قد يتساءل البعض لماذا لا يبدو بعض الموظفين مندفعين للعمل؟ وهل يمكن زيادة اندفاعيتهم للابداع والتميز ؟
تعد مشكلة تباطىء دافعية الموظفين والعاملين في المؤسسات والدوائر ومختلف الشركات , تعد مشكلة رئيسية, وتكلف ارباب الاعمال الاموال الطائلة من عوائد كل سنة , بحيث يرى بعض الخبراء ان سبعين بالمائة من عمال اليوم اقل اندفاعا مما كانوا عليه في السابق, لذا يتساءل البعض ما الواجب علينا عمله لتحفيز الموظفين والعاملين للقيام بافضل مالديهم ؟
وتعد الحوافز هي الحل الامثل لتجاوز هذه الازمة , وتعرف الحوافز بإنها جمع حافز، ومدار هذه المادة على معنى: الحث، والدفع , ورد في معاجم اللغة انها : ((تدل على الحث، وما قَرُبَ منه)) ، ((حَفَزَه أي : دفعه من خلفه)),فإن الحوافز هي مجموعةٌ من الوسائل التي تُساهم في دعم الأفراد في بيئة العمل من أجلِ زيادة الإنتاجية، وتحقيق الأهداف المطلوبة بكفاءة، وتُعرف أيضاً بأنّها عبارةٌ عن الطُرق التي تُستخدم في تقديم الشُكر للعاملين في مؤسسةٍ ما، مُقابل العمل الممتاز الذي قاموا بتحقيقهِ خلال فترةٍ زمنيةٍ مُحددة، أو في حال تمكنوا من النجاح في الوصول إلى الأهداف المطلوبة، مما يُؤدي إلى زيادة تميز العمل، كما أنّها تُساهم في دعم الأداء الوظيفي في المُنشأة.
وللحوافز أثرا على أداء العاملين بشكلٍ إيجابيٍ ؛ وذلك لما تعكسه من انطباعات سعيدةٍ عندهم، وخصوصاً عند شعورهم بأنه قد تمّ تقدير العمل الذي يقومون فيه، وتعمل على إثارة القوى الحركيّة في الإنسان، وتؤثّر على سلوكه وتصرّفاته, وتشمل كل الأساليب المستخدمة لحثّ العاملين على العمل المثمر وأداء واجباتهم بجد وإخلاص، وتشجيعهم على بذل أكبر جهد زائد عن المعدل في مجال الإنتاج.
ومن أثار الحوافز انها تعمل على :
الزيادة في الإنتاجية , فعندما يشعر العامل بالرّضا اتجاه عمله، سيحرص على زيادة نسبة الإنتاجية في العمل، ممّا يؤدّي إلى تحقيق النتائج المطلوبة بنجاح, فضلا عن تطور أنشطة المنشأة .
تحفيز الرّوح المعنوية عند العاملين؛ فيشعرون بأنّ لهم قيمة في مكان العمل، وأنّ لهم دوراً مهماً في النجاح الذي تمّ تحقيقه.
المساهمة في دعم العاملين الممتازين ودعم العاملين الجدد من أجل تحسين وتطوير أدائهم، حتى يتمكّنوا من الحصول على الترقيات الوظيفية.
تشجّع العاملين على الإبداع، وذلك بتوفير البيئة المناسبة لهم، من أجل العمل على مجموعةٍ من الابتكارات المهنية الجديدة، والتي تساهم في تطوّر بيئة العمل.
نمو التقدير الذاتي عند العاملين، ممّا يَزيد من اهتمامهم بنمو العمل.
وتعتمد طبيعة الحوافز المستخدمة في بيئة العمل على طبيعة النشاطات أو المهام المرتبطة بها، وعادةً تَختار الإدارة نوع الحافز بالاعتماد على الفكر الإداري، والخبرة السابقة حول طبيعة العاملين حتى تتمكّن من الوصول إلى اختيار القرار المناسبة حول تقديم الحوافز , وتقسم الحوافز إلى النوعين التاليين: الحوافز المادية والحوافز المعنوية , وتقسم من حيث هدفها إلى قسمين: الأداء الجيّد؛ وتشمل: التّرقية، والتّقدير والعلاوات, وغيرها تقرّر في الغالب بناءً على مدى التزام الفرد بالأداء المقرّر، والأداء الممتاز؛ والّذي يتضمّن قدراً من الابتكار والتّجديد، وهذا ما تسعى إليه الاتّجاهات الحديثة بالإدارة مثل: منهج الإدارة بالأهداف مقابل الأداء الممتاز المبتكر الّذي يضيف العامل من خلاله للعمل شيئاً جديداً، كأن يتوصّل إلى طريقة جديدة للأداء توفّر بعض الوقت أو الجهد او آلية العمل.
اما الحوافز الماديّة فقد تتعدّدت أشكالها ، وتتمثّل هذه الحوافز في المكافآت الماديّة، حيث إنّه عن طريق المال تستطيع إشباع ضروريّات الحياة من مأكل ومسكن، كما أنّ المال يعتبر ضروريّاً للصحّة والتّعليم ، ويوزّع هذا الأجر على العامل أو الموظّف بطرق شتّى، من: الأجر اليومي , والأجر الشّهري والحوافز والمكافآت والّتي تمثّل في صور مختلفة من : العلاوات و مكافأة نوعيّة العمل , ومكافأة الموظّف في مبلغ نقدي، أو جائزة عينيّة، أو كلاهما تمنح في كلّ عام لتميّزه وإبداعه في العمل، ولإسهاماته البارزة, ومكافأة الانضباط في العمل , ومكافأة نهاية الخدمة .
الا ان الحوافز المعنويّة أحد الرّكائز ذات الأهميّة القصوى في منظومة الحوافز الّتي تضعها المؤسّسة والتي بدونها لا يمكن أن تكتمل صورة الحوافز التي تشجع على العمل، وتزيد من الأداء داخل المؤسّسة؛ ويمكن حصر هذه المطالب أو الحاجات في الحاجة إلى الأمن والانتماء، والمكانة الاجتماعيّة، والعلاقات الطيّبة برؤسائه، وذلك حتّى يتكوّن لديه الإحساس بالثّقة والمقدرة والكفاءة، وعلى النّقيض فإنّ نقص هذه الحاجات قد يولّد فيه الإحساس بالضّعف والعجز والإحباط.
وتعتبر الحوافز المعنويّة والّتي تتجاوز النّواحي الماديّة مهمّة أيضاً في تحفيز العاملين، ومنها :
1-الاعتراف بجهد العاملين: حيث يعطي كثير من العاملين أهميّة للاعتراف بجهودهم، مثل: تسميّة الموظّف المثالي أو تقديم رموز معنويّة أخرى، كعمل احتفال تكريم او احياء مناسبة مهمة، أو إعطاء إجازات مدفوعة الأجر، أو إعطاء كتب شكر أو أوسمة وأسلوب تشجيعهم لتقديم اقتراحات لتطوير العمل، ومكافأة أصحاب الاقتراحات .
2- دوافع العمل النفسية : من رسائل التّقدير والإطراء, والمدح والتأنيب, ,لأنّ الشّعور بالأمان شرط ضروريّ من شروط الصحّة النفسيّة السليمة، وإذا كان أمن الفرد أساس توازنه النّفسي، وقد أشارت البحوث إلى علاقة الحوافز الماديّة والمعنويّة بصحّة العامل النفسيّة، وزيادة إنتاجه.
3- دوافع العمل الاجتماعيّة , والشعور بأنّ له أهميّة اجتماعيّة، وأنّ وجوده وجهوده لها قيمة وتأثير على الآخرين؛ كونه يعزّز الشّعور بالأمن، ويزيد من الرّغبة في العمل الجماعي .
4- الحاجة إلى التّقدير ، وتشمل: المحبة، الرّضا، القبول، الصحّة، الصّحبة، المكانة الاجتماعية.
دوافع الإنجاز: وتتمثّل بشعور العامل بأنّ لديه الرّغبة ليؤكّد ذاته في عمله من خلال ما يقدّمه من تحسينات وابتكارات، واختراعات للعمل.
6-دوافع الاستقرار: أي حاجة العمّال الصناعيين إلى شعورهم بالاستقرار بالعمل، وأنّ هناك عدالة في المعاملة .
فاذا كان عمل موظفيك روتينيا اضف بعض اشكال التجديد , واعطيهم فرصة اختيار الطريقة التي يودون القيام بها, وشجعهم على تحمل المسؤولية وفرص القيادة وتكوين فريق العمل بينهم , فضلا عن تعليمهم اخطائهم مع تجنب النقد القاسي, واظهار الاعجاب لاعمال الموظفين مع تواصل للرغبة الطبيعية للانتاج عندهم , وازالة مثبطات التحفيز واضافة المحفزات غير المكلفة , وأشارة إنجازات الموظف, ليس فقط في وقت مراجعة الاداء انما حالة حدوثها , وترك البدء بإلاجتماعات عديمة الفائدة واستغلال التقنية باستعمال الانترنت او المذكرات التوضيحية لتوزيع وايصال المعلومات المهمة على موظفيه كما لا يسمح للموظفين بتصيد اخطاء الاخرين وجعل كل شخص مسؤول عن مهماته ومسؤولياته.