التحديات والتطورات الحديثة في الزراعة العراقية: نحو استدامة زراعية في ظل التغيرات المناخية ونقص المياه
 
تعد الزراعة في العراق من الأنشطة الاقتصادية الحيوية، حيث يشتهر هذا البلد بتنوع أراضيه الزراعية، وخاصةً في مناطق دلتا النهرين، دجلة والفرات. ومع ذلك، فإن القطاع الزراعي في العراق يواجه عدة تحديات تجعل الاستفادة من إمكانياته الزراعية الطبيعية عملية معقدة. في ما يلي بعض النقاط الرئيسية التي تتناول أحدث تطورات الزراعة في العراق والعوامل المؤثرة فيها:
  •  التحديات المائية
  • انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات هو أحد أبرز المشاكل التي تواجه الزراعة العراقية. بسبب التغير المناخي وسدود الدول المجاورة مثل تركيا، يُعاني العراق من نقص متزايد في تدفقات الأنهار. هذا الأمر أثّر بشكل مباشر على توافر المياه للري، وأدّى إلى تقليص المساحات المزروعة.
  • التصحر يمثل تحديًا آخر مرتبطًا بنقص المياه، حيث تؤدي قلة الأمطار وانخفاض منسوب المياه إلى زيادة رقعة الأراضي الجافة وغير الصالحة للزراعة.
  •  التغيرات المناخية
  • يشهد العراق درجات حرارة مرتفعة أكثر من أي وقت مضى، مما يُسبب تدهورًا في جودة التربة، ويُعيق نمو المحاصيل. الاحتباس الحراري يزيد من تفاقم هذه المشكلة، حيث يؤدي إلى زيادة ملوحة التربة وندرة المحاصيل ذات الإنتاجية العالية.
  • التقنيات الزراعية الحديثة
  • تطوير تقنيات الري: في مواجهة تحدي شُح المياه، بدأ العراق في تبني تقنيات حديثة مثل الري بالتنقيط والري بالرش، لتقليل هدر المياه وزيادة كفاءة الري.
  • البذور المحسّنة: تعتمد بعض المناطق الآن على بذور محسّنة مقاومة للجفاف والأمراض، مما يسهم في تحسين الإنتاجية الزراعية في ظروف بيئية قاسية.


  •  الإنتاج الزراعي المحلي
يعتمد العراق بشكل كبير على زراعة محاصيل الحبوب مثل القمح والشعير، إضافة إلى التمور التي تشتهر بها مناطق جنوب العراق. ومع ذلك، فإن انخفاض الإنتاجية المحلية يضطره إلى استيراد معظم حاجاته الغذائية، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على الدولة.
  •  المبادرات الحكومية
اتخذت الحكومة العراقية عدة خطوات لدعم القطاع الزراعي، منها تقديم الدعم المالي والتقني للمزارعين، وتشجيع المشاريع الصغيرة في الريف لتخفيف التبعية على المواد المستوردة. كما تُحاول الحكومة تحسين البنية التحتية للزراعة بإنشاء السدود وزيادة خزانات المياه، مع تعزيز التعاون مع الدول المجاورة للتفاوض حول حقوق المياه.
  • التنوع الزراعي ومصادر الدخل البديلة
من أجل تعزيز الاقتصاد الزراعي، يسعى العراق إلى تنويع المحاصيل، مثل زراعة الخضروات والفواكه، ودعم زراعة النباتات الطبية والعطرية التي تتطلب كميات أقل من المياه. ويجري أيضًا تطوير الزراعة السمكية والنشاطات المرتبطة بالإنتاج الحيواني.
خاتمة
يواجه القطاع الزراعي في العراق تحديات كبيرة تؤثر على قدرته في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، لكن هناك جهودًا جارية من قبل الدولة والمزارعين لتطوير أساليب زراعية جديدة تواكب التغيرات المناخية وتواجه نقص المياه. تعزيز التقنيات الحديثة والاستثمار في البنية التحتية يعتبران من أهم الأولويات لدعم الزراعة المستدامة في العراق.
 

شارك هذا الموضوع: