مقالة بعنوان / القوقعة الالكترونية و الطفل
أعداد : أ . سرمد أسدخان محسن كاظم الدعمي
قسم العلوم التربوية و النفسية
( القوقعة الالكترونية و الطفل )
بظل ما يشهده العالم من تسارع في كافة ميادين الحياة عموما و التكنولوجيا خصوصا ، لذا عندما تلقي تلك الوتيرة المتسارعة بضلالها على المجتمع سيكون لكل فرد من افراد الاسرة نصيب منها ، و يلعب عامل الإدمان الالكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في خلخلة الروابط الاسرية بسبب بناء كل فرد من افراد الاسرة بدء بالوالدين و انتهاء بالطفل ان يبنوا او يلغوا محيطهم بجدار الكتروني مشابه لقوقعة السلحفاة و لكن بصورة ادمان الكتروني بدلا من ان تكون تلك القوقعة اسرية – اجتماعية
ان احاطة الاب و الام لنفسيها بتلك القوقعة الالكترونية انعكس سلبا على الأدوار التي يجب ان يمارسانها فبدلا من ان يكون الاب مسؤول عن متطلبات المنزل و متابعة الأبناء اصبح الام اسير برامج التواصل الاجتماعي و السوشيال ميديا مما اضعف دوره كثيرا و هنا قد يكون رب الاسرة محظوظا نوعا ما و تتحمل الام جزء من مسؤليات الاب ، الا ان ذلك قد يكون عند الام مشابه لما يقوم به الاب فتكون الام ممن احاطة نفسها بقوقعة الكترونية تلهيها عن أداء الدور الأهم في المنزل و الذي يعود للام ، ان المشكلة الأكبر لا تكمن في احاطة الوالدين لانفسهم بقوقعة الكترونية بل في ان يتم التواصل الالكتروني بصورة جيدة بين الاب او الام و باقي افراد محيطهم يجب التخلص من مسؤولية الطفل و متطلبات تربيته و استغلال الوقت المخصص للطفل للتربية و المتابعة في ان يستغل في السوشيال ميديا لذا يلجأ الوالدين الى اقحام الطفل بقوقعة الكترونية و جعله مدمن على مواقع التوصل و ذلك بتخصيص جهاز هاتف نقال له مربوط بشبكة الانترنت و بالتالي سيبدأ الطفل بتقليد الوالدين في الإدمان الالكتروني و سيكون الطفل بمواجهة متغيرات و صور و فيديوات السوشيال ميديا بدون رقابة ابوية و هنا ستكون اغلب ميول الأطفال نحو الاثارة الالكترونية السلبية كما في قولة تعالي : ( و ان النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي ) ص .
و هنا يجب ان تكون أساليب اصلاح هؤلاء الأطفال (في حال أصبحت تتغلب عليهم سلوكيات السوشال ميديا ) تكون نابعة من أدوار الوالدين حيث يجب ان يكون الاب صديق لابنه و الام صديقة لابنتها ، حيث من متطلبات الصداقة ان لا يخفي كل صديق عن صديقة ما يراه و ما يسمعه ، فهنا اذا كانت علاقة الام مع ابنتها علاقة صداقة سوف تتكلم الطفلة لامها عن كل ما شاهدته في مواقع التواصل ، و هنا تبرز الأساليب الارشادية الصحيحة للام او للاب فأذا تم معاقبة الطفل او ضربه او سحب الموبايل منه سيكون حجم الخطأ اكبر لان الضرب سيولد كره للاب او الام بالإضافة الى ان الطفل في حالة تعرضه للضرب من اشخاص اخرين سيكون امر طبيعي ، و في حالة سحب جهاز الموبايل منه سيكون الطفل باحثا عن وسائل مخفية للحصول على الاجهزة اللوحية الأخرى و ضمن طائلة ( الممنوع مرغوب ) ، ان العلم الحديث لا يمنع من استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية و لكن ضمن اعمار محددة و ضمن رقابة ابوية صارمة و كذلك بتوقيتات تكون بمدة زمنية محددة بوقت و تكون بعد أداء الطفل لكل مهامه الدراسية او المنزلية ، ان المدقق في القوقعة الالكترونية للأطفال سيجد ان التصفح لبرامج السوشيال ميديا من قبل الطفل و بتوجيه من الوالدين أيضا له اثار إيجابية حيث سياهم نوعا ما في تطوير البنية العقلية للطفل و تنويع مصادر التعلم لديه بدلا من الاعتماد على مصدر واحد او مصدرين متمثلان بالاسرة و المدرسة في ظل وجود ضعف في المناهج التربوية الموجودة بأغلب مدارسنا