مقال بعنوان
(هل يوجد بين الانسان ونفسه صراع)
اعداد: م.م. ازهر علي محمد
جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية
في اعماق الشخصية هنالك بناء ثلاثي التكوين، وكل جانب في هذا التكوين يتمتع بصفات وميزات خاصة، وان الجوانب الثلاثة تؤلف في النهاية وحدة متفاعلة ومتماسكة هي الشخصية، وهذه الاجهزة هي الهو، والانا، والانا الاعلى وحين تعمل متعاونة تيسر لصاحبها سبل التفاعل مع البيئة على نحو مُرضي، بحيث يتم اشباع حاجاته الاساسية ورغباته، اما اذا تنافرت وتشاحنت هذه الاجهزة ساء توافق الفرد وقل رضاه عن نفسه وعن العالم ونقصت كفايته.
يمثل الهو النظام الاصلي للشخصية، وهو الكيان الذي يتمايز منه الانا والانا الاعلى، ويتكون من كل ما هو موروث وموجود سيكولوجيا منذ الولادة بما في ذلك الغرائز، انه مستودع الطاقة النفسية، كما انه يزود العمليات التي يقوم بها النظامان الاخرين بطاقاتهما، ويطلق فرويد على الهو اسم (الواقع النفسي الحقيقي)، لأنه يمثل الخبرة الذاتية للعالم الداخلي ولا تتوفر له أية معرفة بالواقع الموضوعي، ويستهدف الهو ID تخليص الفرد من كميات الاستثارة او الطاقة التي تنبع داخله نتيجة للتنبيه الداخلي او الخارجي، اي ان الهو يستهدف تجنب الالم وتحقيق اللذة، ويلجأ الى الافعال المنعكسة التي تخلصه على نحو اَلي من كل طاقة جسمية يستثيرها مثير ما يفعل فعله في عضو الحس، والنتيجة العامة هي استبعاد المثير.
اما الانا يمثل الجهاز الاداري للشخصية لأنه يسيطر على منافذ الفعل والسلوك، ويختار من البيئة الجوانب التي يستجيب لها، ويقرر الغرائز التي سوف تشبع والكيفية التي يتم بها ذلك الاشباع، ويجب على الانا عند قيامه بهذه الوظائف الادارية البالغة الاهمية ان يعمل على تكامل مطالب كثيراً ما تتصارع فيما بينها وهي مطالب الهو والانا الاعلى والعالم الخارجي، ان هذا العمل ليست امراً سهلاً وكثيراً ما يكون عبئاً باهضاً على الانا.
يعمل الانا على احداث التوازن داخل الجهاز النفسي وفك الصراع وفي بعض الاحيان يعجز عن احداث التوازن داخل هذا الجهاز على نحو شعوري لذا يلجئ الى استعمال ميكانزيمات دفاعية لاشعورية للحفاض على بنية الشخصية من الانهيار. 
واما الانا الاعلى فانه يحتوي على المعايير والمستويات الاخلاقية والاجتماعية في ثقافة المجتمع، ويعمل طبقاً لمبدأ الاخلاق، ويسعى الى الكمال وليس الى المتعة والواقعية، ويتكون من نظامين هما: الضمير الذي يتشرب الفرد من خلاله قيم الاخرين، والانا المثالي الذي يتعلم الفرد من خلاله قيمه الخاصة، ويمثل التصور الذي نتمنى ان تكون عليه ومدى قربنا او بعدنا عنه.
وقد قسم علماء النفس أنماط الصراع النفسي إلى أربعة أنماط رئيسة وهي:
صراع الإقدام- الإقدام 
يحدث هذا النوع من الصراع النفسي نتيجة لوجود هدفين مرغوبين يجب الاختيار بينهما، كما أن اختيار أحدهما يترتب عليه خسارة الهدف الآخر، كالاختيار بين وظيفتين أو الاختيار بين أنواع السيارات، وكلما كانت الأهداف متكافئة كلما زاد الصراع النفسي الداخلي وتضاربت العواطف لدى الإنسان.
صراع الإحجام- الإحجام
يتولد هذا الصراع بسبب مواجهة الشخص لموقفين أو أكثر غير مرغوبين، كما أن محاولة تجنب أحدهما تؤدي إلى الوقوع في الآخر.
صراع الإقدام الإحجام
يحدث هذا النوع من الصراعات النفسية نتيجة لوجود هدف متعادل من ناحية الجوانب السلبية والإيجابية، فإذا أقدم الإنسان على تحقيقه فسوف يواجه الجوانب غير المرغوب فيها (السلبية)، وعلى النقيض من ذلك فإذا أحجم الإنسان عن تحقيقه تعرض لخسارة الجوانب الإيجابية المرغوبة.
صراع الإقدام – الإحجام المزدوج
وهذا النوع من الصراع النفسي يواجه الفرد هدفين يحتوي كل منهما على جوانب سلبية وأخرى إيجابية، وهنا يجد الفرد نفسه في حيرة وصراع بين اختيار أحدهما لما ينطوي عليه كل واحد منهما من سلبيات وايجابيات.
   م.م. ازهر علي محمد 
التخصص – علوم نفسية\ علم نفس النمو  

شارك هذا الموضوع: