(التفكير المزدوج Double Thinking)

(التفكير المزدوج مهارة لتحقيق التوازن )

مقال بعنوان (التفكير المزدوج Double Thinking)
(التفكير المزدوج مهارة لتحقيق التوازن )
اعداد / م.م. بسمه برهان رشيد
كلية التربية للعلوم الانسانية
قسم العلوم التربوية والنفسية
جامعة كربلاء
basma.b@uokerbala.edu.iq
 
مقــــــــــــــدمـــــــــــة
إن التفكير المزدوج هو أفضل طريقة تحمي من الانكسار أمام المواقف الصعبة ، ويتمثل في إن الإنسان يواجه غالباً في حياته الكثير من المواقف الصعبة التي لا تحسم أبداً على وفق رغباته أو أهدافه ، لذلك فإن أفضل طريقة لامتلاك التفكير المزدوج هو القدرة على التكيف مع المتغيرات التي تواجه الفرد دائماً ، والتأقلم مع كل ما هو جديد ، وقد حدد الخصائص العقلية والسمات الشخصية التي يتميز بها القائم بعملية التفكير المزدوج بأن يكون محبا للاستطلاع ومستقلا برأيه وعلى قدر كبير من المرونة العقلية في معالجة المشكلات ومتفتح العقل على كل الخبرات التي تتاح له وواع بأهدافه ومثابر على تحقيقها.
وأن طريقة التفكير المزدوج خطوة ناجحة للابتعاد عن المسار المألوف والشائع ، حيث يميل مستخدمي طريقة التفكير المزدوج إلى مقاربة العالم بطريقة أصيلة وحقيقية لا يشوبها التحامل والآراء المسبقة ، فالأشياء والأوامر والقواعد النمطية تظهر فقط للأشخاص البسطاء في طريقة تفكيرهم مما يولد لديهم رؤية مقبولة للعالم ولكن مفكري التفكير المزدوج هم منفتحون على مختلف التجارب والثقافات مما يتيح ملاحظة الأشياء التي لا يتمكن الآخرون من ملاحظتها ويستمتعون بالمغامرة ويميلون إلى اكتشاف الآخر ويتجاوزون القواعد المفروضة من الخارج.
 
تعريف التفكير المزدوج :
قدرة الشخص على تحمل فكرتين متناقضتين وتقبلهما بمرونة في مواقف مختلفة بغية تحقيق افضل النتائج فيها.
التفكير المزدوج في الاسلام
حظي التفكير باهتمام الأديان السماوية والعديد من الباحثين والمربين والفلاسفة عبر التاريخ فقد میز سبحانه وتعالى الإنسان عن الكائنات الحية الأخرى بنعم متعددة ، ومنها التفكير ، وعنيت جميع المدارس الفلسفية ، والفكرية ، والتربوية ، والنفسية بتنمية التفكير لدى المتعلم كي يصبح أكثر قدرة على مواجهة الصعوبات والمشكلات التي تعترض سبيله ، سواء في المجالات الأكاديمية أم مناحي الحياة المختلفة من جوانب اجتماعية ، أم اقتصادية ، أم تربوية ، أم أخلاقية ، وكما ورد التفكير في آيات الأنفس والآفاق قال تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ). وقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شيء) سورة الأعراف الآيتين (184) ، (185). فالمنهج الإسلامي يوجه الفكر للنظر والتأمل فيما حوله مما خلق الله للدراسة والفهم والتعلم والتعليم كل ذلك على وفق شرع الله سبحانه وتعالى.
وان هناك انسجام بين النظرة الاسلامية والنفسية أذ إن قول الامام علي (عليه السلام) ” أعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً وأعمل لأخرتك كأنك تموت غداً ” خير من يجسد مفهوم التفكير المزدوج في الاسلام ، حيث يشير هذا القول الى إن الفرد يعيش بمرونة وتفتح عقلي وتقبل الافكار المتناقضة مثل الفكرتين المتناقضتين الحياة والموت ، وهذا هو التفكير السليم الصحيح ، اما من الناحية النفسية يرى فرويد إن الحياة كفاح بين غريزة الحياة ودافعها الحب وهي مهمة من اجل البقاء وبين غريزة الموت ودافعها العدوان والتدمير التي تعمل على تدمير الذات والآخرين.
أسباب ضعف التفكير المزدوج
1- الاستنتاج الاعتباطي : ويعني وصول الفرد إلى بناء استنتاجات خاطئة في الموقف لعدم وجود بيانات كافية.
2- التجريد الانتقائي : حيث يركز الأفراد على العناصر السلبية في الموقف مع تجاهل العناصر الإيجابية.
3- التعميم المبالغ فيه : حيث يعمم الأفراد أحكامهم من خلال موقف واحد على جميع المواقف والأحداث الأخرى .
4- التفكير الأحادي الرؤية : بمعنى التطرف في الأحكام على الأشياء، فالأشياء إما بيضاء أو سوداء.
5- التفكير الكوارثي : حيث يفسر الفرد الأمور البسيطة على أنها كارثة ومصيبة.
6- التفكير القائم على الحتميات ، مثل يجب أن أفعل كذا أو ينبغي علي ، فالشخص المضطرب انفعاليا يكون غير سعيد لأنه غير قادر على التخلص من أفكاره مثل ( يجب وينبغي ، ويتحتم ). 
7- التفكير القائم على المقارنة : حيث يقارن الأفراد أنفسهم بالآخرين .
8- الميل إلى لوم الذات وانتقادها وإدانة الآخرين : فعندما لا تسير الأمور على النحو الذي يريده الفرد يميل إلى التحقير والتقليل من ذاته وإبراز عيوبها ونواقصها، كما يميل إلى اتهام الآخرين ولومهم وإدانتهم العامري.
خصائص التفكير المزدوج
1- إن التفكير المزدوج يتمتع صاحبه بأن يكون تفكيره مرنا وايجابيا فأنه يذعن للحق ، ولديه الرغبة في معرفة الجديد من المعلومات سواء كان موافقاً أو مخالفاً لرأيه. 
2ـ لغته ومفرداته تتمتع بالمرونة قابلة للأخذ والعطاء ، قادر على الحوار والمناقشة العلمية.
3- تمتاز مداخلاته وطروحاته بالسمو حيث مفاهيمه منطقية وقابلة للتعديل والتغيير. 
4- يتصف بقدرته الفائقة على اختيار كلامه بحيث لا يجرح الآخرين ولا يستهزئ بهم ويقدم نقده للآخرين على شكل نقد بناء ومفيد. 
5- يتصف بفكر مستنير وقادر على إبداء الرأي مع احترام أراء الآخرين ، ويستخدم مفاهيم ومصطلحات مناسبة للموقف أو موضوع النقاش.
6- يحاول قدر الإمكان إعطاء تصور طبيعي وواقعي عن ذاته إمام الآخرين ، ويقدم نفسه بشفافية.
7- يتمتع بامتلاكه لأساليب مبتكرة وجديدة تناسب التطور الحاصل ، فهو بذلك يعد من الأفراد المبدعين القادرعلى إعطاء حلول ناجعة وفاعلة للمشكلات المحيطة به ولغيره. 
8- يتمتع بالمرونة النفسية والسلوكية التي تساعده على ضبط سلوكه في المواقف الصعبة. 
المصادر
 
* _ Tent, G., (2007). My Method in Thinking, 1st, New York, Prints Hall, Macmillan Com. Press.
* _ Wimde, N. (2002). study Double Thinking and Group Administrable, Journal of Cognitive Psychology, Vol. (12), No (5))
 _ Muremsk, G. (2000). The Relationships Between Multiple Intelligence Personality Critical Thinking Ability and Organizational Leadership Performance at Upper Levers of Management Unpublished, thesis University of George Mason Available, WWW Lib Umi. Com.
_ Wrightman .L. (1980) Social psychology in the (80th), Third Edition. Monterey California.
_ Zhenzhong. M, (2007). Personlity and negotiation revisted:The mediation role of negotiator cognition, University of Windsor Brook-cool Inc, California

شارك هذا الموضوع: