلة الدراسة : تتمحور مشكلة الدراسة حول السؤال التالي : ما هي الخصائص والظواهر الطقسية والمناخية لمدينة ( كربلاء ) وإقليمها الجغرافي ( الحضري والريفي والصحراوي ) وكيف تنتظم هذه الخصائص لتعكس صورة الواقع الجغرافي المناخي والبيئي الذي يميز هذه المنطقة عن غيرها من المناطق ؟0  
 
فرضية الدراسة : تنطلق فرضيات الدراسة من تصور مسبق مستمد من طبيعة المشكلة والأفكار التي يسوغها البحث حول واقعية الصفات المناخية الجافة وشبه الجافة لمنطقة ( كربلاء ) ذات الموقع الجغرافي الهامشي بالنسبة للسهل الرسوبي والهضبة الغربية ودورها في خلق أنماط طقسية ومناخية متباينة شهريا خلال الفصول الأربعة وموسميا لفترتي الأمطار و الجفاف 0


هدف الدراسة : تهدف هذه الدراسة الى معرفة طبيعة الخصائص والظواهر المناخية السائدة في محافظة ( كربلاء ) وتحليل تباينها ألزماني ( الشهري والفصلي والموسمي ) جغرافيا ولدورتين متداخلتين ( 1961 -1990 و1980 – 2011 ) ومدى مساهمة ذلك في تشكيل الطابع العام والتفصيلي لمناخ هذه المحافظة المقدسة 0      
 (1) عادل سعيد الراوي ، قصي عبد المجيد السامرائي ، المناخ التطبيقي ، بغداد ، 1990،ص144 0
(2) علي صاحب طالب الموسوي ، جغرافية الطقس والمناخ  ط1 دار الضياء للطباعة  ، النجف الاشرف ، 2009،  ص551 0
(3) حسين جعاز ناصر ، نهاد خضير كاظم ، تحليل جغرافي للأمن الغذائي في محافظة كربلاء خلال سنة 2011 ، مجلة الباحث ، كلية التربية للعلوم الإنسانية ، جامعة كربلاء ، عدد خاص ، 2013،ص567 0
 
حدود الدراسة : تنحصر حدود الدراسة جغرافيا بالحدود الإدارية والفلكية لمحافظة ( كربلاء ) الواقعة بين دائرتي عرض (30  10 32° – 33 50 32 °)  شمالا وخطي طول ( 40 10 43° – 30 12 44° ) شرقا ، ويحدها من الشمال محافظتي ( بابل و الانبار ) ومن الشرق محافظة     ( بابل ) ومن الجنوب والغرب محافظتي ( النجف و الانبار ) ، خريطة (1) ، في حين شملت مدة الدراسة لعناصر المناخ ( 30 ) سنة ولدورتين مناخيتين ( 1961- 1990 ) ، ( 1980 – 2011 ) 0
منهجية الدراسة : اعتمدت الدراسة منهجا جغرافيا في التحليل والتفسير الوصفي والكمي المستند على مؤشرات رسمية  لعناصر وظواهر الطقس والمناخ المعتمدة سعيا لإيجاد حلقات ربط بين مفرداتهما بالاستعانة بالأدبيات والمصادر المتوفرة التي أشارت الى  الموضوع  من قريب او بعيد فضلا عن السعي لإيجاد علاقات ذات مدلول معنوي بين المتغيرات والظواهر المناخية وكشف الضوابط الجغرافية المتحكمة في سلوكياتها و التي يمكن – بمساعدة وسائل البحث المعتمدة وطريقة المناقشة وعرض النتائج – ان تسهم في تعزيز خصوصية الموضوع  لتعطي تصورا أكثر شمولية قدر المستطاع عن الية عمل هذه العناصر والظواهر في هذه المنطقة بالتحديد 0     
 
  ثانيا : الخصائص المناخية لمحافظة كربلاء 
                                                      تبين المعطيات الطقسية والمناخية العامة لمنطقة الدراسة انها تجمع بين صورتين تعكس إحداهما البيئة الصحراوية الجرداء في النصف الغربي     ( الأعظم مساحة  حوالي 70 % ) من مساحة المحافظة ( بضمنها بحيرة الرزازة ) في حين يمثل النصف الشرقي والشمالي الشرقي صورة البيئة شبه الجافة ذات الموارد المائية التي تعد ( رغم محدوديتها ) رئة المحافظة التي تتنفس من خلالها ونافذتها على الظهير الزراعي الذي يعزز من كفاءة أنشطتها الاقتصادية ويدعم حيويتها بشقيه النباتي والحيواني . 
تمتاز خصائص منطقة الدراسة عموما بكونها من نوع المناخ الانتقالي (Transition) إذ تتنازعها تأثيرات الضغوط المدارية وشبه المدارية الواطئة والمرتفعة وغربيات العروض الوسطى ومنظوماتها الشتوية فضلا عن تكرار سيطرة الجبهة القطبية وتقدمها نحو عروض الثلاثينات خلال الفصل البارد وما يترتب عليه من سحب للكتل الهوائية القطبية القارية والبحرية (cP, mP) من أواسط أسيا وجنوب أوربا وجنوبها الشرقي وعليه اتسمت تلك الخصائص بطابع التغير الدوري المستمر شهريا وفصليا وموسميا والذي أصبح مؤشرا حيويا لمنظومة التفاعل الطقسية لمنطقة الدراسة ولذا دعت الحاجة إلى الخوض في تفاصيل كل عنصر مناخي يسهم بشكل أو بأخر في رسم صورة واليات التغيير أعلاه وكما يلي :
 
    أ :الإشعاع الشمسي  SOLAR  RADIATION)):
                                                                         أوضحت مؤشرات جدول (1) ان كمية الإشعاع الشمسي المسجلة في محطة ( كربلاء ) خلال مدة الدراسة ( 1980-2011 ) تراوحت بين (  255.7- 746.1 )  ملي واط / سم2/ يوم  لشهري ( ك1 ، حزيران ) على التوالي ، شكل (1) واقترن ذلك مع زاوية إشعاع تراوحت بين ( 33.4° – 80° )  على التوالي في إشارة إلى تصدر هذين الشهرين للقمتين الرئيسيتين لكمية الإشعاع في هذه المحافظة  والمتزامن مع وقتي الانقلاب الشتوي والصيفي للشمس وتعامدها على مداري ( الجدي جنوبا والسرطان شمالا) .
 اما بالنسبة للمعدل السنوي  للإشعاع  الشمسي فقد بلغ ( 509.5 ) ملي واط / سم2 / يوم وهذا المعدل ينصف قيم الإشعاع الشهرية لسنوات الدراسة  بالتساوي فتأخذ أشهر (  ك2 ، شباط ، آذار ، ت1 ، ت2 ، ك1 ) قيما اقل منه فيما اتجهت  للقيم الأكبر من المعدل أشهر ( نيسان ، أيار ، حزيران ، تموز ، أب ، أيلول ) .
 
 وفيما يخص ساعات السطوع الشمسي الفعلية والنظرية فقد تباينت هي الأخرى خلال أشهر الدراسة  إذ سجل شهر ( تموز ) الحدود العليا وبواقع ( 11.4 ، 14.5 ) ساعة / يوم على التوالي  فيما شهد شهر ( ك1) انخفاضا حادا في قيم  المتغيرين أعلاه مسجلا الحدود الدنيا و بواقع          ( 6.1، 10.1) ساعة / يوم على التوالي ، شكل (1) ، ومما يشار اليه ان  قيم المعدل السنوي وصلت الى حدود ( 8.7 – 12.1 ) ساعة / يوم للمتغيرين على التوالي .
 
ب : درجة الحرارة ( (TEMPERATURE
                                                              تتراوح المعدلات الشهرية لدرجة الحرارة في محطة ( كربلاء ) خلال مدة الدراسة ما بين ( 10.7 – 36.9 ) °م لشهري ( ك2 وتموز ) على التوالي في حين بلغ المعدل السنوي ( 24.3) م° ، جدول (2) ويبدو أن القيمة الأخيرة تمثل حدا فاصلا بين الحدود العليا والدنيا للمعدل السنوي وبواقع ( 6 ) أشهر لكل منهما إذ تصدت الأشهر المتسلسلة ( أيار ، حزيران ، تموز ، أب ، أيلول ، ت1 ) للحدود العليا – وهي أشهر انتقال الشمس الظاهري إلى الشمال من خط الاستواء –  فيما عكست الحدود الدنيا أشهر ( ت2 ، ك1 ، ك2 ، شباط ، آذار ، نيسان ) والتي تضم فصلين متكاملين تقريبا هما ( الشتاء والربيع ) ، شكل (2) .  
 ويبدو أن الخصائص الحرارية لإقليم المناخ الجاف وشبه الجاف أضحت تمثل السمة البارزة للنظام البيئي في منطقة الدراسة إذ وصل المدى الحراري ( RANGE ) للحرارة العظمى والصغرى بحدود ( 14 ) م° مؤشرا بذلك الصفة القارية التي وصلت في محطة ( كربلاء ) إلى حوالي ( 43.6 ) (1).
 
     وتشير مفردات الجدول (2) إلى أن السير الشهري لمعدل درجة الحرارة العظمى يتدرج صعودا من بداية السنة التقويمية حتى يصل إلى نقطة تتجاوز فيها قيمة الفرق بين الأشهر الانتقالية ( آذار ، نيسان ، أيار ) حوالي ( 7 ) م° ثم تبدأ بالانخفاض الحاد ما بين شهري ( ت1 ، ت2 )    ( فصل الخريف ) ليصل الفرق بينهما إلى حدود(10) م° وهذا التفاوت الملفت للنظر ينسحب أيضا على معدل درجة الحرارة الصغرى ولكن بحدود ( 6 – 8 ) م° ولنفس الأشهر ، شكل (2) .
    
ج:الضغط الجوي PRESSURE)  )
                                               تشير معطيات جدول (3) و خرائط مستوى الضغط الثابت    ( السطحية والعليا )(*)  إلى وجود تباين  زماني – اعتمادا على الأساس الفصلي – في سيطرة المنظومات الضغطية على  مناخ  ( كربلاء )  خلال  مدة الدراسة و هذا التباين ساعد  على  خلق 
ظروف  طقسية  متغيرة هي الأخرى  لتؤثر في  طبيعة عناصر و ظواهر المناخ  السائدة  لنفس
المنظومة الضغطية المتحكمة في أجواء المنطقة  وكما يلي : أوضحت مؤشرات خرائط الطقس السطحية ان منظومة الضغط العالي شبه المدارية ( Sub tropical high ) وامتدادها المتمثل
                                                                                                                                             
1.6*A                                                                                                                             
(1)  استخرجت درجة القارية اعتمادا على المعادلة التالية :                    – 14    C = ، للمزيد من التفاصيل انظر :
    علي صاحب الموسوي ،عبد الحسن مدفون أبو رحيل ،                10  sinØ +  
     مناخ العراق ، ط1 ، مطبعة الميزان ، النجف الاشرف ، 2012 – 2013 ، ص21-22 0
 (*) للمزيد من التفاصيل حول خرائط الضغط ( السطحية والعليا ) انظر :
– شاكر عبد العزيز عبد الله، أطلس مناخ العراق (1961 – 1990)الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي العراقية ص82-094  www.Vortex .Plymouth .edu/                                                                                                                        –
 
  
بمنظومة ( شبه الجزيرة العربية ) تعد المسيطر الرئيس على أجواء منطقة الدراسة خلال شهر    ( ك2 ) إذ تصل معدلات قيم الضغط الجوي فيها إلى حدود ( 1020 ) ملليبار ، شكل (4) وهذه المنظومة غالبا ما تتعمق إلى مستويات ( 850 ، 500 ) ملليبار يرافقها في ذلك سيادة واضحة للضغط العالي القادم من جنوب ( تركيا ) وجنوب غرب  ( أوربا  ) ما يؤثر في سيطرة كتل هوائية دافئة جافة (  (cT وباردة جافة ( ( cP للمنظومتين على التوالي ، شكل (5) .
 
      بالإضافة إلى ذلك فأن الكتل الهوائية الباردة المرافقة للمرتفع ( السيبيري ) تعد من المؤشرات المهمة في مناخ منطقة الدراسة على وجه الخصوص في هذا الفصل بالذات إذ تمتاز هذه الكتل بانخفاضها الحاد في درجة الحرارة ( في حدود الصفر المئوي ) والجفاف وارتفاع قيم الضغط الجوي فيها وتمثل القطاع البارد في الانخفاضات الجوية بينما تكون معتدلة في فصلي ( الربيع والخريف ) بسبب تزحزح نطاقات الضغط الدائمة إلى الشمال من مواقعها السابقة (1) . 
 
     أما بالنسبة لمنظومات الضغط الواطئ السائدة في هذا الفصل فقد تمثلت بمنخفضات البحر المتوسط والمنخفضات الإثيوبية ( السودانية ) الدافئة فضلا عن المنخفض ( المندمج ) الذي يمزج بين النوعين السابقين وبنسبة تكرار لم تتجاوز ( 13 % ) .
 
     وفيما يخص فصل الصيف فقد أشارت بيانات الجدول (3) إلى انخفاض قيم الضغط الجوي السطحية في هذا الفصل المتمثل بشهر ( تموز ) في منطقة الدراسة إلى حدود ( 999 ) ملليبار مؤشرة بذلك سيادة منظومات الضغط  الواطئ الحرارية ( Thermal Depression     (ويعزى
السبب الرئيس  لتشكل هذه المنظومات إلى  تأثير المنخفض الأثيوبي الموسمي الذي يزداد  تكراره
في فصل الصيف والذي يتزامن مع سيطرة المنخفض الهندي الموسمي  وامتداده شمال الخليج العربي ووسط وجنوب العراق (1). إن سيادة المنخفضات العميقة نسبيا ( اقل من 1000 ) ملليبار يؤثر في نشأة وتكون حركات دورانية محلية  للرياح ( زوابع Eddy  ) في منطقة  الدراسة  تصل
 
(1) حسين فاضل عبد ، التوزيع المكاني وألزماني لأنماط التساقط في العراق ، أطروحة دكتوراه ، كلية التربية ، الجامعة المستنصرية ، 2006 ، ص28 0
 
معدلات سرعتها إلى أكثر من  ( 4) م/ثا ، جدول (3) غالبا ما تكون مصحوبة بالأتربة أو الغبار والذي يمكن أن يتطور إلى عواصف ( غبارية أو ترابية ) في حالات استثنائية عندما تقارب سرع الرياح مستويات ( 8 – 10 ) م/ثا .    
 
د:الرياح ( IND W ) 
                                  تشير معطيات قسم المناخ في هيئة الأنواء الجوية إلى أن معدل سرعة الرياح في محطة ( كربلاء ) للمدة ( 1980 -2011  ) تراوح بين ( 1.9 – 4.2 ) م/ثا  لشهري   ( ت2 ، تموز ) على التوالي ، جدول (4) وفي أثناء ذلك امتاز السير الشهري لهذا المتغير بالتقلب و عدم الانتظام (OSCILATION ) خلال مدة الدراسة إذ ازدادت السرعة تدريجيا بدءا من شهر ( ك2 ) وصولا للحدود العليا في شهر ( تموز ) ولكن بفارق متباين خلال أشهر النصف الأول بيد انه لم يتجاوز ( 1.6 ) م/ثا  ، شكل (6) في حين شكل النصف الثاني ( تموز – ك1 ) انخفاضا منتظما    ( تقريبا ) في سرعة الرياح ابتدءا من ( تموز ) وحتى شهر ( ك2 ) . 
 
    ويبدو ان المعدل العام لسرعة الرياح في منطقة الدراسة لم يتجاوز ( 2.9 ) م/ثا  مما شكل حدا منصفا لأشهر السنة من حيث القيم الأعلى والأدنى فالأولى ضمت أشهر ( آذار ، نيسان ، أيار ، أب ، حزيران ، تموز ) مرتبة تصاعديا في حين تمثلت القيم الأدنى من المعدل في أشهر (  شباط ، أيلول ، ك2 ، ت1 ، ك1 ، ت2 ) مرتبة تنازليا ، شكل (6) .
 
وفيما يخص الاتجاه فقد أكدت المصادر على ان الاتجاه الشمالي الغربي ( ( NW هو الاتجاه السائد في محطة ( كربلاء ) وبالتحديد بين درجتي ( 285 °– 315° ) ثم الاتجاه الغربي ( W ) ( 255 °-  285° ) ثم يأتي الاتجاه الجنوبي الغربي ( ( SW بالدرجة الثالثة ( 225° – 255 °) ثم تتدرج بقية الاتجاهات كما يبدو من شكل (7) (1) .



 (1)  إنعام سلمان إسماعيل ، اثر الامتداد الضغطي للمنخفض الموسمي الهندي في بعض عناصر مناخ العرق صيفا ( الحرارة ، الرطوبة ، الرياح ) ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 2001 ، ص112 0    
 
ھ:العواصف الغبارية ( ( DUST STORM
                                                              تعد منطقة ( كربلاء ) من المناطق ذات الأولوية في تعرضها للعواصف الغبارية كونها تمثل الخط الأول في الجبهة الغربية المواجهة للمنظومات الطقسية الاعتيادية منها والمضطربة والتي تمتاز بالجفاف على وجه الخصوص وبنوعيها البارد والحار . 
 
      ويبدو من معطيات الجدول (4) أن النصف الأول من السنة خلال مدة الدراسة قد شهد زيادة ملحوظة في تكرار معدل أيام حدوث هذا المتغير بدءا من شهر ( ك2 ) وحتى شهر ( حزيران ) إذ يزداد مجموع التكرار تدريجيا – باستثناء شهر آذار – الذي سجل معدلا بلغ ( 1.1 ) يوم فيما سجل شهر ( أيار ) القمة الرئيسية وبواقع ( 2) يوم  ، شكل (7) .
 
    أما في النصف الثاني للسنة ذاتها فقد انخفضت التكرارات الى أدنى مستوياتها وخصوصا في شهر ( ك1 ) إذ بلغت ( 0.2 ) يوم ، ويبدو أن ازدياد تكرارات العواصف الغبارية في منطقة      ( كربلاء ) يتركز أساسا في فصلي ( الربيع ) الانتقالي و( الصيف ) ، في حين تنخفض التكرارات في فصلي ( الخريف ) الانتقالي و ( الشتاء )  والسبب يرجع بالدرجة الأساس إلى تباين مستويات الرطوبة النسبية للهواء ورطوبة التربة فالعلاقة عكسية بين المتغير قيد الدراسة ومستويات الرطوبة فضلا عن عوامل قد تلعب دورا مباشرا في نشأة العواصف أو تلاشي واضمحلال مقومات وجودها منها سرعة الرياح وطبيعة الغطاء النباتي وكثافته ونوعية التربة ومستويات التصحر …… الخ .      







(1) رياض محمد علي المسعودي ، حسين علي حاتم ألشمري ، العواصف الغبارية في محافظة كربلاء ( أسبابها ، أثارها ، سبل المواجهة ) مجلة الباحث ، كلية التربية للعلوم الإنسانية ، جامعة كربلاء ، العدد السابع ، 2013، ص343 0
           
 
و:التبخر ( EVAPORATION )
                                                 تتباين معدلات وقيم التبخر في منطقة ( كربلاء ) – ذات المناخ الجاف ( (Arid معظم أوقات السنة والبيئة الصحراوية التي تضم حوالي ( 60 – 65 ) % من مساحة المحافظة – وفقا للنظام الإشعاعي والحراري الذي تمتاز به المحافظة ، فمن حيث الارتفاع في هذه القيم فقد شهد شهر ( ك2  64.2ملم) وما تلاه زيادة مضطردة  في المعدل وصولا إلى الحد الأقصى في شهر ( تموز ) والذي سجل ما مجموعه ( 481.3 ملم ) أي بفارق وصل إلى حوالي ( 417 ملم ) عن الشهر السابق ، جدول (5) ثم تأخذ القيم بالانخفاض بعد شهر ( تموز ) حتى تصل في نهاية السنة ( ك1 ) إلى حدود ( 67 ) ملم ، شكل (8) .
 
      إن هذا الارتفاع في قيم التبخر المسجلة في محطة ( كربلاء ) يعزى بالدرجة الأساس إلى زيادة ساعات السطوع الشمسي  ( طول النهار ) وارتفاع درجات الحرارة وزيادة تكرار الكتل المدارية وشبه المدارية  الحارة ( ( cT القادمة من الجنوب والتابعة  لمنظومات الضغط المرتفع التي تسود المنطقة ( خصوصا أثناء فصل الصيف ) والتي تعمل على كبس الهواء من الأعلى مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته بسرعة و بمعدل اكبر من الحالة الاعتيادية المعروفة بالصعود الاديباتيكي  للهواء الجاف ( (Dry Adiabatic Laps Rate فيصبح الهواء أكثر حرارة عند وصوله إلى سطح الأرض ( الساخن أصلا ) .  



ز:الرطوبة النسبية  ( RELATIVE HUMIDITY ) 
                                                                               امتازت الرطوبة النسبية في منطقة الدراسة بالتباين ألزماني ( الفصلي والشهري ) نتيجة لتضافر عوامل  مناخية عدة اتسمت بالتباين هي أيضا من أهمها درجات الحرارة ومستويات الضغط الجوي السائدة وسرعة الرياح واتجاهها فضلا عن طبيعة الكتلة الهوائية المسيطرة على أجواء المنطقة  كونها ( قطبية ، مدارية ) أو ( قارية ، بحرية ) أو ( رطبة ، جافة ) 0000الخ ، لذلك اختلفت قيم هذا المتغير ما بين فصول السنة وموسميها الجاف والممطر لتعطي تصورا أو انطباعا عن سلوكية  هذا العنصر الحيوي في رسم الخصائص الطقسية والمناخية في محافظة ( كربلاء ) وكما يبدو من جدول (5) 0
 
     استعرضت مفردات الجدول السابق السير الشهري والسنوي لقيم الرطوبة فهي تبدأ بالانخفاض من بداية السنة التقويمية  ( ك2 ) الذي مثل الحدود العليا وبواقع ( 75 % ) ومرورا بأشهر ( شباط ، آذار ، نيسان ، أيار ) وصولا إلى شهر ( حزيران ) الذي شهد أدنى مستوى للرطوبة إذ سجل ( 28.9 % )  ، شكل  (8) 0
   
     إن الانخفاض المسجل والذي أعقب القيمة العليا المطلقة في  بداية  أشهر السنة ( ك2 )  شمل ستة أشهر توزعت على ( 3 ) فصول وهي ( الشتاء والربيع والصيف ) وكانت نسبة الانخفاض بين الأشهر في حدود ( 10 % ) وهذا التناقص في قيم الرطوبة  يمكن أن يعزى إلى عوامل محلية وإقليمية كارتفاع درجات الحرارة بسبب زيادة ساعات السطوع الشمسي وما يترتب عليه من سرعة تسخين الطبقة العليا المكشوفة من سطح الأرض ( الجرداء ) التي تؤلف حوالي ( 65 % ) من مساحة المحافظة  فضلا عن قلة الأمطار والبعد عن المسطحات المائية و تزايد تكرار الكتل المدارية القارية التي تمتاز بارتفاع مستويات الجفاف كونها قادمة من عروض دنيا دافئة (7) 0
  
      أما بالنسبة للنصف الثاني من السنة فقد شهد ارتفاعا في قيم العنصر ابتدءا من شهر ( تموز ) الذي سجل ( 30.7 % ) ثم ( أب وأيلول ) وبفارق ( 1.8 ، 4.2 ) % على التوالي  وتلتها أشهر  ( ت1 ، ت2 ، ك1 ) وبزيادة مضطردة بلغت ذروتها بين شهري  ( ت1 ، ت2 ) إذ وصلت إلى   ( 15.9 % ) ، شكل (8)  والسبب  يعود إلى زيادة  تكرار المنظومات الضغطية الرطبة بنوعيها ( الباردة والدافئة ) والتي ينحدر اغلبها في مصدره ونشؤه من منطقة البحر المتوسط 0
 
ح:التغييم CLOUDNESS )  )
                                                تشير معطيات الجدول (6) إلى أن قيم التغييم في ( كربلاء ) تباينت على المستوى الشهري والفصلي خلال السنة التقويمية إلا أن موسم التغييم والذي  يبدأ بشهر       ( ت1 ) تقريبا  حسب مؤشرات الجدول اتسم بالتوزيع الطبيعي شبه المنتظم خلال الأشهر الخمسة التي تمثل حوالي ( 70 % ) من طول الموسم وهي ( ت1 ، ت2 ، ك1 ، ك2 ، شباط )  ، شكل (9) 0
 
     ويبدو أن الانخفاض الحاد في نسب التغيم خلال الربع الأول من السنة التقويمية ( وخصوصا في شهر آذار )  ساعد على خلق نوع من الشذوذ (  ( Up normality في قيم هذا العنصر أثناء الموسم  المطير الرطب في منطقة الدراسة إذ تراوحت القيم بين (3 – 0 ) ( OKTAS أثمان )  في حين ارتفعت في شهر ( نيسان ) ( 3 أثمان )  لتمثل الحدود العليا  بالاشتراك مع أشهر (  ك1 ، ك2 ) ثم أخذت القيم بالانخفاض في نهاية موسم التغييم المتمثل بشهري ( أيار + حزيران ) وبواقع ( 2.3 ، 0.4 ) أثمان على التوالي 0
   
 إن التناقص المتفاوت للغطاء ألغيمي خلال النصف الأول في ( كربلاء ) يرجع أساسا إلى اختلاف في سيطرة عدة أنظمة ضغطية  ( عالية ومنخفضة ) متباينة في المحتوى الرطوبي  ودرجة الندى ، وتشير المصادر إلى أن معظم أجزاء الغطاء ألغيمي في العراق وما يتعلق به من خصائص ( كاللون والسمك والارتفاع وطبيعة التساقط ومحتوى الغيمة 000الخ ) تنشأ بفعل منخفضات  جبهوية قادمة من البحر المتوسط وحتى الغيوم ( المحلية المنشأ ) والتي تتكون عقب تبخر المياه السطحية هي نتيجة غير مباشرة لتلك المنخفضات والتي يتراوح عددها خلال الموسم المطري ( ت1 – أيار ) بما يقارب ( 24 – 52 ) منخفضا وبمعدل ( 4.7 – 6.6 ) منخفض للشهر الواحد (1)0 
 
     أما بالنسبة لأشهر ( أيلول ، ت1 ، ت2 ، ك1 ) فقد تدرجت قيم التغييم فيها بالارتفاع لتصل الى حدودها العليا في ( ك1 ) والذي يمثل مع شهر ( ك2 ) الفترة المثالية لصور تبادل الطاقة الحرارية بين الكتل الهوائية المدارية وشبه المدارية والكتل القطبية بسبب وقوع منطقة الدراسة خصوصا والعراق بشكل عام في قلب نطاق تجمع الرياح ( Convergence Zone  ) المرافق لامتدادات الجبهة القطبية ( ( Polar Front  المسيطرة على معظم أجزاءه في هذا الوقت 0






(1)  سالار علي خضر الدزيي ، التنبؤ بالتساقط باستخدام بيانات الغطاء ألغيمي في العراق ، أطروحة دكتوراه ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 2005  ، ص61-62 0
 
ط:الأمطار ( RAINFALL )
                                               تسقط  معظم الأمطار في منطقة ( كربلاء ) في الفصل البارد من السنة كونها تعد ضمن أقاليم المناخ الجاف ( حسب قرائن التصانيف المناخية )  التابع لنظام أمطار البحر المتوسط  وهي قليلة ومتذبذبة (  ( Fluctuation على الأعم الأغلب وتبدأ بالسقوط اعتبارا من شهر ( ت1 ) الى نهاية شهر ( أيار ) ويتزامن سقوطها مع زيادة تكرار الانخفاضات الجوية ( الجبهوية ) على ارض العراق (1) 0
 
     وتعكس مؤشرات الجدول (6) الواقع الفعلي لبداية سقوط الأمطار في السنة التقويمية والذي يبدأ بشهر ( ك 2 ) ثم ينقطع تماما ( تقريبا ) في ( حزيران ) ليبدأ ثانية في ( أيلول ) ويستمر الى نهاية السنة ، في حين يبدأ موسم الأمطار – المطابق تماما لموسم التغييم – في السنة المطرية في نهاية ( أيلول ) وبداية ( ت 1)  ويصل إلى أعلى مستوياته  في ( ك2 ) 0
 
     ويبد ان شهري ( ك2 + آذار ) قد ضما أعلى معدلات الأمطار المسجلة في محطة ( كربلاء ) خلال مدة الدراسة وبواقع ( 17.6 ، 16 ) ملم على التوالي ، شكل (9) وهذه الزيادة  تجلت كنتيجة للنشاط المتكرر للمنخفضات الجبهوية للبحر المتوسط  والحرارية ( كالإثيوبي ومنخفض البحر الأحمر )  ، ومما يلاحظ ان معدل الارتفاع  والانخفاض اتخذ توزيعا اقرب ما يكون إلى الطبيعي (  Normal Distribution ) باستثناء شهر ( شباط ) الذي شهد انخفاضا واضحا بسبب سيادة كتل هوائية امتازت بانخفاض درجة حرارتها وجفافها كونها قادمة من عروض ونطاقات الضغط العالي الباردة في أواسط أسيا وتركيا 0
 
    وتجدر الإشارة إلى ان سقوط الأمطار شمل ( 8 ) أشهر ولثلاثة فصول وهي ( الخريف والشتاء والربيع ) في حين بلغ المجموع السنوي ( 90.9 ) ملم أما المعدل الشهري لموسم الأمطار فقد اقترب من حدود ( 10 ) ملم ، في حين شكلت هذه القيمة فارقا بين أشهر ( ت2 ، ك1 ، ك2 ، 
شباط ، آذار ، نيسان ) الأعلى منها و ( أيار ، ت1 ) الأقل منها ، شكل (9) 0
 
(1) محمود بدر علي السميع ، دراسة تقويمية لطرائق الري المستخدمة في الزراعة عند المنطقة الصحراوية بين كربلاء والنجف ، مجلة البحوث الجغرافية ، العدد ( 14 ) ، 2011 ، ص70 0
   
 أما فيما يخص أشهر الصيف ( حزيران وتموز وآب ) فقد خلت من سقوط الأمطار في منطقة الدراسة  وبذلك يمكن القول ان الخط المطري ذو القيمة ( 100 ) ملم سنويا يمكن ان يغطي جغرافيا منطقة (  كربلاء ) وما جاورها ويضفي عليها طابع المناخ الحار الجاف صيفا والبارد الممطر شتاءا 0    
                                                                            
ي:النتائج  CONCLUSION
 
توصلت دراسة خصائص المناخ لمحافظة ( كربلاء ) إلى عدة مخرجات ونتائج أفصحت عن وجود مكون جغرافي طبيعي عكس بصفاته الحيوية دور تلك الخصائص في رسم الواقع البيئي المميز للمحافظة وتحكمها في التأثير على أهم مفاصل الحياة البشرية والحيوانية  وما يتعلق بها من علاقات  تفاعلية  لعناصر الماء والهواء والتربة ، ويمكن إدراج أهم هذه النتائج بما يأتي :
 
1 –  امتازت منطقة ( كربلاء ) بالموقع الجغرافي الهامشي بالنسبة لإقليم السهل الرسوبي والمتاخم لإقليم الهضبة الغربية والتي أضحت بسبب نسبة مساهمتها العالية في سطحه ( 65 – 70 % ) المسيطرة في تصنيفها المناخي عليه كإقليم جاف او شبه جاف 0
 
2  – عكست خصائص السير الحراري الشهري والفصلي  لمنطقة الدراسة صفة القارية التي اختصت بها هذه المنطقة  والتي وصلت إلى حدود ( 43.6) مؤشرة تباينا واضحا في القيم العليا والدنيا للنظام الحراري ما أدى إلى زيادة المدى إلى قرابة ( 30 ، 27 )°م  للحرارة العظمى والصغرى على التوالي 0
 
3  – امتازت قيم الضغط الجوي بتغيراتها الشهرية والفصلية على حد سواء فقد أضحت الأشهر الشتوية  ( ك1 ، ك2 ) متصدرة للحدود العليا لمنظومات الضغط العالي وبقيم تقارب ( 1020 ) ملليبار لكل منهما فيما أمست قيم أشهر الصيف ( تموز ، آب ) ممثلة للحدود الدنيا للضغط الواطئ وبواقع ( 999.5 ، 1001 ) ملليبار على التوالي  أي بفارق ضغطي وصل إلى حدود ( 21 ) ملليبار 0


4  –  بناءا على ما تقدم فأن مؤشرات حركة الرياح المرتبطة بمراكز المنظومات الضغطية أظهرت تباينا شهريا وفصليا واضحا هي الأخرى فمن حيث السرعة بدت العلاقة عكسية مع قيمة المؤشر الضغطي إذ تركزت الحدود العليا في فصل الصيف وبواقع ( 4 ، 4.2 ، 3.4 ) م/ ثا  لأشهر ( حزيران ، تموز ، آب ) على التوالي في حين اقتصرت الحدود الدنيا للسرعة على أشهر الشتاء ( ت2 ، ك1 ، ك2 ) وبواقع ( 1.9 ، 2 ، 2.4 ) م / ثا على التوالي 0
 
5  – تصدرت أشهر فصل الصيف الحار ( حزيران ، تموز ، أب ) بقية الأشهر والفصول في تسجيل الحدود العليا لمستويات التبخر في ( كربلاء ) وبمجموع ( 1360.2 ) ملم خلال موسم الجفاف أي بنسبة ( 41.6 % ) من المجموع السنوي ، فيما شكلت قيمة التبخر لشهر (تموز ) لوحدها نسبة (  35.3 % ) من كمية التبخر للأشهر الثلاثة مجتمعة 0  
 
6 –  أشارت معطيات الرطوبة النسبية وكميات الأمطار إلى وجود تفاعل وارتباط جدلي طردي بين المتغيرين إذ شمل الموسم المطير الرطب أشهر ( ت2 ، ك1 ، ك2 ، شباط ، آذار ، نيسان ) وبمعدل رطوبة قارب حدود ( 68 % ) وبكمية أمطار اجتازت حدود ( 93 ) ملم ، أي ما يعادل   ( 92.3 % ) من مجموع أمطار السنة ، فيما شكل الفصل الجاف ما نسبته ( 32 % ، 7.7 % ) للمتغيرين على التوالي 0
 
7 –  شهدت منطقة (  كربلاء ) تفاوتا واضحا في مستويات ونسب التغييم الشهري خلال مدة الدراسة  إذ تصدرت أشهر ( ك1 ، ك2 ، نيسان ) نظيراتها بواقع ( 3 ) أثمان مؤشرة ارتفاع قيم الرطوبة ونقطة الندى  في حين شهدت الأشهر المتبقية من الموسم المطير ( ت2 ، شباط ، آذار ) انخفاضا في نسب التغييم وصلت إلى  حدود ( 2.6 ، 2.5 ، 0 ) أثمان على التوالي 0




الملخص
تناولت هذه الدراسة الخصائص والظواهر الطقسية والمناخية لمحافظة ( كربلاء ) ذات البيئة الصحراوية ( الجافة وشبه الجافة ) في وسط العراق وعمدت إلى استخدام أسلوب جغرافي  في تحليل بيانات ومؤشرات المناخ لفترات دورية متعاقبة ( 1961 – 1990 ) ، ( 1980 – 2011)  للتعريف بواقع المحافظة المناخي وتفاعل بيئتها الجغرافية مع عناصره وظواهره الرئيسية التي شملها البحث وهي    ( الإشعاع الشمسي ، درجة الحرارة ، الضغط الجوي ، الرياح والعواصف ، الرطوبة ، التغييم والأمطار ) بالمنهج التحليلي – الوصفي وبمنهجية ركزت على التباين ألزماني     ( الشهري ، الفصلي ) و ( السنوي ، الموسمي ) للعناصر قيد الدراسة  وأشارت المخرجات الى مميزات وخصائص أضفت الطابع ( المتذبذب ) والصفة القارية لعناصر المناخ في منطقة          ( كربلاء ) وإقليمها الجغرافي 0  
ABSTRACT
Search deals with weather and climate phenomena and characteristics at     ( Karbala ) province in the central of  (IRAQ ) which seem to be as environmental desert ( arid and semi arid region)  , search employed a geographical technique to analysis of climate data and information for tow periods ( 1960 – 1991 ) , ( 1980 – 2011) in order to climate situation identify and Its geographical ecosystem reaction with its elements that search deals with ( solar radiation ,temperature ,pressure , wind and dust storm , humidity , cloudness and rainfall ) at analytical – disprective approach  and a method focus on chronological difference ( monthly , seasonally ,monsoon and  yearly ) for elements referred , and the conclusion signed  characteristics  that showed  variety , fluctuation  and  continental  indication for the climate elements at ( Karbala ) area and its geographical region   .                                                                                                                           



المصادر:


  1. إسماعيل ، إنعام سلمان ، اثر الامتداد الضغطي للمنخفض الموسمي الهندي في بعض عناصر مناخ العرق صيفا ( الحرارة ، الرطوبة ، الرياح ) ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 2001 0
  2. شمران ، هدى علي ، دراسة بيئية لخصائص مياه الشرب في مدينة كربلاء ، رسالة ماجستير ، كلية التربية للبنات ، جامعة الكوفة ، 2013 0
  3. السميع ، محمود بدر علي ، دراسة تقويمية لطرائق الري المستخدمة في الزراعة عند المنطقة الصحراوية بين كربلاء والنجف ، مجلة البحوث الجغرافية ، العدد ( 14 ) ، 2011 0
  4. الدزيي ، سالار علي خضر ، التنبؤ بالتساقط باستخدام بيانات الغطاء ألغيمي في العراق ، أطروحة دكتوراه ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 2005 0
  5. الراوي ، عادل سعيد ، قصي عبد المجيد السامرائي ، المناخ التطبيقي ، بغداد ، 1990 0
                                                                            
  1. المسعودي ، رياض محمد علي ، حسين علي حاتم ألشمري ، العواصف الغبارية في محافظة كربلاء ( أسبابها ، أثارها ، سبل المواجهة ) مجلة الباحث ، كلية التربية للعلوم الإنسانية ، جامعة كربلاء ، العدد السابع ، 2013 0
  2. الموسوي ، علي صاحب طالب ، جغرافية الطقس والمناخ ، ط1 ، دار الضياء للطباعة والنشر ، النجف الاشرف ، 2009 0
  3. ——————– ، عبد الحسن مدفون ابو رحيل ، مناخ العراق ، ط1 ، مطبعة الميزان ، النجف الاشرف ، 2012 – 2013 0
  4. عبد ، حسين فاضل ، التوزيع المكاني وألزماني لأنماط التساقط في العراق ، أطروحة دكتوراه ، كلية التربية ، الجامعة المستنصرية ، 2006 0
   10 – عبد الباقي ، فاتن خالد ، ظواهر طبقات الجو العليا وأثرها في تشكيل وصياغة مناخ               .     العراق ، أطروحة دكتوراه ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 2001 0
11 –  عبد الله ، شاكر عبد العزيز ، أطلس مناخ العراق ( 1961 – 1990 ) ، الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي ، ب 0ت0
12 – ناصر ، حسين جعاز ، نهاد خضير كاظم ، تحليل جغرافي للأمن الغذائي في محافظة كربلاء خلال سنة 2011 ، مجلة الباحث ، كلية التربية للعلوم الإنسانية ، جامعة كربلاء ، عدد خاص ، 2013 0
13 – جمهورية العراق ، وزارة البلديات والأشغال العامة ، المديرية العامة للتخطيط العمراني ، الخطة الهيكلية لمحافظة كربلاء المقدسة ، المرحلة الثانية ، 2013 0
15 – شركة   ISIRI مشروع خارطة العالم مرفق في قاعدة بيانات database لبرنامج ARC GIS 9.3 ، جمهورية العراق ، الهيئة العامة للمساحة ، خارطة العراق الإدارية مقياس 1:1000000 لسنة 1998 . 
.  16 –www. Vortex . Plymouth . edu                                                             
 
                                                                        























جدول (1) كمية الإشعاع الشمسي وساعات السطوع الفعلية والنظرية في محطة ( كربلاء ) للمدة            
                                               ( 1980 – 2011)
الأشهر
كمية الإشعاع الشمسي       ( ملي واط / سم2 /يوم
ساعات السطوع النظرية        ( ساعة /يوم )
ساعات السطوع الفعلية        ( ساعة /يوم )
ك2
288.7
10.1
6.1
شباط
378.7
11.1
7.1
آذار
479
12
8
نيسان
579.1
13.1
8.3
أيار
660.1
13.5
9.4
حزيران
746.1
14.1
11.2
تموز
734.4
14.5
11.4
آب
670.9
13.2
11.2
أيلول
567.5
12.1
10.8
ت1
429.6
11.2
8.3
ت2
324.9
10.2
7.2
ك1
255.7
10.1
6.1
المعدل السنوي
509.5
12.1
8.7
المصدر :الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية ، قسم المناخ ، بيانات غير منشورة ،















    شكل (1) المعدل الشهري  للإشعاع الشمسي وساعات السطوع النظرية والفعلية في محطة (كربلاء)
                                                  للمدة (1980 – 2011) 0
    المصدر : بالاعتماد على جدول (1) 0








جدول (2) المعدل الشهري لدرجة الحرارة الصغرى والعظمى والمعدل /°م في محطة ( كربلاء ) للمدة            
                                               ( 1980 – 2011)
الأشهر
درجة الحرارة الصغرى /°م
درجة الحرارة العظمى /°م
معدل درجة الحرارة  /°م
ك2
5.4
15.9
10.7
شباط
7.3
18.8
13.1
آذار
11.3
23.7
17.5
نيسان
17.5
30.9
24.2
أيار
22.7
37.3
30
حزيران
26.5
41.8
34.2
تموز
29.5
44.2
36.9
أب
28.7
44
36.4
أيلول
24.6
40.3
32.5
ت1
19.2
33.6
26.4
ت2
11.8
23.9
17.9
ك1
6.9
17.8
12.4
المعدل السنوي
17.6
31
24.3
المصدر : الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية ، قسم المناخ ، بيانات غير منشورة 0







 










 شكل (2 ) المعدل الشهري لدرجة الحرارة الصغرى والعظمى والمعدل /°م في محطة ( كربلاء ) 
   للمدة  ( 1980 – 2011) 0          
   المصدر : بالاعتماد على جدول (2) 


                                    
 
                                       
                                  
                                      
                                    جدول (3) قيم الضغط الجوي الشهرية ومعدلها السنوي
                                            لمنطقة ( كربلاء) للمدة(1961-1990)
 
الأشهر
قيمة الضغط / ملليبار
ك2
1019.5
شباط
1017.4
آذار
1014
نيسان
1011
أيار
1007.7
حزيران
1003.5
تموز
999.5
آب
1001
أيلول
1006.7
ت1
1013
ت2
1017.5
ك1
1019.5
المعدل
1010.8
                                    
                                   المصدر: شاكر عبد العزيز عبدا لله ، أطلس مناخ العراق
                                       ( 1961-1990) ، الهيئة العامة للأنواء الجوية ، بغداد
                                             والرصد الزلزالي العراقية 0ب.ت. ص0

















         شكل (3) قيم الضغط الجوي الشهرية / ملليبار لمنطقة ( كربلاء) للمدة(1961-1990)
         المصدر : بالاعتماد على جدول (3)
                                           





جدول (4) المعدل الشهري والسنوي لسرعة الرياح م/ ثا وتكرار العواصف الغبارية
/ يوم في كربلاء ( 1980 – 2011)
الأشهر
معدل سرعة الرياح 
/ م ثا
معدل تكرار العواصف/يوم
ك2
2.4
0.4
شباط
2.6
1.1
آذار
3
1.1
نيسان
3.1
1.6
أيار
3.2
2
حزيران
4
1.5
تموز
4.2
1.2
آب
3.4
0.4
أيلول
2.5
0.3
ت1
2.1
0.6
ت2
1.9
0.3
ك1
2
0.2
المعدل
2.9
المجموع    10.9          
 
                            
      















                       المصدر :    الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية ، قسم المناخ ، بيانات غير منشورة 0
 











          شكل (6) المعدل الشهري والسنوي لسرعة الرياح م/ ثا وتكرار العواصف الغبارية / يوم في كربلاء
                                         ( 1980 – 2011)
         المصدر : بالاعتماد على جدول (4)













شكل (7) وردة الرياح لمحطة ( كربلاء ) للمدة ( 1981 –  2010 )
       المصدر  : رياض محمد علي المسعودي ، حسين علي حاتم ألشمري  ، مصدر سابق ، ص343 0



جدول (5) المجموع والمعدل الشهري والسنوي للتبخر /ملم والرطوبة النسبية
% في كربلاء ( 1980 – 2011)
 
الأشهر
التبخر / ملم
الرطوبة النسبية %
ك2
64.2
75
شباط
97.3
60.7
آذار
176.2
52.1
نيسان
255.8
42.6
أيار
353.6
33.9
حزيران
443.9
28.9
تموز
481.3
30.7
آب
435
32.5
أيلول
325.3
36.7
ت1
218.7
46
ت2
110
61.9
ك1
67
73
المجموع
3028.3
المعدل     47.8    
                            
                             المصدر : الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية ، قسم المناخ ، بيانات غير منشورة 0
 














   شكل (8) المجموع والمعدل الشهري والسنوي للتبخر /ملم والرطوبة النسبية % في كربلاء
                                             ( 1980 – 2011)
             المصدر : بالاعتماد على جدول (5)







جدول (6) المجموع والمعدل الشهري والسنوي للتغييم ( أثمان) والأمطار /ملم 
 في كربلاء ( 1980 – 2011)
 
الأشهر
التغييم / أثمان 
الأمطار / ملم
ك2
3
17.7
شباط
2.5
12.6
آذار
16
نيسان
3
11.8
أيار
2.3
3.2
حزيران
0.4
0
تموز
0
آب
0
أيلول
0.3
0.3
ت1
1.6
4.2
ت2
2.6
10.6
ك1
3
14.5
المعدل
2
المجموع   90.9  
                            
                             المصدر : الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية ، قسم المناخ ، بيانات غير منشورة 0















     شكل (9) المجموع والمعدل الشهري والسنوي للتغييم ( أثمان) والأمطار /ملم في كربلاء
 ( 1980 – 2011)
                المصدر : بالاعتماد على جدول (6)
  
 
         
 
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 
    جامعة كربلاء / كلية التربية
      للعلوم الإنسانية
 
             تحليل جغرافي لخصائص المناخ 
                   في محافظة كربلاء
ا.د حسين فاضل عبد
ا.م.د سندس محمد علوان 
قسم الجغرافية التطبيقية
         1443ه                                                                                        2022م
Mob.  07702650088
               
Ministry of Higher Education and Scientific
 research /  Karbala University /college of
        education for human sciences     
                                    
   
(((Geographical analysis of climate characteristics at Karbala Province  )))
prof.Dr. Hussien fadhil abd
ass.prof.Dr sundus M.Alwan
Applied Geography Dept.
        
     2022         م  1443                                                                                             ھ                                                                                                        
























شارك هذا الموضوع: