أثر الخدمات الترفيهية في تطوير المجتمع وتنميته
مفهوم الخدمات الترفيهية
    تعني الخدمات الترفيهية مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تعمل على إشباع رغبات الإنسان وراحته النفسية والذهنية، وبما يتناسب وعمره وثقافته. 
     تعد الخدمات الترفيهية من الأنشطة المهمة والأساسية في المدينة، والتي يجب ألا تغيب عن ذهن المخطط كما حدث في الكثير من مدننا العربية، والتي تعاني حاليا من مشكلة عدم توفر أنشطة كافية لغرض الترفيه تخدم النوع والفئة السكانية، فهي ضرورية في مخططات المدينة ولا تقل أهمية عن الأنشطة الأخرى، وغالبا تكون المناطق الترفيهية هي الأضعف في ميدان المنافسة بين الأنشطة، فكثيراً ما تتعرض للزحف العمراني او التجاري او الصناعي، ففي الوقت الذي يزداد فيه السكان يزداد الطلب على الخدمات الترفيهية، مما يؤدي الى تراجع تلك الخدمات وضيق نطاقها مما يولد ضغطاً كبيراً على ما هو متاح  ومتوفر منها فتقل كفاءة أداءها.
أنواع الخدمات الترفيهية
     تضم المدن عدة أنشطة ترفيهية وبما يتلاءم وحاجة الإنسان والتطورات التي يشهدها العالم، وتعد وسائل الترفيه من السمات الحضارية في المدينة، وكلما زادت في عددها وتنوعها دل ذلك على درجة التحضر، واهم هذه الانواع هي المتنزهات والحدائق والنوادي والملاعب الرياضية والنوادي الاجتماعية والمقاهي بأنواعها والمكتبات العامة والمناطق الاثرية والتراثية ودور السينما والمسارح والمعالم الدينية والقلاع والاسوار القديمة
اثر الخدمات الترفيهية على المجتمع
    يعد توفير الخدمات الترفيهية في المدينة من الجوانب المهمة والتي لا يمكن التفريط بها لما لها من مردودات ايجابية على سكان المدينة، النفسية منها والاقتصادية والثقافية والبيئية والتربوية، والتي تنعكس أثرها على طبيعة حياة المجتمع ومستوى تطويره وتنميته واهم هذه العناصر الايجابية للخدمات الترفيهية هي كما يلي:-
1- الجانب النفسي والعقلي 
   يقضي الانسان معظم وقته في الروتين الممل سواء في البيت او مكان العمل، لذا تزداد رغبته في قضاء جزء يسير من وقته سواء على صعيد اليوم او الأسبوع او الشهر في مكان خارج البيت ومكان عمله، محاولة منه لتغيير أجوائه وحسب ما يرغب كفرد أو رغبة جماعية لعدة أفراد، أو رغبة عائلية، وقد يكون المكان المقصود للترفيه حديقة عامة أو مدينة ألعاب أو نادي ترفيهية أو مقهى عام أو منطقة أثرية أو دور سينما أو مسرح او ساحل او بحر أو ضفة نهر وغيرها والهدف من هذا هو شعور الإنسان بالراحة النفسية بعيداً عن العمل وهموم البيت، وفي مكان تتوفر فيه بعض المقومات الطبيعية أو البشرية التي تميزها عن غيرها من الأنشطة الأخرى، وقد تنعكس أثار ذلك على القدرة العقلية للإنسان ، حيث تزيد من قدرته على التركيز والإبداع، وذلك لارتباط الجانب النفسي بالجانب العقلي، فمع الراحة النفسية يزيد الإبداع والابتكار وتنشط الافكار.
2- الجانب الاقتصادي 
   ان زيادة عدد الخدمات الترفيهية واتساع نطاقها يسهم بتوفير فرص عمل لعدد كبير من سكان المدينة من خلال ارتباط بعض الانشطة بها كخدمات الطعام والنقل ومحلات بيع التحف والمواد الغذائية وهذا له دور كبير في زيادة الدخل مما يؤدي الى زيادة القدرة الشرائية للسكان.
3- الجانب الثقافي
   ان النشاط الترفيهي له اهمية كبيرة في الجانب الثقافي، فعندما يجتمع افراد المدينة بمختلف اعمارهم ومستوياتهم العلمية والثقافية في مكان واحد ويتم تبادل الآراء ويتم النقاش حول موضوع معين فيستفاد الفرد من المعلومات التي لا يمتلكها او التي لم يكن لديه معرفه بها مما ينعكس ذلك على تطوير ثقافته، وكما تعمل النوادي الاجتماعية والمهنية على اقامة الندوات والمحاضرات العلمية والثقافية بشكل مستمر تسهم هي الأخرى في تثقيف روادها وتطوير قدراتهم والعمل على رفع مستوى امكانياتهم.
4- الجانب البيئي
   يمثل الجانب البيئي العنصر الاساس في حياة كل انسان لأنه المكان او الوسط الذي يعيش وينتمي اليه ، فاذا كان هذا المكان خالي وسليم من المشاكل التي تؤثر على صحته كمشاكل التلوث بأنواعه انعكس ذلك على صحة الانسان فيكون بذلك معافى وبكامل صحته، اما اذا حدث العكس وكانت بيئة ملوثة والمشاكل متعددة فسيكون لها أثار سلبية تؤثر على صحة الإنسان وسلوكياته وقدراته.
5- الجانب التربوي
   لا يقل هذا الجانب اهمية عن الجوانب التي تم ذكرها بل ذات أهمية كبيرة جدا ولكن للأسف يجهله الكثيرون، فالأطفال هم اساس المجتمع ويمثلون القاعدة الأوسع انتشاراً في المجتمع، فيحتاج الطفل إلى اهتمام وعناية خاصة لكي ينشأ ويتربى بصورة صحيحة، لذا يحتاج إلى ممارسة هواياته كالركض أو ركوب دراجة هوائية او لعب كرة، أو التزلج فعلى المخطط ان يضع كل هذا في نظر الاعتبار خاصة ان الطفل يحاول إشباع رغباته من خلال الحركة، وبالتالي ستكوف تربية أبناء المستقبل غير صحيحة في حال تم منعهم من ممارسة هواياتهم ويتحمل بذلك جزء من وزرها المخطط وولي الأمر.

شارك هذا الموضوع: